48 - "على الرحب والسعة.."

توقفت سيارة فاخرة أمام القصر، إلتفتت لوسي تنظر إليها بتعجب..فلم تجد السيارة مكاناً لتتوقف فيه سوى بجانب لوسي!

نزل منها الرجل مهرولاً إليها، لتعقد هي حاجبيها بإنزعاج وتردف" دايمن! ما الذي تفعله هنا بحق؟؟"

__________________

_فلاش باك_قبل دقيقتين...

_دايمن_

خرجت من المنزل وركبت سيارتي، أخذ السائق يقود إلى أن وصلت لوجهتي..قصر رئيس الوزراء...

قبل أن أصل ببضعة أمتار لمحتها، لمحت فتاةً بشعر كالصبيان تقف أمام القصر على دراجتها...

(لوسي! إنها حقاً لوسي..إنها حية!!)

إنفعلت بوجه السائق" توقف هنا!"

إندهش السائق من ردة فعلي لذا توقف وسط الطريق حتى كاد أن يدهسها...

خرجتُ من السيارة مهرولاً إليها وعيناي متسعتان...

(لا أصدق أنني قد وجدتها...)

وقفت أمامها..أحدق في كل تفصيلة من تفاصيل وجهها الجذابة، نظرت إلي بإنزعاج وأردفت" دايمن! ما الذي تفعله هنا بحق؟؟"

(يبدو أنها لم تسعد برؤيتي...)

_" أريد أن اسألكِ نفس السؤال..لو تدرين كم بحثت عنك.."

إبتسمت لها، لكنها تجاهلتني وأردفت" لما كنت تبحث عني؟ لأعود للعمل معك وترسلني إلى مهامٍ إنتحارية!"

أتى إلي الحارسان" مرحباً بك سيد دايمن..هل نفتح لك البوابة؟"

_" ليس الآن..فالتتركونا لوحدنا.."

حركا رأسيهما إيجاباً وعادا يقفان أمام الباب...

نظرت إلى عينيها بشرود، لتصرخ هي في وجهي" مرحباااااا هل من أحد هنا؟؟"

أفقت من شرودي وقلت" لم أبحث عنكِ لأجل ذلك..لم أعد أهتم بعقدك للعمل معي، بإمكانكِ تمزيقه لاحقاً.."

نظرت إلي بإستغراب وسألتني بشك ممزوج ببرائتها" أحقاً لست مهتماً..."

_" أجل..كنت قلقاً من أن يصيبكِ مكروه.."

(ماهذا التغير المفاجئ؟ أهو حقاً دايمن المستفز الذي أعرفه؟؟)

صمتت لبرهة، لأسئلها" ألم تكوني مع ميشيل؟"

أنزلت عينيها للأرض مخفية وجهها، لم افهم ماكانت ردة فعلها تلك...

_" هل كُنتَ السبب وراء ماحدث له!!" قالت محدقة في عيني بنظرة مخيفة، لأجيبها بإستفهام" ماذا تعنين؟"

_" أقسم يادايمن إن كنت الـ-

قاطعتها بقولي" اأاااا لاتقسمي دعيني أنا أفعل..أقسم أنني لا افهم ماتقولين!!"

نظرت لعيناي بشك، ثم قالت بغصة" لقد قُتل..هل إرتحت؟؟"

عقدت حاجباي وقلت" كيف؟"

_" من قِبل متشرد.." أجابتني وأدارت رأسها بعيداً..علمت أنها كانت حزينة من نبرة صوتها..هل تفتقد ذلك اللعين؟؟؟
(لايهم حتى لو أحبّته..فقد مات ولم يعد موجوداً..)

تنفست الصعداء وأردفت مدعياً الأسى" بالتأكيد كان ذلك سيحصل عاجلاً أم آجلاً..فقد أمر والده بقتله ونشر الأمر في كامل أنحاء البلاد..فمن الطبيعي أن أي أحد سيقوم بقتله لينال الجائزة على رأسه.."

_" على أية حال، يبدو أنك تملك النفوذ لدخول القصر..هلا أدخلتني معك؟؟" قالت محاولة تغيير الموضوع، لأجيبها أنا:

_" بالتأكيد سأفعل، لكن عليك معرفة بعض الأشياء قبل دخوله..أولم يحن الوقت لتعرفي المزيد عن نفسك؟"

نظرت لي بإستغراب ودخلت في شرود...

_" ما الذي تعنيه بذلك؟ أعرف المزيد عن نفسي!" قالت معقدة حاجبيها وكأنها لم تستوعب بعد ماقلت...

لأفتح أنا باب السيارة وأشير لها بالدخول" تعالي معي وستفهمين..(يبتسم)"

وقفت قليلاً بتردد، ثم صعدت السيارة وصعدت أنا لأقود بعد أن أمرت السائق بالنزول منها...

_______________

_في مكانٍ آخر...

خرج آرثر من القصر واضعاً يديه في جيوبه رافضاً أن يصطحبه السائق، مشى بشرود وسط الريق ودون أن يعرف إلى أين يذهب..أراد أن ينفس عن حزنه وغضبه فقط...

