2 - عالم من المعاناه الجزء الثاني

[ الاسم: إيثان سكارليث]

[السمات: سيف الشيطان، الرؤيا، ???]

[العيوب: التشويه.]

[شظايا الروح: 64/2000]

أربعة وستون نقطة! تقدمت بشكل ملحوظ في هذا الأسبوع. نهضت من مكاني، وأخذت أستعد لمواجهة ما هو قادم. أمامي كانت قلعة عملاقة، بابها الحديدي الضخم يحرسه اثنان من الفرسان.

تنهدت بصوت عالٍ، وقررت استبعاد سيف الشيطان جانبًا. "تبا، سأعود للقصر مجددًا."

تقدمت بخطوات ثابتة نحو الباب، وقلبي ينبض بشدة. الفرسان، بصدورهم المرفوعة وعيونهم الحادة، نظروا إليّ بنظرات قاتلة، كأنهم يبدؤون في تقييم كل خطوة أخطوها. لكن في عمق تلك النظرات، شعرت بشيء آخر—ترقبًا، ربما.

عندما اقتربت أكثر، انفتحت عيونهم، وتغيرت تعابيرهم. "سررنا بعودتك، إيثان سكارليث." قال أحدهم بصوت عميق، بينما الآخر أومأ برأسه مؤكدًا.

كأنما كانت تلك الكلمات سحرية، إذ فتحوا لي الباب ببطء. صرير الحديد كان كصوت دعوة إلى عالم جديد، عالم مليء بالتحديات والفرص.

تقدمت بخطوات سريعة نحو غرفتي، متجنبًا جميع نظرات الخدم والفرسان الذين كانوا يملأون أرجاء القصر بنظرات قاتلة مملوءة بالحقد والكراهية. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وكأن كل شخص هنا يحمل ضغينة تجاهي، وكل همسة تُضاف إلى ثقل العزلة التي كنت أشعر بها.

"كل هذا بسبب عيبي، 'التشويه'." كانت تلك الكلمات تتردد في ذهني كأنها لعنة تلاحقني. "اللعنة على هذا العيب المقيت!" ارتجف قلبي من الألم، بينما كنت أستحضر ذكريات الحياة التي فقدتها.

لم يكن الأمر يقتصر على الخدم أو الفرسان فحسب، بل حتى عائلتي. كانوا ينظرون إلي كشيطان، كما لو أنني تجسيد لكل ما هو شرير. "هل من الجيد أنني لم ألتقِ بأحد منهم؟" تملكني هذا الشعور، لكن في الحقيقة، كنت أشعر بالوحدة أكثر.

والدي بلاين سكارليث، والدتي أليس سكارليث، أخي الأكبر ويليام سكارليث، أختي الكبرى إيمليا سكارليث، وأختي الصغرى أريانا سكارليث. كلهم ينظرون إلي بتلك النظرة المليئة بالفزع والاشمئزاز، وكأنني شخص غريب عن عائلتي. "كيف يمكن أن يحدث هذا؟" تساءلت في نفسي، بينما كنت أستعرض ملامحهم التي تعكس الخوف.

عندما وصلت إلى غرفتي، أسقطت جسدي على السرير فورًا. كان التعب يثقلني، وكأن كل خطوة في القصر كانت محفوفة بالمعاناة. شعور الإرهاق كان يعتصرني، والصداع لا يزال يقرع رأسي كجدارٍ صلب.

"أحتاج إلى بعض الوقت لنفسي." همست، بينما أغمضت عيني وأخذت نفسًا عميقًا. كانت الغرفة محاطة بالهدوء، لكنني شعرت بأن ذلك الهدوء يحمل في طياته أصداء الكراهية التي واجهتها في الخارج.

"كان عليّ أن أستحم." تذكرت، بينما نهضت بصعوبة من السرير. شعرت بأن المياه ستكون قادرة على غسل بعضًا من التوتر الذي تراكم في جسدي. تقدمت نحو الحمام، متجاهلًا كل الأفكار المظلمة التي حاولت التسلل إلى ذهني.

فتحت صنبور الماء، وسمعت صوت تدفقه يتردد في المكان. بينما كانت المياه تتدفق، كنت أشعر بالراحة تتسلل إلى أوصالي. "هذه هي اللحظة التي أحتاجها," قلت لنفسي، بينما بدأت أغمر جسدي في الماء الدافئ.

بعد أن انتهيت من الاستحمام، قمت بتجفيف جسدي بسرعة وارتديت بعض الملابس النظيفة. كانت بسيطة، لكنها كانت مريحة، وكأنها تعيد إلي بعض الإحساس بالراحة. شعرت بأنني أستعد لترك كل ما حدث خلفي.

عدت إلى السرير، مرهقًا ولكنني أشعر ببعض الانتعاش. "الآن، يمكنني النوم." همست، بينما استلقيت على السرير ووضعت رأسي على الوسادة.

عندا نمت، رأيت رؤيا أخرى. كنت أتقدم داخل كهف مظلم، ومع أن الظلام كان يحاصرني من كل جانب، شعرت وكأنني أستطيع رؤية كل شيء بوضوح، كأن عينيّ قد اكتسبتا قدرة غامضة على الإبصار في العتمة.

