الفصل1:

الجزء 2:

2.1: (7/1):

ما ان رمشت، اختفى مشهد الوهم فجأة، تماما كما ظهر.

ما كان هذا الآن؟ رغم ان هذا الوهم اختفى ،إلا ان الاحساس بالشوق الذي تملكني لم يختف، وسط صدري احس بالضيق و الألم.

ذكرى طفولة ـــــــــ كان لدي احساس قوي عندما رأيت ظهر الاطفال الثلاثة يسيرون قرب طرف النهر. الفتى اسود الشعر الذي كان يسير يمينا، الم يكن ذلك انا؟

لكن شيء كهذا لا يمكن ان يكون ممكنا.اذ انه ما من غابات عميقة في كاواجوي، اين اعيش، ولم يكن لدي اصدقاء بألوان الشعر هذه ايضا. و قبل ذلك، كل الاطفال الثلاثة كانوا يرتدون نفس الملابس الخيالية كالتي ارتديها.

اذا كان هذ داخل الـ اس تي ال ، وهم قبل قليل هو ذكرى الغطس المتواصل للأسبوع السابق؟ لكن حتى بالتفكير بهذه الطريقة، بسبب ميزة تسريع الفلوكتلايت الخاصة بالـ اس تي ال ، يفترض اني كنت بالداخل لمدة لا تتجاوز 10 ايام. وقت قصير كهذا لا يمكن ان يسبب ذلك الالم النابض في صدري من الحنين منذ قليل.

الوضع يبدو انه يتقدم اكثر و اكثر نحو اتجاه لا يمكن تفسيره. هل انا حقا من اظن انني هو؟ فيم عاد شك كهذا الي، نظرة بخوف لسطح النهر الذي قربي، لكن، لم استطع رؤية الفرق اذ ان الوجه المنعكس من على التيار المتموج كان مشوها.

فيم قررت نسيان الالم الواخز للذكرى المتبقية للآن، الصوت المتواصل الذي وصل اذني ثار واضحا. ما ان حاولت الانصات مجددا، هذا الصوت ايضا جعلني اشعر بالحنين، لكني ام اعلم ان كنت قد سمعت صوت قطع الخشب هذا من قبل. هززت رأسي قليلا قبل مواصلة السير عكس التيار مرة اخرى.

فيم كنت احرك ساقي بعزم، كانت لدي فرصة للاستمتاع بالمنظر الجميل مرة اخرى، عندها لاحظت ان اتجاه سيري انحرف قليلا نحو اليسار. مما يبدو، مصدر الصوت لم يكن من ضفة النهر، لكن بدى انه موجود اعمق قليلا في الغابة على يساري.

الصوت الغريب الذي حاولت عده لم يتتابع صداه باستمرار. لقد تكرر لـ 50 مرة تماما، ثم تبع بفارق 3 دقائق، قبل ان يستأنف بـ 50 مرة اخرى. في النهاية كنت متأكدا انه لا يمكن إلا ان يكون صوتا من صنع بشري.

اثناء الـ 3 دقائق من الصمت، سرت في الاتجاه الرئيسي للصوت، ثم قمت بتصحيحات صغيرة ما ان استأنف الصوت. كنت قد افترقت عن ضفة النهر و عدت لداخل الغابة. تابعت بصمت فيم اجتمعت مرة اخرى باليعاسيب الغريبة، السحالي الزرقاء و الفطريات العملاقة.

"....تسعة وـ اربعون، ...خمسون...."

صوت مفاجئ ضئيل عد تماما في نفس وقت انتهاء الضربة الخمسين، لقد كان ذلك عندما لاحظت ان الفراغ بين غياض(مجموعة) الاشجار صار اوضح. اذا هذا هو مخرج الغابة؟ او يمكن ان تكون قرية. سرعت قدمي نحو الضوء.

تسلقت فوق جذور الاشجار و التي ارتفعت كالسلالم وما ان خرج وجهي من ظل جذع الشجرة القديمة، امام عيني كان ـــــــ مشهد يمكن القول انه لا يصدق.

رغم ان الغابة انتهت هناك، لم تكن هناك قرية. لكن لم املك الوقت للإحساس بخيبة الأمل، اذ اني كنت احدق غائب الفكر و فمي مفتوح.

لقد كانت مساحة دائرية مفتوحة في الغابة. بالتأكيد كانت اوسع من المكان الذي استيقظت فيه منذ مدة. القطر يفترض ان يقارب الـ 30 مترا. ايضا، الارضية التي كانت مغطاة بطحالب خضراء و ذهبية كانت مختلفة عن الخاصة بالغابة التي سرت عبرها، لم تكن هناك سراخس، كروم، او حتى شجيرات صغيرة.

عندها، وسط الفسحة، نظري كان مثبتا على شيء ارتفع عاليا.

يا لها من شجرة عملاقة!

تقديرا بعيني، قطرها لا يمكن ان يكون اقل من 4 امتار. الاشجار التي رأيتها حتى الآن في هذه الغابة كانت كلها ذات اوراق عريضة مع جذوع خشنة و متشعبة. لكن الشجرة العملاقة التي امتدت عاليا امام عيني كانت ذات اوراق مدببة. لحائها كان قاتما اقرب للسواد، و عبر النظر عاليا، امكنني رؤية اغصانها ممتدة بعضها فوق بعض عاليا نحو السماء. فيم فكرت ان شجرة ارز جومون في ياكوشيما و شجرة ارز سيكويا بأمريكا التي رأيتها في فيديو كانت ضخمة، لم اعتقد ان حضور هذه الشجرة العارم يمكن ان يكون شيئا من صنع الطبيعة، و احسست انها اصدرت حضورا كالإمبراطور.

