الفصل 41 : الاستدعاء

"أنا فاليوين"، صوت الرجل العجوز كان عميقًا. "زعيم قرية نيدرا... قرية في قارة الوحوش."

رفع لوكاس حاجبه، وأخذ يفكر في الكلمات.

قارة الوحوش.

كرر العبارة في ذهنه، محاولًا الاستيعاب.

المخلوق الذي بجانب فاليوين نمر أبيض مجنح تحرك قليلاً، وكانت عيناه تتوهجان. لم يستطع لوكاس أن يبعد نظره عنه. كان هناك شيء ما فيه.

"وهذه القارة... تعتمد على الوحوش؟" سأل لوكاس، صوته ثابت ولكنه يحمل الفضول.

أومأ فاليوين ببطء "هنا، يولد الجميع مع الفرصة لاستدعاء وحش. يصبح الوحش رفيقك طوال حياتك، مرتبطًا بك بعقد روح. ولكن..." توقف، "قوة الوحش تحدد مستقبلك."

لم يستطع لوكاس أن يمنع نفسه من النظر مرة أخرى إلى النمر الأبيض المجنح، فروه أبيض مثل الثلج، وأجنحته مغطاة بالريش ورفيعة.

"هذا الوحش"، تابع فاليوين، مشيرًا إلى النمر، "هو من رتبة الفضة. هناك رتب أعلى: البرونز، الفضة، الذهب، البلاتين، الأسطورية، والظلام... رتبة نادرة جدًا."

استوعب لوكاس الكلمات ببطء.

رتبة الظلام؟ أسطورية؟

تمتم لنفسه، "إذن... استدعاء الوحش يعني أنك مرتبط به إلى الأبد."

انثنت شفاه فاليوين إلى ابتسامة خفيفة"نعم، ولكن الأمر لا يتوقف هنا. هناك طرق للاتصال بالقوة العميقة داخل الوحش. حتى أولئك الذين لم يولدوا بقوة استثنائية يمكنهم اكتسابها من خلال الاستدعاء الصحيح."

مال لوكاس إلى الأمام. كان عقله يحاول استيعاب كل شيء قاله فاليوين. كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟ الاستدعاء كان مجرد خرافة لا يمكن أن يكون حقيقيًا. أيمكن أن يكون؟

"كيف... كيف يمكنني استدعاء وحش؟" سأل لوكاس، وكان العجلة في صوته لا لبس فيها. كان هناك شعور بالإلحاح الآن، رغبة في الفهم.

دقق فاليوين النظر فيه، ولم تتزحزح عيناه. ثم، بإشارة بطيئة ومدروسة، أشار إلى النمر المجنح بجانبه.

"أنت هنا الآن"، قال فاليوين، وصوته كان همسًا منخفضًا. "في قارة الوحوش. مكان يمكن لأولئك الذين يمتلكون الإرادة أن يستدعيوا أقوى الوحوش. يمكنني أن أريك كيف."

"تُريني كيف؟" كرر لوكاس بصوت حاد.. "كيف؟"

أخذ فاليوين نفسًا عميقًا ومتأنٍ، يشير إلى الفضاء أمامهم.

"الأمر يتعلق بما تشعر به بداخلك"، أوضح فاليوين، وكان صوته ينخفض الآن ليصبح أقرب إلى الهمسات. "أنت بحاجة إلى اتصال حقيقي مع أعماقك. اتصال عميق بروحك... وإذا نجحت في هذه اللحظة... ستكون قادرًا على استدعاء الوحش."

تردد لوكاس. اتصال مع

روحي

؟ هل كان هذا ممكنًا حقًا؟

أغمض عينيه.

في الصمت الذي تبع ذلك، ركز إلى الداخل، محاولًا الوصول إلى ذلك المكان الذي نادرًا ما يزوره. كان شعورًا جذبًا في جوفه، كما لو أن شيئًا ما كان يناديه. كان قد شعر بهذا من قبل، في لحظات اليأس أو عندما كانت الأمور تبدو بلا أمل. كان غريزة، جذبًا بدائيًا. هذه المرة، مع ذلك، كان الأمر مختلفًا..

مد يده، وكأنها حركة غير واعية.

في اللحظة التي تمددت فيها أصابعه نحو الهواء أمامه، شعر بشيء يتحرك شيء قديم ووحشي.. كانت القوة مثيرة ومخيفة في الوقت نفسه..

اهتزت الأرض تحت قدميه.

بدأ شكل في التكون من الضباب، مظلمًا ومغطى بالظلال. كان ضخمًا، جسده ناعم ومظلم، وجناحيه الأسودين ينتشران كما لو كانا ينتظران هذه اللحظة. مع انقشاع الضباب، تألقت عيون المخلوق بضوء عميق، غير مستقر

ما هذا بحق الجحيم؟

كان النمر الأسود شكله كان جميلًا ومرعبًا في الوقت ذاته يقف أمامه، وأجنحته تنبسط على نطاق واسع، والقوة التي تنبع منه لا يمكن إنكارها. كانت هيبته لا تقاوم، كأن الظلام يحيط به، منتظرًا أمره..

"هذا هو... الوحش الذي ستكون حياتك مرتبطة به".

كان قلب لوكاس يخفق بسرعة، مشهد النمر الأسود كان أكثر من أن يستوعبه بالكامل. بدأ المخلوق يحيط به عيناه لم تفارقا لوكاس للحظة.

سمع الصوت مرة أخرى.

أنا هنا. اخترني.

كانت الكلمات ناعمة،، تملأ عقله بجذب لا يمكن إنكاره. كانت غرائزه تصرخ فيه ليركض

دون تحذير، تمزق شيء داخله.

توهجت الطاقة التي كانت تتجمع بداخله، وتماسك الاتصال بقوة عنيفة. شعر بها في عظامه، روحه تلتوي، تتحرك، وتندمج مع النمر الأسود.

أصبحت شعيرات رأسه داكنة، وتحولت إلى الأسود القاتم. كان العالم من حوله يدور بينما كانت أجنحة المخلوق.. مخلوقه تنتشر خلفه، وعيناه تلمعان بظلام غير طبيعي.

اكتمل الاندماج.

"مبروك"، قال فاليوين، وصوته كان همسة من الرضا. "لقد اخترت."

2025/04/10 · 11 مشاهدة · 621 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025