_" لقد تمادوا..تمادوا!!" تمتمت جودي مصطكة على أسنانها، لتسحب آرثر من ذراعه وتمشي به نحو الكراج...

_" لو أنكِ تعامليني بطريقة أفضل قليلاً..لم اعد طفلاً لتسحبيني هكذا!" قال آرثر متذمراً، لم ترد عليه بل صعدت سيارة أختها المرحومة بعد أن سحبت المفاتيح، شغلتها وإنطلقا لوجهتهما...

_________________

_في مكان آخر_داخل الفيلا...

خرج مارك من الحمام بشعره المبلل، وضع المنشفة على رأسه ووقف أمام النافذة...

أمسك هاتفه وإتصل بيده اليمنى..آرون...

_" صباح الخير سيد مارك..هل من أوامر؟"

_" إجمع لي الرجال..سنقوم بالهجوم على عصابات الزنوج.."

_" أمرك سيد مارك.."

_" فالتأتِ لمكتبي..أحتاج للتكلم معك" قال مارك وأغلق الخط، رمى الهاتف على الأريكة وأخذ يغير ثيابه...

خرج من المنزل ومضى على سيارته إلى مكتبه، مر مايقارب العشر دقائق ليدق آرون عليه الباب...

_" أدخل"

دخل آرون مغلقاً الباب خلفه وأردف" سيد مارك لقد قمت بتجهيز الرجال كما طلبت مني.."

نظر له مارك بحدة واردف ببرود" جيد، أردت أن أسألك سؤالاً.."

_" نعم سيدي"

_" منذ متى وأنت تعمل تحت إمرة ليونارد؟" تجمد آرون مكانه مخفضاً رأسه، كان ليونارد أحد رؤساء المافيا الكبرى وهو على خلاف مع جورج والد ميشيل، وبما أن مارك قد أصبح الرئيس فقد أصبحت العداوة بينهما الآن...

_" سيد مارك..أنا لا أعمل تحت إمرة أحد غيرك" أجاب آرون وقد بدأ بالإرتجاف، ليقف مارك بهدوء وقال بينما يقترب منه" أنا أصدقك.." إبتسم بينما يضع يده على كتفه...

ليقوم بطعنه دون سابق إنذار ودون أن يرمش له جفن، مزق أحشائه وأخرج السكينة ببطئ تاركاً الرجل ينزلق شيئاً فشيئاً ليقع وقد لفظ آخر أنفاسه...

صرخ مارك منادياً أحد الحراس ليهتموا بأمر جثته والدماء التي ملأت الأرض كالبساط، ثم جلس على كرسيه بكسل واضعاً قدميه فوق المكتب، وضع كتاباً على وجهه ليأخذ قيلولة..لكن التفكير لم يفارق عقله...

(هممم...أقوم ببعث رجالي أولاً، ثم أبعث النصف الآخر في الإتجاه المعاكس..وأخبرهم أن الأعداء يختبئون هناك..، وأجعلهم يقومون برش بعضهم البعض برصاصات البنادق..أعتقد أن هذه ستكون بداية جيدة لتدمير كل شيء...)

إبتسم، ثم غفى على الكرسي...

_______________

_في مكان آخر...

_آلبرت_

طلبت من تشارلي أن يقوم بأخذ جانيت إلى المشفى ليشخص الطبيب حالتها، بينما قمت أنا بإخراج سام من المشفى، لكن الأمر معه لم يمضي على خير...

عدت للمنزل وإستلقيت، وهاقد حلت الساعة 1:28 ظهراً...

شغلت التلفاز أشاهد بملل، كآبة، شعور سيء لحد ما..لا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله بعد الآن...

أخذت أقلب القنوات، لأسمع الباب وقد كُسِر، وقفت بهول مما سمعت وقبل أن أذهب للتفقد..دخل ثلاث رجال يرتدون البذل موجهين نحوي أسلحتهم...

رفعت يداي بهدوء وأردفت" ماذا تريدون؟"

أشار أحدهم للآخر، ليأتي هو ويقوم بجرّي ووضعي على كرسي وقام بتكبيلي...

حدقت بالرجل أمامي..الذي يقوم بإعطاء الأوامر لهم...

