الفصل1:

الجزء 2:

2.3: (7/3):

ملاحظة: نسيت ان اذكر هذا الامر عند بداية الرواية، لكن كل العبارات التي تكتب بشكا مائل هي عبارات تفكر فيه الشخصية و لا تنطقها.

"انا ارى، اذن... اجلس هنا لفترة. آه....لا زلت لم اخبرك عن اسمي"

مد الفتى يده اليمنى، فيم تابع،

"انا يوجيو. سررت بمعرفتك، كيريتو ـ كن"

فيم امسكت يده القوية، التي تناقضت مع ملامحه الهزيلة، كررت اسم الفتى عدة مرات في فمي. لم يكن في ذكرياتي، لم ادري من اي لغة اتى، لكن بشكل ما احسست ان الاسم مألوف للساني لسبب ما.

الفتى الذي يدعو نفسه بيوجيو سحب يده و عاد للجلوس عند قاعدة الشجرة العملاقة، قبل ان يأخذ الخبز الدائري الملفوف بالملابس و يهديه لي.

"لـ ـ لا، لا استطيع...."

لوحت بيدي بسرعة، لكن الفتى لم يظهر اي علامات تراجع.

"لا بد ان كيريتو ـ كن جائع، صحيح؟ انت لم تأكل اي شيء بعد، اليس كذلك؟"

ما ان قال هذا، وضعت يدي عن غير قصد على بطني محاولا ردع الجوع الغامر. رغم ان طعم مياه النهر كان جيدا، لم يكن بإمكاني القول ان اشبعني.

"لا... لكن..."

كنت لا ازال اكبح نفسي، لكن اليد دفعت الخبز نحوي اكثر، عندها قبلته دون خيار. الفتى ـــــــ يوجيو هز كتفيه و ابتسم.


"لا بأس. رغم انني قلتها و كأني اريدك ان تأكل، في الحقيقة، انا لا احب هذا على اي حال."

"...اذن سأقبل شاكرا. لأكون صادقا، انا جائع جدا لدرجة اني سأنهار في اي لحظة"

’هذا ما ظننته’، فيم ضحك يوجيو و جلس على الجذر الموجود امام الشجرة، اضفت،

"ايضا، لا بأس بكيريتو فقط" (يريد ان يناديه بكيريتو و حسب)

"اوه؟ اذن بامكانك مناداتي بيوجيو ايضا.... اه، فقط انتظر للحظة"

رفع يوجيو يده اليسرى لإيقافي عن وضع الخبز الدائري في فمي.

"......؟"

"حسنا بما انه ليس ’الخبز’ الذي بإمكانه البقاء لوقت طويل، فقط للتأكد"

فيم قال ذلك، يد يوجيو اليسرى تحركت بينما يده اليمنى كانت ممسكة للخبز. اصبعا سبابته و وسطاه امتدا و استقاما تماما و الاصابع الاخرى كانت مطوية. مع يده بهذا الشكل، رسم شكل بدى كحروف الابجدية S و C وسط الهواء.

امامي،انا الذي كنت اشاهد بذهول، اصبعاه ضغطا قليلا على الخبز و الذي صنع صوت ضرب معدني غريبا و ظهر مستطيل بنفسجي باهت و شفاف. عرضه كان حوالي الـ 15 سنتمتر، بينما الطول كان حوالي الـ 8 سنتمترات. تبعا لمعرفتي، هذا المستطيل مألوف الشكل، مع الحروف و الارقام العربية المعروضة عليه باستخدام خلفية بسيطة امكنني ان افهم مباشرة. هذا كان ــــــ دون ادنى شك، المدعو بـ {نافذة الحالة} ( status window ).

مع فمي الذي ترك مفتوحا، فكرت في نفسي،

ــــــــ اذن لقد حسم الامر. هذا المكان ليس الواقع او اي عالم واقعي آخر، انما العالم الافتراضي.

