الفصل1:

الجزء 4:

4.3: (9/3):

استدار يوجيو لي، انا الذي كنت متراخيا، و قال بقلق.

"اذن، لنسرع. لا يزال هنالك على الارجح فارق مسافة يقارب الـ 30 دقيقة بيننا و بين سيلكا. ما ان نجدها و نسحبها معنا، قد نتمكن من العودة للقرية قبل الظلام"

"اه، ااه.... انت محق"

نظرت الى الاتجاه الذي كان يشير نحوه، و امكنني رؤية ان النهر الذي كنا نسير قربه كان يتم امتصاصه من طرف ـــــــ او بالاحرى، ينبع ـــــــــ من حفرة بارزة في الجدار.

"هل هذا هو..."

هرولنا الى الداخل. ارتفاع و عرض الحائط لم يكونا صغيرين، و على الجانب الأيسر من مسار الماء الذي كان يسري، كان هناك ممر صخري واسع كفاية ليسير شخصان معا جنبا الى جنب. الحفرة كانت مغطاة تماما بالظلام، و في بعض الاحيان كانت هناك رياح باردة تخرج منها.

"اوي، يوجيو... كيف ننير هذا المكان؟"

نسيت تماما امر الادوات التي نحتاجها لاستكشاف كهف و ذعرت و انا أقول هذا. أومأ يوجيو بتعبير يوحي ان اترك الأمر له، و رفع قطعة عشب لم ادر حتى متى اخذها. ما الذي ستفعله بهذه العشبة الخشنة؟ ما ان كنت انظر للأمام بتعبير مذهول، قال يوجيو بتعبير جاد،

"نداء للنظام! أضئ العود الصغير!"

{نداء للنظام}؟ ما ان اندهشت ــــــ

طرف العشبة الذي امسكه يوجيو اصدر ضوءا ابيض مزرق مع صوت *سووش*، و النور كان كافيا لإضاءة العديد من امتار الظلمة. رفعها يوجيو و دخل الكهف.

تفاجئي لم يندثر ابدا فيم تبعته و سرت لجانبه، سائلا،

"يوـ يوجيو.... الآن فقط، كان ذلك؟"

عبس يوجيو بصرامة، لكن طبيعيا اظهر تعبيرا مبتهجا فيم اجاب،

"هذا فن مقدس، لكنه بسيط جدا. تعلمت هذا بالتدرب بشدة بهدف الحصول على {سيف الوردة الزرقاء} السنة الماضية"

"فن مقدس... انت تعلم النظام حمل ايضا معنى اضاءة... او شيئا من هذا القبيل؟"

"معنى... لا أبدا. انها عبارة رسمية. انها جملة تستخدم لمناداة الآلهة و الدعاء للحصول على معجزة. الفنون المقدسة ذات المستويات العليا يبدو ان لها عبارات اطول بكثير من هذه."

انا ارى، اذن عاملها كتعويذة دون التفكير فيها على انها نوع من اللغات. أومأت عميقا بداخلي. لكن، هذا التعويذة تطلبت تأثير لحظيا. مصمم هذا العالم شخص بلا شك واقعي حقا.

"هاي... ايمكنني استخدامها؟"

لم تكن افضل الاوضاع حاليا، لكني سألت برغبة محاولة. بدأ يوجيو التفكير غير متأكد.

"تدربت على هذه التعويذة كلما كان لدي وقت فراغ اثناء عملي، و استغرقت شهرا لتعلمها. قالت أليس من قبل ان هؤلاء الذين يملكون الموهبة سيتعلمونها في يوم واحد، و اولئك الذين لا يملكونها لن يتمكنوا من تعلمها طوال فترة حياتهم. لا أعلم مقدار موهبتك، كيريتو، لكن قد يكون من المستحيل بالنسبة لك تعلمها مباشرة.."

بعبارة اخرى، اذا ما اردت استخدام السحر.... الفنون المقدسة، علي ان اتمرن عليها مرات عديدة لرفع مستوى مهارتي. هذا حقا لم يكن شيئا بالإمكان اتقانه مباشرة. امكنني فقط الاستسلام للآن و التحديق في الظلمة امامي.

الممر الصخري الرمادي الرطب كان يلتف في الامام. رياح جليدية باردة و التي بإمكانها تمزيق الجلد عصفت نحوي من الامام. كان لدي حليف معي، لكني لم امتلك حتى عصا خشبية، دع عن ذلك سيفا، الامر الذي اقلقني حقا.

"هاي... هل اتت سيلكا حقا الى مكان كهذا...؟"

لم استطع منع نفسي من التمتمة. استخدم يوجيو بصمت العشبة الخشنة اللامعة لاضاءة الطريق.

