5 - قتال و نهاية غير متوقعة

" أرلو أبتعد ذلك الرجل قوي . "


عندما لمح الباندا ارلو حذره من ذلك الرجل ، و مع رؤيته ليده مجروحه ، كان القلق يتسلل لعقله .


" إذاً انت هو أرلو ؟؟ "


" هاه ؟؟ أتعرفني ؟؟ "


" بالطبع أعرفك . "


توجه ذلك الرجل إلي أرلو ، تراجع أرلو بسبب أعتقاده أن ذلك الرجل سوف يهاجم ، و تحرك باسكال بسرعة لكي يحمي أرلو .


" أنا أسف "


أنحني ذلك الرجل أمام أرلو و هو يبكي بشدة في وسط أنذهال و صدمة أرلو و باسكال .


" أ..نا أس..ف ، لم أس..تطيع حما..يتك . "


تزايدت دموع ذلك الرجل و هو يتأسف دون سبب لأرلو ، نظر أرلو و باسكال لبعضهما في حيرة تامة من أمرهم .


" ح..حسناً ، لما لا تجلس و تكف عن البكاء و تقول لي ماذا يحدث بحق الجحيم ؟؟ "


قام الرجل و جلس بينما هو يبكي و أنفه يسيل و بدء بشرح الأمر .


" حسناً ، أظن أن هذا سوف يكون صادماً ، لكن أنا صديق والديك . "


" .... "


تلقي أرلو الموضوع بطريقة غريبة و هي الصمت .


" حسناً ، ما حدث قد حدث ، لكن أريد أن أعلم لماذا قد قتُلا ؟؟ "


كان سبب موت والدي أرلو من أكثر الأشياء التي يريد أن يعرفها .


" ممم ، لقد بدء الأمر عندما أنضما إلي منظمة الذئب الأبيض ، منظمتنا هي منظمة ثورية ضد الإمبراطور ، أعتقد أن ذلك يجاوب علي سؤالك . "


رفع الرجل يده اليسري ليري أرلو ما في يده ، فرأي سوار ذهبي منحوت عليه ذئب ذو غره علي رأسه .


" هذا هو شعارنا او كان شعارنا . "


" كان ؟؟ "


" تمت تصفية المنظمة بالكامل ، و في تلك التصفية قتل والديك . "


كان الحزن مرتسم علي وجه ذلك الرجل ، لاحظ ذلك ارلو .


" حسناً إذاً ، هل سوف تقاتل مع ؟؟ "


" م..ماذا ؟؟ "


تفاجأ الرجل من رده فعل أرلو الهادئة و كذلك تفاجأ باسكال أيضاً لأن هذه ليست رده فعل أرلو في الأختبار الأول عندما ذكر والديه ، لكن هما الأثنين لم يعلما ان أرلو أتخذ قرار الهدوء لأن الهدوء هو طريقه للأنتقام .


تحولت ملامح الرجل إلي ملامح جادة ، أنحنا علي ركبتيه و قال :


" أنا اولد ترافورد سوف أتبعك أينما ذهبت حتي لو ذهبت للجحيم ، سوف اتبعك . "


نظر أرلو و باسكال لبعضهما البعض ثم أنفجرا من الضحك ، لم يفهم الرجل العجوز ما الذي يحدث .


" هاهاها ، أنت مضحك جداً أيها العجوز . "


" يبدو انه أهل ثقة "


" يبدو انني قد أتيت في وقت غير مناسب . "


ظهر من بين الأشجار فتي ذو قبعة حديثة و شعر احمر و هو يبتسم أبتسامة خبيثة ، عرف الجميع من هذا علي الفور .


" أحذر أرلو أنه أبن عائلة أيزنهاور التي قلت لك عنها سابقاً . "


" يدك مصابة ، أبقي فلخلف و نحن سوف نتولي الأمر . "


أستعد العجوز و باسكال للقتال و نفس الشئ لذا الفتي الأخر ، لكن القوي التي أنفجرت من جسد الفتي كانت مدمرة ، ألسنه اللهب كانت حارقة و تحول كل شئ تلمسه لرماد ، علم العجوز و باسكال أن هزيمته لن تكون سهله ، بينما أرلو يراقب من الخلف .


في مكان أخر :


كانت الفتاتان يأكلان اللحم بشراها و عندما أنتهيا من الأكل كان كل شخص سيذهب في طريق ، لكن الفتاة العمياء هاجمت فتاة الورود من ظهرها بكفها فسقطت فتاة الورد و هي نبصق الدماء .


" لم..اذا ؟؟ "


كانت الفتاة العمياء علي وشك الذهاب لكن مع سماعها للسؤال توقفت لبرهه .


