قمت بحجز جورج في قبو منزلي بزنزانة قديمة، وها أنا أقوم بتعذيبه ولم تكن هذه سوى البداية، أصبحت أنا الرئيس الأكبر كما خططت أن أكون، وسأقوم بتدمير عصابته من الداخل شيئاً فشيئاً...
وها أنا في طريقي الآن للأخذ بثاري الذي كرست حياتي من أجله...
_____________
_في اليخت...
جلست لوسي بالقرب من ميشيل محدقة في ماري بينما تقوم بعملها...
إنتهت ماري وأردفت" جيد، حالته مستقرة وأظن أن لاخطر على حياته..، يجب علينا إنتظاره حتى يستيقظ فقط..."
أخيراً ظهر تعبير في وجه لوسي، إتسعت عيناها مبتسمة، لتعانق ماري بقوة وقد إندهشت ماري من ذلك...
توترت ماري لكنها شعرت بالسعادة من تصرف لوسي معها...
تركتها وعادت تنظر لميشيل بسعادة...
(هو لن يموت..سيعيش!)
نظرت ماري ليد لوسي لتتسع عيناها وتنفعل في وجهها" ماذا حدث ليدك؟ يا إلهي ماهذا!! أرني.."
إقتربت منها لتردف لوسي بعدم إهتمام" أه، هذا لاشيء فالتتركيها..."
لتسحب ماري يدها بقوة وتصرخ بعتاب" إصابتكِ خطيرة! وسأعالجها شئتِ أم أبيتِ..."
إتسعت عينا لوسي مندهشة من طريقة كلامها، ثم مدت يدها مستسلمة، لتعقم ماري الجرح وتبدأ بتضميده...
(هي حقاً فتاة لطيفة..حتى وهي منفعلة تبدو أنثوية، حسناً هي على عكسي تماماً..أعتقد أن جوري ستكون بنفس عمرها لو كانت حية...ربما أصغر قليلا؟)
إبتسمت لوسي لاشعورياً، لتلمح خلف ماري جوناثان وهو واقف، حاملاً مسدساً ويصوب نحو رأس ماري...
(لم تلحظه ماري بعد..أراهن على أنه لايتمكن من الرؤية بعينه، إن كنت سريعة فقد أتمكن منه!)
سحبت لوسي ماري إلى يمينها بعنف، إستلقت لوسي متجنبة رصاصة جوناثان الطائشة..لترفع قدمها بخفة وتركل يد جوناثان بقوة، طار المسدس في الهواء لكنه تمكن من إمساكه في اللحظة الأخيرة..وعاد يصوب نحوها قائلاً" سأريكِ مع من تلعبين!!"
قبل أن يطلق بلحظات، جمعت ماري قواها وبالرغم من إرتجافها وخوفها إلى أنها إنقضت عليه وأسقطته أرضاً...
_" أيتها الـ*** سأريكِ..."
صعد فوقها موجهاً المسدس نحوها وبيده الأخرى يمسك عينه..وهاهو قد حرك الزناد...
أمسكت لوسي السكين الطويل من الأرض وهي تركض..مثل المشهد بالتصوير البطيء تركض وقد توقف عقلها عن التفكير..عرقها يتطاير في الهواء كاللؤلؤ...
وقفت خلف جوناثان رافعة رأسه بيد، وبيدها الأخرى قامت بشق رقبته وذبحه من الوريد إلى الوريد...
إنفجر الدم على وجه ماري وتبعثر بغزارة، سقط جوناثان على الأرض وقد مات، عم الصمت للحظات..وماري تنظر للوسي بخوف وجسدها بأكمله يرتعش...
رمت لوسي السكين ويداها ترتعشان هي الأخرى تنظر لجثته وليديها اللتان قد إمتلئتا بدمائه...
إستدارت وخرجت من الغرفة ببطئ متجهة نحو السطح...
.
.
.
مرت خمس ساعات، ولوسي ماتزال جالسة في على سطح اليخت تنظر للبحر بفراغ...
لتشمع الباب وقد فتح خلفها، فإذا به ميشيل يمشي نحوها ببطئ وألم، وجسده بأكمله مغطى بالضماد...
_" أهلاً..."
إتسعت عيناها، ثم أدارت رأسها متجاهلة له...
_" مهلاً لحظة..الا يوجد سعيدة أنك بخير أو ماشابه؟؟" قال ميشيل بإنزعاج، لتردف هي بصوت جامد" سعيدة أنك بخير.."
