الفصل 40: إرث اللعنة
---
أمسك لي يون تشي بالسيف الأسود بإحكام، وشعر بقوته تتدفق عبر جسده كأنها نهر جامح. ومع ذلك، كانت هذه القوة تحمل معها شعورًا غريبًا، وكأنها تحاول اختبار تحمله.
---
"ما الذي تعنيه بقولك إنه لعنة؟" تمتم لي يون تشي، وهو يتذكر كلمات المرأة قبل أن تختفي.
لكن المكان حوله كان صامتًا. لم يكن هناك سوى صوت أنفاسه المضطربة، وصوت خطواته التي كانت تتردد على الأرضية الشفافة.
---
نظر إلى السيف مجددًا. كان السيف ثقيلًا، لكنه لم يكن مجرد وزن مادي، بل كان شعورًا بثقل المسؤولية والقوة التي يحملها.
"هذا ليس مجرد سلاح. إنه شيء أكثر عمقًا."
---
بينما كان يتفحص السيف، ظهرت على سطحه رموز غامضة، تتوهج ببطء بلون أرجواني.
"ما هذه الرموز؟"
مدّ يده ولمس أحد الرموز، وفي اللحظة التي فعل فيها ذلك، شعر بألم حاد يندفع في جسده.
"آآه!"
سقط على ركبتيه، وهو يلهث بشدة.
---
"هذا هو الاختبار الأول."
جاء الصوت فجأة، وكان مختلفًا عن صوت الحارس أو المرأة. كان صوتًا عميقًا، أشبه بصدى ينطلق من أعماق الوجود.
"من أنت؟!"
---
"أنا إرث هذا السيف. أنا الظل الذي يرافق كل من يحمله. أنت الآن جزء مني، وأنا جزء منك."
---
شعر لي يون تشي بدمائه تغلي، وكأنها تتحول إلى طاقة نارية.
"إن كنت تريد هذه القوة، عليك أن تدفع الثمن. كل قوة تأتي بتضحيات."
---
"تضحيات؟" قال لي يون تشي وهو ينهض ببطء، رغم الألم.
"لقد فقدت كل شيء بالفعل. عائلتي، مدينتي، حياتي الهادئة. لا يوجد شيء آخر لأخسره."
---
ضحك الصوت ببرود. "هذا ما تعتقده الآن. لكنك ستدرك قريبًا أن هذه القوة تحمل معها لعنة أبدية. هل أنت مستعد لتحملها؟"
---
ابتسم لي يون تشي بسخرية، وعيناه تلمعان بالتحدي.
"لا يهمني ما هي اللعنة. طالما أنها تمنحني القوة لتحقيق هدفي، سأتحمل أي شيء."
---
في تلك اللحظة، بدأ السيف يندمج مع جسده. شعر وكأن الطاقة التي كانت تنبعث منه أصبحت جزءًا منه، ولكن في الوقت نفسه، كان هناك شيء غريب.
"هذا الإحساس... كأنني أصبحت متصلًا بالعالم بطريقة جديدة."
---
فتح عينيه، ووجد نفسه مجددًا في الغرفة التي دخلها قبل البوابة.
"لقد عدت؟"
---
لكن الحارس كان واقفًا هناك، ينظر إليه بعيون مليئة بالدهشة.
"لقد نجحت... لكن الثمن الذي ستدفعه سيكون عظيمًا."
---
اقترب لي يون تشي من الحارس، وعيناه تتوهجان بطاقة جديدة.
"لا أحتاج إلى نصائحك أو تحذيراتك. هدفي واضح، ولن أسمح لأي شيء بإيقافي."
---
ابتسم الحارس بخفة. "إن كان هذا ما تريده، فلن أوقفك. لكن تذكر كلماتي، أيها الشاب. هذه القوة يمكن أن تكون نعمة... أو لعنة تدمر كل شيء حولك."
---
دون أن يرد، غادر لي يون تشي الغرفة، عازمًا على استخدام قوته الجديدة بأي ثمن.
---
لكن في أعماق قلبه، كان يشعر بشيء غريب. كأن السيف يهمس له، يذكره بأن الطريق أمامه لن يكون سهلاً.
---
نهاية الفصل
إلى الفصل القادم...