" لماذا ؟؟ ، لأن طلبك للأكل لم يكن طلب بل أمر ، أستطعت ملاحظة الورود الحمراء التي كانت تحوم حولك لم تكن بتلات ورود عادية بل كانت حادة كالخناجر ، كنتي تريدين قتلي و اخذ الطعام لوحدك لو لم أوافق صحيح ؟؟ "


أبتسمت فتاة الورود بخبث


" صحيح "


نظرت لها الفتاة العمياء بدون أي ملامح ، و ذهبت لكن شعرت بشئ سريع جداً متجه نحوها لذلك حاولت أن تتجنبها لكن خدها قد جرح ، أكتشفت العمياء أن ذلك الشئ السريع كانت بتلات ورود حمراء ، نظرت بإتجاه فتاة الورود لتجدها واقفها و تتلاعب ببتلات الورود و توجهها نحوها .


" مستحيل ، هجومي كان يجب أن يبقيها علي الأرض علي الأقل لمدة ثلاث أيام دون حركة كيف ؟؟ "


قاطع حبل أفكارها هجوم جديد متجه نحوها لكن أستطاعت تجنبه .


" أتظنين أن لدي ورود حمراء فقط ؟؟ "


ظهر من خلف ظهرها ورود زرقاء .


" هكذا إذاً ، لابد أن الورود الحمراء للهجوم و الورود الزرقاء للدفاع لكن عندما هاجمتها لم يكن هناك أي ورود ؟؟ ، غريب . "


كان هذا ما تفكر به الفتاة العمياء و هي تتنقل بين الأشجار لتتفاده هجمات فتاة الورد .


" تباً ، إنها سريعة لا يمكنني رؤية تحركاتها . "


كانت العمياء تتنقل بسرعة كبيرة جداً و فجأة تتحرك بإتجاه فتاة الورود بسرعة كبيرة ، لم تلاحظها فتاة الورود إلي بعد فوات الاوان لكنها دافعت عن طريق الورود الزرقاء لكن تلك الورود لم تتحمل ضربة العمياء لكن ذلك الدرع أشتري بعض الوقت لفتاة الورود لتتفادي الضربة .


بعد فشل هجوم العمياء بدءت بالتنقل مجدداً بين الأشجار بسرعة كبيرة جداً .


" تباً ، علي التفكير بخطة للتقليل من سرعتها "


فكرت في حل ما حتي توصلت لحل جيد .


" اه أجل ، سوف ينفع هذا . "


لاحظت الفتاة العمياء الثقة المفاجئة لفتاة الورود فعلمت أن شئ ما سيحدث .


بدءت فتاة الورود بتنفيذ الخطة و هي أن تدمر كل الأشجار المحيطة بها ، خطة بسيطة لكن عملية .


أكتشفت الفتاة العمياء تلك الخطة لكن لم يكن لديها خطة بديلة ، فأبتعدت عن مجالها تماماً و وقفت علي شجرة بعيده عنها .


" هل تظنين أن هذا هو مجالي فقط ؟؟ ، أنتي تستهينين بي كثيراً . "


تحركت الورود الحمراء بسرعة جبارة نحو الفتاة العمياء التي لم يكن هناك وقت لتستطيع تجنبها لذا أتتها فكرة و هي أن تسقط من الشجرة و عندما تفادت الهجوم عن طريق السقوط من الشجرة ، كان هناك بتلات ورود حمراء تنتظرها بالأسفل .


" تباً ، لقد تنبأت بحركتي . "


ظهر للفتاة العمياء ذيل فجأة و تشبثت بالغصن الذي كانت تقف عليه .


" ذ..ذيل !؟ ، أنتي من الفلويمز ؟؟ "


" أجل ، لم أقل ذلك لأنكي لم تسألي . "


توجهت العمياء بسرعة نحو أحد الأشجار الساقطة من خطة فتاة الورود و أمسكتها .


" انتي لن تفعلي ما أفكر فيه ، صحيح ؟؟ "


بدء الخوف يتسلل لقلب فتاة الورود و تعمق أكثر و اكثر من رد العمياء لها .


* أبتسامة *


رفعت العمياء الشجرة بالكامل و رمتها علي فتاة الورود ، لكن فتاة الورود تصدد لتلك الشجرة عن طريق الورود الحمراء و قطعت الشجرة لقطع .


" اه ، الشجرة لم تكن بتلك القوة ، لقد زعرت علي ل شئ . "


نظرت فتاة الورود حولها لكنها لم تجد الفتاة العمياء .


" تباً ، أين ذهبت ؟؟ "


كانت نظر حولها باحثة عن العمياء لكن العمياء خرجت فجأة من وراء أحد قطع الشجرة المقطوعة و وجهت لكمة قوية لوجة فتاة الورود و فقدت الوعي .


عندما أستيقظت فتاة الورود كانت مكبلة و تجلس بجانبها الفتاة العمياء .


" ها ، هلي أستيقظتي اخيراً ؟؟ "


لم تهتم فتاة الورود بكلام الفتاة العمياء ، لقد كان يشغلها شئ واحد ، شئ واحد فقط .


