المولود وسط الظلام – أدريان سكارليث –

كان الصوت عميقًا، لكنه لم يكن بشريًا. كان أقرب إلى همسات الرياح، إلى صدى ينبعث من العدم.

رفع أدريان رأسه ببطء. عيناه الحمراء الدامعة نظرتا إلى الظل، لكنه لم يكن خائفًا.

على العكس…

لأول مرة، لم يشعر أنه وحده.

"من… أنت؟"

لكن الظل لم يجب.

لم يكن بحاجة لذلك.

لقد كان هناك.

وهذا كان كافيًا.

الدماء الأولى

منذ ذلك اليوم، لم يعد أدريان يبكي.

الدموع لم تعد تفيد.

كان العالم قد قرر أن يكرهه، لذا لم يكن هناك فائدة من محاولة كسب محبتهم.

لكنه لن يكون ضعيفًا بعد الآن.

بمساعدة ذلك الظل، بدأ أدريان يفعل شيئًا لم يكن من المفترض أن يفعله.

بدأ يقتل.

في البداية، لم يكن يعرف كيف.

لكنه كان يمتلك قوة لم يكن يفهمها بالكامل.

والظل كان هناك… يرشده.

"هناك مخلوقات في الغابة…"

"إنها خطيرة… لكنها أيضًا ضعيفة أمامك."

"اقتلها."

وفي ليلة بلا قمر، خرج أدريان إلى الغابة لأول مرة.

كان الظلام دامسًا، لكنه لم يكن بحاجة للضوء.

عيناه الحمراء رأت كل شيء بوضوح.

وفي أعماق الغابة، وجدهم.

مخلوقات الكابوس.

مسوخ ذات أجساد سوداء، وأنياب طويلة، وأعين حمراء متوهجة.

إنها مخلوقات لا تنتمي لهذا العالم، تأتي من الشقوق في الفراغ.

عندما رآها لأول مرة، تجمد في مكانه.

لكن الظل همس له:

"إنها لا تساوي شيئًا… أنت أقوى منها."

"اقتلها."

ورفع أدريان يده.

وفي لحظة، اشتعلت نيران سوداء.

كانت أول مرة يستخدم فيها قوته في معركة حقيقية.

وفي تلك الليلة… قتل لأول مرة.

لم يكن يعرف كيف يشعر حيال ذلك.

الدماء السوداء غطت يديه، لكن لم يكن هناك أي إحساس بالخوف، أو الذنب.

لم يكن هناك أي إحساس على الإطلاق.

وبدأت الأيام تمر.

كل ليلة، كان يعود إلى الغابة.

كل ليلة، كان يقتل.

وفي كل مرة… كان يصبح أقوى.

طفل صغير اعتاد على سفك الدماء

لم يعد يخاف. لم يعد يبكي. لم يعد يشعر بشيء.

كانت الدماء هي الشيء الوحيد الذي أصبح مألوفًا له.

بينما الأطفال الآخرون كانوا يعيشون في قصورهم، يضحكون، يمرحون، يعيشون حياتهم كأنهم في جنة…

كان أدريان وحده في الغابة، يذبح الوحوش، ويتدرب حتى يتلاشى الإرهاق من جسده الصغير.

لكن هذا لم يكن يكفي.

لأنه مهما فعل، مهما قتل، مهما أصبح قوياً…

لم يستطع تغيير شيء.

الناس ما زالوا يكرهونه.

عائلته ما زالت تتجاهله.

والعالم… كان يرفضه أكثر من أي وقت مضى.

وفي إحدى الليالي، بينما كان جالسًا على قمة جثة وحش ميت، سأل الظل:

"لماذا؟"

"لماذا حدث لي هذا؟"

"هل لأنني مختلف؟ لأن شعري ليس أسودًا؟"

"هل هذه هي الإمبراطورية العظيمة سكارليث؟"

"أنبذ فقط بسبب شكلي؟"

لكنه لم يتلقَ إجابة.

الظل لم يكن يملك إجابات.

كان فقط هناك… يراقبه… ينتظر.

وبينما كانت الرياح الباردة تهب على جسده المغطى بالدماء، أدرك أدريان شيئًا واحدًا.

لم يكن هناك خلاص.

لم يكن هناك أمل.

كان هناك فقط الظلام… والدماء.

...

...

ثلاث سنوات من القتل…

أصبحت الغابة موطنه.

لم يكن يعود إلى القصر إلا عند الضرورة، وعندما يعود، لم يكن أحد يسأل عنه.

كأنهم نسوا أنه موجود.

لكنه لم ينسَ.

لقد قضى السنوات الثلاث الماضية غارقًا في الدماء، في المعارك، في الوحشية المطلقة.

مخلوقات الكابوس؟ لم تعد تخيفه.

