بدأ اليأس يتسلل لقلوبهم وبات أمل أن يجدوها يضعف داخلهم دون أن يبوحوا بذلك لبعضهم..لكن كان ذلك واضحاً جداً من خلال تعابير وجوههم العابسة، إلى أن قلت" لما لا نسأل إيمان وحسب؟ هي تعلم كل شيء عنكم فبالتأكيد لديها فكرة عن أين يمكن أن يكونا.."

-" مهلاً لحظة..أتقصد الكاتبة إيمان شخصياً؟؟"

* * *

رددت ماري في دهشة، فنظر إلي سام وقال بحماس" فكرة عظيمة كيف لم أفكر في ذلك! هل تعلم أين تعيش؟"

-" أجل إنها في...

ثم توقفت السيارة وسط الطريق فجأة..فأمال آرثر جذعه نحو السائق وسأله قاضباً حاجبيه" ما الذي حدث؟؟"

أجاب السائق في إستغراب" هناك سيارة تغلق الطريق.."

-" سيارة!؟" قالت ماري وقضبت حاجبيها محاولة الرؤية بشكل أوضح في حين نزل سام من السيارة ومشى بضع خطوات بهدوء محدقاً في ذلك الرجل المتكئ على سيارته والذي بدى وكأنه كان ينتظر وصولنا، نزلنا جميعاً من السيارة ليقول سام في تعجب:

-" آندريه!!"

مشى آندريه نحونا بينما ينظر إليهم في شك وقال" إلى أين تأخذونه؟" سأل بينما يشير إلي ولم يبد في مزاجه إطلاقاً..فأجابه سام" نأخذه؟ هل تعرف أيمن؟"

دفعه آندريه متجاهلاً إياه ومشى نحوي وسأل" هل قاموا بأذيتك؟"

أشرت له بالنفي وقلت" أنت مخطئ الأمر ليس هكذا..لقد طلبوا مساعدتي وحسب"

هز رأسه إيجاباً وعادت إبتسامته المعتادة وكأن شيئاً لم يحدث، بينما بقي الآخرون ينظرون إلي وإلى بعضهم منتظرين تفسيراً لما يحدث...إلى أن قلت" إنه آندريه..حارسي الشخصي"

شهق سام في صدمة" حارسك! آندريه!!؟"

ضحكت وأجبت" صدقني حتى أنا لم أستوعب بعد"

ثم صرخ السائق خلفنا فجأة" هل ستركبون أم أغادر؟ أين هي أجرتي!"

زفر آرثر بضيق ومشى نحوه يسحب الفكة من جيبه..دفع له ومضينا رفقة آندريه على سيارته بعد أن عرض علينا أن يوصلنا لوجهتنا التالية...

-" إلى أين نحن ذاهبون؟" سأل مركزاً على الطريق بينما يقود، فأجابه آرثر" إلى صانعتنا.."

عقد آندريه حاجبيه بطريقة غير متوقعة وسأل" إيمان! لما أنتم ذاهبون إليها؟"

إستغرب سام من طريقته في الكلام فقال" لاتقل لي أنك تخاف منها؟"

قهقه آندريه وقال منكراً" أخاف؟ تمزح..."

ثم أطلق نفساً عميقاً وتمتم وقد سمعت ما قال" تلك الفتاة مخيفة يارجل.."

ضحكت على ذلك فسألته" لما؟"

نظر إلي لوهلة وكأنه لم يتوقع أنني سأسمعه، فهز رأسه بخيبة أمل وأجابني بحيرة" يمكنها أن تفعل أي شيء بنا في أي وقت يعجبها..كل ماعليها هو أن تكتب بضع كلمات وسيتحقق كل ماترغب به"

عقدت حاجباي بإستفهام وسألت" مهلاً لحظة..كل ماترغب به؟ كيف؟"

-" حسناً..هي من قامت بجلبنا إلى هنا وجعلنا حقيقة"

-" هي قامت بذلك؟ أمتأكد؟ لأنني وحين كلمتها بدت بمتفاجئة من ذلك.."

