50 - "أحضرت لك مفاجأة اليوم.."

قبل أن يدخل سيارة الشرطة ناداه آرثر" آلفريد! أين إختفت إبتسامتك؟؟" قال بينما يضحك بسعادة، اللعين الذي قتل والديه يمتلك متل تلك التعابير اليائسة على وجهه...

صعد آلفريد السيارة بندم، وبدأ آرثر يلوح للكاميرات بسعادة وهو يبتسم بنصر، ليقترب منه الصحفيون محاصرينه ويباشرون بأسألتهم المزعجة...

_________________

_فلاش باك_قبل ساعات...

جودي_"إسمعني جيداً آرثر..ليلة أمس امرت بينجامين أن يركب أجهزة تنصت ومراقبة في غرفة آلفريد وفي سيارته أيضا..."

_" بجدية!! أنتِ حقاً مجنونة.."إبتسم آرثر بدهشة، لتتبع جودي" لاتفرح كثيراً..فقد سمعته البارحة يكلم رجالاً وقد إستأجرهم لإغتيالك"

صمت آرثر بصدمة، تنفست الصعداء وأردفت" الأمر سهل..سيتوجب عليك التمثيل وجعله يتكلم عن الجرائم التي إرتكبها بحقك وبحق والديك، وأنا سأكون قد أحضرت الشرطة والصحافة لتسجيل كل ماكان يقول..خذ"

أعطته جهاز تنصت ضئيل الحجم ليركبه على قميصه الرياضي" أسيقومون بإغتيالي اليوم؟" إنفعل آرثر لتردف هي بضجر" أجل سيكون اليوم..هل أنت خائف؟"

إبتسم آرثر بثقة ممزوجة بالغضب" بل أنا متشوق جداً لرؤية تعابير وجهه بعد أن يتم القبض عليه.."

إبتسمت جودي قائلة" هذا هو آرثر الذي أعرفه.."

______________

_باك_في مكان آخر...

نفث الرجل دخان سيجارته وأردف" كيف يستمر رجالنا بالموت هكذا؟"

كيفن_" لا أدري..لكن هناك شخص وراء ذلك باتأكيد..وهذا ماسنعرفه فور وصول تابعي..."

تكلم الرجل الثالث بغضب" ومتى سيكون ذلك؟؟"

فجأة سمعوا طرقاً على الباب، أردف أحدهم" أدخل!"

دخل تابع كيفن قائلاً" سيدي..لقد عرفت من وراء هذا.."

_" تكلم.."

تقدم الشاب ووضع بضع أوراق وسجلات على الطاولة، ثم أردف بإحترام" إنه الرئيس..مارك جونز.."

عقد الرجل العصبي حاجبيه وكل من كان في الغرفة ينظر لبعضهم البعض بتعجب مما سمعوه...

_" ما الذي تعنيه بذلك؟؟" صرخ أحدهم، ليشير الشاب بأن يتفحص السجلات التي أحضرها...

_" إنه حقاً كما قال..مارك اللعين وراء كل هذا!!"

إنفعل العصبي وأخذ يشتم ثم إتجه نحو الباب بعد أن أخذ مسدسه لينهي على مارك، لكن أمسكه كيفن من ذراعه قائلاً" إنتظر.."

_" ماذا أنتظر؟ سأذهب وألقن اللعين الذي قتل رجالي درساً!"

أحكم كيفن قبضته على ذراع الرجل حتى كاد أن يكسرها، ثم أردف بحدة" قلت إنتظر!"

بلع الآخر ريقه وإستسلم، جلس الجميع مجدداً منتظرين ماسيقترحه كيفن عليهم...

_" يجب أن يكون الجميع حاضرون لرؤيته بينما يلفظ آخر أنفاسه ويشهدون إعدامه، فالنجمع كل الأعضاء بعد ساعة من الآن..وسأهتم أنا بأمره..."

إبتسم العصبي بسعادة وأردف" تنهي أمره في العلن لكي تثبت جدارتك ويتم تعيينك الرئيس التالي..يالك من ذكي.."

هز كيفن رأسه إيجاباً وأردف" فالننهي أمره اليوم!"

خرج كلٌ من العصبي ورفيقه وبقي كيفن في الداخل، ليصطدم بهما بائع البيتزا وقد كان واقفاً أمام الباب مباشرة...

_" أُنظر أين تمشي!!"

_" أنا آسف جداً.."

_" لمن هذه الطلبية؟" سأل العصبي بحدة، ليجيب الرجل مخفضاً رأسه وقبعته تغطي نصف وجهه" إنها للسيد مارك.."

رفع العصبي حاجبه وإقترب منه، ثم أخذ علبة البيتزا وفتحها آخذاً بضع قطع منها، ثم سلمه إياها شبه فارغة وغادر مع رفيقه...