في البداية، بدأ بقتل الخاملين والمستذئبين، كانوا ضعفاء، بالكاد كانوا يشكلون تهديدًا.

لكن بعد عام، كان يقاتل الطواغيت بسهولة، يسحقهم بنيرانه السوداء، يقطع أجسادهم بسيف الجحيم.

بعد عامين، كان يواجه الساقطين والفاسدين، يطاردهم في أعماق الغابة، يقتلهم واحدًا تلو الآخر.

والآن، وهو في الثامنة عشرة… لم يعد هناك شيء يقف أمامه.

لقد قاتل "عظيمًا" وحده قبل بضعة أيام، جسده العملاق كان يحترق تحت لهيب النار السوداء، صرخاته كانت تملأ الليل، لكنه لم يكن هو الذي أحرقه.

...

...

...

"هذا مستحيل…"

وقف أدريان وسط أنقاض المعركة، جسده ينزف، عيناه الحمراوان تترنحان من الإرهاق.

أمام عينيه، وقف كابوسٌ من مستوى "عظيم"، وحش لم يكن يجب عليه مواجهته.

كان طوله يقارب العشرة أمتار، جلده أسود كظلام دامس، أربعة أذرع تحمل أنصالًا مغمورة بالسم، وعيناه… كانت فارغة، لكنها مليئة بالكراهية.

كانت السماء مظلمة، وكأن العالم كله قد تحول إلى كابوس لا نهاية له.

كان هذا أول خصم يواجهه لا يستطيع حتى خدشه.

"أنا… سأموت هنا؟"

ضاق تنفسه، شعر بجسده يصرخ من الألم.

لقد كان يقاتل هذا الوحش لأكثر من ساعتين، كل هجماته لم تكن سوى عبث.

النار السوداء؟ لم تؤثر عليه.

سيف الجحيم؟ لم يخترق جلده.

زهرة الدم؟ لم تكن مفيده ضده

كلما هاجم، كان الوحش يرد بهجمة أقوى.

صدره كان ينزف، قدمه اليسرى لم تعد تستجيب، ذراعه اليمنى تحطمت قبل دقائق عندما صد بها هجومًا كاد أن يمزقه نصفين.

لكن الأسوأ لم يكن ذلك.

الأسوأ كان الشعور…

الشعور بالعجز المطلق.

لأول مرة منذ سنوات، شعر بالخوف الحقيقي.

"هذا ليس مثل الطواغيت أو الفاسدين… هذا شيء آخر تمامًا."

الوحش رفع أحد سيوفه العملاقة… ثم سقط السيف.

"هاها… هذا مؤلم."

تمزق اللحم، تساقط الدم بغزارة.

أدريان سقط على ركبتيه، أنفاسه تخرج كأنها حشرجة الموت.

النهاية كانت واضحة.

"هل هكذا أموت؟"

لكن…

تمامًا عندما كان السيف الأخير يقترب لإنهاء حياته—

حدث شيء لم يفهمه أبدًا.

خمسة ظلال… ونيران سوداء تبتلع كل شيء

ظهروا من العدم.

خمسة أشكال مظلمة، ليست بشرًا، ليست وحوشًا، ليست شيء يمكن وصفه.

أجسادهم بدت وكأنها جزء من الفراغ نفسه، بلا ملامح، بلا حدود واضحة.

لكنهم كانوا هناك.

كانوا يراقبون.

ثم—

"احترق."

صوت لا ينتمي لهذا العالم دوّى في المكان، وصعدت ألسنة لهب سوداء أكثر ظلمة من أي شيء شاهده أدريان في حياته.

تقدمت الظلال الخمسة… ولم يكن هناك أي شيء يمكن للكابوس العظيم فعله.

النيران السوداء اشتعلت حوله، التهمته بالكامل.

صرخ، صرخاته مزقت الهواء، اهتزت الأرض تحت أقدامهم، لكن لا شيء أوقف النيران.

بدأ جلده يتشقق، أطرافه تتحول إلى رماد، عيونه الفارغة امتلأت بالخوف.

"كرآاااك… كرآاااااك… كرآااااااااااك!"

في أقل من دقيقة، لم يعد هناك أي أثر له.

كأن الوحش لم يكن موجودًا من قبل.

أدريان، الذي كان يسقط ببطء نحو الأرض، حدق بالمشهد بعيون متوسعة.

"ما… ماذا؟"

حاول أن يتكلم، لكن صوته لم يخرج.

أراد أن يسأل:

"من أنتم؟"

لكن قبل أن يستطيع حتى التفكير في ذلك، اختفت الظلال كما ظهرت.

وبقي وحده.

وسط الرماد، وسط الدماء، وسط الخراب.

