الفصل1:

الجزء 3:

3.1: (11/1):

"هنا بطانية و وسادة.اذا كان الجو باردا جدا، ارجوا ان تقترب اكثر من المدفأة. الصلاة الصباحية على الـ 6 صباحا، و الفطور يبدأ على 7. يجب ان تأتي لترى، لذا حاول الاستيقاظ باكرا. ايضا، الخروج بعد ان تطفأ الانوار ممنوع. ارجو منك ان تدوّن هذا."

وسادة بسيطة و بطانية صوفية اتت محلقة الي مع الكلمات التي بدت كالسيل، و اسرعت لمد يدي لاستقبالها.

جلست على السرير، و الشخص الواقف امامي كانت فتاة بدت انها في 12. مرتدية رداء اسودا مع ياقة بيضاء، الشعر اللامع ذو لون الشاي نما حتى خصرها. العينان اللتان كانتا بنفس لون الشعر كانتا تتحركان بطريقة حيوية، لكن بدا انها تتغير لشخص آخر تماما لحظة تقمصها لشخصية الاخت.

الفتاة المدعوة سيلكا كانت اختا مبتدئة تعيش في الكنيسة لتعلم الفنون المقدسة. لم اعلم ان كان قد طلب منها مراقبة الفتيان و الفتيات الصغار الذين ايضا كانوا يعيشون في الكنيسة، اذ ان نبرتها لي كانت حادة كحدة أخت كبرى أو أم. امكنني فقط الابتسام و تحمل هذا.

"اذا، هل هنالك شيء آخر لا تفهمه؟"

"لا، لا مشكلة. شكرا جزيلا لك"

عند سماعها لشكري، تعبير سيلكا هدأ قليلا، قبل ان يعبس مجددا.

"اذن، ليلة سعيدة ـــــ انت تعلم كيفية اطفاء الانوار، صحيح؟"

"..اه. ليلة سعيدة، سيلكا."

أومأت سيلكا مجددا و خرجت من الغرفة مع ردائها الكبير قليلا. انتظرت لابتعاد صوت خطواتها قبل اصدار تنهيدة طويلة.

المكان الذي انا جالس فيه هو غرفة في الطابق الثاني للكنيسة و التي قليلا ما كانت تستخدم.مساحتها تعادل مساحة 6 تاتامي (قطع اسفنجية تستخدم كأرضية للرياضات المشابهة للجودو بطول 183سم و عرض 91سم). الغرفة نفسها كان بها سرير حديدي، طاولة مع كرسي، رف كتب صغير و خزانة. وضعت البطانية الصوفية و الوسادة اللتين كانتا على ركبتي فوق السرير، وضعت كلا يدي خلف رأسي ثم استلقيت على السرير. المصباح فوق رأسي اصدر صوت تصدع صغير فيم اهتز.

"ما الذي يحصل هنا بالضبط...."

ما الذي يحصل؟ تمتمت بهذه الكلمات في صدري و تذكرت كل ما وقع منذ ان ارسلت الى هذه القرية.

احضرني يوجيو الى هذه القرية، و ذهبنا أولا الى نقطة الحراسة قرب البوابة. كان هناك شاب في نفس سن يوجيو يدعى جينك، رمقني بنظرات ارتياب في البداية، لكن بعد سماعه أني {فتى فيكتور الضائع}، وافق مباشرة على تركي ادخل.

لكن فيم كان يوجيو يشرح، عيناي كانتا مثبتتين على ذلك السيف الطويل البسيط المثبت على خصر جينك، و لم اسمع في الحقيقة ما كانا يتكلمان عنه. اردت حقا استعارة ذلك السيف الطويل القديم قليلا منه و تجريب اذا كان بإمكان شخصي (انا) في هذا العالم ـــــ او بدقة اكبر،اذا كان بالإمكان استخدام مهارات السيف للسياف الافتراضي كيريتو. لم تكن باليد حيلة كوني حملت رغبة كهذه، لكنني في النهاية تمكنت من كبح الالحاح.

بعدها يوجيو و انا غادرنا نقطة المراقبة، و تحملت نظرات الحذر و الارتباك للقرويين فيم سرت في الشارع الرئيسي. بقيت اسمع اسئلة كـ ’من هو’، فيم توقف يوجيو ليشرح للجميع. امضينا ما يقارب 30 دقيقة و نحن نسير قبل الوصول الى الساحة الرئيسية لهذه القرية. في الطريق، قابلنا حتى عجوزا تحمل دلوا واسعا، و بدأت بالقول مباشرة اشياء كـ ’يا له من فتى مسكين’ لحظة رأتنا و أخذت تفاحة ’او ما بدا كذلك’ و حشرتها في يدي، مما جعلني احس ببعض الذنب.

كانت الشمس قد تجاوزت الافق تقريبا عند وصولنا للكنيسة التي بنيت على الهضبة و شكلت جزء من القرية. قرعنا على الباب، و ظهرت اخت، و التي بدت كتجسيد للصرامة. هذه الاخت ازاريا التي سمعت عنها. نظرت اليها، وفكرت مباشرة في مينشن ـ سينسي التي ظهرت في{الاميرة الصغيرة}(او ما ندعوه نحن العرب بـ "سالي"). هذا لا يمكن! صرخت في داخلي . لكن، ادخلتني الأخت مباشرة، و الذي كان الامر الذي لم أتوقعه، حتى انها قدمت الي وجبة.