تغيرت نبرته للجدية وأتبع" ربما ذلك صحيح ولكنها من كتبت وجودنا في عالمها على أية حال..وهاقد ظهرنا فجأة"

صمت قليلاً..حتى قال سام فجأة" أعتقد أن كوننا مجرد شخصيات مؤلفة ومغلق عليها في كتاب حقيقة مؤلمة بعض الشيء.."

لم أركز مع كلماته بل كان عقلي في مكانٍ آخر" آندريه..من أين عرفت كل هذا؟"

-" من أين عرفت؟ حسناً..لا أعلم، كل مافي الأمر هو أن الأشياء تظهر في رأسي وحسب وأصدقها وكأنني مجبر على ذلك..ولايمكنني نكرانها أو تكذيبها"

بقيت طيلة الطريق أفكر في كيف دخلت تلك المعلومات في رأس آندريه..هل كتبت إيمان أن ذلك يجب أن يحدث؟ لكن لما تفعل مثل ذلك؟ ثم قلت وقد خطرت الإجابة في رأسي فجأة" بالتأكيييد كيف نسيت شيئاً كهذا!"

نظر إلي آندريه بتعجب وسألني"ماذا؟" فأجبت:

-" لأنك الشخصية المفضلة لديها"

رفع حاجبيه في دهشة وقال" أنا؟ المفضل؟"

قلب آرثر عينيه بضجر وأطلق زفيراً طويلاً، ليضحك سام ويردف" يبدو أن لدينا غيوراً هنا"

نظر إليه آرثر بإنزعاج وقال منكراً" أغار من ماذا؟ أنا منزعج لأن لديه صلاحيات ليست لدى أشخاص بسطاء أمثالنا طبعاً!"

صمت آندريه لوهلة وقال بشرود" المفضل..صلاحيات.."

ثم إبتسم وقال بهدوء رافعاً حاجبيه" ذلك يعني أنها لن تقتلني بلعنتها الكتابية على الأقل..هذا إيجابي جداً"

إنفجرنا ضحكاً على صراحته في كونه خائفاً من قدرتها على نفيه من الوجود في أية لحظة...

***

وصلنا إلى منزلها أخيراً، ترجلنا من السيارة وطرق سام باب منزلها..لكن دون إجابة، أعاد سام الكرة أكثر من مرة لكن لاجدوى...

ذلك كان قبل أن يتقدم آندريه بخطى عريضة وأشار لنا بالإبتعاد عن الباب، ثم وبخفة رفع ساقه الطويلة وركل الباب بقوة وسرعة هائلين ونتيجة ذلك كسر الباب الحديدي وسقط أرضاً، إستدارت ماري لترى إن كان هناك أي أحد بالجوار ولحسن الحظ لم يكن...

دخلنا بهدوء متفحصين المكان بعيوننا في صمت..إلى أن سمعنا حفيفاً صدر من غرفة أخرى كانت على يميننا، وكالعادة تقدمنا سام وبادر بفتح بابها بينما كان الباقون على أتم الإستعداد، فوجدناها واقفة فوق السرير حاملة عصا بيسبول موجهة إياها نحونا في حذر وإستعداد...

تقدم سام بهدوء ماداً ذراعه وهو يقول" نعتذر عن إقتحام المنزل هكذا..لن نؤذيك ياصغيرة، نبحث عن إيمان وحسب، أين هي؟"

تغيرت ملامحها للغضب وصرخت في تهديد" شكراً على الإهانة سام أنا لست صغيرة!!"