بقي وحده… وهو لا يعرف إن كان لا يزال على قيد الحياة.

...

...

كان قد أصبح آلة قتل.

قاتل لا يشعر بأي شيء سوى الرغبة في البقاء.

السمات الجديدة… زهرة الدم

وقف أدريان وسط ساحة مليئة بالجثث، مخلوقات الكابوس متناثرة حوله، الدماء السوداء تغطي ملابسه، تقطر من يديه.

فتح نافذة السمات… ونظر إليها بلا تعبير.

[أدريان سكارليث]

[السمات: النار السوداء٬ سيف الجحيم٬ عين البصيرة٬ زهرة الدم]

[العيوب: السواد]

شظايا الروح: [9000/1863]

الرتبة: صاعد

ابتسم بسخرية، ضحكة خفيفة خرجت من شفتيه، لكنها كانت فارغة من أي سعادة.

"ههه… صاعد في عمر الثامنة عشرة؟"

"أنا حقًا موهبة… لا يعرفها ولا يهتم لها أحد."

عيناه كانتا محاطتين بهالات سوداء، علامات التعب وقلة النوم كانت واضحة على وجهه.

لكنه لم يكن يهتم.

لم يكن لديه الوقت للتفكير في ذلك.

كانت أول مرة يواجه فيها طاغوتًا عندما كان في الخامسة عشرة.

كان ذلك في ليلة عاصفة، المطر كان يهطل بغزارة، وكانت السماء سوداء كأنها تعكس روحه.

وجد الطاغوت وسط الغابة، جسده الضخم المغطى بأشواك سوداء، فمه المليء بالأنياب الطويلة.

كان طوله أكثر من خمسة أمتار، وكانت عينيه تتوهجان بالكراهية.

لكنه لم يتراجع.

رفع يده، وأشعلت النار السوداء.

المعركة كانت مذبحة.

الوحش حاول تمزيقه بمخالبه، لكن خطواته كانت بطيئة مقارنة بسرعة أدريان.

قفز بين الأشجار، تفادى هجومه، ثم طعنه بسيف الجحيم في عنقه.

الوحش صرخ… لكن لم يكن هناك أحد ليسمعه.

استمرت المعركة لعدة دقائق، ثم انتهت عندما ألقى أدريان تعويذة النار السوداء، محرقًا الطاغوت بالكامل.

لم يتبقَ منه شيء سوى الرماد.

لكن هذا لم يكن كافيًا.

لقد أراد المزيد.

أراد أن يصبح أقوى.

بعد سنتين، كان يقف فوق جثة كائن "فاسد".

كان يمتلك أربعة أذرع، كل واحدة منها تحمل سلاحًا حادًا، جلده كان أشبه بالحديد، وصرخاته كانت تخترق الهواء.

لكن أدريان لم يكن خائفًا.

لقد قتل فاسدين من قبل.

رفع سيف الجحيم… وضرب.

ذراعا الوحش تطايرتا في الهواء، الدم الأسود تناثر على الأرض المتجمدة.

"ليس كافيًا."

طعنة أخرى… ثم أخرى… ثم أخرى.

في أقل من دقيقة، كان الوحش ميتًا.

لكن هذا لم يكن النهاية.

لقد انتظر المزيد منهم.

وها هم قد أتوا… خمسة وحوش أخرى، كلهم من الفاسدين، يحيطون به من كل الجهات.

"أوه… هذا سيكون ممتعًا."

وانفجرت النيران السوداء من جسده.

اللعنة… متى سيتوقف هذا؟

مرت الأيام، مرت السنوات، والقتل لم يتوقف.

كل ليلة، كل يوم، كان يقتل المزيد.

في البداية، كان يفعل ذلك ليصبح أقوى.

لكن الآن… لم يكن متأكدًا بعد لماذا كان يفعل ذلك.

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يعرفه.

الشيء الوحيد الذي يجيده.

وقف وسط ساحة المعركة، جسده مغطى بالدماء، عيناه الحمراوان تلمعان بوهج خطير.

ثم، لأول مرة منذ فترة طويلة، سأل نفسه سؤالًا واحدًا:

"إلى متى؟"

لكن لم يكن هناك إجابة.

لم يكن هناك أحد ليجيبه.

كان هناك فقط الدماء… وحدها الدماء.

...

...

كانت السماء مظلمة فوقه، والرياح الباردة تلفح وجهه، لكنه لم يشعر بأي شيء. وقف أدريان سكارليث على حافة منحدر شاهق، يحدق في الأفق البعيد حيث تتقاطع إمبراطوريات العالم الست، كل منها تحكمها عائلة قوية، كل منها تسيطر على جزء من هذا العالم الملطخ بالدماء.

