الفصل1:
الجزء 2:
2.5: (7/5):
صنع يوجيو عينين مستديرتين مرة اخرى(تفاجئ)، قبل مسح فمه و هز رأسه.
"لا. في الـ 300 مئة سنة لتاريخ ريليد، المرة الوحيدة التى اتى فيها فارس انتجريتي الى القرية كانت منذ 6 سنوات مضت، هذا ما قاله جاريتا ـ جيسان"
ما ان انهى كلامه، ناولني حاوية المياه الجلدية. استقبلتها و سحبت سدادة الفلين بعد شكره. عندها قربتها من فمي و شربت السائل، الذي رغم انه لم يكن باردا إلا انه حمل عبيرا، و كأنه ممزوج بالليمون و الاعشاب. بعد ثلاث رشفات، اعدت الحاوية ليوجيو.
فيم مسحت فمي بتعبير بريء، داخل صدري انفجر صدري بعاصفة من المفاجئة لا يعلم حجمها إلا الله.
ــــــــــــ 300 سنة!؟
دون ذلك المدعو بـ {الضبط}، لكن عوض ذلك المحاكاة لتلك المدة الطويلة، اذن قدرة تسريع ميزة الـ اف ال اي يجب ان تكون مئات المرات.... او ربما قد تصل لـ 1000 مرة. في تلك الحالة، اذا كانت تلك القيمة قد وضعت اثناء اختبار غطسي المتواصل في نهاية الاسبوع الاول، ما هو حجم الوقت الذي امكنني الاحساس به في الداخل؟ في تلك اللحظة ارتجفت، احسست بارتعاد طفيف في ذراعي، لكن لم يكن لدي وقت للإعجاب برد الفعل الفيزيولوجي الواقعي هذا.
فيم تحصلت على معلومات اكثر، اللغز بدا اكثر تعقيدا. هل يوجيو حقا انسان، او برنامج؟ ايضا، ما هي الغاية من صنع هذا العالم ــــــ
لم استطع ان اعرف اكثر من هذا دون الذهاب للقرية التي يدعوها يوجيو ريليد و القيام باتصال مع اشخاص آخرين. من هناك، سيكون من الرائع لو امكنني الالتقاء بأشخاص من راث يعلمون عن الوضع.... فيم فكرت في هذا، تمكنت بشكل ما من الابتسام قبل القول ليوجيو،
"شكرا على الطعام. لكني آسف لأخذي نصف غدائك"
"لا، لا تقلق. لقد ضاق ذرعي من ذلك الخبز على اي حال"
اجاب بابتسامة طبيعية جدا فيم اسرع لجمع اغلفة الطعام.
"اذن، آسف فلتنتظر لفترة. حتى انهي عملي المسائي"
قال يوجيو و هو يقف بحركة رشيقة، عندها سألت،
"بما انك ذكرت ذلك، عمل يوجيو.... الواجب المقدس، ما هو؟"
"آه، حسنا... لا يمكنك الرؤية من هناك"
ابتسم يوجيو مرة اخرى و هو يدعوني. املت رأسي فيم وقفت وسرت حول جذع الشجرة العملاقة خلفه.
عندها، تم صعقي بمفاجئة اخرى، مما جعل فمي مفتوحا.
في جذع الشجرة العملاقة، و الذي كان اسودا كالليل الحالك، كان هناك قطع لحوالي 20 بالمئة او اكثر من قطره ـــــــ ما يقارب المتر. الخشب الاسود بالداخل كان يذكر بالفحم، الطبقات الثخينة من حلقات الشجرة السنوية كانت براقة كالمعدن.
اتجه نظري من القطع، نحو فأس موضوع على الجذع. رغم ان شكله احادي الحافة لم يكن ليستخدم في المعارك، إلا ان شفرة الفأس الواسعة و مقبضه الطويل صنع كلاهما من نفس المادة الرمادية المبيضة. فيم نظرت لإشعاعه الغامض، و كأنه مادة فولاذية ، احسست بشكل ما انه نحت من قطعة واحدة من مادة أولية.
يد يوجيو اليمنى امسكت الفأس من مقبضه و الذي كان مغلفا بجلد اسود لامع، و رفعه. عندها سار ليسار القطع ذي عمق المتر و النصف، وسع قدميه، خفض خصره، و امسكت يداه المقبض بقوة.
الجسد النحيل انطوى، الفأس، الذي سحب بشكل كبير للخلف، اخذ برهة لجمع الزخم قبل ان يمزق الهواء بحدة. الشفرة، التي بدت ثقيلة، ضربت بدقة وسط القطع، جاان! صوت معدني عال انتشر. لا شك في ذلك، هذه هي الطبيعة الحقيقية لذلك الصوت الغريب الذي قادني الى هنا. صوت قطع الخشب، حدسي الذي لا قاعدة له كان صحيحا.
امامي، الذي كنت اشاهد بإعجاب، يمكن القول ان يوجيو تحكم بجسده بشكل مثالي، ضرب بتكرار و هو يسيطر على السرعة و المسار و التي تجاوزت دقة الآلة. منتظرا ثانيتين، جامعا القوة في ثانية، و ملوحا في ثانية. سلسلة افعاله كانت جد سلسة و كأن مهاراة السيف موجودة ايضا في هذا العالم.
