ملاحظة المؤلف: لقد عدلت على الفصل الأول بشأن التاريخ الذي كتبته سابقًا، 2039، وهذا كان خطأ مني. لذلك عدلته إلى 2639. وشكرًا لتفهمكم.
أستمتعو
...
...
لا تقلق، فأنا ليس لدي الوقت لكي أعذبك يا إيثان سكارليث. سأقتلك سريعًا فقط."
تردد صدى كلماته في أذني كصرخة مفاجئة، بينما شعرت بألم طعنة في عيني اليسرى. كانت تلك اللحظة وكأنها توقفت، والوقت يتجمد وأنا أستسلم للواقع. أغمضت عيني مدركًا أنني سأنتهي هنا، في هذه اللحظة القاتمة.
...
مرت بضع ثوانٍ، ولم يحدث شيء. فتحت عيني، لكن هذه المرة، رأيت بعيناي وكأن عيني اليسرى لم يحدث لها شيء. لم أشعر بأي ألم، وكأنني كنت في حلم. نظرت حولي، واتسعت عيناي. لم أكن في تلك الحديقة، بل كنت في مكان آخر؛ ظلام خفيف يحيط بي، يمكنني الرؤية بصعوبة. كان هذا... يشبه ذلك الكهف الذي رأيته في حلمي.
"إيثان سكارليث."
جاء الصوت من الظلام، وكأن الكلمات نفسها كانت تتسلل عبر الجدران الصخرية. نظرت إلى جانبي، لأرى شخصًا يرتدي قناعًا شيطانيًا، لونه أسود كظلمات الليل. برز منه قرنان، وكان فمه مفتوحًا بطريقة مرعبة، كأنه يستعد لابتلاعي. عينا القناع الشيطانية كانت تتطلع إلي بنظرات ثابتة، وكأنها تحاول قراءة أعماق روحي. جعلني هذا أرتجف من الخوف، بينما كان قلبي يخفق بشدة.
"إيثان سكارليث."
تكرر الصوت، لكن هذه المرة، كان أكثر هيمنة ووضوحًا. شعرت ببرودة تسرى في عروقي، وكأن الخوف قد تسرب إلى أعماق كياني.
"أو المنسي من الظلال."
"ال.. المنسي من الظلال؟" تلعثمت، وكأن الكلمات كانت عالقة في حلقي.
"سيف الشيطان والرؤيا. وأيضًا... لقد كان زارثوس محقًا في النهاية."
كلمات الرجل ذو القناع الشيطاني كانت تتردد في ذهني كأصداء من ماضٍ بعيد. زارثوس؟ لم أكن أعرف من هو، لكن اسمه كان يثير فضولي ويزيد من توتري. كيف عرف هذا الكائن عني، وعن سماتي الغامضة؟
"هممم، أنت تمتلك عيبًا مزعجًا حقًا. التشويه. إنه قاسي عليك."
"كيف... كيف عرف؟ لا أحد يعرف عيبي مطلقًا، لكنه..." تلاشت الكلمات في الهواء، بينما كنت أبحث في عينيه عن إجابة، لكنهما كانتا مليئتين بالغموض.
"المنسي من الظلال، إن قدرك مرعب... مرعب جدًا ولا يمكنك تغييره مطلقًا."
تجمدت في مكاني، وكأن الكلمات كانت صاعقة كهربائية ترددت في أذني. "ما.. معنى هذا؟" همست، محاولًا استيعاب ما قاله.
"سأعطيك نصيحة: لا تحاول تغيير القدر مطلقًا، لأن ذلك سيجعله أسوأ مما هو عليه. في النهاية، الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو القدر."
شعرت بثقل كلماته وكأنها جبال من الرعب تتراكم فوق صدري. من يكون هذا؟ تساءلت في داخلي، بينما كان الرعب يملأ جسدي كالعواصف التي تتجمع في السماء.
