[منظور إدغار سكارليث]
"تايلر فيرزادن، أنت تعرف سبب مجيئنا هنا، صحيح؟" بدأت حديثي بوضوح بينما كنت أتقدم في الممرات الواسعة للقصر. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وكأن كل كلمة قد تكون الشرارة التي تشعل الصراع.
"هذا صحيح. بسبب العملية الأخيرة التي كانت تخص منجمكم في شمال الإمبراطورية." جاء الرد من تايلر، الذي كان يجلس في موقعه المهيب وسط مجموعة من السياسيين. كان صوته متزنًا، لكن خلف تلك الهدوء، كانت هناك نبرة من التحدي.
"حسنًا، قبل أن أدخل في صلب الموضوع، لماذا لا تجلس على أحد الكراسي الفارغة بجانبك؟" أضفت، محاولًا أن أكون دقيقًا في تعبيراتي، لكن نظرات الحضور كانت تنبئ بالصعوبات القادمة.
جلست في الكرسي الذي أمامي، لكن شعرت بنظرات متوجسة تتجه إليّ. كان هناك حوالي خمسة عشر شخصًا في المجلس، كل منهم يحمل هيبة خاصة، لكن الكراهية كانت واضحة في عيونهم. لم أستطع نسيان العداوة السابقة بين إمبراطورية سكارليث وإمبراطورية فيرزادن.
"ما هو سبب هجومكم الأخير على أحد مناجم إمبراطورية سكارليث؟" سألت، محاولًا السيطرة على الموقف. "أنت لا تريد أن ندخل معكم في حرب، أليس كذلك؟"
صمت تايلر لفترة قصيرة، وكأنه يتأمل كلماتي. ثم تحدث ببرود، "كما ترى، كان ذلك خطأً من أحد جنودنا. ولقد أعدمنا جميع المشاركين في مهاجمة منجمكم."
"خطأ؟" تساءلت، شعور الغضب يتصاعد في داخلي. "هذا ليس مجرد خطأ. يجب أن تعوضوا عنا. نحن نتحدث عن خسائر حقيقية هنا."
"تعويضات؟" سخر تايلر، وكان صوته يحمل نبرة من الاستهزاء. "أنت تتحدث عن تعويضات في وقت نحن فيه على شفا حرب؟"
"نعم، تعويضات!" كان صوتي يتعالى، محاولًا الحفاظ على هدوئي. "لقد فقدنا الكثير بسبب هجومكم، ومن غير المقبول أن تمر الأمور بدون عواقب."
تبادل الشيوخ نظرات مشبوهة، وكأنهم يتبادلون الرسائل الصامتة. كان هناك شعور بالتوتر يتصاعد، وكأن الجو يشتعل حولنا. "نحن في ظروف صعبة، إدغار. لا يمكننا تحمل المزيد من الأعباء المالية، خاصةً في ظل التهديد الذي تواجهه الإمبراطورية." قال أحدهم.
"هذا ليس عذرًا!" قاطعت، بينما كنت أشعر بأنني أخرج عن شعوري. "أنتم من اخترتم الهجوم، والآن يجب أن تتحملوا العواقب."
صمت الجميع للحظة، وكأنهم يحاولون استيعاب كلماتي. لكن تايلر كان مصممًا على الرفض. "لم يكن هجومًا منظمًا. كان خطأً، وسنقوم بمعالجته، لكننا لا نستطيع تقديم تعويضات."
"إذن، ماذا تقترح؟" سألت، بينما كانت مشاعري تتصاعد. "هل ستتركوننا نواجه العواقب وحدنا؟"
نظراتهم كانت مليئة بالاستنكار، وكأنني كنت أثير شيئًا خطيرًا. "لن نسمح بأن نكون ضحايا لمخططات العائلات الأخرى." قال تايلر، وكأن كلماته كانت حادة كحد السيف.
شعرت بأنني أواجه حائطًا من الصخر. "إذاً، ماذا سنفعل؟" كانت تلك الكلمات تتردد في ذهني، بينما كنت أراقب ردود أفعالهم.
"الأمر يتطلب تعاونًا، لكن لا يمكننا أن نوافق على تعويضات في الوقت الحالي." جاء الرد من أحد الشيوخ، بينما كانت كلماته تحمل ثقلًا من العداوة.
"هذا غير مقبول!" كان الغضب يتصاعد في داخلي،" أولائك اللعناء الأوغاد. "
[منظور إيثان سكارليث]
تقدم المغتال حتى أصبح أمامي، وعيناه تتلألأان بشيء من السخرية والشر. في تلك اللحظة، كان كل شيء يتوقف. كنت أشعر بأن أنفاسي تتسارع، بينما رفع سيفه عالياً ليوجه لي الضربة النهائية، وكانت تستهدف قلبي مباشرة.