"اه..."

كرة الضوء البيضاء المزرقة اظهرت بقعة متجمدة. مركزها كان قد تم الدوس عليه. مما صنع تصدعات في كل مكان.

حاولت الدوس عليها، و اصدر الجليد صوت تصدع فيم صارت التصدعات اكبر. بعبارة اخرى، كان هنالك شخص اخف مني قد داس على الجليد منذ زمن قريب.

"انا ارى.... اعتقد اننا محقون اذن. حقا... لا اعلم حقا اذا ما كانت متهورة ام لا تعرف معنى الخوف..."

لم يمكنني سوى النطق بهذا. عند سماع هذا، أمال يوجيو رأسه مع تعبير حيرة.

"في الحقيقة، ليس هنالك اشياء للخوف منها. ما من تنين ابيض بداخل الكهف، و لا حتى جرذان او خفافيش هنا"

"هـ هكذا اذن..."

تم تذكيري مرة اخرى انه رغم انه يوجد اعداء، لم تكن هنالك وحوش مهاجمة. على الاقل امكنني استنتاج ان سلسلة جبال الحافة تقع بداخل منطقة قتال في VRMMO .

ظهري الذي كان متصلبا لسبب ما ارتاح عند هذه النقطة ـــــ و في تلك اللحظة.

كان هنالك صوت غريب اتى مع الرياح القادمة من الظلمة امامنا. انا و يوجيو نظرنا لبعضنا. *جيي*، *جيي*، ذلك الصوت بدا انه صراخ لنوع ما من الطيور او لأحد الوحوش البرية.

"اوي... ما كان ذلك الآن؟"

"... حسنا... انه المرة الاولى التي اسمع فيها هذا الصوت... آه"

"ما ـ ما الأمر الآن؟"

"هل.... تشتم شيئا ما، كيريتو...؟"

عند سماعه يقول هذا، حاولت بشدة اشتمام الرائحة الآتية.

"ااه.... شيء ما، يصدر رائحة احتراق... و...."

رائحة المادة الصمغية المحروقة حملت معها بعضا من الجو الخانق للوحوش. تعابيري تغيرت لحظة اشتمام هذا. هذه حقا ليست رائحة يمكنني الارتياح حيالها.

"ما هذا..."

ما ان اخرجت هذه الكلمات، صوت آخر جاء،

" كييييياهه...!!! "و، الصوت الطويل المسحوب دون شك كان صراخ فتاة.

" غير جيد! "

" سيلكا...! "

يوجيو و انا صرخنا في نفس الوقت فيم ركضنا عبر الممر الصخري الزلق المتجمد أعلاه.

تم اطلاق عنان اعلى احساس بالخطر لدي ــــــ شديد جدا لدرجة اني لم اتمكن من تذكر اي موقف آخر احسست فيه بشعور قوي كهذا ـــــــــ فيم ضرب جسدي كالجليد، مخدرا اطرافي.

كما هو متوقع، {اندروورد} لم يكن نعيما تاما. كان هنالك حقد أسود ملتف تحت طبقات السلم الرقيقة. اذ ان هذا لن يكون معقولا في حالة اخرى. هذا العالم كان على الارجح كلاّبا (آداة تستخدم لنزع المسامير) ضخما ماسكا كل قاطنيه بين طرفيه. شخص معين امضى مئات السنين يغلق الكلاّب ببطئ (يضيق الخناق)، و هو يشاهد اذا ما كان القاطنون سيتحدون للمقاومة ام سيسحقون لضعفهم.

قرية ريليد كانت على الارجح واحدة من اقرب الاماكن لهذا الكلاّب. فيم تابعت {اللحظة الاخيرة} الاقتراب، عدد ارواح القاطنين التي ستباد و تختفي سيتابع التزايد.

لكنني دون شك لن أسمح لسيلكا بأن تكون الشخص الأول. هذا لأنني الشخص الذي احضرها لهذا الكهف. كان علي التأكد انها ستعود سالمة بهدف تحمل مسؤولية جعل قدرها متورطا...

يوجيو و انا تابعنا الركض بأقصى سرعة، معتمدين على ضوء العشبة الضعيف. انفاسنا صارت غير منتظمة، و كلما استنشقنا، صدورنا أحست بالألم. كدنا ننزلق عدة مرات، والركب و المعاصم (جمع معصم) تابعت التألم. لم يكن من الصعب التخيل ان {حياة} كلينا تناقصت. لكن، حتى لو كان هذا هو الامر، لم نستطع تخفيف سرعتنا.

ترجمة: VORTEX

2017/12/11 · 1,283 مشاهدة · 993 كلمة
vortex
نادي الروايات - 2024