_________________________

_في مكانٍ آخر_قصر رئيس الوزراء...

دخلت لوسي رفقة دايمن إلى القصر بتوتر وهي تتمعن في تفاصيله..أبواب بيضاء ضخمة وعليها لمسة من اللون الذهبي، المكان واسع جداً ومساحة كبيرة فارغة بين الغرف، سجاد أحمر يغطي الأرضية كلها والخدم والحراس يقفون في كل زاوية ومكان...

صعدا الدرج ثم أدخلها دايمن إلى غرفة الضيوف العملاقة وأخبرها أن تنتظر قليلاً وأن تجهز نفسها نفسياً للأمر...

جلست لوسي بإعتدال وقلبها يخفق بشدة، ثم أخذت نفساً عميقاً وأخرجت الهواء من فمها..حتى سمعت طرقاً على الباب...

ثم فُتح...

دخل كريستوفر ذو الشعر النصف الشائب وبجانبه يقف دايمن مبتسماً، وقفت لوسي من الأريكة ولم تعرف ماذا تقول أو ماذا يجب أن تكون ردة فعلها...

نظرت له دون أن تتفوه بحرف، فقط تنظر بدهشة لأبيها تارة ولدايمن تارة أُخرى، ثم قالت" هل..أنت حقاً أبي؟"

إبتسم كريس وأردف" لو تعلمين كم بحثت عنكِ يانور عيوني.."

إحمر أنفها وتجمعت الدموع في عينيها موشكة على البكاء، لتردف محاولة التكلم بطبيعية" أنا..لم أعرف أنك أبي، أخبرني دايمن هذا قبل قليل فقط..لذا..أنا لا أعرف حقاً كيف يفترض بردة فعلي أن تكون.."

سالت الدموع على وجنتي والدها، ليقترب منها ويحتضنها بإشتياق..لتبادله العناق وتسمح لنفسها بالبكاء هذه المرة كطفلة صغيرة عانت الكثير...

إبتسم دايمن وأومئ برأسه واقفاً أمام الباب يراقب..حصل ماكان يريده بالظبط، سعادة لوسي...

_________________

_فلاش باك_قبل دقيقتين...

-في غرفة أخرى من غرف القصر-

دخل دايمن لغرفة كريستوفر رئيس الوزراء ودون طرق الباب حتى، وقف كريس من على كرسيه ينظر لدايمن بخوف...

_" مرحباً عمي..(يبتسم)"

_" أ..أهلاً بك دايمن.."

سال العرق على جبين الرجل بينما يمشي دايمن وسط الغرفة ببرود، ثم جلس على الكرسي متكئً على يده بثقة" هل أنت خائف مني؟"

عقد كريس حاجبيه ينظر إليه بحقد وأجاب" ما الذي أتى بك إلى هنا؟"

_" أووه أليس هذا بيت عمي؟ الايمكنني المجيء متى ماشئت؟؟"

صمت كريس مخفضاً رأسه للأرض بتوتر، ليتبع دايمن حديثه" أحضرت لك مفاجأة اليوم.."

نظر إليه كريس ينتظر منه أن يخبره ماهي...

_" إليك البشرى..إنها إبنتك المفقودة لوسي.."

إتسعت عيناه ينظر إليه بصدمة..لكن ليس بسعادة..بل عكس ذلك تماماً...

_" ما..ما الذي تعنيه بقولك؟ هل أحضرت لوسي إلى منزلي!!"

وقف دايمن من على كرسيه بغضب وأردف بحدة" لاتلفظ إسمها بفمك القذر!"

تجمد كريس مكانه خوفاً، ليتبع دايمن آمراً إياه" أحضرتها وستعيش هنا في بيتها، وستعاملها كأنك كنت مشتاقاً لها..وتبحث عنها، لا أهتم إن كنت ستنافق أو تمثل فقط إستخدم نفس خدعك التي تستخدمها على الشعب في مؤتمراتك الصحفية..."

_" لما تفعل هذا؟؟"

_" لأنها تتمنى أن تكون هذه الحقيقة وسأحقق أمنيتها حتى لو أُضطررت لصنع أب جديد لها.."

أحكم قبضته وأتبع بحدة" أقسم أنها إن ذرفت دمعة واحدة في هذا المكان..، تعلم مايمكنني فعله دون أن أخبرك..صحيح ياعمي؟"

إبتسم في آخر كلمة قالها، ليستسلم كريس ويحرك رأسه إيجاباً مشيراً بأنه قد وافق..ففي النهاية لم يكن لديه خيار آخر...

حين أنجبت والدة لوسي تؤأمها، لم يرضى كريستوفر بالإبنة..كان يتمنى وجود إبن واحد له فقط يعهد له بكل ممتلكاته، ولم ترضى والدتها برميها لذا تطلقت منه وبسبب بعض المشاكل الأخرى كذلك، فأخذ هو سام وهي لوسي لتعتني بها...

