[منظور إيثان سكارليث]
كم من الوقت مضى منذ أن سقطت هنا؟ سؤال عبثي. الزمن نفسه يبدو وكأنه لفظ أنفاسه الأخيرة في هذا المكان المنسي. كان النفق خانقًا، الجدران رطبة ولزجة، تنبض بحياة مريضة، تهمس بأصوات غير مفهومة، وتنزف بسائل أسود لزج. رائحة العفن المتعفن امتزجت برائحة اللحم المحترق الخفيفة، ذكرى باهتة لقوة النار السوداء. والظلال... كانت طويلة بشكل شاذ، تتلوى وتتمدد وكأنها أذرع وحوش عملاقة لا تنتهي.
مددت يدي المرتعشة، أطلقت همسة داخلية، أمرًا خافتًا في هذا الصمت الكئيب:
"عين البصيرة."
مرّت ثوانٍ ثقيلة، كل ثانية كأنها دهر، ثم... ظهرت الواجهة الشفافة أمام عيني:
[النفق الملعون]
[الرتبة: ساقط]
الاسم وحده بث الرعب في أوصالي. "ساقط"... لم تكن مجرد رتبة، بل أشبه بلعنة مكتوبة على جدران هذا المكان المشؤوم. كأن هذا النفق لم يُخلق، بل تقيأه شيء من أعماق الجحيم، ليُنسى ويُترك ليتعفن في طي النسيان.
خطوت للأمام بحذر، وسرعان ما رأيت شيئًا يتحرك في الأطراف المظلمة لرؤيتي... ثم بدأت العيون تظهر. ليست عيونًا بالمعنى البشري، بل فتحات سوداء عميقة بلا بريق، بلا عقل، مجرد ثقوب فارغة تحدق بلا هدف.
"عين البصيرة..." همست مرة أخرى، محاولًا استيعاب ما أراه.
[المخلوق: كابوسي خامل]
[الرتبة: خامل – عدد الأهداف: 127]
مئة وسبعة وعشرون. رقم بارد ومخيف طعنني في صميم روحي.
سُحب الهواء البارد والرطب من رئتي. كان عددًا ساحقًا.
لم تكن لديهم وجوه بالمعنى المفهوم... بل تجاويف سوداء مقعرة حيث يفترض أن تكون الملامح، وأفواه مشقوقة تتنفس بصمت، لكنني شعرت بنظراتهم الجماعية تخترقني، وكأن وجودي نفسه دنس لهم، اضطراب في سكونهم العدمي. الجدران اللزجة أغلقت خلفي بصوت مكتوم، محكمة إغلاق هذا القبر الحي.
"هيا إذن..." تمتمت بمرارة، شعور يائس بالشجاعة يتصاعد في داخلي.
ركضت. لم يكن هذا قتالًا، بل كان أشبه بذبح منظم، لكنني قاتلت ببسالة يائسة. سيف الشيطان في يدي كان باردًا ولكنه ثابت، امتداد لإرادتي البائسة.
كل مخلوق أسقطه، بضربة قاسية أو طعنة نافذة، كانت الظلال المحيطة تهمس بصوت واحد، أجش ومزعج:
[لقد قتلت وحشًا خاملاً]
[لقد حصلت على أربع شظايا إضافية]
تكرر ذلك عشرات المرات، ثم عشرات أخرى، ثم عشرات أخرى. كان جسدي يتحرك بآلية قاتلة، سيف الشيطان يمزق الأجساد الهشة لهذه المخلوقات الخاملة. الدم الأسود اللزج يلطخني، ورائحة الموت تزداد كثافة.
لكنهم لم يتوقفوا. كانوا يتدفقون من الظلال ككابوس لا ينتهي، أعدادهم تبدو وكأنها تتضاعف مع كل خطوة أخطوها.
بدأت أسمع عظامي تصرخ تحت وطأة الجهد، عضلاتي تحترق وتتشنج. بدأت أرى أشياء لم تكن هنا من قبل، ومضات من صور مشوهة في زوايا عيني، همسات خافتة تداعب أذني.
الظل نفسه أصبح ثقيلاً، يضغط على كتفيّ، يحاول سحبي إلى الأسفل. عيناي لم تعد ترَ بوضوح، بل تشعر بالظلام يلتف حولي، يبتلع النور.