نظري انتقل من الجزء العلوي، الذي اعترض كليا المنظر اعلاها، نحو قاعدتها. لاحظت الجذور التي كانت كأفاعي كبيرة متلوية منتشرة كشبكة في كل الاتجاهات، و التي بالكاد وصلت لحدود الغابة اين وقفت. او بشكل آخر، لأن هذه الشجرة امتصت كل الخصوبة، ما من نبات آخر غير الطحالب تمكن من النمو، مما سبب الفجوة الواسعة وسط الغابة.

التفكير في التعدي على حديقة الامبراطور جعلني اتردد قليلا، لكن اغراء لمس جذع الشجرة العملاقة حرك قدمي نحو الامام. رغم انني تعثرت عدة مرات بسبب الجذور المتموجة فوق الطحالب، هذا لم يمنعني من النظر عاليا فوق رأسي، تابعت ببطء.

انا، الذي كنت اقترب من جذع الشجرة الضخمة متنهدا مرات عديدة في اعجاب، نسيت تماما ان اكون حذرا حول ما يحيطني. نتيجة لذلك، كان الوقت قد فات من ان ادركت ذلك.

"ــــــــــــــــ !؟"

خط نظري، الذي عاد فجأة للنظر نحو الامام، قابل وجه شخص كانت حدقتا عينيه تراقبانني من خلف جذع الشجرة. ابتلعت انفاسي. كوني مراقبا، جعلني اتراجع لنصف خطوة قبل السقوط على الارض. يدي اليمنى كانت على وشك اخذ شيء من ظهري، لكن طبعا، لم يكن هناك سيف.

لحسن الحظ، بدا ان اول شخص قابلته في هذا العالم لم يظهر العداء او الحذر، فقط امال رأسه في تسائل.

عمره يفترض ان يماثل عمري ــــــــ نظرت للفتى، بعمر يقارب الـ 17، او الـ 18. ثيابه كانت تونيك ذات اكمام قصيرة و بنطلون تماما كالتي ارتديها. استعمل جذور الشجرة كمقعد للجلوس عليه، و في يمينه كان هنالك شيء دائري.

ما كان غريبا هو مظهره. رغم ان بشرته كانت كريمية اللون، لم يكن بالإمكان اعتباره غربيا و في نفس الوقت، لا يمكن ان يكون شرقيا ايضا.نظرت للعينين الغضراوتين الداكنتين الموجودة على ملامحه الهزيلة اللينة.

لحظة رؤيتي لوجهه، رأسي... بداخل روحي احسست بألم نابض. لكن، الاحساس اختفى ما ان حاولت امساكه. حاولت بصبر نسيانه، بالنسبة للآن، فتحت فمي للإعلان عن اني لا انوي اي عداوة ضده. ــــــــ لكن، ما الذي يجب علي قوله؟ و قبل ذلك، اي لغة يجب علي استعمالها؟ لم تكن لدي ادنى فكرة. فيم فتحت و غلقت فمي بتكرار كالأحمق، الفتى تكلم أولا،

"من أنت؟ من اين أتيت؟"

النغمة الاجنبية قليلا كانت ـــــــ بيابانية مثالية.

تلقيت نفس الصدمة كلحظة نظري للشجرة العملاقة قاتمة السواد، وصرت غائب التفكير لبرهة. في هذا المكان، و الذي مهما نظرت اليه، لم يكن اليابان، سماع لغتي المحلية في هذا العالم المختلف كان شيئا لم اتوقعه ابدا. ما ان اعتدت على سماع تدفق الكلمات من فم هذا الفتى، الذي ارتدى ملابس غريبة تقارب ملابس غرب اوروبا في العصور الوسطى، بدا ان هذا غير حقيقي، و كأنني دخلت في فلم غربي مدبلج.

لكن، هذا ليس وضعا يمكنني ان انغمس في هذا الامر. هنا بدأت بالتفكير. بدأت بيأس تحريك دماغي، و الذي احسست انه صار صدئا هذه الايام.

بافتراض ان هذا العالم هو عالم افتراضي مصنوع عن طريق الـ اس تي ال ، بعبارة أخرى، {اندروورد}. الفتى امامي هو إما، لاعب مجرب أثناء الغطس، و يمتلك ذكريات العالم الحقيقي مثلي، لاعب مجرب لكن ذكرياته تم اعتراضها، مصبحا بذلك احد قاطني هذا العالم، ان بي سي (اختصار لعبارة NON PLAYER CHARACTER اي شخصيات افتراضية غير لاعبة) يتم ادارته عن طريق البرنامج.

اذا كان الاحتمال الاول اذن سيكون هذا سريعا. فقط سأشرح وضعي الغريب له و أسأله عن طريقة الخروج.

ترجمة: VORTEX

2017/11/21 · 1,433 مشاهدة · 1156 كلمة
vortex
نادي الروايات - 2024