"تمتلك أربعة وستين شظية فقط، ولا تزال مستيقظًا. لديك سمات مرعبة، ولكنك لا تدرك ذلك، لأنك لا تزال ضعيفًا... ضعيفًا جدًا."
"حسناً، سأنفذ مهمتي فقط. وسيبقى كل شيء على عاتقك، يا إيثان، أو... المنسي من الظلال."
لم أكن أفهم ماذا يقصد، ولماذا أو كيف أتيت إلى هنا، لكن قبل أن أستطيع التفكير أكثر، سمعت صوت التعويذة يتردد في الأرجاء.
"[لقد حصلت على ذكرى خاتم الظلال.]"
"[لقد حصلت على ذكرى الانتقال الآني.]"
"[لقد حصلت على ذكرى خطوات الظل]"
"ما... ماذا؟" استفسرت بقلق، محاولًا فهم ما يجري.
"حسناً، سوف تذهب الآن إلى مكان مليء بمخلوقات الكابوس. تذكر، أيها المنسي من الظلال، إذا كنت تريد أن تكتشف مدى قوة سماتك أو أسرار هذا العالم، كل ما عليك هو أن تصبح أقوى. كلما أصبحت أقوى، كلما اكتشفت المزيد. فهذا العالم أعمق وأرعب مما تتخيل."
تلك الكلمات كانت كالسلاسل التي ربطتني بمصيري. شعرت بأن لا مفر من هذا، وأنني على حافة تجربة قد تغير كل شيء. لكن الخوف كان يتسلل إلى أعماقي كما يتسرب الضباب في ليلة حالكة.
"مخلوقات الكابوس؟" همست، مع محاولة استيعاب ما ينتظرني. كانت الصورة تتشكل في ذهني: ظلال تتحرك، عيون تتلألأ في الظلام، وصرخات تُسمع في الفضاء الخالي.
"نعم، مخلوقات الكابوس، أعداؤك وخصومك في الوقت الحالي. لكنهم أيضًا معلموك. كل معركة تخوضها ستقربك من فهم قدراتك، من معرفة نفسك الحقيقية."
إذا وداعا أيها الفتى الصغير
مهلا على الأقل أجبني من أنت ولماذا تفعل كل هذا؟ صرخت
على المرء ألا يستعجل في العثور على الإجابات كان هذا أخير شيء سمعته قبل أن أغلق عيناي
...
...
فتحت عيني ببطء، أمام القمر الجميل الذي يبرز نوره في السماء السوداء، ويضيء المكان حولي. كانت الأضواء الفضية تتراقص على أوراق الأشجار، مما أعطى المكان طابعًا سحريًا. بدأت في النهوض بصعوبة، ولم أشعر بأي شيء، لا ألم، ولا حتى صداع.
ألتفت يمينًا ويسارًا لأرى أين كنت، لأجد نفسي في مكان لم أره مطلقًا. كانت الأشجار العملاقة تحيط بي، بأغصانها الكثيفة التي تشبه الأذرع القوية. بدا الأمر وكأنني كنت في غابة حالمة، حيث كانت همسات الرياح تتسلل بين الأوراق.
نظرت إلى سماتي لأتأكد من أنني لست في حلم. ظهرت المعلومات أمامي:
[الاسم: إيثان سكارليث]
[السمات: سيف الشيطان، الرؤيا، ???، خاتم الظلال، الانتقال الآني، خطوات الظل]
[العيوب: التشويه.]
[نقاط الروح: 64/2000]
"هذا حقيقي حقًا!" قلت في نفسي، بينما شعرت بالدهشة تتصاعد في صدري. لقد زودني بثلاث سمات جديدة!