"سيتوقف كل شيء هنا... الآن؟" فكرت بيأس، ساقاي ترتجفان تحت وطأة الإرهاق والجروح الطفيفة التي تلقيتها.
ركعت على ركبة واحدة، سيف الشيطان يسندني بالكاد. كل خلية في جسدي تطلب مني أن أستسلم لهذا الظلام، لهذا اليأس الساحق.
لكنني لم أفعل. شيء بداخلي، شرارة صغيرة من العناد، رفضت الانطفاء.
"لا...ليس... بعد..." همست بصوت أجش، لعابي مريرًا في فمي.
تذكرت النار السوداء. السمة التي كنت أخشاها، السلاح ذو الحدين الذي يمكن أن يدمرني بقدر ما يدمر أعدائي. لكن لم يكن لدي خيار آخر.
"[السمة: النار السوداء]"
[قدرات السمة: نار ذات قوة تدميرية هائلة تدمر الأعداء وتحرق المستخدم.]
ابتسمت ابتسامة مريرة، يائسة. "ولتحترقوا معي إذًا..."
نطقت الكلمة، كتعويذة سوداء.
"اشتعلي."
وفي لحظة، كل شيء انهار. صرخة سوداء مكتومة تفجرت من داخلي، لم تكن نارًا بالمعنى المادي، بل لعنة متجسدة، طاقة مدمرة تتفجر من صميم وجودي.
الهواء المحيط بي تمزق واشتعل بلهب أسود لا دخان له، يحرق كل شيء يلامسه. الدم الأسود على جسدي تبخر على الفور، تاركًا وراءه جلدًا متفحمًا. الظلال نفسها ارتعشت وتلوت، وكأنها كيانات حية تتألم وتبكي.
صرخات الوحوش الخاملة لم تكن بشرية، بل أنين أرواح مدفونة منذ زمن طويل، تستيقظ لتحترق للمرة الأخيرة في هذا الجحيم. تهاوى النفق الملعون حولي، الجدران المتصدعة تتفتت جزءًا تلو الآخر تحت وطأة هذه القوة المدمرة.
لكن جسدي؟... جسدي لم يعد جسدًا بالمعنى المفهوم. اللحم انسلخ عن العظام في بعض الأماكن، الجلد تمزق وتقشر كأنه ورق محترق. أظافري احترقت حتى الجذور، تاركة أصابعي مشوهة ومتفحمة. رأسي ثقيل بشكل لا يطاق، وكأن جمجمتي مليئة بالرماد والنار، بالكاد أستطيع حمله.
لكنني ما زلت حيًا. اللعنة، ما زلت حيًا، رغم كل شيء.
نقاط الروح؟ ظهر الرقم أمامي، باهتًا ومهتزًا:
[نقاط الروح: 748/2000]
ما زلت بعيدًا جدًا عن الهدف... لكنني أتقدم. لقد قتلتهم جميعًا. قتلت المئة وسبعة وعشرين مخلوقًا كابوسيًا خاملًا الذين أرادوا ابتلاعي في هذا النفق اللعين.
ببطء شديد، وبألم لا يوصف، نهضت من بين الأنقاض. أحاطتني سحابة من الرماد الأسود المتصاعد، العظام المتفحمة المتناثرة، وبقايا مئات المخلوقات التي أرادت ابتلاعي في هذا القبر.
لكنني من ابتلعها. لقد حرقتهم جميعًا معي. والآن، سأخرج من هذا المكان، مشوهًا ومحترقًا، لكنني ما زلت على قيد الحياة.
...لكن القوة المدمرة للنار السوداء لم ترحمني. ما إن خمدت النيران، حتى انهار جسدي المشوه. الألم كان لا يطاق، كل عصب وكل خلية في جسدي كانت تصرخ في انسجام بشع. لم أستطع حتى تحريك إصبعًا واحدًا. كنت مجرد كومة من اللحم المتفحم والرماد، بالكاد أتنفس. حتى ملابسي... لم يبق منها سوى خيوط سوداء متناثرة.
الظلام بدأ يزحف على أطرافي، ليس ظلام النفق، بل ظلام الإغماء. كان الألم حادًا لدرجة أنه تجاوز قدرتي على التحمل، وببطء... استسلمت.
...
...