خطوت بحذر، وكلما تقدمت، كانت جدران الكهف تنبض بشيء من الحياة. كانت النقوش الغريبة تتلألأ في الظلام، وكأنها تحكي قصة قديمة. توقفت عند نهاية الكهف، ووجدت جدارًا منقوشًا بلغة غريبة، لكن بطريقة ما، كنت أستطيع قراءتها.

"في معركة شرسة بين الشيطان والسامي، تم نسيان الشيطان من قبل الظلال."

ما الذي يعنيه هذا؟" تساءلت، بينما كانت مشاعري تتضارب بين الفضول والخوف.

قبل أن أتمكن من التفكير أكثر، شعرت بأن الأرض تهتز تحت قدمي.

ثم، فجأة، استيقظت. كانت الشمس تتسلل عبر نافذتي، لكنني شعرت بشيء من القلق يسيطر علي. "ما معنى تلك الرؤيا؟" تساءلت،

على الرغم من أنني أمتلك سمة الرؤيا إلى أنني لا أستطيع أن أرى أي شي في كثير من المرات التي أنام فيها

"في معركة شرسة بين الشيطان والسامي، تم نسيان الشيطان من قبل الظلال."

مالذي يعنيه هذا؟

"اللعنة، لماذا لا يكون كل شيء واضحًا؟" تملكني الإحباط وأنا أستعرض أفكاري المتشابكة، قبل أن يقاطع تفكيري صوت مقبض الباب وهو يُفتح ببطء.

دخل رجل طويل البنية، يملك عضلات واضحة تحت رداء الخدم الذي كان يرتديه. كان وجهه مُشوهًا بعلامات الكراهية، مما جعلني أشعر بالقلق. "من هو؟ هل هو أحد الخدم في القصر؟" تساءلت في نفسي، بينما كنت أستعد لمواجهة ما قد يأتي.

لم يطرق الباب حتى، مما زاد من شعوري بالانزعاج. بنظرات قاتمة وكارهة، تكلم أخيرًا. "مرحبًا، سيدي إيثان سكارليث. أعتذر عن إزعاجك، لكن الشيخ جاستين يود مقابلتك."

"هاه؟" كانت كلماته تتردد في ذهني. "الشيخ جاستين يريد مقابلتي؟" تملكتني الدهشة. كان هو رئيس مجلس الشيوخ، وفي الحقيقة، هو جدي، جاستين سكارليث، والد بلاين سكارليث. كان الرجل الوحيد بعد والدتي الذي يمكنه فعل ما يريد دون الرجوع لرئيس الإمبراطورية الحالي، بلاين سكارليث، كانت قوته بمستوى قديس.

تذكرت كيف كان جدي في الماضي، قبل أن أصبح مستيقظًا. كان من أكثر الأشخاص الذين يحبونني ويلعبون معي. لكن حتى هو، تأثر بعيبي "التشويه"، ولم يعد ينظر إلي بنفس الطريقة.

"لماذا يريدني الآن؟" تساءلت في داخلي، بينما كانت مشاعر القلق تتصاعد. "

"حسنًا، لنذهب." قلت أخيرًا، محاولًا التظاهر بالهدوء، لكن في أعماقي، كنت أشعر بأنني على وشك مواجهة شيء أكبر من نفسي.

بينما كنت أسير خلف الخادم، شعرت بالتوتر يتصاعد في صدري. كانت الممرات تزداد ظلمة، وكأنها تنذر بشيء غير مألوف. عندما وصلت إلى باب مجلس الشيوخ، انفتح الباب بصوت صرير، كأنه يكشف عن عالم من الشكوك والمخاوف.

دخلت الغرفة، ورأيت سبعة شيوخ يجلسون على مقاعدهم العالية، كل منهم يحمل هيبة خاصة، لكن نظراتهم كانت مشبوهة، محملة بالكراهية. كان الشيخ جاستين سكارليث، الذي يتصدر المجلس، رجلًا عجوزًا ذو ملامح صارمة. كانت عيونه سوداء داكنة، تحمل في عمقها بريقًا قاسيًا، كأنها تعكس تجارب مؤلمة وصراعات لا تنتهي. كان لديه شارب كثيف ولحية تزين وجهه، مما يمنحه مظهرًا مهيبًا وجادًا.

"لماذا دعوني هنا؟" تساءلت في داخلي، شعور بالخطر يلفني.

"إيثان، لقد استدعيناك لسبب خاص." بدأ الشيخ جاستين، لكن نبرته كانت جافة وكأنها تحمل عبئًا ثقيلًا. "لقد خرجت قبل أسبوع دون أن تخبر أحدًا. لماذا فعلت ذلك؟!"

شعرت بشيء يتجمد في عروقي. "لكنني... كنت بحاجة إلى بعض الوقت لنفسي!" حاولت أن أشرح، لكن نظراتهم جميعًا كانت تحمل نفس الشعور: الكراهية.

