لا تسو الدعوة لاخواننا في غز 🇵🇸🇵🇸
******
جلس ساني على الكرسي بجانب الرجل الضخم والرجل الأنيق.
"حسنًا، ما هي الخطة؟"
جلس خالد ويونا على مقاعدهما، وابتسم خالد بثقة قبل أن يقول:
"حسنًا، هذه هي الخطة. أنا وجورج وسيث..."
وأشار أثناء حديثه إلى نفسه، ثم إلى الرجل الضخم، وأخيرًا إلى شاب بشعر أسود مزرق قصير يرتدي سترة جلدية ويتكئ على كرسيه بلا مبالاة.
"بفضل مساعدة سيث وخبرته حول السجن، سنتمكن من الدخول بسهولة."
أثناء حديثه، مال ساني نحو الفتى الأنيق وسأله بصوت منخفض:
"لدي سؤال، من أين أتت هذه الطاولة الكبيرة؟ لم تكن موجودة من قبل."
أجابه الفتى ببساطة:
"هذه الطاولة نستخدمها للعب الورق والدومينو، ويمكن طيها. عادةً ما يضعها خالد في المخزن."
لكن قبل أن يكمل ساني حديثه، ناداه خالد بصوت عالٍ:
"تشارلز! هل كنت تستمع إلي؟"
أدار ساني رأسه بسرعة وقال:
"نعم، سمعتك. قلت إنك ستذهب مع جورج وذاك هناك لفتح البوابة، صحيح؟"
صمت خالد للحظة، ثم قال بلهجة محبطة:
"ومن سيدخل السجن؟"
توقف ساني قليلًا، ثم تنهد قائلاً:
"آه... آسف، لم أكن منتبهًا. هل يمكنك إعادة الشرح؟"
تنهد خالد بعمق، ثم قال:
"حسنًا، اسمع جيدًا هذه المرة. المجموعة التي ستدخل السجن تتكون منك، ويونا، وريكس، وإيفا."
وأشار إلى يونا وساني، ثم إلى الفتى الأنيق، وأخيرًا إلى فتاة ذات شعر أسود طويل بدت غير مبالية... لحظة! هل هي نائمة؟
مال ساني قليلًا نحو ريكس وسأله بهمس:
"هل أنت متأكد أنها ستكون مفيدة؟"
أجابه ريكس بثقة:
"فقط ثق باختيارات خالد."
أكمل خالد:
"أما بالنسبة لهارو ومورو، فسيتوليان اختراق نظام السجن لمساعدتنا إذا حدثت أي مشكلة."
وأشار إلى شخصين متشابهين، فتى وفتاة، كان من الواضح أنهما توأمان.
ثم التفت خالد إلى يونا وسألها:
"هل سماعات الاتصال غير القابلة للاختراق التي صنعتِها ما زالت موجودة؟"
أومأت يونا برأسها إيجابًا، فقال خالد مبتسمًا:
"جيد، هذا يسهل الأمر كثيرًا."
لكن قبل أن يكمل، قاطعهم مصطفى باعتراض واضح:
"وأنا؟ ما هو دوري؟"
نظر خالد نحوه بصمت، وزاد التوتر للحظة، قبل أن تتحول ملامحه من الجدية إلى الحيرة.
"مهلًا... ألم أضعك في الخطة؟"
وقف مصطفى بسرعة وقال بغضب:
"ماذا؟ لن أكون جزءًا من المهمة؟!"
وضع خالد يده على كتفه وقال بصوت هادئ:
"انظر، لقد كبرت الآن، وحان الوقت لتولي بعض المسؤولية. سنكون خارجًا لمدة يوم أو أكثر، وأريدك أن تهتم بالمقهى في غيابنا."
امتلأت عينا مصطفى بالحماس، ووقف بثقة قائلاً:
"حاضر! لن أخيب أملك!"
التفت خالد مجددًا إلى الجميع وقال:
"حسنًا، الآن وقد وزعنا الأدوار، فلننتقل إلى تفاصيل الخطة."
أخرج سيث ورقة كبيرة، فردّها على الطاولة. كانت خريطة تفصيلية للسجن، تُظهر جميع مداخله ومخارجه.
أشار خالد إلى باب خلفي في الخريطة قائلاً:
"المجموعة الأولى، التي تتكون مني وجورج وسيث، سنهدف إلى فتح باب الطوارئ لكم. سنتمكن من ذلك عبر اختراق غرفة التحكم بالأبواب."
رفع ساني حاجبيه وسأل:
"ومن الذي سيدخل السجن فعليًا؟"
هز خالد رأسه وأشار إلى ساني والمجموعة الثانية قائلاً:
"المجموعة الثانية، أي أنتم، ستدخلون عبر الباب الخلفي. بمجرد الدخول، ستتجهون للأسفل عبر السلالم، لأن السجناء المؤقتين يوضعون في الطوابق العليا، بينما المجرمون الذين حُكم عليهم لفترات طويلة يُؤخذون إلى الطوابق السفلية. السجن مقسم إلى أربعة طوابق تحت الأرض، وكلما زادت مدة الحكم، كان السجين في طابق أعمق."
