49 - "أين إختفت إبتسامتك؟؟"

توجه أحد الرجال ناحية آرثر حاملاً حبلاً بيده...

(يريدون خنقي إذاً..)

إبتسم آرثر، ثم أردف وعلى وجهه ملامح ثقة" آلفريد..شكراً لك على كل شيء"

عقد آلفريد حاجبيه ثم ضحك بسخرية قائلاً" على الرحب والسعة.."

____________________

_في مكان آخر_داخل المطعم...

_" الن تخبرني ما الذي كنتً تقصده بقولك؟" إنفعلت لوسي في وجه دايمن، ليجيبها بإبتسامة" فالتشربي قهوتكِ أولاً..ماذا تطلبين؟"

_" أطلب******** و****والقليل من الـ*****"

أخذت تشتم وكأنها تحكي قصة بشكل متواصل وبكل هدوء، ليستدير كل من كان في المطعم ينظر إليها بصدمة..بعضهم وقع الطعام من فمه والآخر سكب العصير على ملابسه...

نظر لهم دايمن وهو في قمة الإحراج، وضح يده على فمه وأردف بلباقة" أحم الا يمكنكِ أن تتوقفي عن الشتم؟ نحن في مطعم ذو خمس نجوم.."

_" قلت لك تكلم دايمن لاتجعلني أجن عليك ليس لدي مزاج!"

_" حسناً حسناً فالتهدئي سأخبركِ..." أردف دايمن محاولاً تهدئتها، لتتنفس هي الصعداء وتنظر إليه بضجر تنتظر منه أن يتكلم...

_" سأقولها مرة واحدة، لذا لاتنفعلي..إتفقنا؟"

_" إتفقنا..."

_" كنيتك الحقيقية ليست جيلبرت، عائلتك المتوفية قد تبنتكِ.."

وقفت لوسي عن كرسيها بصدمة، ليستدير نحوهم الناس للمرة الثانية..عقد دايمن حاجبيه وأردف" إتفقنا أنكِ لن تنفعلي!"

مسحت وجهها بيديها وجلست من جديد تنتظر منه أن يواصل حديثه...

_" كنيتكِ الحقيقية هي براون..أجل إسمكِ لوسي براون.."

إتسعت عينا لوسي وأردفت" لم أفهم..كنيتي هي براون؟ تلك هي كنية سام ستصيبني بالجنون دايمن فالتفسر!!"

أتى النادل وجلب لدايمن قهوة وللوسي بعضاً من الشطائر التي تحبها...

_" إهدئي وتناولي طعامكِ..وأنا سأشرح لكِ.."

أومئت لوسي رأسها وأخذت تأكل بينما تنظر إليه، إبتسم من منظرها وقد ذكره بشيء ما...

_" ذات يوم ولد لرئيس الوزراء كريستوفر تؤأمين غير حقيقين، أي لايتشابهان، كان ذلك سام..وأنتِ.."

أومئت لوسي رأسها وضيقت عينيها، ليتبع هو" حدث أمر وإنفصلت عن والدك بينما بقي سام تحت رعايته..، وأخذتكِ عائلة جيلبرت حين أصبحتِ في الخامسة من عمركِ، وقد قضى والدك طيلة حياته في البحث عنكِ.."

_" لحظة واحدة..لما لا أتذكر أياً من ذلك؟؟"

_"هذا لأنه حدث وأن وقعت من الدرج على رأسكِ مباشرة، وإنشقت جمجمتكِ..اليست لديك ندبة بجانب أذنكِ؟"

قرب يده لاشعورياً ليبعد شعرها، لتصفعها بعفوية وأردفت بينما تلمس ماخلف أذنها:

_" أجل بالفعل لدي حتى أن الشعر لاينمو فيها..لطالما تسائلت من أين أتت هذه الندبة فأنا لا أذكر بأنني وقعت.."

_" هي السبب في فقدانك لذاكرتك...هل تذكرين شكل والدك المتبني؟"

حركت لوسي رأسها بالنفي وأردفت" حتى أن أمي قد أحرقت كل صوره..لا أعرف شكله أبداً.."

_" سبب عدم تذكرك لوجهه لهُ علاقة بفقدانكِ لذاكرتكِ أيضاً.."

_" إذاً لدي عائلة؟" قالت وإبتسمت بسعادة تشبه سعادة الأطفال حين يستلمون الحلوى، وعيناها تطلقان بريق...

إبتسم دايمن وحرك رأسه بإجاب، شرب رشفة من قهوته وأتبع" أمكِ متوفية، تطلقت من والدك قبل أن يصل لمنصبه هذا..حسناً، لنتطرق للجزء الأروع..أتعلمين من أكون؟"

رفعت لوسي حاجبيها بإستفهام، ثم هزت كتفيها بالنفي وأردفت" من؟"

إبتسم دايمن بثقة وفخر بينما يحك بإصبعه بين أنفه وفمه" أنا إبن عمك.."

_" هااااه؟" قالت لوسي قبل أن تصيبها ضحكة هستيرية "بجدية؟ أنت إبن عمي! لا أصدق..." قالت بينما تمسح دموعها التي ملأت عيونها من كثر الضحك...

_" أجل أنا إبن عمكِ..إسمي الكامل هو دايمن براون، وأعمل في قسم المخابرات..."

_" وااااو...حقاً لم أستوعب بعد كل ماقلته..أعني...سام أخي وأنت إبن عمي..وأبي هو رئيس الوزراء! بجدية ما الذي كنت أفعله في الشوارع كل هذا الوقت..فأنا أمتلك عائلة حقيقية!!"