ثم إصطدم بشاب ضئيل الحجم" أُنظر إلى أين تمشي!!" صرخ آرثر في وجهه بإنزعاج، ليجيب الشاب" أ..أعتذر..، هل يمكنك أن تخبرني كم الساعة؟"

عقد آرثر حاجبيه مستغرباً من طريقة حديثه الودّية، ليسحب هاتفه ويردف" إنها الـ-

ثم ضرب على رأسه من الخلف، وقد لمح شاحنة سوداء قادمة بإتجاهه قبل أن يتشوش بصره ويفقد الوعي...

إختطاف في وضح النهار!!

.
.
.

إستيقظ آرثر فزعاً بعد أن رُش الماء البارد على وجهه، ضيق عينيه محاولاً التركيز لكن كل شيء مشوش...حاول تحريك يديه ليكتشف أنه مقيد على كرسي بسلاسل...

_" أهلاً آرثر.."

وقف رجل أمامه ولايظهر منه شيء سوى سواد بما أنه يقف خلف الضوء مباشرة...

_" من..أنـ..ت؟" سأل آرثر بصعوبة ليجيب بعد أن بدأت ملامح وجهه شيئاً فشيئاً" حالتك يرثى لها..(يبتسم)"

إتسعت عينا آرثر وقد إستعاد بعضاً من وعيه" آلفريد!..مـ..ما الذي يحدث بحق؟؟"

هز عمه آلفريد رأسه بإيجاب" كل شيء واضح آرثر..لن تحضر الجنازة لأنك ستدفن بجانب والديك..أي أنك ستكون سيد الجنازة" قال وضحك بسخرية...

أشعل سيجارة ونفث الدخان بوجهه، ليكلمه آرثر" وغد حقير.."

_" اوووو أهكذا تكلم عمك؟ لطالما عاملتني كالكلب بينما ألبي طلباتك اللعينة!"

_" ذلك لأنك كنت تلبي طلباتي كالكلب المطيع..من أجل مصلحتك طبعاً!" شدد آرثر على كلمته الأخيرة بينما ينظر لعمه بحدة...

_" أوتعلم؟ أردت أن يسجل الأمر بأنه إنتحار بعد أن تكتب وصية..لكنني غيرت رأيي، سأجعلك تختفي وحسب.."

هز آرثر رأسه إيجاباً وأردف" جيد بالنسبة إلي.."

غضب آلفريد من ردة فعله الباردة، لذا أراد إستفزازه...

_" سيكون مصيرك مصير والديك العزيزين.."

نظر إليه آرثر بغضب، ليردف" أكنت أنت وراء ذلك!!"

رفع آلفريد حاجبيه وأتبع" ربما..ومن يدري؟"

_" قاام أبي بضمك إلى المنزل ورعايتك وإعطائك منصباً بعد مافعلته من مشاكل في عائلتنا، وقد سامحك وأعطاك فرصة..لتقوم أنت بخيانته وقتله لأخذ أملاكه! إلى أين سيصل بك طمعك هذا!!" إنفعل آرثر وأخذ يصرخ ويحاول التحرر من الأصفاد التي تحيط به...

_" فرصة ثانية؟ كان يعاملني وكأنني غير موجود!"

_" لأنه يعلم بأن داخلك كان أسوداً!! مجرد ثعلب مليء بالسموم من رأسه لأخمد ساقيه..." تنفس آرثر الصعداء وأردف" كيف فعلت ذلك..كيف طاوعك قلبك!"

_" لايهمني طالما سأحصل على ممتلكاتهم.."

_" هل تألما قبل أن يموتا؟" قال آرثر وقد تجمعت الدموع في عينيه، أنزل رأسه ينظر للأرض..ليجيبه آلفريد بهدوء:

_" لا أعلم..جل مافعلته كان أمر تابعي بتخريب السيارة من الداخل.."

رفع آرثر رأسه ينظر إليه" إذاً أنت كنت المسؤول عن تركيب القنبلة على سيارتك؟ أكنت تحاول قتلي وخالتي!!"

ضحك وأجاب" أعترف أنها كانت محاولة فاشلة..لكنها لن تكون بعد الآن!..سأتخلص منك ومن جودي المزعجة لاحقاً.."

رمى سيجارته وتوجه نحو الباب قائلاً" حسناً..يكفينا حديثاً، سيد أنتوني..هلا أنهيت عملك؟"

أومئ أحد الرجال رأسه وتوجه بينما يحمل بيده حبلاً...

(يريدون خنقي إذاً..)

إبتسم آرثر،ثم أردف وعلى وجهه ملامح ثقة" آلفريد..شكراً لك على كل شيء"

عقد آلفريد حاجبيه ثم ضحك بسخرية قائلاً" على الرحب والسعة.."

لف الرجل الحبل حول رقبته وبدأ بعصر رقبته يخنقه..ولم تفارق الإبتسامة وجه آرثر حتى النهاية...

يتبع...

فوت لو البارت عجبكم، وأعطوني رايكم بالتعليقاااات😉

شكراً على القراءة... ✥ بقلم إيمان إيدا

2019/11/03 · 406 مشاهدة · 935 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024