الفصل 33 : الملكة في الشبكة
انفجرت الطاقة من جسد أندريه في اندلاع من القوة الخام المتحررة، وانتشرت القوة عبر القصر. اهتزت الأرض تحت أقدامهم بينما كان الحراس يطيرون في الهواء مثل الدمى المهملة. اصطدم الدرع بالحجارة، والجثث ارتطمت بالجدران بقوة.
بدت القاعة بأكملها وكأنها ترتجف مع الطاقة، وساد صمت مرعب في أعقابها. لم يجرؤ أحد على التحدث. الحراس الذين كانوا يشكلون تهديدًا أصبحوا مغمى عليهم أو أسوأ، ملقين على الأرض في أشكال مشوهة ومكسورة.
دييينغ!
ظهر إشعار أمام عيني لوكاس. لم يكن لديه وقت كافٍ لمعالجة حجم الموقف قبل أن تظهر رسالة النظام.
“تهانينا! تم قتل 67 حارسًا من رتبة بي. تم الحصول على 86 نقطة.”
رمش لوكاس، وقلبه يقفز. استدار إلى أندريه، وعيناه متسعتان من الدهشة.
“ماذا؟ ماذا حدث للتو؟” همس بصوت منخفض. صوته، الذي كان عادة هادئًا ومتماسكًا، حمل لمحة من عدم التصديق.
وقف باقي الفريق متجمدين، وعيناه مفتوحتان، وعقولهم تحاول فهم ما شاهدوه للتو. كان زين، المحارب الواثق دومًا، يقف مذهولًا، وفمه مفتوح قليلاً. كان تمسك رين المعتاد قد تحطم، وكان هناك بريق نادر من الشك يرقص في عينيه. أما دارلين فبقيت غير متأثرة بالمشهد. وقفت بلا تعبير، ونظرتها ثابتة.
لوكاس، أطلق ضحكة خفيفة، وركنت شفتيه إلى ابتسامة غريبة، شبه مجنونة.
“حسنًا... بما أن وضع ستين نقطة في القوة كان له هذا التأثير الكبير عليه، سأضع الـ86 في القوة أيضًا”، قال لوكاس، بصوت خفيف، تقريبًا غير مكترث. لكن كان هناك شيء في عينيه شيء بارد ومخطط.
دون انتظار رد، دخل لوكاس إلى النظام وخصص النقاط. تحركت أصابعه بسرعة، متجاهلة أي نوع من الإثارة التي كانت تغلي تحت السطح. في اللحظة التي تم فيها تطبيق النقاط، تغيرت الأجواء.
توهج جسد أندريه بالطاقة. أصبح هالته الصفراء الباهتة ذهبية ساطعة، تشعل بالطاقة التي كانت تبدو كأنها تهمس بالحياة. وقف بشكل مستقيم، وكأن قامته أصبحت ملكية، كما لو أنه قد دخل دورًا يتجاوز وجوده الحالي بكثير. كان صدره يعلو ويهبط مع كل نفس، لكن وجهه بقي قناعًا بلا تعبير، لا يُقرأ. الطاقة التي تشع منه كانت لا يمكن إنكارها، والهواء من حوله كان ينبض بإمكانات مكبوتة.
لم يستطع لوكاس إلا أن يضحك. ضحكة مظلمة، مليئة بالرضا.
“هاها... حسنًا إذن...” تمتم لوكاس لنفسه، وعيناه تتألقان بحماسة خطيرة. “لنذهب إلى ذلك الزعيم في الزنزانة الملعونة.”
زين، الذي كان لا يزال يستوعب حجم تحول أندريه، أومأ برأسه بنظرة حازمة على وجهه. “نعم، لنذهب.” ولكن تحت عزمه، كانت عاصفة من الأفكار تدور.
ما هذا الوحش؟ هو بالتأكيد ليس من رتبة بي. هو... شيء آخر. شيء خطير.
رين، الذي كان دائمًا عملي، لم يكن أقل تأثرًا. كانت أفكاره تتسابق.
ماذا رأيت للتو؟ كيف يمكن لصياد من رتبة لب أن يمتلك هذه القوة؟ هذا غير ممكن.