_" أنت الوحيد الذي يعيش في هذه العمارة صحيح؟ إذاً لاداعي للصراخ وإهدار طاقتك.."

إبتسمت وأردفت بثقة" وهل أبدو كمن يصرخ طالباً النجدة؟"

_" لم أقصد طلبك للنجدة، قصدت صراخك من الألم الذي سيحل بك بعد دقائق.." قال بينما يبتسم إبتسامة شيطانية، وقد إختفت الإبتسامة من على وجهي...

( اللعنة...ما الذي يريدونه مني؟ ومن هم!)

أخذت أفكر بعمق لكنني لم أجد الإجابة المناسبة، ليسألني الرجل" أين هو سام براون؟"

عقدت حاجباي وأردفت" لا أعلم مكانه.."

إستدار الرجل بإتجاه أحدهم وأردف ببرود" إقطع إصبعه الخنصر"

أسرع الرجل بسحب سكينة صغيرة وأمسك يدي اليسرى والتي كانت مربوطة في الخلف مع يدي اليمنى...

أدار كفي بإتجاهه وقام بقطع إصبعي في الهواء ليتدلى ويتمسك بقطعة من جلدي، أغمضت عيناي وإصطكيت بأسناني من الألم..لكنني لم أصدر صوتاً...

_" لنجرب مجدداً..أين هو سام؟"

إبتسمت وقلت" لسوء حظكم، لقد تشاجرنا اليوم..ولا أعرف أين هو"

هز الرجل رأسه بإيجاب، ثم تقدم نحوي بغضب بعد أن أمسك ساطوراً، مد يدي نحوه بعنف وقام بضربها ضربه واحدة عند رسغي..وها أنا فقدت يدي العزيزة في أقل من ثانية...

زمجرت بألم، وأخذ الدم يتدفق بغزارة ولم أعد أحس بها..وكأنها تنملت...

بت أتعرق من بشدة، ليقترب مني أحدهم ويقوم بإيقاف النزيف بقماشة لأشعر بسخرية الموقف...

( هه..ياللسخافة، يريدونني أن أعاني قبل أن أموت..)

كنت أعسراً..وقد تدمرت نفسيتي حين قاموا بقطع يدي اليسرى، لكنني سعيد لأنه مازالت لدي يد متبقية، يمكنني أن أترك بها إشارة...

كانت يدي اليمنى في الخلف مربوطة، بينما يدي اليسرى متحررة...

_" أين هو سام؟ شوهدتما أمام باب المشفى معاً صباح هذا اليوم..."

أجبت مدعياً الخوف" أرجوك، توقف سأخبرك.."

وقف بتكبر ينظر إلي بإستصغار، أخذت أماطل وأطيل الوقت..بينما أنقش بأظافري حروفاً على ظهر الكرسي الخشبي...

حين قاربت من الإنتهاء أردفت" أتعلم أين هو؟"

رفع حاجبه ينتظر الإجابة..لأرخي عضلات وجهي وأردف بإستهزاء" إنه في جيبي" قلت وضحكت بصوت عالٍ، لتشتعل عيناه غضباً وأنا مجهز نفسي لما سيحدث...

______________

_في مكان آخر_على اليخت...

_لوسي_

مر الوقت، وأنا جالسة وسط الغرفة أنظر لأصحاب اليخت المقيدين وهو مغمىً عليهم، قام ميشيل بلف جثة جوناثان ووضعها داخل التابوت الأبيض..الذي وُضِعَت فيه ماري سابقاً...

دخلت ماري تخبرني أننا قد وصلنا لوجهتنا..لوس انجلوس بالقرب من سانتا مونيكا...

قبل أن نصل للشاطئ قفزنا من اليخت تاركين إياه ليرسوا لوحده على اليابسة، وتركنا أصحاب اليخت داخله مع الأعضاء البشرية التي لديهم، وبالتأكيد الأمر سيكون واضحاً أنهم هم من تسببوا بإختفاء الناس من الولايات المتحدة بعد أن يتم إمساكهم من قبل الشرطة وإستجوابِهم...