"لا!" صرخت في داخلي، بينما قمت بصعوبة بصد الضربة بحافة سيفي، لكن القوة كانت أكبر مما توقعت. شعرت بسيفه يتقاطع مع سيفي، لكن الطعنة التي اخترقت بطني كانت قاسية.
ألم شديد اجتاحني، وكأن كل شيء من حولي يتلاشى. "أدركت أنني على حافة الموت." كانت تلك الأفكار تتردد في ذهني، بينما كنت أرى العالم يدور حولي، وكأنني في دوامة من الظلام.
"لا أستطيع أن أتحرك أو أنهض من مكاني." كانت تلك الكلمات تتردد في عقلي، بينما كنت أشعر بالضعف يتسلل إلى جسدي. كانت كل محاولاتي للقتال تتلاشى، وكأنني كنت أواجه قدرًا لا يمكن التغلب عليه.
"لازلت تقاوم؟" سخر المغتال، ضحكته كانت تتردد في أذني كصوت رعد في عاصفة. "هههههههههههههههه، كم أنت مثير للشفقة." كانت كلماته تحمل في طياتها قسوة، وكأنها تعلن عن انتصاره.
شعرت بشيء من اليأس يتسلل إلى قلبي. "لماذا لا يمكنني الهروب من هذا؟" كانت تلك الأفكار تعصف بي، لكنني كنت أعلم أنني في صراع مع الوقت.
كلما حاولت استجماع قواي، كانت آلامي تتزايد، وكأن كل نقطة دم تنزف من جراحي كانت تأخذ مني جزءًا من إرادتي. "لا، لا يمكن أن ينتهي الأمر هكذا!" صرخت في داخلي، لكن الكلمات لم تكن كافية.
"ماذا... ماذا تريد مني؟ لماذا تحاول قتلي؟" كانت الكلمات تتدفق من فمي كصراخ استغاثة، بينما كنت أشعر بالذعر يتصاعد في صدري. "ما الذي فعلته حتى يحصل لي كل هذا؟ هل أرسلتك عائلتي لقتلي؟"
بدا وكأن المغتال أصبح غاضبًا أكثر عند سماعه. عينيه الداكنتين تلألأتا ببرود، وكأن كل ما كنت أفعله لم يكن سوى مزحة بالنسبة له. "هه... نعم، لقد كان توقعي صحيحًا بعد كل شيء."
فجأة، انقضَّ المغتال، ولم يكن لدي الوقت للتفكير. شعرت بسيفه يطعنني في صدري، وكأن الألم قد تجسد في لحظة واحدة. "آه!" صرخت، بينما كان الألم يجتاحني، كما لو أن كل شيء حولي قد تبخر.
"اللعنة على حياتي هذه!" كانت تلك الكلمات تتردد في ذهني، بينما كنت أشعر بالضعف يتسلل إلى جسدي. كنت أشعر بكل نبضة من قلبي، وكأنها تعلن عن النهاية الوشيكة.
لكن المغتال لم يتوقف عند هذا الحد. سحب خنجرًا حادًا من حزامه، وكانت شفرته تتلألأ تحت ضوء الشمس. "هذه هي النهاية، إيثان." قال ببرود، بينما اقترب مني، وعينيه تتألقان بشغف الانتقام.
"لا!" صرخت، لكن صوتي كان ضعيفًا، وكأنني أواجه عواصف من الألم. حاولت أن أتحرك، لكن جسدي كان مثقلًا، وكأن كل جرح يعيقني عن القيام بأي شيء.
في تلك اللحظة، رأيت الخنجر يندفع نحو عيني. "لا!" كانت تلك الكلمة تتردد في ذهني، بينما كانت الأوهام تتلاشى في الظلام.
شعرت بشيء بارد يقترب من وجهي، وكأنني كنت أواجه مصيري. "هل سأفقد كل شيء؟" كانت تلك الأفكار تتراقص في ذهني، بينما كنت أستعد لمواجهة النهاية.
توقفت أفكاري عندما شعرت بشيء حاد يخترق عيني، فاندلعت آلام لا توصف، وكأنني أواجه كابوسًا يتجسد أمامي. "آه..." صرخت بصوت مفعم باليأس، بينما كانت الرؤية تتشوش حولي.
ثم، انبعثت ضحكة مجنونة من المغتال المقنع. "هههه... ههههههههههههههههه!" كان صوته يحمل في طياته بتلات من الجنون، يقطر منها الحقد. "أرسلت لكي أقتلك فقط، لكن لا أعلم لماذا أشعر أن تعذيبك سيكون أفضل."
يتبع....