الفصل 39: الإرث الغامض

---

عبر لي يون تشي البوابة، ولم يكن مستعدًا لما ينتظره على الجانب الآخر. العالم الذي دخل إليه لم يكن مثل أي شيء شاهده من قبل. السماء سوداء كالليل الأبدي، مرصعة بنجوم تتوهج كأنها تراقبه. الأرض من تحت قدميه كانت شفافة، وكأنه يسير على سطح الماء المتجمد، لكنه كان صلبًا بشكل غريب.

في وسط هذا الفضاء، كانت هناك منصة دائرية، وفوقها سيف أسود يطفو في الهواء، يشع بهالة مرعبة.

---

"هذا السيف..."

شعر لي يون تشي بجسده يتوتر لأول مرة، لكنه لم يكن خوفًا، بل شعورًا غريبًا بالانجذاب. السيف كان يبدو مألوفًا، وكأنه يناديه.

---

"لقد وصلت إلى هنا، ولكن السؤال الحقيقي: هل أنت مستعد لتحمل عبء هذا السيف؟"

ظهر الحارس مجددًا، واقفًا على بعد خطوات. كان صوته يحمل نغمة مختلفة، مزيج من الاحترام والتحدي.

"هذا السيف ليس مجرد سلاح. إنه يحمل إرثًا وأسرارًا لا يستطيع سوى القلة تحملها."

---

تقدم لي يون تشي خطوة نحو السيف، وعيناه مثبتتان عليه.

"إذا كان السيف يريد أن يقبلني، فلن أقاومه. وإذا لم يفعل... فسأخضعه بالقوة."

ضحك الحارس بخفة. "ثقتك بنفسك دائمًا ما تكون مثيرة للإعجاب. لكن السيف لا يقبل الخضوع. إنه يختار، وليس العكس."

---

اقترب لي يون تشي حتى أصبح على بعد أمتار قليلة من السيف. فجأة، انفجرت هالة السيف، وأطلقت موجة طاقة اجتاحت المكان.

"بفغت!"

تراجع لي يون تشي قليلاً وهو يتقيأ الدم.

"قوة هذا السيف... إنها أشبه بعاصفة لا تنتهي."

---

رفع يده، محاولًا لمس السيف. لكن قبل أن يصل إليه، ظهرت شخصية جديدة، مختلفة تمامًا عن الحارس.

كانت امرأة ترتدي درعًا أسود، وشعرها الطويل يتطاير في الهواء كما لو كان مدفوعًا برياح غير مرئية.

"توقف. إذا أردت السيف، عليك أن تهزمني أولاً."

---

ابتسم لي يون تشي بسخرية. "لقد قاتلت مئات الأشخاص، وكانت النتيجة دائمًا واحدة. لن تكوني مختلفة."

ردت المرأة بابتسامة باردة، وسحبت سيفها. "سنرى."

---

بدأ القتال، وكانت الضربات تتطاير في كل اتجاه.

"بوووم!"

ارتطمت ضربة لي يون تشي بدرعها، مما أدى إلى اهتزاز المكان.

"هذا كل ما لديك؟" قالت المرأة بلهجة ساخرة.

"لا، هذا مجرد البداية."

---

"سسس!"

مزق سيف المرأة الهواء، متجهًا نحو رقبته. انحنى لي يون تشي بسرعة، ثم قفز في الهواء، محاولًا تسديد ضربة قاضية.

لكنها كانت مستعدة.

"بفغت!"

ضربته بقبضتها في معدته، مما جعله يطير للخلف ويرتطم بالأرض بقوة.

"أنت قوي، لكنك تفتقر إلى الحكمة."

---

نهض لي يون تشي، ومسح الدم من فمه. "إن كان هذا ما تعتقدينه، فأنتِ ستندمين قريبًا."

ركز كل طاقته في قبضته، وشعر بالفراغ من حوله يتحطم.

"تذوقي هذا!"

"بوووم!"

انفجرت الطاقة، ودفعت المرأة للخلف عدة خطوات.

---

لكنها لم تكن مستسلمة. تقدمت مجددًا، وضرباتها أصبحت أكثر حدة.

"أنت لست مثل الآخرين. لكن هذا لا يعني أنك ستنتصر."

"ومن قال إنني بحاجة للنصر؟ أنا فقط بحاجة للسيف."

---

مع استمرار القتال، بدأ لي يون تشي يشعر بالضغط يتزايد. المرأة لم تكن مجرد مقاتلة قوية، بل كانت ماهرة في قراءة تحركاته.

"إنها تقرأني كما لو كنت كتابًا مفتوحًا... لكن هذا يعني فقط أنني بحاجة إلى تغيير الاستراتيجية."

---

في لحظة خاطفة، تراجع لي يون تشي، ثم اندفع بسرعة لا تُصدق نحو السيف.

"إن كنت لا أستطيع هزيمتك، فسأفوز بطريقتي الخاصة."

"لا!" صرخت المرأة، لكن الأوان كان قد فات.

أمسك لي يون تشي بالسيف، وشعر بتيار قوي يمر عبر جسده.

"آآآه!"

---

انفجرت الطاقة من السيف، وملأت المكان بضوء لا يمكن تحمله.

عندما خمد الضوء، كانت المرأة تنظر إليه بدهشة.

"لقد قبلك السيف... هذا مستحيل!"

---

ابتسم لي يون تشي، ورفع السيف. "يبدو أن السيف اختارني، سواء أعجبك ذلك أم لا."

اختفت المرأة ببطء، وتركت وراءها كلمات غامضة. "احذر، لأن هذا السيف ليس نعمة... بل لعنة."

---

نهاية الفصل

إلى الفصل القادم...

2025/01/20 · 1 مشاهدة · 578 كلمة
unknown
نادي الروايات - 2025