مشيت رفقة ميشيل وماري، وأخذنا نتجول في أنحاء لوس أنجلوس دون مالٍ ولا وسيلة نقل لأصل بها إلى وجهتي...

إستدرت ناحية ماري وأردفت" ماري، أنتِ لم تمانعي حين قررنا المجيء للولايات المتحدة، ولم تبدِ حتى رايك أو إخبارنا أنكِ تودين العودة لمنزلكِ..."

إبتسمت ماري، ووضعت يديها خلف ظهرها قائلة" هذا لأنه ليس لدي منزل أعود إليه.."

عم الصمت الأجواء، نظر إليها ميشيل بدهشة، لأسألها أنا:

_" أتعنين أنكِ يتيمة؟"

أومئت برأسها وأردفت" كُنت أعيش في الميتم، ولا أفعل شيئاً سوى الدراسة...لذا لستُ مهتمة حقاً إلى أين سأذهب الآن..."

صدمت من كلامها، لكنني إبتسمت وعرضت عليها أن تأتي للعيش معي، وأخبرتها أن الأمر لن يكون سهلاً وأنه لربما أغيب لأعمل مع رئيسي..دايمن، والذي أتمنى أن لا أعود إليه قط...

بدت سعيدة للغاية، وكأنني أعطيتها الدنيا كلها، وأبدت كااامل موافقتها وأخذت تقفز من الفرح وسط الطريق...

_" أخبريني ماري، كم عُمرك؟"

_" 17 سنة، لو أنني مازلتُ في الميتم لكنت خرجت بعد عام..، ماعشته كان فظيعاً لكنني سعيدة للقائِك لوسي..وأنتِ، كم عمركِ؟"

_" توقفي أنتِ تحرجينني، عمري 22.."

أومئت برأسها وأخذت تنظر لميشيل الذي يمشي بجانبي وسألته" كم عمرُك ميشيل؟"

نظر لها بطرف عينه وأجاب بتكبر" ولما علي أن أخبركِ؟"

ركلته وسط الطريق، ليركع ويمسك ركبته بألم..صرخت أنا وقد وقفنا أمام إحدى المطاعم" كن مهذباً وأجِب عن السؤال!"

رمقني بنظرات حادة، ليردف بإنزعاج ممزوج ببرود" 28"

إبتسمت إبتسامة جانبية، وبسخرية أردفت" ولد جيد.."

إتسعت عيناه وقبل أن يشتمني أمسكت يد ماري ومشينا بسرعة بينما أحدثها" دعينا من رأس الديك هذا، تبااا أنا جائعة! لندخل المطعم هيا.."

دخلنا المطعم وقد لحق بنا، جلسنا وأخذ النادل طلباتنا، تناولنا الطعام وملئنا بطوننا، إتكئتُ على النافذة بتعب وأردفت" هناك غيوم سوداء قادمة..يبدو أنها ستمطر"

سألتني ماري بقلق" أين سنقضي الليلة؟"

أخبرتها أن لاتقلق وأنني سأتصل برفيق لي ليأتي ويساعدنا..

أتى النادل وقام بوضع الفاتورة على الطاولة" الفاتورة"

إتسعت حدقتا عيون ميشيل، ثم إسترخى قائلاً" أجل سآتي إليك في الحال" إبتسم النادل وذهب، لأنفعل في وجه ميشيل" هل تملك النقود؟؟"

أشار لي بأن أخفض صوتي، ليقرب وجهه مني ويهمس" بالتأكيد لا أملك! بجدية لما أدخلتنا إلى مطعم راقي مثل هذا؟؟"

_" ليس خطئي..بطني الجائعة هي من قادتني إليه!" قلت معقدة حاجباي، ليتنفس الصعداء ويردف" جاهزتان للركض؟"

بلعت ماري ريقها وأخذت تنظر للحراس الواقفين بالمطعم بإرتعاب...

ثم.....

يتبع...

فوت لو البارت عجبكم، وأعطوني رايكم بالتعليقات..😉

عجبكم البارت شي؟ وشو رأيكم بالأحداث؟؟

شكراً على القراءة... ✥ بقلم إيمان إيدا

2019/10/28 · 411 مشاهدة · 1175 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024