الفصل 34 : شبكة مسمومة

"ماذا؟ رتبة اس؟!" كان صوت لوكاس همسة من لا يصدق، رغم أن وجهه لم يظهر أيّاً من ذلك. كان قلبه ينبض بسرعة، وأحاسيس مشؤومة كانت تطغى عليه. بدا وكأن العالم من حوله تجمّد للحظة، كما لو أن الهواء نفسه قد أصبح أثقل من كلمة واحدة فقط.

رتبة اس

.

لكن بالطبع، لم يكن بإمكان أي شخص آخر أن يرى النظام. كانت الرسالة، الخطر، التحذير، كل ذلك كان على لوكاس وحده تحمله.

استدار إلى الآخرين، وصوته ثابت لكنه يحمل لمحة من الإلحاح.

رئيس الزنزانة هو من رتبة اس... ملكة العنكبوت!".

ضاقت عينا زين في شك، ورفع رين حاجبه، وكان شكهما واضحًا. زين، الذي كان دائمًا الجريء، سخِر.

"ماذا؟ ماذا تقول؟ هذه مجرد زنزانة من رتبة أ. لقد مررنا بأسوأ من هذا"، قالها، لكن حتى هو لم يستطع إخفاء الشك في نبرته بالكامل.

نظر رين إلى لوكاس، عيونه حسابية، نافذة. "هممم... حسنًا، دعونا نفترض ذلك. أولًا: كيف تعرف؟ وثانيًا: أين هي على أي حال؟"

كان ذهن لوكاس يركض بسرعة. كان عليه أن يجد طريقة للخروج من هذا، طريقة للحفاظ على أسراره. كان النظام ملكه وحده، ملكًا له ليتحكم فيه، لكن أن يكشفه الآن؟ كان سيُثير الكثير من الأسئلة. أسئلة قد تقوده إلى إجابات لا يستطيع تحملها. كان عليه أن يكذب، لكن بطريقة لا تبدو ككذب.

"لدي مهارة للكشف عن الخطر"، قال، صوته بارد وثابت، رغم أن ومضة من القلق عبرت صدره.

لا تخبرهم عن النظام. لا تفعل.

رمش رين. "الكشف؟ ماذا يعني هذا؟"

اللعنة

، فكّر لوكاس. كانت أفكاره تتسابق للعثور على طريقة لشرح نفسه. لكن كل ما قاله بصوت مسموع كان، "إنها مهارة تكشف عن القوى الحياتية، الخطر، وهكذا."

ضيق رين عينيه في شك، لكنه لم يضغط عليه أكثر. أما زين، الذي كان دائمًا غير صبور ، عبر ذراعيه وانحنى للأمام.

"حسنًا، أين هي إذًا؟" سأل زين

أخذ لوكاس نظرة على الغرفة، وهو يشعر بنبض الخطر في الهواء. كانت الجدران تبدو وكأنها تغلق

زين، الذي كان دائمًا استراتيجيًا، تراجع خطوة إلى الوراء، عينيه يطوفان للأعلى. تجمد، وعينيه مثبتة على شيء ما شيء جعله يتوقف عن التنفس.

أشار، ويده ترتعش قليلاً. "انظروا إلى الأعلى..."

حول لوكاس رأسه، وعيونه تتبع خط نظر زين. في البداية، ظن أنه خداع من الضوء، أو خيال من خياله.

لكن لا.

هناك، في ظلال الغرفة، كان هناك شكل صغير يلتصق بالجدار. كانت الفتاة تقف هناك، ورأسها مائل بزاوية مستحيلة. جمال غريب حولها، لكن جمال ملتوي بحضور غير مقدس، مرعب. كانت ترتدي فستانًا أبيض يرفرف قليلاً في الهدوء غير الطبيعي للهواء، وعيناها تلك العيون الحمراء الباردة المرعبة تتوهج مثل جمريتين في الظلام.

كانت نظرتها مشدودة عليهم، وفي تلك اللحظة، كانت كل غرائز لوكاس تصرخ له أن يهرب.

لكن لم يفعل.

لم يستطع.

"اللعنة..." تمتم لوكاس، وصوته مشبع بالخوف الذي لم يستطع إخفاءه. "ما هذا؟" كان يحدق، غير قادر على إبعاد عينيه عن الشكل. أصبح الهواء حولهم أكثر برودة، وأثقل، كما لو أن الغرفة كانت حية بكراهية.

رين، تعبيره ما زال غير قابل للقراءة، تحرك قبل أن يتمكن أي شخص من قول كلمة أخرى. اندفع نحو ملكة العنكبوت دون تردد، وشعره الأسود يلتف حوله مثل شيء حي. يده الملبسة بالقفاز، مشعة بالطاقة السحرية، اندفعت للأمام.

"ابتعد!" صرخ زين، لكن كان الوقت قد فات. كان رين قد تحرك بالفعل.

كان ساحر، نعم، لكنه لم يكن مثل الآخرين. رغم قدرته في السحر، كان أكثر راحة في القتال القريب، سحره ممزوج بهجماته الجسدية. ضربة سحرية معززة بالمانا قد تلاقت مع خد ملكة العنكبوت.

كان صوت الضربة يتردد في الصمت.

ثم، لرعبهم، ضحكت ملكة العنكبوت. كانت ضحكة هادئة في البداية، تكاد تكون بريئة في براءتها، لكن سرعان ما تحولت إلى ضحكة جنونية.

"هههه... رائع... رائع!" كان صوت الملكة يتساقط مع سعادة قاسية. "هههه!" تردد الصوت على الجدران، مما أرسل قشعريرة في عمودهم الفقري.

تعثر رين للخلف، يده ترتجف في قبضة الملكة. كانت الملكة قد امسكت معصمها في قبضة محكمة، أظافرها الطويلة والشبيهة بالإبرة تغرز في لحم رين. بدأ الدم الأرجواني يتساقط من الثقوب، ملونًا أصابع الملكة.

في اللحظة التي لمست فيها الدم جلدة ملكة العنكبوت، تألقت عيونها أكثر، واتسعت ابتسامتها من الرضا.

ذهب ذهن لوكاس إلى أقصى سرعة.

ماذا بحق الجحيم؟

كانت عينيه تتنقل بسرعة من رين إلى الملكة. "اللعنة!" تمتم لوكاس في نفسه، أفكاره تتسابق.

هل هي مسمومة؟ ما هذا؟

"رين!" صرخ لوكاس، موجة من الذعر تعتصر قلبه. التفت إلى دارلين، التي كانت تراقب المشهد بصمت. "عاجلي بعلاجها!!" كان صوته ملحًا، يائسًا.

دارلين، دائمًا هادئة ومتزنة، هزت رأسها بلا تردد. رفعت يدها، وأصابعها تتوهج بالطاقة العلاجية. ولكن حتى وهي تتحرك لمساعدتها، كان ضحك ملكة العنكبوت يزداد ارتفاعًا، أكثر شرًا.

"أه، نعم. عالجيه، من فضلك"، سخرت الملكة. "لكن هذا لن يهم. إنه بالفعل ملك."

كانت الكلمات تضرب لوكاس كصفعة على وجهه، ودماؤه تجمدت. الملكة لم تكن فقط تلعب معهم. كانت تعبث بهم

"اللعنة!" زمجر لوكاس، قبضته مشدودة. كان عقله يركض بينما كان يقيم الوضع. عينيه تتنقل من رين إلى الملكة.

2025/04/09 · 14 مشاهدة · 771 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025