إتسعت عيناه في صدمة وقال" إنتِ إيمان!! حقاً؟"

ثم إنفجر ضحكاً غير مستوعب، ظناً منه أن إيمان سيدة حكيمة تكتب الروايات وليست مجرد مراهقة، فتقدم آندريه ولازالت هي تحمل عصا البيسبول بكل ترقب:

-" أعتقد أنكِ تعرفين من أكون دون أن أعرف بنفسي..لذا لدي سؤال لم أجد له جواباً، بما أنكِ تعلمين بأننا قادمون إليك عبر الرسائل التي تكتب تلقائياً في الفصول على الواتباد، فلما تحملين عصا البيسبول وكأنكِ خائفة؟ ألم تستطيعي أن تمنعي وصولنا إليك عبر كتابة شيء مثل..الموت بإعصار أو ماشابه؟"

صمتت قليلاً ثم أجابته بتردد" لم أرد أن أملي عليكم ماتفعلون مجدداً.."

ثم نظرت إلي بغضب وعاتبتني" بعثتهم إليك أيمن ليس لكي تقوم بمساعدتهم للعثور علي!"

ثم أتبعت بينما تنظر إليهم" ما الذي أتى بكم إلى هنا؟"

-" لإيجاد لوسي" أجابت ماري ببساطة، فتنفست إيمان الصعداء وسألت بينما تنظر إليهم" إذاً لم تأتوا للنيل مني أو ماشابه؟ ألستم غاضبين مني؟"

عقد آرثر حاجبيه وسأل في تعجب" ولما سنغضب؟"

رفعت حاجبيها وقالت بهدوء وكلمات مقطعة" لأنني..تسببت بمقتل والدة وأخت لوسي في حريق، ولأنني تسببت بندبة لك آرثر وأوشكت على قتلك عدة مرات ناهيك عن أنني قد قتلت والديك في حادث..حسناً لست من قتلهم بل عمك لكنني من تسببت في ذلك...

قتلت أم لوسي الحقيقية وجعلت ماري يتيمة، قتلت آلبرت بعد أن جعلته يتعذب فقط لأرضي نفسي وأجعل من روايتي مثالية مكتملة.."

ثم نظرت نحو آندريه وقالت" صحيح لم أقم بفعل أي شيء سيء لك..بإستثناء أنني جعلتك وسيماً جذاباً...أوه صحيح لقد جعلت جايكوب يقوم بقتل والدتك عن طريق الخطأ وبهذا جعلتك يتيماً..آسفة"

تقدم سام وقال متذكراً" لكنك تقومين بأفضل مالديك لتصحيح الأمور..أليس كذلك؟"

ثم قالت ماري بحماس" صحيح~ وأنا أقول ماهو الحدث الذي نسيته وقد بدى غريباً..آلبرت كان ميتاً أليس كذلك؟"

-" أجل كان كذلك..هل عاد؟"

-" أجل عاد لكن هذا ليس موضوعنا الأساسي..نريد منك معرفة مكان لوسي" قال آرثر وقد بدأ يشعر بالضجر من الكلام الفارغ، لتهز إيمان رأسها إيجاباً وتمشي نحو اللابتوب الخاص بها وتجلس أمامه ونحن جميعاً نترقب ماستقوم به...

دخلت إلى المتصفح ومنه إلى الواتباد، لتصدم بعدها بأن حسابها قد تمت سرقته وتم تغيير كلمة السر فلا يمكنها الدخول بعدها أبداً..فقال سام" حسناً هذا لايعنينا على كل حال"

نظرت إليه إيمان بحدة وإنفعلت في وجهه" لايعنيكم!؟ ألم تفهم بعد؟ إن قام الهاكر بكتابة شيء يخصكم فسيحصل عاجلاً أم آجلاً!!"

لحظات من الصمت خيمت في أرجاء الغرفة، والتوتر والقلق في إزدياد..قامت إيمان بفتح حساب جديد وتابعت حسابها السابق لتتمكن من متابعة كل ماسينشر على حسابها المسروق أول بأول، والذي زاد الجميع خوفاً هو أن الهاكر قد نشر فصلاً من رواية دموع من دم فعلاً...