أما لوكاس، فقد بدأ يتحرك بالفعل، وعيناه ثابتتان على الأمام. “لنذهب”، قال، وصوته حازم، خالٍ من أي تردد.
بدأ الفريق يسير عبر السجادة الحمراء التي تمتد عبر ممرات القصر، وكان صدى خطواتهم يتردد في الفضاء الشاسع. كان الجو ثقيلًا بالتوقع لما ينتظرهم. مروا عبر قاعات فخمة مزينة بزخارف فاخرة، وكان الصمت يكسره فقط صوت خطواتهم.
بعد بضع دقائق، وصلوا إلى مشهد مزعج. أصبح الهواء أكثر كثافة، أكثر خنقًا. ثم شبكات العنكبوت. في كل مكان. خيوط حريرية كثيفة معلقة من السقف، تغطي الجدران كما لو كانت بقايا كابوس منسي. امتدت الشبكات بعيدًا كما كانت العين ترى، ملتوية وملتفة في أنماط غير طبيعية.
“هل هذه... مزحة؟” تمتم زين تحت أنفاسه، يده تصل غريزيًا إلى مقبض سيفه. كان صوته مشدودًا، كما لو كان يحاول أن يفهم المستحيل. “ما هذا المكان؟ لماذا هناك شبكات في كل مكان؟”
قبل أن يتمكن أي شخص من الرد، أصبح المشهد أمامهم أكثر تهديدًا. في المسافة، كانت بوابة بيضاء ضخمة تلوح في الأفق، محاطة بشبكات كثيفة تبدو وكأنها حية. كانت البوابة قديمة، سطحها مغطى بتوهج غريب ومضطرب، وكانت تقف كمدخل إلى القاعة الرئيسية للقصر.
ضيق لوكاس عينيه، وأحس بثقل اللحظة. لم تكن هذه مجرد غرفة أخرى في القصر. كان هذا شيئًا أسوأ بكثير. استدار إلى أندريه، وكان هناك أمر على شفتيه.
“حسنًا، افتحها، أندريه”، قال. كان صوته هادئًا، لكن كان هناك بريق من شيء أكثر ظلمة في عينيه.
أندريه، كالعادة، امتثل دون سؤال. انطلق للأمام، وعضلاته تتوتر من الجهد. ضرب يديه ضد الباب الثقيل، دافعًا بكل قوته. كان الباب يئن احتجاجًا، مفصلاته القديمة تعارض التطفل، لكن بعد لحظات من الجهد، فتح الباب بصوت عالٍ، كاشفًا عن الكابوس الذي خلفه.
ما كان خلف الباب لم يكن مجرد غرفة زنزانة، بل قاعة ضخمة، غارقة في ضوء شبحية وغامضة. كانت الجدران مغطاة تمامًا بشبكات عنكبوت بيضاء كثيفة، تمتد من الأرض إلى السقف، وخيوطها اللزجة تتلألأ في الضوء الخافت. كانت الشبكات تنبض، كما لو كانت حية، تتحرك بنغمة بطيئة ومتعمدة تجعل شعر رقابهم ينتصب.
كانت عيون لوكاس تمسح الغرفة، تستوعب المشهد. كانت عقله يعمل بسرعة فائقة، يحسب الاحتمالات، يحلل الموقف.
“ماذا؟ ما هذا المكان؟”
“ما هذه الشبكات الغريبة؟”
خطا زين خطوة حذرة للأمام، يده ما تزال ممسكة بمقبض سيفه. “لا أعرف... ما هذا؟” كان صوته بالكاد همسًا، كما لو أن التحدث بصوت عالٍ قد يستفز شيئًا يختبئ في الظلال.
لكن قبل أن يتمكن لوكاس من الرد، ظهرت إشعار مفاجئ أمام عينيه.
“كشف: الملكة البيضاء.”
“كشف: ملكة العناكب البيضاء.”
“الرتبة: اس.”
“تحذير: خطر.”
توقف تنفس لوكاس في حلقه. قفز قلبه.
“الرتبة اس؟!”
اتسعت عيناه من الصدمة، لكن صوته بقي هادئًا، مضبوطًا. استدار إلى الآخرين، الذين كانوا لا يزالون يستوعبون الموقف.