الفصل 38: بوابة الأسرار
---
اندفع لي يون تشي عبر البوابة، غارقًا في الضوء الساطع الذي استمر لبضع لحظات قبل أن يتلاشى تدريجيًا. عندما استعاد بصره، وجد نفسه في ساحة شاسعة محاطة بأعمدة من الأحجار السوداء، ترتفع إلى عنان السماء.
الأرض كانت مغطاة بنقوش غامضة، تتوهج ببطء مع كل خطوة يخطوها. كان الهواء هنا مختلفًا، ثقيلًا بالطاقة وكأنه يحمل معه ذكريات آلاف السنين.
"هذا المكان... أشعر وكأنني مراقب."
---
في وسط الساحة، كانت هناك منصة مرتفعة، وعليها كرة بلورية شفافة تتوهج بضوء غريب. حولها، كانت هناك أشباح خافتة تتراقص، وكأنها أرواح محبوسة في هذا العالم المظلم.
"ما هذا؟" تمتم لي يون تشي وهو يقترب من الكرة البلورية بحذر.
فجأة، سُمع صوت هادئ وعميق، وكأنه ينبعث من أعماق الأرض:
"مرحبًا، أيها المغامر. لقد وصلت إلى نقطة اللاعودة."
---
توقف لي يون تشي في مكانه، متأهبًا لأي هجوم. "من أنت؟ أظهر نفسك."
تجسدت أمامه شخصية غامضة، تبدو وكأنها مصنوعة من الظلال. كانت ترتدي عباءة سوداء، ووجهها مختفٍ تمامًا، ما عدا عينان تتوهجان بوميض ذهبي.
"أنا حارس هذا المكان. فقط من يستحق يستطيع أن يكمل."
---
لي يون تشي لم يظهر أي خوف. "اختباراتك لا تهمني. إذا كنت تعيق طريقي، فسوف أزيلك مثلما أزلت من سبقك."
ضحك الحارس بصوت هادئ، لكنه مليء بالرهبة. "ثقتك بنفسك مثيرة للإعجاب، لكنها قد تكون هلاكك. اجتز الاختبار أولًا، ثم سنرى من هو القوي هنا."
---
ارتفعت الأرض فجأة، وتحولت الساحة إلى متاهة متحركة. الجدران بدأت تتحرك، والطاقة الغامضة تملأ المكان.
"اختباري بسيط، أيها الشاب. اعبر المتاهة، لكن حذار من الفخاخ. ليست كل خطوة ستقودك إلى الأمام."
"تبدو ممتعة." ابتسم لي يون تشي ببرود، وبدأ يتحرك داخل المتاهة.
---
كلما تقدم، كانت المتاهة تكشف عن تحديات خادعة. جدران تتحطم فجأة، أشواك تخرج من الأرض، وسيوف طاقة تقطع الهواء.
"سسس!"
مر لي يون تشي بجانب سيف طاقة بصعوبة، وتركزت عيناه على الجدران المتحركة.
"إنها ليست مجرد متاهة، إنها لعبة من الإدراك والمهارة."
---
في أحد الزوايا، ظهرت شخصية غامضة أخرى. كانت تشبه ظلًا مشوهًا، تحمل سيفًا ضخمًا.
"تحدٍ آخر؟" قال لي يون تشي بنبرة ساخرة.
هجم الظل بسرعة غير متوقعة، لكن لي يون تشي كان أسرع.
"بوووم!"
ارتطمت قبضته بجسد الظل، مما تسبب في انفجار هائل. الظل تلاشى كأنه لم يكن موجودًا.
---
بعد ساعات من التنقل بين التحديات، وصل أخيرًا إلى منصة أخرى.
"لقد اجتزت المتاهة، لكن رحلتك لم تنتهِ بعد."
ظهر الحارس مرة أخرى، وعلى وجهه تعبير غامض.
"أنت قوي، لكن القوة وحدها لا تكفي. يجب أن تثبت أنك تستحق إرث هذا المكان."
---
"إرث؟" رفع لي يون تشي حاجبًا. "إذا كان هذا الإرث لي، فسوف آخذه، سواءً كنت تستحقه أم لا."
مد الحارس يده، مشيرًا إلى بوابة جديدة. "الاختبار الأخير خلف هذه البوابة. إن كنت حقًا ترغب في معرفة الحقيقة، تقدم."
---
دون أن يتردد، خطا لي يون تشي نحو البوابة. الطاقة من حولها كانت تشتعل، والضغط يتزايد مع كل خطوة.
"لن أسمح لأي شيء أن يعيق طريقي."
ومع ذلك، قبل أن يدخل البوابة، سمع صوتًا مألوفًا.
"هل أنت متأكد أنك مستعد لما سيأتي؟"
كان الصوت يأتي من داخله، لكن لي يون تشي تجاهله، ودخل البوابة بثقة لا تتزعزع.
---
نهاية الفصل
إلى الفصل القادم...