بلعت إيمان ريقها ودخلت إليه تقرأه، ولحسن الحظ كان مجرد تنبيه بأن الرواية ستتضمن جزء ثاني وبالتأكيد هو إنذار كاذب، إلا إن كان السارق سيقوم حقاً بكتابة جزء ثانٍ منها...

لكن وفي نهاية الفصل كتب السارق فقرة لتحميس القراء وكانت كالآتي:

*في شهر عسل لوسي وميشيل يتم إختطافهما وإحتجازهما بواسطة شخص مجهول في منطقة (****) بروسيا، فهل سيتمكنان من النجاة؟ تابعوا معنا...*

إبتسمت إيمان بنصر وقالت" وهاقد عرفنا مكان لوسي..جيد جداً"

إقترب سام ليأخذ إسم المنطقة وعنوانها وقبل أن يغادروا في عجلة من أمرهم قال آرثر موجهاً حديثاً لإيمان" ألن تأتي معنا؟"

هزت رأسها بالنفي مركزة عينيها في اللابتوب وقالت" كلا سأحاول إسترجاع الحساب وأقوم بدعمكم من هنا بكتابتي فقط..، لن تكون لي فائدة إن أتيت معكم الآن"

هز رأسه إيجاباً وإنطلقنا، وفي الطريق وبينما سام يسأل آندريه عن المنطقة المقصودة ذكروا أنها بروسيا، إتسعت عيناي وقلت بعدم إستيعاب" روسيا؟! هل ستذهبون هناك؟"

أجابت ماري بإبتسامة" أجل..وسنذهب جميعاً معاً"

حركت رأسي بالنفي وقلت معترضاً" مستحيل أن أذهب معكم، ثم أنني لا أملك جواز سفر.."

-" سنرى.." قال آندريه بثقة بينما يقول السيارة...

***

مر مايقارب الربع ساعة..وأخيراً وصلنا، كان كاراج ضخم ببوابة عملاقة في مكان خالي من الناس تماماً وكأننا كنا لوحدنا، ترجلنا من السيارة ودخلنا إليه بينما بقي آندريه يمسح عليها يودعها وكأنها حبيبته..لم تمضِ ثوان وكان قد لحق بنا إلى الداخل...

كان مكاناً شاسعاً مليئاً بالغبار يدخل إليه نور خافت من الخارج وفي الزاوية تقف طائرة عسكرية صغيرة بدت قديمة بعض الشيء...

صعدنا فيها وطبعاً كان آندريه يجلس مكان السائق..ولم تمر دقائق حتى خرجنا من الكراج على متنها محلقين بها عالياً وقد كان إحساساً عجيباً أشعر به لأول مرة في حياتي...

***

مرت الساعات ولم نسلم من مشاغبات سام مع آرثر، يلقون نكاتاً ويستفزون بعضهم ويتشاجرون وسط ضحكنا أنا وماري..أما آندريه فكان يكتفي بالإبتسام دون أن يتفوه بحرف...

أوقف الطائرة بإحدى المزارع ذات المساحات الشاسعة تفرش الأرض ببساط أخضر يشرح الأنفس، نزلنا منها وأخذنا ننظر يميناً وشمالاً دون أن نسأل..وأول ماخطر ببالي كان صحيحاً..كانت تلك مزرعة جايكوب، فلمحنا رجل من بعيد يمشي نحونا بخطوات عريضة وقد قارب على الوصول..سلم عليه آندريه وقال" كيف حالك أيها العجوز"

-" قبل أن تباشر بالرسميات..أريدك أن تشرح لي سبب مجيئك هنا بطائرة عسكرية غير قانوني دخولها، هل تريد أن توقعني في مشاكل مع الحكومة!؟"

أجاب آندريه بجدية" لو لم يكن الأمر ضرورياً ماكنت سأفعل..والآن، هلا دخلنا؟"