تماما لـ 50 مرة بفارق زمني يقدر بـ 4 ثوان في كل مرة، تابع الفأس الضرب لـ 200 ثانية، و بعد الضربة الاخيرة، سحب يوجيو الفأس من القطع العميق و اصدر نفسا طويلا. عندها وضع الأداة على الجذع و جلس على الجذر القريب. قطرات العرق على جبهته كانت تلمع و هو يلتقط انفاسه. و انا اشاهده، فكرت ان تلويح ذلك الفأس اصعب مما تخيلت.
انتظرته ليستعيد انفاسه قبل السؤال،
"اذن عمل يوجيو..... لا، العمل المقدس هو{قاطع خشب}؟ هل هو قطع اشجار هذه الغابة؟"
آخذا منديلا من جيب ملابسه و مسح وجهه، امال يوجيو رأسه قليلا و اجاب بعد التفكير لبرهة،
"اجل، حسنا.... يمكن قول ذلك. لكن الشجرة المتعلقة بالواجب المقدس و التي قضيت 7 سنوات محاولا قطعها هي هذه فقط"
"ايييه؟"
"اسم هذه الشجرة الضخمة هو " جيغاس سيدار" بالكلمات المقدسة. لكن شيوخ القرية يدعونها بالشجرة الشريرة"
....الكلمات المقدسة؟... جيغا... سيدار...؟ (هكذا ظنها كيريتو في البداية عوض جيغاس سيدار)
اعطى يوجيو ابتسامة تفهم نحوي، انا الذي كنت في شك، فيم اشار الى الاعلى مباشرة نحو قمة الشجرة.
"سبب دعوتها بهذا هو كونها تمتص كل بركة تيراريا من الاراضي المحيطة. لذا لا شيء غير الطحالب بإمكانه العيش تحت اغصان هذه الشجرة، و الاشجار في محيط ظلها لن تنمو ايضا"
تيراريا، بينما لا اعلم ما هذا، يبدو ان انطباعي الاول بعد رؤية هذه الشجرة و الفسحة كان صحيحا. اومأت لحثه على المتابعة.
"البالغون في القرية يريدون توسيع حقل القمح نحو الغابة. لكن هذا بلا جدوى اذا ما بقيت الشجرة هنا. لذا يريدون قطعها، لكن كما هو متوقع من الشجرة الشريرة، الجذع صلب بشكل مزعج. اذا ما استعمل فأس فولاذي عادي، شفرته ستتحطم و سيصير غير قابل للاستعمال بعد ضربة واحدة. بسبب هذا، استعملوا كمية مال كبيرة لطلب هذا الفأس، و الذي نحت من عظم تنين قديم، من العاصمة، و نقل {واجب القطع} لشخص ما للقيام بقطعها هنا يوميا. و هذا يكون انا."
حركت بصري بين يوجيو، الذي قال ذلك بإهمال، و القطع بقيمة الربع في جذع الشجرة العملاقة.
"....هذا يعني، خلال السنوات الـ 7 الماضية امضى يوجيو كل يوم محاولا قطع هذه الشجرة، و وصلت لهذا البعد فقط خلال هذه الفترة؟"
هذه المرة تعجب يوجيو و هز رأسه في تفاجئ.
"مستحيل.اذا استغرق هذا القطع 7 سنوات فقط، اذن سأحس ببعض التشجيع. اسمع، انا الجيل السابع لواجب القطع هذا. منذ ان تأسست قرية ريليد على هذه الارض، لـ 300 سنة، كل جيل من الاشخاص اصحاب واجب القطع اتوا الى هنا كل يوم. ربما، ربما التقدم الذي سيحصل بعد ان اصير جدا(شيخا) و امرر الفأس للجيل الثامن سيكون...."
استعمل يوجيو يديه ليصنع فارقا يقارب الـ 20 سنتمترا.
"ما يقارب هذا، على ما اعتقد"
لم استطع حتى التنفس بعد هذا.
في MMO ذات طابع خيالي، رغم ان الاعمال الحرفية و المنجمية كانت عموما معروفة كمهن و التي احتاجت لاحتمال العمل بعزم، امضاء عمر كامل و مع ذلك عدم امكانية قطع شجرة واحدة كان ذلك قد تجاوز المعقول. بما ان هذا هو العالم الافتراضي، يمكن ان تكون ارادة شخص ما وضعت الشجرة هنا، رغم انه لأي سبب، في تلك اللحظة لم تكن لدي ادنى فكرة.
ـــــــــ لكن، على اي حال، كان لدي احساس حكة و كأن شيئا ما يزحف على ظهري.
جزئيا بسبب رغبة، قلت ليوجيو، الذي وقف و امسك الفأس بعد ان استراح لـ 3 دقائق.
"هاي، يوجيو.... ايمكنك ان تدعني اجرب لبرهة؟"
ترجمة: VORTEX