فتحت عينيّ ببطء، وشعور غريب بالارتباك يغمرني. كنت ما زلت مستلقيًا على الأرض، لكن... شيء كان مختلفًا. الألم الحارق الذي شلني قبل لحظات بدأ يخف تدريجيًا، وكأن موجة باردة تطفئ نيرانًا مستعرة. والأكثر غرابة... كنت أرتدي ملابس جديدة. سروالًا وقميصًا داكنين، يبدوان بسيطين لكنهما لم يكونا ممزقين أو محترقين. كيف بحق الجحيم حدث هذا؟
حاولت تحريك يدي، وببطء شديد، نجحت. أصابعي كانت لا تزال متفحمة ومشوهة، لكنني شعرت بها. حاولت تحريك ساقي، وشعرت بوخز خفيف، لكنها استجابت.
يا إلهي... كنت أتعافى؟ كيف؟ ومن أين أتت هذه الملابس؟
نظرت إلى جسدي الملطخ بالرماد. الجلد المحروق بدأ يتساقط ليكشف عن جلد جديد تحته، شاحبًا ولكنه سليم. الجروح العميقة تقلصت، وبدأت تلتئم. حتى التشوهات بدت وكأنها تتراجع ببطء.
ما معنى هذا؟ كيف يمكن لجسدي أن يتعافى بهذه السرعة بعد تلك النيران المدمرة؟ لم يكن هذا تعافيًا طبيعيًا. ومن الذي قام بتغيير ملابسي؟ هل كان هناك شخص آخر هنا
"[إرث الشيطان: 0/12]"
ظهرت الواجهة أمامي فجأة، وأكدت أن "إرث الشيطان" لا يزال صفرًا. إذًا، لم يكن هذا هو السبب المباشر لتعافي. لكن ما الذي يحدث إذًا؟ هل كانت هناك قوة خفية تعمل؟ قوة مرتبطة بالنار السوداء نفسها؟
لم أفهم. كنت غارقًا في بحر من الأسئلة التي لا إجابة لها. لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا: لم أمت. وكنت أتعافى. وبطريقة ما، كنت أشعر... أقوى. ليس جسديًا بعد، لكن كانت هناك قوة خفية تتنامى بداخلي، وقوة غامضة قامت بتغيير ملابسي.
كانت غابة الكابوس لا تزال تنتظرني. والآن، كان لدي لغزان جديدان لأحلهما، بالإضافة إلى البقاء على قيد الحياة. من بدل ملابسي؟ وما الذي يسبب هذا التعافي الغريب؟ وهل له علاقة بتلك الحرب القادمة التي تحدث عنها رماد الزمن؟
...
...
...تجاهلت الأسئلة المحيرة التي تدور في رأسي، مركزًا على الهدف الوحيد المتبقي: الخروج من هذا النفق الملعون. جسدي كان لا يزال ضعيفًا، وآثار الحروق لا تزال تؤلمني، لكنني كنت أتحرك. كنت أتنفس. كنت على قيد الحياة.
تقدمت بحذر في النفق المظلم، وسيف الشيطان في يدي، يتحسس الظلام أمامي. كانت الجدران لا تزال تنبض بهدوء، والهمسات الخافتة تداعب أذني، لكن لم يكن هناك وجود مرئي لأي من تلك المخلوقات الخاملة. ربما كانت النيران السوداء قد طهرت هذا الجزء من النفق.
لكن هذا الهدوء لم يدم طويلاً.
بعد مسافة قصيرة، بدأت أرى حركات خفيفة في الظلال. عيون باهتة بدأت تظهر، ثم أجساد هزيلة تتحرك ببطء نحوي. كانت أعدادهم أقل من المرة السابقة، ربما كانوا الناجين من النيران.
"عين البصيرة." همست، والواجهة ظهرت أمامي:
[المخلوق: كابوسي خامل]
[الرتبة: خامل – عدد الأهداف: 23]
ثلاثة وعشرون. أقل بكثير، لكنهم كانوا لا يزالون يشكلون تهديدًا في حالتي الضعيفة.
لم أمنحهم الفرصة للاقتراب. اندفعت للأمام، وسيف الشيطان يمزق الهواء. كانت حركاتي أبطأ من ذي قبل، وقوتي أقل، لكن عزيمتي كانت أقوى. كل ضربة كانت تهدف إلى القتل، كل حركة كانت محسوبة.