أشار لنا بيديه أن نتبعه وقد فعلنا، مشينا مسافة ليست بطويلة ودخلنا إلى منزل جايكوب الخشبي، ليستقبلنا كلب بوليسي جميل بصدر رحب..جلس آندريه على ركبتيه يداعبه بينما أشار لنا جايكوب لندخل الصالة..وقد بدى لي الجميع متوتراً مثلي لاسيما ماري، كيف لا وهي تعلم أنها قد دخلت منزل أكبر سفاحين بروسيا للتو!!؟

أخذنا إستراحة بينما يشرح آندريه لجايكوب مايحدث وكيف يتوجب علينا أن ننهيه، فساعدنا هو بإيجاد سيارة تقلنا جميعاً إلى مكاننا المقصود، وزودنا بمعدات وأسلحة سنحتاجها حين نقتحم مكان العصابة المُختطِفة، فإنطلقنا وحين أوشكنا على الوصول وردتني رسالة من إيمان تقول فيها:

*لقد نزل الفصل الأول من الجزء الثاني من الرواية، وقد تغير مكان لوسي وميشيل بالفعل..قام الخاطفون بنقلهم إلى ميناء(****) وعليكم أن تسرعوا..فسوف يبحرون بهم في سفينة شحن في الفصل القادم وسيكون من الصعب إيجادهم*

قضبت حاجباي وقلت" آندريه أوقف السيارة!"

أوقفها في عجل وسألني ما الذي حدث..فقمت بإخبارهم ماورد في الرسالة، وماكان منهم شيء سوى أن ينطلقوا في الإتجاه المعاكس نحو الميناء وبأقصى سرعة..بينما تمتم سام بصوت خافت وتعابير وجهه تبدي مدى قلقه على أخته:

-" يجب أن نسرع قبل أن ينزل فصل آخر ويتغير كل شيء من جديد"

***

في تلك الأثناء، كانت إيمان على الجانب الآخر تبحث عن طريقة تستعيد بها حسابها، جربت كل الطرق ولم تجدي نفعاً..بل دخلت على الفيس بوك تسأل الناس ما إن كان هناك حل لهذه المشكلة ودخلت اليوتيوب تتعلم كيف تتمكن من سرقة حساب شخص آخر...

كانت منغسمة تماماً في عملها، ولم تلحظ تسلل شخص آخر إلى منزلها بتلك الأثناء..ثم سمعت صوت تجهيز المسدس للإطلاق خلف رأسها مباشرة وقد لمس فوهة المسدس...

-" كان يجب عليك الموت منذ زمن.."

صدرت تلك الكلمات بصوت أجش بارد حاد..وقد علمت فوراً من يقف خلفها وزال خوفها بعض الشيء، فقالت:

-" هل لي أن أعرف السبب؟ سيد مارك.."

قهقه بإستصغار وقال" أولاً أنتِ خطيرة جداً وبإمكانك قتلي بأي لحظة، ثانياً..سأفعل إنتقاماً لحرماني من أختي وإشعال والداي في حريق..وثالثاً، لن أسمح لكِ بتخريب حياة ماري كما فعلت معي"

قالت إيمان في ثقة" وقد ساعدتك بأخذ ثأرك من قاتل والديك، وجعلتك ترى أختك قبل أن تموت"

-" أتقولين بأنكِ قد قمتِ بفعل أمر خير لي؟؟ لقد دمرتي حياتي! جعلتني أعيش جحيماً ثم قتلتني ببساطة دون أن أتمكن من التكلم مع أختي حتى!!" صرخ مارك بنفاذ صبر وهلم ليسحب الزناد...

يتبع...

آرائكم؟؟ توقعاتكم؟؟ أشوفكم بالفصل الجاي والي رح يكون الأخير بإذن الله😌

شكراً على القراءة..أنرتم 💛

*بقلم إيمان إيدا*

2020/05/07 · 305 مشاهدة · 1903 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024