"اللعنة عليكم جميعًا!"

جمعت شجاعتي وحاولت الرد، لكن التردد تسرب إلى صوتي. تمالكت نفسي، "لأرفه عن نفسي قليلًا. "

نظرت إلى جاستين، الذي كان يرمقني بنظرة حادة. "ترفه عن نفسك؟ همم، هذا جيد. في الحقيقة، لم يكن هذا سبب استدعائك. ليس وكأنني سأضيع بعضًا من وقتي لأجل سبب كهذا."

"هاه؟ إذا... إذا مالذي تريده مني؟" خرجت الكلمات من فمي بصعوبة، وقلبي ينبض بشدة.

صمت جاستين قليلًا، ثم تحدث بصوت هادئ ولكنه قاسي. "سوف نرسلك للقاء إمبراطورية فيرزادن."

---

---

بعد الكارثة التي حصلت قبل 500 سنة، انقسم العالم إلى قسمين. إمبراطورية سكارليث وإمبراطورية فيرزادن، كانت هاتان العائلتان هما الوحيدتان اللتان برزتا وأثبتت نفسها في وجه الفوضى. في خضم الدمار، اجتمعنا معًا، متحالفين ضد الظلام الذي حاول اجتياحنا.

لقد كانت تلك الفترة من التعاون مثمرة، حيث استمر التحالف بيننا لمدة 200 سنة. كنا نعمل سويًا، ونتقاسم الموارد، ونتبادل المعرفة، ونسعى لتحقيق هدف مشترك: إنهاء مخلوقات الكابوس والشياطين الذين تسببوا بكل هذا الألم.

لكن شيئًا ما تغير. لم أكن أعلم لماذا أصبحنا أعداء لإمبراطورية فيرزادن، على الرغم من أن هدفنا كان واحدًا، وهو استئصال الشر من جذوره. بدأت تظهر الخلافات، وبدأت التوترات تتصاعد بيننا. كانت المحادثات تتقلص، والنظرات تتجه نحو الشك، وكأنما كل طرف كان يخشى أن يُخدع من الآخر

---

"إمبراطورية فيرزادن؟ أليست هذه هي الإمبراطورية المعادية لإمبراطوريتنا؟" تساءلت بخوف شديد، بينما كانت الأفكار تتسابق في ذهني.

"هذا صحيح. سوف نرسلك لنتناقش في بعض الأشياء." جاء الرد من جاستين، لكن نبرته كانت تحمل شيئًا من القسوة.

ضحكت بضحكة زائفة، مملوءة بالخوف والقلق. "ترسلون شخصًا لم يتعدَّ عمره السادسة عشر لمناقشة إمبراطورية فيرزادن؟"

"لا تقلق، إيثان. لن تكون أنت الذي سوف يناقش الإمبراطورية، بل هو المستشار إدغار سكارليث." كانت كلماته تحمل بعض الطمأنينة، لكنني لم أستطع التخلص من شعور القلق.

"إذا، ما فائدة ذهابي؟" سألت، محاولًا فهم دوري في هذه الصفقة.

"ألا تظن أنك تسأل الكثير من الأسئلة؟" سأل جاستين، وكأن كلماته تحمل وزنًا ثقيلًا. شعرت بهالة مرعبة تتصاعد من جسده. انتشرت قوة غير مرئية مظلمة في الغرفة، وكأن كل شيء بدأ يتلاشى، تاركًا مجرد الظلام.

"المعنى!" همست، بينما كنت أراقب عينيه الداكنتين، اللتين تلمعان كالنيران. كانت تلك العيون تكشف عن عمق من الشر، وكأنها تتوعدني بشيء لا أستطيع فهمه.

كنت أرتجف، وأشعر أنني أختنق. بدا الأمر وكأنني سأموت في تلك اللحظة، محاصرًا بين الخوف والقلق. كل همسة من الرياح كانت تردد: "غادر الآن، فورًا!"

"غادر الآن، فورًا!" كانت كلماته تأخذ طابع الأمر، وكأنها تعلن انتهاء الحوار.

عدت إلى غرفتي، وألقيت بنفسي على السرير. سقطت في حضن الوسادة، موجهًا وجهي نحوها، بينما كانت دموعي تتدفق بلا هوادة. "لماذا؟ لماذا يحصل لي كل هذا؟" كانت الأسئلة تتردد في ذهني كصدى مؤلم، وكأن كل كلمة كانت تخترق قلبي.

شعرت بالوحدة تتسلل إلى أعماقي، وكأنني كنت أواجه هذا الكابوس بمفردي. "لماذا أنا من بين الجميع؟" كانت تلك الأفكار تعصف بي، تعزز شعور العزلة الذي كان يحيط بي كغلاف ثقيل.

"اللعنة، اللعنة على كل شيء!" صرخت في داخلي، بينما كان الإحباط يتصاعد. كنت أسترجع كل لحظة من الألم والخيبة، والذكريات التي كانت تنغمس في ظلام لا نهاية له.

يتبع...

2025/02/07 · 166 مشاهدة · 1471 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025