" كيف ؟؟ "


" مم ، كيف ماذا ؟؟ "


" كيف علمتي اني سأستخدم الورود الحمراء لصد الشجرة و أنني لن أستخدم الورود الزرقاء لصدها ؟؟ "


" ذلك كان سهل ، لكن أولاً جاوبي علي سؤالي أولاً . "


" ح..حسناً "


" كيف أستطعتي صد هجومي الأول ؟؟ ، لم يكن هناك أي ورود زرقاء لصدي لذا كيف فعلتي ذلك ؟؟ "


" في الحقيقة دائماً ما أضع في ملابسي من الداخل ورود زرقاء للحذر فقط ، و بما أنكي شخص و لستي شبح أستطعت أن أشعر بك و أنتي تهاجميني ، لذا فعلت تلك البتلات التي كانت في ملابسي ، لكن يبدو أنها لم تكن قوية كفاية ، دورك الان . "


نظرت لها فتاة الورود بحماس لمعرفة كيف هزمتها في القتال .


" مم حسناً ، أستطعت أستنتاج ضعف الورود الزرقاء من هجومي الأول و الثاني . "


" ك..كيف ؟؟ "


" بكل بساطة في الضربة الأولة لقد أستعملتيها لتخفيف الضرر و في المرة الثانية أستعملتيها لشراء الوقت و تفادي الضربة ، أستطعت من ذلك أستنتاج أن الورود الزرقاء ليست قوية و تحتاج للتدريب أكثر لكي تكون أقوي و تنبأت من تلك المعلومات التي لدي أنك سوف تتصدين للشجرة بأستعمال الورود الحمراء . "


نظرت فتاة الورود للعمياء بنظرات أعجاب و عيون لامعة ، نظرت لها العمياء بأستحقار و قالت :


" أيعقل أنك .... سحاقية ؟؟ "


تحولت نظرات الإعجاب إلي الغضب علي الفور .


" بالطبع لا "


كان صوتها قد هز الغابة بالكامل .


" حسناً ، فهمت أخفضي صوتك قليلاً . "


وضعت العمياء يدها علي أذنها من شدة الصوت ، عندما سمعت فتاة الورود بكلام العمياء هدأت قليلاً ثم تحولت ملامحها إلي الحزن و خيبة الأمل علي وجهها و قالت :


" أنتي حقاً فالكيري . "


" فالكيري ؟؟ "


" انها أساطير قديمة تتكلم عن المحارات الإناث الخارقات الذين يركبون اليونيكورن و يحمون العالم من الأشرار و من هذا القبيل ، لقد كنت أقرأها و أنا صغيرة و حلمت أن أكون مثلهن لكن يبدو أنني لا أستحق أن أكون مثلهم . "


و بينما هي غارقة في الحزن أقتربت العمياء و ضريتها بإصبعها في جبهتها .


" ل..لماذا فعلتي ذلك . "


تحولت فتاة الورود من الحزن للغضب بسرعة خارقة .


" لا تكوني مثيرة للشفقة . "


" هاه ؟؟ "


" لقد قاتلتي أفضل مما تتوقعين ، لقد تنبأتي بأنني سوف اتفادي هجومك السريع و بعيد المدي بسقوطي ، لولا أنني أملك ذيل لكنت قد خسرت . "


فكت العمياء وثاق فتاة الورود .


" بالمناسبة أسمي ساكا و انت ؟؟ "


كانت فتاة الورود مندهشه من التغير السريع في الأحداث لكن سرعان ما جمعت شتاتها .


" لانا ، أسمي لانا . "


" حسناً لانا أتريدين أنهاء الغرف معي ؟؟ "


لمعت عيون لانا و تجسدت ساكا أمامها علي هيئة شمس مضيئة مقدسة .


" ح.حسناً . "


" إذاً هيا بنا . "


" بالمناسبة ، لماذا تخفين ذيلك ؟؟ "


" ذيلي ؟؟ ، يمكنك القول أنه احد أوراقي الرابحة . "


" أحد أوراقك الرابحة ؟؟ "


" أجل . "


" إذاً ، هل أستطيع أن أحصل علي ذيل أنا أيضاً ؟؟ "


" ماذا ؟؟ ، هل أنتي حمقاء أم ماذا ؟؟ "


" حسناً أعتقد أنني حمقاء بالفعل . "


كانتا لانا و ساكا يتبادلا أطراف الحديث و هم يتعمقون في الغابة حتي أختفوا .

---------------------------------------------------------------------------

إذا كنتم تريدون رؤية المزيد من الفصول تعالوا شرفوني في مدونتي ، رابط المدونة سوف يكون في التعليقات أن شاء الله .

2020/04/25 · 304 مشاهدة · 1773 كلمة
Romy
نادي الروايات - 2024