بعد الاتفاق على الالتقاء في الغد. و دعت يوجيو و عدت للداخل. بعد التعرف على سيلكا، الكبرى، و الاطفال الـ 6 الآخرين الذين كانوا اصغر منها، جلسنا على طاولة العشاء المسالم. الاطباق المقدمة كانت بطاطس بدت كالسمك المقلي. بعد تناول وجبتي، تمت مسائلتي من طرفهم، الامر الذي كان متوقعا. ما ان اجبت على كل أسألتهم و افكارهم التي لم تكشفني، 3 فتيان دعوني للاستحمام معهم... و هكذا، تحملت كل هذه المصاعب، و الآن، اخيرا تم اطلاق سراحي فيم استلقيت على الفراش في غرفة الضيوف ــــــــ هذا ما وقع حتى الآن.

’الارهاق المتراكم لليوم كله غزا كامل جسدي و اذا ما اغمضت عيني، سأتمكن من النوم بسرعة. لكن، الارتباك الذي هاجمني حال دون ذلك’

"ما الذي يحصل هنا؟" تمتت بصمت لنفسي.

كاستنتاج، كل من في القرية غيري كانوا ان بي سي .

منذ الوهلة الاولى التي قابلت فيها جينك، الى الوقت الذي سرت فيه بين القرويين في القرية، في الوقت الذي قابلت الجدة التي اعطتني التفاحة، الاخت أزاريا الصارمة لكن الرقيقة، الاخت المبتدئة سيلكا، الاطفال اليتامى الستة، كلهم كانوا كيوجيو، مالكين مشاعر حقيقية مثلي، بإمكانهم الكلام بشكل عادي و القيام بالحركات الدقيقة للجسد.عموما، كلهم كانوا كالبشر. على الأقل، هم ليسوا كالشخصيات التي تجيب آليا في أي VRR MO .

ــــ لكن، هذا النوع من الاشياء هو امر لا يمكن ان ينجز.

حاليا، هنالك فقط مترجم روح واحد في المكتب الرئيسي لربونجي، و الشركة نفسها كانت تخطط لإضافة 3 آلات أخرى، مما سيجعل مجموعها 4. هذا ما قاله المطور هيجا. حتى لو اضفنا وحدة او وحدتين، يفترض ان يكون من المستحيل صناعة نظام غوص لعدد كاف من الناس لتشكيل قرية. حتى عندما كنت اسير و اراقب، كان هنالك حوالي 300 قروي في ريليد، و الآلة الاختبارية الضخمة اس تي ال لا يمكن ان يتم تصنيع كمية كبيرة منها. ايضا، لو اضفنا بعض القرى و المدن في هذا العالم و سكان {العاصمة} الخرافية،حتى لو قاموا باستثمار الكثير من الاموال لإضافة آلات جديدة، يفترض ان يكون من المستحيل تجميع ما يقارب 1000 لاعب مجرب بشكل سري.

"... بالحديث عن هذا"

يوجيو و الآخرون ليسوا بشرا حقيقيين ــــــــ هم لاعبون بذكريات معترضة، اعتقد؟ ام هل هم برامج اجابة اوتوماتيكية تتجاوز بشكل كبير ما اعرفه...؟

بالتفكير في هذا، فكر عقلي مباشرة في مصطلح {الذكاء الاصطناعي} (تختصر بـ AI من عبارة artificial intelligence ).

في السنوات الاخيرة، الـ AI ، في المساعدات الالكترونية لكلمات السر، الملاحة في السيارات، و اجهزة المنزل الكهربائية ، كلها تطورت بشكل ملحوظ. ما ان يسمعوا امرا معطا، شخصية، كانسان او حيوان، بإمكانها القيام او البحث عن معلومة ضرورية بشكل صحيح. بالإضافة لذلك، هنالك AI اخرون، كالـ ان بي سي التي انا معتاد عليها في الالعاب الافتراضية. رغم ان هدفهم الرئيسي توفير معلومات عن الطلبات او الأحداث، إلا انه بإمكانهم الاجابة على حوارات عادية لدرجة معينة. فريق معين من الاشخاص من محبي { الـ ان بي سي اللطيفة} دائما ما يخيمون قرب ذوات الجمال للحديث معهن.

طبعا، هذه الـ AI لا تمتلك ذكاء حقيقيا. عموما، هم مجرد تجميعة من الأوامر تعلم كيف تجيب على اسئلة معينة. لهذا، اذا ما انتهى بهم الامر برؤية سؤال غير موجود في قاعدة البيانات، الـ ان بي سي على الارجح يبتسم او يميل رأسه لقول شيء كـ ’لا يمكنني فهم ما تعنيه’.

لكن، لم يسبق ليوجيو اظهار اي شيء كهذا ابدا اليوم.

اظهر كل انواع العواطف الطبيعية كـ ’الصدمة’، ’الشك’ و ’الضحك’ مع مراعاة لكل اسئلتي و الاجابة عليها بجواب مناسب. لم يكن يوجيو فقط من كان هكذا، اذ ان الاخت ازاريا، سيلكا و اولئك الاطفال الصغار كلهم كانوا كذلك. لم تكن هنالك لحظة اظهروا فيها تعبير ’لا يمكنني ايجاد المعلومة’.

ترجمة: VORTEX

2017/11/29 · 819 مشاهدة · 1164 كلمة
vortex
نادي الروايات - 2024