ثم ماتت أمها حين أصبحت لوسي في الرابعة والنصف من عمرها، وبعد قرارات أُصدرت في المحكمة عادت لوسي لتعيش بسلام مع والدها كريس...

لكنه رفض ولم يتقبلها فقام برميها للأم جيلبرت التي كانت تعمل كعاملة نظافة داخل قصره، سلمها نقوداً وأرسلها لتعيش بعيداً عنه آمراً إياها عدم البوح بشيء...

أما عن الصحافة، فقد أُعلن أنه تم فقدان لوسي وإدّعى كريستوفر أنه مستمر في بحثه عنها إلى يومنا هذا، وقد صدق العالم كُله كلماته تلك...

______________

_باك_في مكانٍ آخر...

دخل آرثر لغرفته، أخذ حماماً ثم خرج وإستلقى على سريره بإسترخاء، ليسمع طرقاً على الباب...

(من عساه يطرق باب غرفتي الآن؟؟)

_" أدخل" أردف آرثر وجلس بإعتدال على سريره، لتدخل تلك السيدة ذات الستين عاماً بكل أناقتها وأردفت ببرود" أهلاً آرثر"

قلب آرثر عينيه وأردف بإنزعاج" ما الذي أتى بكِ عمة دارين؟ فلو كان من أجل الإطمئنان علي لأتيت حين عدت مباشرة إلى القصر.."

_" أعلم..أعتذر، إنه خطئي..."

رفع آرثر حاجبيه بملل، فقد عادت عمته لتمثيلها المعتاد..أي أنه ليس شيئاً جديداً عليه...

_" ما الذي تريدينه؟"

_" فالتساعد عمك للخروج من السجن..ولتسحب دعواك، فالتخبرهم أنك زيفت ذلك فالتفعل أي شيء لإخراجـ-

قاطعها آرثر بعصبية غير مصدق لا تقول" هل تسمع أذناكِ مايخرج من فمكِ عمتي؟؟ إنه مجرم..قام بقتل أخيك وزوجته وحاول قتلي!!"

_" وإن يكن؟ فذلك لايستدعي أن تقوم بفضحه في العالم أجمع وأن تدخله السجن كذلك..إنه عمك وسيبقى!"

أخذ آرثر يضرب رأسه بعصبية" أنتِ ستدفعينني إلى الجنون!"

_" فالتخرجه من السجن!!" قالت بنبرة أمر..نبرة صارمة...

إبتسم آرثر بسخرية وأردف" الا يوجد فيكم أي أحد صالح؟ أووو..أم أنكِ كنتِ ضمن مخططاته في الإستيلاء على ممتلكات أبي؟"

صمتت دارين دفعة واحدة..ليهز آرثر رأسه إيجاباً ويتبع:

_" علمت ذلك..سأدعه يتعفن في أقذر السجون..ولاتقلقي، فالشرطة ستجعله يعترف ويبلغ عن أسماء شركائه في الأمر.."

إصفر وجه دارين، لكنها أتبعت مدعية الغضب" أنا عمتك وعليك أن تطيع أوامري!!"

وقف آرثر ممسكاً معطفه متجهاً نحو الباب، وقبل أن يخرج ودون أن ينظر إليها قال" أحترمكِ فقط لأنكِ كبيرة في السن..لكنكِ حتى لاتحترمين نفسكِ وتلزمين حدودكِ..." ثم خرج من الغرفة دون أن يبالي، لتصرخ هي من خلفه:

_" تعال إلى هنا..آرثر عد! أاااااخ ما الذي فعلته بأخي أااخ!!" أخذت تلطم على وجهها بيديها حسرة مدعية الأسى ومحاولة كسب شفقة من حولها...

_____________

_في مكانٍ آخر...

-على الهاتف-

_" هل أحضرتم الجميع؟"

_" أجل كيفن نحن ننتظرك في الطابق الأول..هذه المرة حان دورك مع مارك"

_" سأفعل مايتوجب علي فعله.."

أقفل كيفن الخط وحرك رأسه مشيراً لزميله بإقتحام مكتب مارك، ثم أردف بصوت خافت" واحد، إثنان..ثلاثة!"

وقام بفتح الباب بعنف حتى كاد أن يكسر، ليقترب كيفن من كرسي مارك المتجه نحو النافذة وأردف بنبرة نصر ممزوجة بالتكبر" حانت نهايتك مارك جونز.."

يتبع...

سؤال البارت: هل ستكون هذه نهاية مارك؟ تابعوا معنا...

شكرا على القراءة♥ أنرتم.. ✥ بقلم إيمان إيدا

2019/11/05 · 397 مشاهدة · 1351 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024