عقد ميشيل حاجبيه ووقف يفكر، ثم إقترب منها لينظر لوجهها بينما يردف محاولاً إستفزازها" حقاً أنتِ رجولية ألا يمكنكِ أن تكونـ- صمت ميشيل وظل راكعاً ينظر إليها، وقد رأى دموعاً تسقط على وجنتيها برقة...
عقد حاجباه وعلم أنها ليست في مزاج مناسب...
(ما الذي حدث لها؟ لوسي تبكي..غير معقول!!)
جلس بجانبها بهدوء ينظر إلى البحر مثلها دون أن يتفوه بحرف، وهي تشهق والدموع تنزل لوحدها...
_" لِما تبكين؟" قال ميشيل بصوت هادئ دون أن ينظر إليها، لتردف هي بينما تمسح دموعها بعنف" أخرق..لست أبكي!"
صمت قليلاً، وقد إنزعجت لوسي لأنه لم يسألها مجدداً..أرادت أن تبوح لشخص ما بمشاعرها لكنها تملك كبرياء فلا يمكنها أن تجيبه في سؤاله المرة الأولى، لكنها كانت تنتظر منه أن يسألها مجدداً ولم يفعل...
_" لقد قتلته..ذبحته...فماذا أكون الآن؟؟"
قالت لوسي وضمت رأسها بين ركبتيها تبكي، شعر بالأسى تجاهها، لكنه لم يعلم ما الذي يتوجب عليه أن يفعله ليخفف عنها، أخذ ينظر إليها تارة، ثم يتنفس الصعداء ويدق بيده على اليخت، وملامح وجهه كوميدية عيناه تدور وتدور مفكراً ما الذي يجب عليه قوله...
_" أنتِ هي أنتِ لوسي..قتلتهِ لهدف صحيح؟"
أخذت لوسي تشهق" أجل...لو أنني لم أقتله لقتل الفتاة..لكنني أصبحت قاتلة الآن، هذا شيء لطالما حاولت تجنبه حين خرجت لتحقيق هدفي..والآن هو يحدث!!"
_" لوسي أنتِ تكبرين الأمـ-"
وقفت لوسي من مكانها وصرخت في وجهه بإنفعال:
_" ما الذي يعلمه قاتل مثلك؟؟ أنت لاتشعر بشيء حين تقوم بقتل الناس بلا رحمة!..أنا..أنا كدت أقتلك أيضاً..فقط لأنقذ نفسي.."
علم ميشيل أنها تفرغ غضبها فحسب، وقف من مكانه وأردف بهدوء:
_" لكنكِ لم تفعلي، بل وأنقذتِ الفتاة..لم أرى فتاة أشجع منكِ قط.."
_" أخرق أنت لاتساعد هكذاااا!!" صرخت وإنهارت بالبكاء تصرخ بألم وتبكي بحرقة...
إقترب منها بهدوء ووضع رأسها على صدره، لتتشبث هي بظهره وتبكي بكل مالديها، أفرغت كل الهموم والضغوط التي مرت بها، وهو واقف فقط يربت على رأسها بحنو...
ثم توقفت عن البكاء، ظلت متشبثة به تنظر للبحر وعيناها محمرتان..تفكر فقط في كل ماحدث...
ليردف هو" هل أعجبكِ حُضني إلى هذه الدرجة؟ إلى متى ستبقين على هذه الوضعية؟؟" قال مبتسماً، لتبتعد هي عنه بإنفعال وتستوعب مايجري...
_" أنت؟ ما الذي جعلتني أفعله!!" عقدت لوسي حاجبيها تنظر إليه بإشمئزاز...
_" حسناً، أعطيتكِ بعضاً من الحنان..كوني شاكرة" قال وضحك بصوت عالٍ يستفزها...
_" ما المضحك!" صرخت لوسي بغضب ليردف هو بهدوء بينما ينظر للبحر" قلتِ أنني لا اشعر..أنا كذلك أشعر بتأنيب الضمير حين أقوم بقتل أحدهم..."
نظرت له لوسي بأسى، علمت أنها ظلمته..جرحته دون قصد...
_" لم اقصد ماقلته حقاً..." قالت لوسي بينما تحك شعرها...
لتفتح ماري باب السطح متجنبة النظر لعيني لوسي...