إبتسمت لوسي وأخذت تلحن بينما تهز بأرجلها تحت الطاولة، قمة السعادة...

_" أخبريني لوسي..ما الذي جعلكِ تصبحين زعيمة لعصابة؟" سألها بجدية، لتردف هي بعفوية" حسنا..كنت محتاجة لمصدر كبير للمعلومات..يا إبن عمي"

إبتسم دايمن وهو يطير فرحاً من مناداتها له بإبن عمي..وبدأ قلبه يقفز ويرقص داخله...

_" ماهي المعلومات التي تبحثين عنها؟"سألها ببرود، لتجيبه بعفوية:

_" أبحث عن قاتل عائلتي..متأكدة أنه لم يكن حادثاً.." رفعت رأسها بسرعة تنظر إليه لتتبع" أنت في قسم المخابرات صحيح؟ ألديك أي معلومات حول الموضوع؟؟"

حرك رأسه بالنفي وأردف" أعتذر لكن كل ماكان مكتوباً هو أنه كان حادثاً.."

حركت لوسي يديها وأردفت بيأس وبصوتها بحة" أقسم أنه لم يكن حادثاً..."

إتكأت بكوعيها على الطاولة مغطية وجهها بكفيها، ليمسك دايمن يدها ويردف" لاداعي للقسم، فأنا اصدقك..."

نظرت له لوسي، ثم ربتت على يده قائلة" شكراً..ذلك حقاً حسن من مزاجي نوعاً ما..(تبستم)"

إبتسم دايمن، ثم أردف بجدية" ألن تأخذي بثأركِ إذاً.."

_" تعبت دايمن تعبت..لا أريد المواصلة على ذلك أريد أن أعيش حياة طبيعية بما أنني أمتلك عائلة..."

مسحت لوسي وجهها بيديها وهي تفكر...

(هذا أجمل خبر سمعته على الإطلاق..أنا أمتلك عائلة..ماتزال لدي حياة باقية، لم أفقد كل شيء بعد!!)

سالت دمعة على خدها، لمحها دايمن..فأسرعت بمسحها مبتسمة...

_" هل أنتِ بخير؟" قال دايمن بعد أن سحب منديلاً وأعطاها إياه، أمسكت لوسي المنديل وأردفت...

_" أنا بخير..، كم انت لبق..."

إبتسم دايمن بسعادة، فقد إفتخرت لوسي به ومدحته...

_" هل تودين التعرف على والدك؟"

_" أجل..." قالت لوسي وعلى وجهها ملامح تعكس سعادتها، ليسألها دايمن" هل أنتِ خائفة؟"

أومئت لوسي برأسها" نوعاً ما أجل..أخشى أن يكون أباً سيئاً كما إعتدت أن يكون أبي.."

_" أمسك دايمن يدها وأردف" أعدك أنه لن يكون كذلك..لاتقلقي فعمي شخص جيد.."

إبتسمت لوسي، ثم وقفت من الطاولة قائلة" أنا يجب أن أذهب.."

_" إلى القصر؟"

_" أجل.."

_" ومن سيدخلك؟(يبتسم)"

تنفست لوسي الصعداء وأردفت" لا أحب أن أكون مدينة لأحد..لكن ولأنك إبن عمي...هلا أوصلتني؟"

أومئ دايمن رأسه ووقف من على الطاولة مصطحباً إياها في السيارة...

________________

_في مكان آخر...

لف الرجل الحبل حول رقبة آرثر وبدأ بعصر رقبته يخنقه..ولم تفارق الإبتسامة وجه آرثر حتى النهاية...

ليشعل ضوء في الخارج فجأة محيطاً بكامل المبنى، ثم سمع كل من كان في الداخل مكبر الصوت:

_" الشرطة هنا..سلموا أسلحتكم ولا تقاوموا!!"

إصفر وجه آلفريد وكأن جسده قد فرغ من الدم، وأخذ يدور في الغرفة بتوتر محاولاً الفِرار إلى أن دخلت الشرطة المسلحة وألقت القبض على كل الموجودين..وفي الخارج إستضافته الصحافة بأشد الترحيبات:

_" ماهو موقفك سيد آلفريد؟"

_" كيف تبرر ماحدث؟"

_" هل مافعلته حقاً كان من أجل النقود؟"

علم آلفريد أنه قد تم تسجيل كل تلك المحادثة بينه وبين آرثر وتم نشرها على الهواء مباشرة...

فهم أنها كانت النهاية، سيمضي حياته في السجون ولربما يقتل بداخلها، لأن آرثر حقاً قد كسب شفقة الشعب..بل وحتى السجناء إهتاجوا من فعل آلفريد به وبعائلته..لن ينجوا في كل الأحوال...

قبل أن يدخل سيارة الشرطة ناداه آرثر" آلفريد! أين إختفت إبتسامتك؟؟" قال بينما يضحك بسعادة، اللعين الذي قتل والديه يمتلك متل تلك التعابير اليائسة على وجهه...

صعد آلفريد السيارة بندم، وبدأ آرثر يلوح للكاميرات بسعادة وهو يبتسم بنصر، ليقترب منه الصحفيون محاصرينه ويباشرون بأسألتهم المزعجة...

يتبع...

سؤال البارت: ما الذي جلب الشرطة إلى مكان إختطاف آرثر؟ هل كانت مجرد صدفة؟ تابعوا معنا...

شكراً على القراءة..أنرتم ✥ بقلم إيمان إيدا

2019/11/04 · 419 مشاهدة · 1036 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024