احس جسدي بالخفة و الراحة اذ ان ذلك الاعتراف توضع وسط بطني. انا الآن مقتنع بنسبة 99 بالمئة. حقا، دون هذا الدليل الواضح، كان القلق سيأكل كل جسدي.

بينما اوضاع الغطس لا تزال مجهولة، في الوقت الحالي، من الافضل لي الاعتياد على هذا العالم الافتراضي و الاستمتاع بالوضع. اولا، يجب ان احاول فتح تلك النافذة، مددت اصبعين من يدي اليسرى باستقامة.

قلدت ما رأيت عن طريق رسم الشكل S و C ، ضاغطا على الخبز بخوف، مسببا صوتا يشبه صوت الجرس، عندها ظهرت نافذة بنفسجية. قربت وجهي و حدقت فيها.

تسلسل الحروف الظاهرة كان بسيطا على غير العادة. كان فقط (المتانة:7) [Durability: 7] . امكنني بسهولة فهم انها كانت قيمة احتمال هذا الخبز. فيم فكرت فيم سيحصل ان وصلت القيمة لـ 0 و انا احدق في الاشكال، امامي، سأل يوجيو بشك،

"هاي، كيريتو. لا تخبرني ان هذه هي المرة الاولى التي ترى فيها الفن المقدس الخاص بـ {نافذة ستاسيا}؟"

و انا ارفع رأسي، رأيت يوجيو و هو مميل رأسه حاملا الخبز بيد واحدة، نافذته كانت قد اختفت. بسرعة صنعت وجها يوحي بـ ’لا تقل شيئا لا معنى له كهذا’. ما ان لمست سطح النافذة، تحولت لشرارات ضوئية و تبعثرت بعيدا، احسست ببعض الراحة.

لحسن الحظ، لم يبدي يوجيو مزيدا من الشك و أومأ.

"لا يزال هناك الكثير من {الحياة} المتبقية، لذا ما من داع للإسراع في أكله. لكن ان كان هذا في الصيف، لن يكون لديه كل هذه القيمة المتبقية"

ربما الـ {حياة} التي ذكرها هي العدد الذي ظهر قرب متانة الجسم، و نافذة الحالة التي تظهر هذه الاخيرة تدعى {نافذة ستاسيا}. برؤية ان امر استدعاء النافذة يدعى بالفن المقدس، لن يعلم يوجيو ان هذا من فعل النظام، لكن سيعترف بها كظواهر دينية او سحرية.

لا يزال هناك الكثير من الاشياء للتفكير فيها،لكن من الافضل وضعها جانبا للآن و التعامل مع الجوع أولا.

"اذن، ايتاداكيماس"

وضعت الخبز في فمي المفتوح ما ان انهيت قول ذلك، لكن صلابة الخبز جعلت عيني تسودان. لكن، لم يكن بإمكاني ذكر ذلك ايضا، لذا قمت بعضه و قطعه مرغما. كنت عن غير قصد معجبا بإحساس الاسنان المهتزة في هذا العالم الافتراضي الواقعي.

كان هذا مشابها او ربما اقسى من خبز الحبوب الكامل الذي تم شرائه من طرف اختي الصغرى، سوجوها. انا الجائع قمت بتحريك فكي لمضغ الشيء الذي كان مقرمشا اكثر من الضروري، رغم ان الطعم مقبول. مع بعض الزبدة، او شريحة جبن.... لا، فقط تحميصه قليلا يفترض ان يكون افضل بكثير، فيم فكرت في العديد من الاشياء، يوجيو، الذي عبس ايضا و هو يمضغ الخبز، قال و هو مبتسم.

"انه ليس جيدا جدا، اليس كذلك؟"

هززت رأسي بسرعة.

"لـ ـ لا، الامر ليس كذلك"

ترجمة: VORTEX

2017/11/24 · 810 مشاهدة · 847 كلمة
vortex
نادي الروايات - 2025