إقتربت منهما متمسكة بفستانها بتوتر، لتردف"..شكراً لكِ..على إنقاذك لحياتي..، آسفة، بسببي أُجبرتِ على قتل الرجل.."
إتسعت عينا لوسي تنظر إليها..، ثم أردفت مدعية الصلابة" ليس بالأمر الجلل..لا أستحق الشكر فعلاً.."
ثم إستدارت ناحية ميشيل ورمقته بنظرات حادة" أنت! هل قمت بشكرها؟ لولاها لكنت في عِداد الأموات الآن!!" قالت بينما تشير له بأن يشكرها، نظر لها ميشيل بدهشة، ثم إستدار بإتجاه ماري وإنحنى...
_" شكراً لإنقاذِك حياتي.."
أومئت ماري رأسها ثم أردفت مكلمة لوسي" كيف حال يدكِ.."
نظرت لوسي ليدها وأردفت" أه..إنها افضل حالاً، شكراً لكِ"
إبتسمت ماري بسعادة ثم قالت" صحيح، لم نتعرف بعد على بعضنا، أنا ماري..ماري جونز.."
_" أنا لوسي جيلبرت..وهذا ميشيل، لا أعلم لقبه.."
قالت ونظرت له بإستفهام، ليردف هو" ميشيل مارتينز.."
عقدت لوسي حاجبيها وأردفت بإنزعاج" كم أنت فظ! الا يمكنك أن تقول سررت بمعرفتك أو ماشابه؟؟"
تذمر ميشيل منها" وما شأنكِ؟ أقول مايعجبني.."
بدآ شجارهما المعتاد لتحاول ماري إصلاح الموقف بقولها" أووه أجل، لقد نسينا تحريك اليخت..إلى متى سنبقى وسط البحر؟..هل حددتما وجهتنا التالية؟"
صمت كلٌ من ميشيل ولوسي محدقين ببعضهما بتساؤل، لتردف لوسي" صحيح..أود العودة إلى الولايات المتحدة..أحتاج للقاء صديقي.."
رفع ميشيل أذنه لأعلى مثل القط حين يسمع شيئاً يثير إهتمامه...
أخذ ينظر إليها بطرف عينه رافعاً لحاجبه، ليردف مدعياً عدم الإهتمام" أحم أحمممم! لايمكننا الذهاب إلى الولايات المتحدة إلا إن كان لديك سبب وجيه..لأنني بحاجة للذهاب لمكان آخر"
_" هااه! وأين هو هذا المكان؟"
توتر ميشيل ولم يجد كذبة مناسبة، فأجاب" إنها...كوريا..أجل كوريا الجنوبية"
عقدت لوسي حاجبيها وبإستفهام سألت" ما الذي تود فعله في كوريا بحق؟ هل تريد إجراء عملية لأنفك الأعوج!!"
_" أعوج؟؟ لا يوجد أنف مستقيم أكثر من أنفي!"
وجهت لوسي إصبعها السبابة نحو أنفه بحدة، وبجدية أردفت" إسمع! لدي صديق بحاجة لمساندتي وإن لم أذهب إليه فقد يتم قتله من قبل الرجل اللعين الذي أعمل لديه، إنها مسألة حياة أو موت!!"
عقد ميشيل حاجبيه وبإنزعاج صرخ" آه آه وأنا لدي عمي على وشك الموت في كوريا! هل تحبين صديقك إلى هذه الدرجة لتحاولي مساعدته هكذا؟؟ إن كان رجل فدعيه يخرج نفسه بنفسه!"
بدأ ميشيل يختلق الأكاذيب، شعرت لوسي بسخافة الموقف، لتردف بهدوء" ما-..حقاً لا يمكنني معرفة ما تفكر به.."
تنفست الصعداء، ثم صرخت بإنفعال" فالتذهب إلى الجحيم سنذهب إلى أمريكا وإنتهى الأمر!! نقطة." قالت ودخلت إلى الداخل بينما تمشي بخطوات عريضة والغضب يعتريها...
ليحرك ميشيل فكه السفلي بإنزعاج ويتمتم" حسناً..مهما يكن"
وقفت ماري تنظر بدهشة بينما تفكر...
(هل هما حبيبين ياترى؟ يشكلان ثنائياً رائعاً...)
يتبع...
فوت لو البارت عجبكم، وأعطوني رايكم بالتعليقاااات😉
شكراً على القراءة... ✥ بقلم إيمان إيدا ✥