الدم الأسود تناثر على الجدران، وأجساد المخلوقات الهزيلة سقطت على الأرض. لم يكونوا يشكلون تحديًا كبيرًا هذه المرة، كانوا ضعفاء ومترددين. ربما كانت النيران قد أضعفتهم.
[لقد قتلت وحشًا خاملاً]
[لقد حصلت على أربع شظايا إضافية]
تكررت الرسالة مرارًا وتكرارًا. مع كل قتيل، كنت أشعر بقوة خفيفة تتسرب إلى داخلي، شعور خفي بالامتلاء. نقاط الروح كانت ترتفع ببطء.
[نقاط الروح: 748/2000 -> 840/2000]
استمريت في التقدم، تاركًا خلفي دربًا من الجثث المتناثرة. النفق بدأ يتسع تدريجيًا، والظلام أصبح أقل كثافة. بدأت أرى بصيصًا خافتًا في نهاية الممر. أمل ضئيل بدأ يتسلل إلى قلبي.
لكن فجأة... توقف كل شيء.
صوت زمجرة عميق اهتز في الهواء، ليس همسًا خافتًا كالمخلوقات الخاملة، بل هديرًا وحشيًا يملأ النفق بأكمله. الهواء أصبح أثقل، ورائحة كريهة جديدة بدأت تنتشر، مزيج من اللحم النيء والغضب البدائي.
توقفت عن الحركة، وتجمدت في مكاني. شعرت بخطر مختلف، خطر حقيقي. "عين البصيرة" همست بصوت مرتعش.
لم تظهر الواجهة على الفور. كان هناك تشويش، ضباب أسود يغطي رؤيتي للحظة. ثم ظهرت ببطء...
[المخلوق: مستذئب متوحش]
[الرتبة: مستذئب]
اللعنة. اللعنة. اللعنة.
ظهر من الظلال، أكبر وأكثر شراسة من المستذئب الذي رأيته من قبل. فراء أسود كثيف يغطيه، عضلات متضخمة تنتفخ تحت جلده. أنياب طويلة وحادة تبرز من فمه المزمجر، وعيناه تتوهجان بلون أحمر دموي، تنظران إليّ بشراسة قاتلة. كانت رائحته قوية لدرجة أنها كادت تخنقني.
كان يقف في منتصف النفق، يغلق أي طريق للهروب. كان يعرف أنني هنا. كان ينتظرني.
جسدي كله تجمد. كنت لا أزال ضعيفًا، وآثار النار السوداء لا تزال تؤثر عليّ. كيف يمكنني أن أقاتل شيئًا كهذا؟ مستذئب... رتبة أعلى من معظم مخلوقات الكابوس التي واجهتها حتى الآن.
زمجر المستذئب مرة أخرى، وكشف عن أسنانه الحادة. لعابه يسيل على الأرض المظلمة. كانت نظراته مليئة بالكراهية والجوع.
لم يكن هناك خيار. كان عليّ أن أقاتل. مرة أخرى.
شددت قبضتي على سيف الشيطان، الذي بدا فجأة خفيفًا وهشًا في يدي. حاولت استجماع قوتي، لكن جسدي كان لا يزال يرتجف.
اندفع المستذئب نحوي بسرعة مذهلة، أسرع بكثير من أي شيء واجهته من قبل. مخالبه الضخمة تتأرجح لتمزقني. بالكاد تمكنت من تفادي الضربة الأولى، وشعرت بمرور مخالبه الحادة بجانب وجهي، تاركة خطًا من الألم الحارق.
تحركت بسرعة مستخدمًا خطوات الظل، لكن المستذئب كان سريعًا بشكل مخيف. كان يلاحقني بسهولة، ضرباته قوية وعنيفة. كل ضربة كانت تهزني بعنف، وكأنها مطرقة تضرب جسدي.
حاولت الهجوم بسيف الشيطان، لكن المستذئب كان رشيقًا ويتفادى ضرباتي بسهولة. كان يهاجمني بمخالبه وأنيابه، محاولًا عض عنقي أو تمزيق أطرافي.
سقطت على الأرض بعد تلقي ضربة قوية على صدري. الهواء خرج من رئتي، وشعرت بألم حاد يخترق جسدي. المستذئب قفز فوقي، وأنيابه تتجه نحو عنقي.
