نزل آرثر من السيارة وضرب الباب خلفه ليغلق بعنف، ركض نحو العمارة وصعد رفقة جودي التي تركض خلفه...

وقف أمام باب شقة آلبرت، أخذ نفساً عميقاً ثم فتح الباب ببطئ...

__________________

إتسعت عيناه هولاً من منظر الغرفة، أخذ ينظر إلى الدماء المنشرة في كل مكان..ثم وقعت عيناه على آلبرت المستلقي على الأرض، وقام سام بتغطيته بغطاء أبيض..قد إمتلئ دماً...

دخلت جودي إلى مسرح الجريمة لتصرخ بذعر وتخرج مسرعة من الشقة، وقفت أمام الباب ممسكة فمها بيديها وأخذت الدموع بالجريان على وجنتيها، لأول مرة ترى جثة على أرض الواقع...

_" لاتدخلي مجدداً جو! ولاتتهوري بالإتصال بالشرطة.."

صرخ آرثر محاولاً تمالك أعصابه، رفع رأسه ينظر لسام، جالس في زاوية الغرفة يضم ركبتيه إلى صدره ممسكاً رأسه بيديه...حالته يرثى لها...

إقترب من جثة آلبرت وجلس القرفصاء أمامه، ثم أزال الغطاء من على وجهه بهدوء...وأول ما رآه كان جوف عينيه المنزوعتان من مقلتيهما...

أغمض عينيه وأخذ يرتعش..ثم أكمل فتحه للغطاء وأزاله تماماً...

بدأت الدموع تجري على وجنتيه كنهرٍ جارٍ..ثم أعاد وضع الغطاء عليه، وأمسك وجهه بيده يمسح دموعه...

_" لن يسامحني.." تمتم سام محدثاً نفسه وقد سمعه آرثر، وقف وإقترب منه بهدوء وسأله" من الذي لن يسامحك..آلبرت؟"

بكى سام مغطياً وجهه بيديه، أسرع إليه آرثر بغضب ليسحبه بعنف من ذراعه ويصرخ" ماهذا؟ هاه؟ أهذا ماينتظره منك رفاقك؟؟أن تنطوي في زاوية وتبكي كالفتيات!!"

دفعه سام بإنهاك وأردف" لم تنسح لي الفرصة حتى للإعتذار منه.."

نظر له آرثر بشفقة، ليقترب نحوه ويعانقه..بينما يقول" إن كان هناك شيء يتوجب عليك فعله..فسيكون الإنتقام له لاغير!"

إبتعد عنه سام وقد هدأ قليلاً..ثم أخذ يدور في الغرفة بحثاً عن دليل بكل صمت، وقام آرثر يساعده في البحث أيضاً...

_" ما الذي يجري آرثر!!" صرخت جودي من خلف الباب تسأل...

_" فالتعودي إلى المنزل خالة جو..نحن سنتصرف مع الوضع!"

أومئت جودي رأسها وركضت مهرولة نحو المنزل حاملة حقيبتها..ركل سام الكرسي بغضب ليتحطم وينفصل جزئه العلوي عن السفلي...

نظر له آرثر وتنفس الصعداء..ثم نظر لظهر الكرسي، ليجد الكتابة لتي نقشها آلبرت بأظافره...

أسرع إليها متسع العينين" لقد وجدت شيئاً سام.."

ركض سام إليه وأخذا يتمعنان في النقوش التي تحيطها الدماء وقد كتب:

"looking for sam" -(يبحثون عن سام)-

إتسعت عينا سام وقد علم فوراً من كان وراء مقتل آلبرت...

_" أظن أن آلبرت هو من كتب هذه بأظافره..حاول أن يترك لنا دليلاً وقام بنقشها حتى سالت الدماء من بين أظافره.."

نظر آرثر لسام وأتبع" يبحثون عنك..من هم؟ أظن أنهم عصابة وشم العقرب عادوا لينتقموا.."

هز سام رأسه بالنفي وأجاب" أنت مخطئ..ليس هم..."

_" إذاً من؟؟" سأل آرثر بإنفعال، ليجيبه سام بحقد" إنه اللعين الذي يسمى أبي.."

صدم آرثر من قوله، أعني..كيف لوالد سام أن يفعل هذا بصديقه؟

_" إنه يبحث عني..لكنني لم أظن قط أنه سيصل إلى هذا الحد؟؟" قال سام مصطكاً على أسنانه، وقف ومضى ليخرج من المنزل...

_" لحظة لحظة! إلى أين أنت ذاهب؟" سأله آرثر بإنفعال، ليجيب هو بهدوء وعلى عينيه نظرة مرعبة...

_" اليس واضحاً...سأذهب لسلب حياته..واحدة بواحدة.."

شعر آرثر بقشعريرة على جسده، لم يسبق وأن رآى سام بهذا التعبير المخيف..شعر بهالة القتل تحيط به...

_" أستفعل في العلن؟؟" سأله من جديد ليتوقف سام أمام الباب، ثم أجابه دون أن ينظر إليه" فالنكن على تواصل.."

بلع آرثر ريقه وغادر بعد مغادرة سام بقليل، وقبل أن يخرج نظر لجثة آلبرت نظرة أخيرة وعلى وجهه ملامح أسى وحزن...