اتسعت عينا ساني قلقًا وسأل:
"لكن كيف سنعرف في أي طابق يوجد نير؟"
نظر خالد إلى هارو ومورو وقال:
"هذا دوركما. سنحتاج إلى اختراق ملفات السجن للوصول إلى مستندات النزلاء."
رفع التوأمان إبهاميهما وقالا في وقت واحد:
"اتركوا الأمر لنا!"
أكمل خالد:
"إذا كان نير في الطابق الأول، فهذا رائع. ولكن إذا كان في الطوابق السفلى، فسنواجه مشكلة. الحراس يراقبون السلالم التي تفصل بين كل طابق وآخر، لذا علينا أن نجد طريقة لتجاوزهم."
سأل ساني:
"أليس هناك حراس في الطابق الأول أيضًا؟"
هز خالد رأسه نفيًا:
"لا، لأن هذا السجن يسمح للمجرمين بالتجول بحرية داخل الطابق الأول خلال النهار. ولكن عند حلول الليل، يعود الجميع إلى زنازينهم، حيث يبدأ الحراس في القيام بجولات تفتيشية. إذا وجدوا أي سجين خارج زنزانته، فإنه يُعاقب. لهذا السبب سننفذ خطتنا في الصباح."
توقف خالد للحظة، ثم تابع:
"إذا كان نير في الطابق الثاني أو الثالث، فسنستخدم خطة خاصة لتجاوز الحراس. نظرًا لوجود عدد كبير منهم، لن يكون القتال خيارًا. ولهذا، سنستغل مهارات إيفا في التلاعب. ستضيف منومًا إلى مشروبات الحراس، مما سيسمح لكم بالمرور دون مشاكل."
ظل خالد يشرح التفاصيل، بينما كان الجميع يستمعون بتركيز.
وعندما انتهى من شرح الخطة بالكامل، خيّم جو من التوتر على الفريق. أدرك خالد ذلك، فحاول كسر هذا الجو، فوقف بحماس قائلاً:
"بما أننا سنبدأ مهمتنا غدًا، فالجميع يحصلون على مشروبات مجانية على حساب المقهى!"
صرخ الجميع بحماس، وسرعان ما تحول الاجتماع إلى حفلة مليئة بالضحك والمشروبات.
رغم أن خالد قال إن المشروبات فقط هي المجانية، إلا أن الجميع تعاملوا مع الأمر كإعلان رسمي لحفلة. بدأت إيفا بالنوم فوق الطاولة، بينما وقف ريكس وسيث وجهًا لوجه يتحديان بعضهما في الشرب.
أما ساني، فقد جلس في زاوية بعيدًا عن الضوضاء، يراقب المشهد بينما تحاول يونا إيقاف ريكس وسيث عن الشجار.
اقترب خالد من ساني بهدوء وجلس بجانبه، وهو يحمل كوبًا من الشراب ومدّه نحوه قائلاً:
"تفضل."
أبعد ساني الكوب عن وجهه وقال:
"لا، شكرًا. لا أحب الخمر."
تفاجأ خالد قليلًا، ثم ابتسم قائلاً:
"حقًا؟ هل السبب ديني؟"
أجاب ساني:
"لا، فقط لا أحبه."
حرك خالد كوبه بين يديه ثم قال:
"هذا ليس خمرًا، إنه عصير تفاح."
نظر إليه ساني بارتباك:
"عصير تفاح؟"
ضحك خالد وقال:
"نعم. في الواقع، نحن لا نبيع الخمر هنا."
أخذ ساني رشفة من الكوب، واتسعت عيناه بدهشة:
"واو! إنه لذيذ جدًا!"
ضحك خالد وقال:
"نعم، إنه الأفضل!"
بينما كانا يتحدثان، انسجم ساني في الحديث دون أن يدرك أنه قال:
"في الحقيقة، أختي كانت ستسمي سفينتنا 'سفينة الكوكيز'... آه، أنا حتى لا أعلم لماذا وافقت، لكن أمي لديها ذوق غريب في الأسماء... وأبي صُدم تمامًا عندما سمّتني ساني لمجرد أن الجو كان مشمسًا في ذلك اليوم..."
توقف فجأة عندما أدرك خطأه، والتفت بسرعة إلى خالد، الذي كان ينظر إليه بصدمة.
"انتظر... هل قلتَ ساني؟! أنت ساني الحقيقي؟!"
شعر ساني بالارتباك، فمدّ يده ليغلق فم خالد وهمس:
"دعنا نتحدث في الخارج!"
*******
اللهم انصر اخواننا في غزة و فلسطين يا رب🇵🇸🇵🇸