في لحظة يائسة، رفعت سيف الشيطان ووضعته بيني وبين فكيه. الأنياب الحادة غرست في المعدن، وأصدر المستذئب زمجرة غاضبة.
استغلت الفرصة ودفعت المستذئب بعيدًا بكل قوتي المتبقية، ثم قفزت على قدميّ بصعوبة. كنت ألهث بشدة، والدم يسيل من جروحي.
كان المستذئب غاضبًا. بدأ يتحرك بحركات دائرية حولي، عينيه الحمراوين لا تفارقانني. كان ينتظر اللحظة المناسبة للهجوم.
تذكرت سماتي. النار السوداء... كانت خطيرة جدًا في هذا النفق الضيق، يمكن أن تدمرني أيضًا. الانتقال الآني... مسافة قصيرة جدًا للهروب من هذا الوحش السريع. خطوات الظل... تساعدني على المراوغة، لكنها لا تزيد من قوتي. عين البصيرة... كانت تريني قوته، لكنني كنت أعرف بالفعل أنه أقوى مني.
كان عليّ أن أجد طريقة أخرى. كان عليّ أن أكون أذكى منه.
عندما اندفع المستذئب مرة أخرى، لم أهرب. بدلاً من ذلك، ركضت نحوه مباشرة. في اللحظة الأخيرة، انحنيت تحت ضربته، وتدحرجت خلفه.
استدرت بسرعة ووجهت ضربة قوية بسيف الشيطان نحو ساقه الخلفية. اخترق السيف فروه ولحمه، وأصدر المستذئب صرخة ألم عالية، وتعثر.
لم أتردد. قفزت عليه مرة أخرى، ووجهت عدة ضربات متتالية نحو ظهره وعنقه، مستغلاً لحظة ضعفه. الدم الأسود تناثر في كل مكان.
لكن المستذئب كان لا يزال قويًا. تمكن من التخلص مني وهز رأسه بعنف، وأصابني بضربه قوية أطاحت بي بعيدًا. اصطدمت بالجدار وسقطت على الأرض مرة أخرى، وشعرت بألم حاد في ظهري.
كان المستذئب يقف فوقي، يلهث بغضب، وعيناه تشتعلان. كان على وشك إنهاء الأمر.
في لحظة يائسة أخرى، تذكرت خاتم الظلال. لم يكن سلاحًا، لكنه كان يحتوي على شيء قد يساعدني. ركزت إرادتي على الخاتم، وتخيلت الشيء الذي أريده.
ظهر في يدي رمح خشبي حاد، كنت قد وجدته في الغابة في المرة السابقة وخزنته في الخاتم. لم يكن سيف الشيطان، لكنه كان أفضل من لا شيء.
عندما انقض المستذئب، دفعته بالرمح نحو فمه المفتوح. اخترق الرمح حلقه، وأصدر المستذئب صرخة مكتومة وسقط بجانبي.
كنت ألهث بشدة، جسدي كله يرتجف. لقد فعلتها. مرة أخرى. لكن هذه المرة، شعرت بأنني دفعت كل قوتي.
نظرت إلى جثة المستذئب الضخمة. كان لا يزال ينزف، وعيناه الحمراوان تحدقان في الفراغ.
[لقد قتلت مستذئبًا]
[لقد حصلت على ثمانية شظايا إضافية]
ظهرت الرسالة. ثمانية شظايا فقط؟ كانت المخلوقات الخاملة تعطيني أربعة. هذا يعني أن المستذئب كان أقوى بكثير.
[نقاط الروح: 840/2000 -> 848/2000]
ارتفعت نقاط الروح قليلاً فقط. الطريق لا يزال طويلاً.
بصعوبة بالغة، نهضت على قدميّ. جسدي كان مليئًا بالكدمات والجروح، وكنت أشعر بالدوار. لكنني كنت ما زلت أتحرك.
نظرت إلى نهاية النفق، حيث كان لا يزال هناك بصيص ضوء خافت. كان عليّ أن أستمر. كان عليّ أن أخرج من هذا المكان اللعين.
لكنني كنت أعرف أن هذا لم يكن النهاية. كانت غابة الكابوس تنتظرني. والمزيد من المخلوقات. والمزيد من القتال.
والسؤال الذي لا يزال يتردد في ذهني: لماذا؟ لماذا أنا هنا؟ وماذا يريد مني رماد الزمن؟