سبع سنوات أخرى من القتل، السقوط، والارتقاء، سبع سنوات من السير في الظلام دون تردد، كل ذلك جعله يصل إلى هذا المستوى.

كان قديسًا الآن، ربما الأصغر في التاريخ، قوته تسمح له بمقارعة مخلوق كابوس من مستوى عظيم وحتى هزيمة البعض. ومع ذلك، كان يعلم...

"هذا ليس كافيًا."

في عائلته، وفي أنحاء العالم، هناك من وصلوا إلى مستوى قديس حقيقي، بل هناك من تجاوزوا ذلك، أولئك الذين يقفون عند حدود شبه السامي.

إذا أراد تحقيق هدفه، فإن هذه القوة لا تزال غير كافية.

نظر إلى يده، فتح راحة يده أمامه، وظهرت شاشة مضيئة تعرض حالته الحالية.

[أدريان سكارليث]

[السمات: النار السوداء، سيف الجحيم، عين البصيرة، زهرة الدم، الانتقال الآني، التحكم بالظلال، تميمة القتل، نقل الإرادة]

[العيوب: السواد]

[شظايا الروح: 17000/6531]

[الرتبة: قديس]

[السمة: النار السوداء]

[صفة السمة: نار سوداء تحرق كل شيء وتزداد قوة مع تقدم قوة مستعملها]

[السمة: سيف الجحيم]

[صفة السمة: سيف أسود مصنوع من أعماق الجحيم لا يمكن كسره]

[السمة: عين البصيرة]

[صفة السمة: تستطيع الرؤية في الظلام مهما كان شديدًا وتستطيع أن ترى سمات المستيقظين الأخرى ولمحة عن مستقبلهم]

(كانت قدرة عين البصيرة قد تطورت بالفعل، مما جعله يرى تفاصيل أكثر عمقًا عن أهدافه وأعدائه.)

[السمة: زهرة الدم]

[صفة السمة: تجعل من المستخدم قادرًا على التحكم في مشاعره في أعين الآخرين وتستطيع أن تجعله في حالة هدوء مطلق أثناء قتاله]

[السمة: الانتقال الآني]

[صفة السمة: تجعل من المستخدم قادرًا على الانتقال لمسافة 4000 قدم وتتطور بزيادة قوة المستخدم]

[السمة: التحكم بالظلال]

[تسمح للمستخدم بإخفاء نفسه عند تواجده أمام ظل]

[السمة: تميمة القتل]

[صفة السمة: تجعل من المستخدم متعطشًا للدماء، وكلما تعرض لإصابات كلما زادت قوته]

[السمة: نقل الإرادة]

[صفة السمة: تسمح للمستخدم بنقل إرادته وذكرياته لأي شخص بشري]

أغلق الشاشة الوهمية أمامه، وعاد بنظره إلى الأفق.

"السيطرة على الإمبراطوريات الست... ليس فقط من أجل الانتقام، وليس فقط من أجل إثبات أنني أقوى... بل لأجل شيء آخر."

لقد رأى الجحيم الذي عايشه، رأى كيف يتم نبذ الضعفاء، كيف تُداس أحلامهم تحت أقدام أولئك الذين ولدوا أقوياء. كان يعلم أن هذا العالم لا يسمح للضعفاء بالبقاء، لكنه أراد تغييره بطريقته الخاصة.

"لن أسمح لأحد بالعيش كما عشت، لن أسمح بوجود ضعفاء يتم سحقهم تحت رحمة الأقوياء."

لكنه كان يعلم أيضًا... أن طريقه يتطلب الدماء.

الدماء التي يجب أن تُسفك، العائلات التي يجب أن يتم إبادتها، لم يكن هناك مجال للرحمة.

"حتى لو اضطررت للقضاء على آلاف، بل ملايين، فهذه الأرض ستصبح كما أريد."

ولكن، حتى مع هذا العزم، حتى مع هذه القوة، كان هناك شيء واحد يعلمه جيدًا...

"أنا لست قويًا كفاية بعد."

لقد كان قديسًا، نعم، لكنه لم يكن بعد في مستوى من يستطيع السيطرة على العالم. لا يزال هناك من هم في مستوى قديس حقيقي، أولئك الذين تتجاوز قوتهم الحدود البشرية.

وفي الظلام، في أعماق العوالم المجهولة، هناك من هم أقوى حتى من ذلك.

ارتسمت ابتسامة خافتة على وجهه.

"إذن... لنرَ إلى أين سيأخذني هذا الطريق."

مع هذه الأفكار، استدار أدريان، وغاص في الظلال، متجهًا نحو وجهته التالية، حيث سينطلق في رحلة أخرى... نحو القوة المطلقة.

يتبع...

2025/03/15 · 49 مشاهدة · 1907 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025