_" سيدفع الثمن غالياً مهما كان من فعل بك هذا يارفيقي.."

قال وخرج من الشقة دون أن يترك أثراً خلفه...

______________

_في مكان آخر...

مشت لوسي رفقة ماري، ركبا القطار ووسائل التوصيل بالنقود التي سرقتها لوسي..ثم أخذت تفكر...

(أعطيت ذاك المتشرد النقود بطيبة..لكن يبدوا أن هناك من كافأه بمبلغ أكبر للتخلص من ميشيل..لكن لما؟ ما الذي فعله ميشيل؟؟ اللعنة لما تركت ماري تسحبني..كان علي إمساك ذاك المشرد اللعين وسؤاله بنفسي!!)

إتكأت على زجاج القطار تنظر إلى الطريق بشرود إلى أن غفت...

.
.
.

_" لوسي..لوسي إستيقظي وصلنا لوجهتنا.."

فتحت لوسي عينيها بخمول، تنظر إلى الناس وهم ينزلون من القطار، ثم وقفت ونزلت بهدوء رفقة ماري...

تابعتا المسير وسط الطريق، وفي كل مرة تحاول ماري المسكينة تلطيف الجو بطريقة أو بأخرى لايتغير تعبير وجه لوسي العابس، لاتتكلم ولاتبدي أية ردة فعل لأي شيء..فقط تمشي بصمت...

ثم مرت بجانب منزل كريس الراحل، توقفت وإستغربت ماري من توقفها، نظرتا إلى المنزل بشرود إلى أن خرج منه الرجل رفقة زوجته ومعهما إبنهما الصغير...

عقدت لوسي حاجبيها ولم تستوعب مايحدث، أسرعت إليهما وأردفت دون مقدمات" أتعيشون هنا؟؟"

إندهشت السيدة من نبرتها وطريقتها العدوانية، ليجيبها الرجل بهدوء" أجل يا إبنتي.."

_" هذا منزل صديقي..فكيف هذا؟"

نظر كل منهما لبعض بإستغراب، ليجيبها الرجل" وصلتنا أخبار بأن الشاب الذي كان يعيش هنا قد مات..وتم نقل أخته لمكان ما، وقد أتى شاب قبل فترة يبحث عن أخت المتوفي.."

إتسعت عينا لوسي، مسحت وجهها بيديها وأردفت بإرهاق:

_" أنا آسفة لوقاحتي...أعتقد أنني لست بخير، نسيت تماماً أنه توفي.."

ثم ضحكت بيأس ويحيط بعينيها سواد، نظرت لها المرأة بأسى، لكن لوسي لم ترد إبداء ضعفها لذا حاولت تغيير الموضوع...

جلست القرفصاء تنظر إلى الطفل ذو الأربعة أعوام" كيف حالك عزيزي؟"

نظر لها الطفل بخوف يصاحبه خجل، لترفع لوسي رأسها تنظر للسيدة وسألتها" أهو إبنك؟ كم هو لطيييف.."

إبتسمت السيدة وأردفت" أجل..لكنه متبنى..فأنا لايمكنني الإنجاب"

دهشت لوسي وقد شعرت بأنها قد سألت سؤالاً حساساً بعض الشيء، وقفت بسرعة تحك شعرها وأردفت" حسناً..أتمنى لكما يوماً سعيداً..وأنت أيضاً أيها اللطيف" قالت بينما تحك على شعر الطفل بلطف وعلى وجهها إبتسامة...

ثم عادت أدراجها تنظر لماري الواقفة بعيداً تنتظرها...

_" لنمضي" أردفت لوسي وقد عاد التعبير الطبيعي على وجهها، فرحت ماري لإسترجاعها بعضاً من قواها..فقد ظنت بأنها ستمضي بقية وقتها عابسة...

_" إلى أين سنذهب؟" سألت ماري بتردد خائفة من ردة فعل لوسي...

_" إلى منزل صديقي..سام"

إبتسمت ماري بسعادة..فقد أجابتها لوسي بطبيعية، قبلاً كانت تتكلم معها وهي شاردة فقط..لاترد عليها أو تبدي ردة فعل...

إصطكت لوسي على أسنانها وتمتمت" لما لايرد على هاتفه اللعين!!"

أدارت ماري وجهها من الناحية الأخرى مدعية عدم سماع شيء خوفاً من غضبها..مر الوقت ووصلتا إلى شقة لوسي القديمة، التي يقطن فيها سام حالياً...

دقت الباب، لم يجب أحد لتركله ركلة واحدة وسقط أرضاً، فتحت ماري فمها حتى كاد أن يلامس الأرض بذهول من قوتها...

دخلت لوسي بعصبية بينما تنظر لأرجاء المنزل، المكان في حالة من الفوضى ولا أحد فيه..النوافذ مغلقة والستائر كذلك...

_" أين هم؟؟" كلمت لوسي نفسها لتسمع صوت أقدام خلفها، إستدارت بسرعة مخبئة ماري خلف ظهرها إستعداداً لأي ظرف...

ليدخل......

يتبع...

سؤال البارت: من الذي دخل للشقة؟ تابعوا معنا...

شكراً على القراءة..أنرتم✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/11/01 · 400 مشاهدة · 1016 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024