نظرت بفضول إلى السمات الجديدة، وركزت على السمة الأولى:
[السمة: خاتم الظلال]
**[وصف السمة: يستطيع تخزين أي شيء مهما كان حجمه]**
[رتبة السمة: صاعد]
"صاعد؟!" تأوهت. "إنها حقًا سمة قوية. ما مدى قوة ذلك الرجل ذو القناع الشيطاني؟"
لا يهم. ستصبح هذه السمة مفيدة لي في المستقبل. استعددت لاستدعائها، لكن لم تظهر أي شرارات من الضوء كما كانت تفعل السمات السابقة. شعرت بشيء غريب، حيث أصبح الخاتم موضوعًا في يدي اليسرى، تحديدًا في أصبعي الأوسط. كان هذا غير مألوف، لكنني لم أعط الأمر أهمية.
تساءلت: هل هناك شيء مخزن داخله؟ عندما قررت أن ألقي نظرة، رأيت زجاجة واحدة مملوءة بالماء. "ما هذا؟ كيف يمكن لهذا أن يساعدني؟" أستبعدت الذكرى ونظرت إلى السمة الثانية.
[السمة: الانتقال الآني]
**[وصف السمة: تجعل المستخدم قادرًا على التنقل لمسافة عشرة أمتار]**
[رتبة السمة: مبتدئ]
"رائع!" قلت بفرح. "كنت أتمنى أن أستطيع أن أتنقل آنياً، حتى ولو كانت لمسافة عشرة أمتار، فهي لا تزال رائعة."
نظرت إلى السمة الأخيرة بتشوق:
[السمة: خطوات الظل]
[وصف السمة: تزيد من سرعة المستخدم للضعف، ولا تسمع أي من خطواته]
[رتبة السمة: مبتدئ]
"يبدو أنني محظو..." لكن قبل أن أكمل كلامي، شعرت بأن الأرض تهتز تحت قدمي. نظرت إلى مصدر الاهتزاز، وشعرت أن قلبي سيسقط من مكانه.
"انطلقت من بين الظلال حشرة ضخمة."
كانت الحشرة، ذات الأربعة وأربعين رجلًا، تقف أمامي ككابوس حي، بعشرة أمتار من الطول وخمسة من العرض. كان جسدها يتلألأ في ضوء خافت، مما جعلني أشعر برعشة من الخوف.
"اللعنة!" صرخت في داخلي مستعيدًا كلمات ذلك الرجل الغامض. "نسيت أنه سينقلني لمكان مليء بمخلوقات الكابوس!"
بسرعة، استدعيت سيفي الأسود. ظهرت شرارات من العدم، ثم أصبح السيف بيدي. شعرت بثقل المعدن، وبقوة تملأني. الحشرة كانت من المستوى الخامل تقريبًا، مثلما كنت أنا. كنا في نفس الرتبة لكن بأسماء مختلفة.
"اللعنة.. هل يمكن أن أحظى بيوم من الراحة؟" تساءلت، بينما كانت الحشرة تحدق بي بعينيها اللامعتين.
فجأة، انقضت علي بسرعة فائقة. تحركت بخفة، متجنبًا هجومها المباغت. لكن لم يكن هناك وقت للتفكير، بل كان علي أن أتحرك بسرعة.
هاجمتها من الخلف، موجهًا سيفي بكل قوتي. لكن جلدها كان قاسيًا كالحديد، مما جعلني أشعر بألم حاد في يدي. "كيف يمكن أن تكون بهذه القوة؟" تساءلت، بينما تراجعت للخلف بسرعة.
كانت الحشرة تتجه نحوي، أرجلها تتحرك بسرعة، وكأنها رياح عاتية. "اللعنة، كيف يمكن أن تكون سريعة مع حجمها الكبير هذا؟" شعرت بالقلق يتسلل إلى أعماقي.
بصعوبة، تمكنت من تجنب هجومها. استخدمت خطوات الظل، التي تضاعف سرعتي، مما منحني فرصة للهروب. لكن الحشرة لم تكن بعيدة، بل كانت تتبعني بخفة، وكأنها تعرف كل حركاتي.
أنزلقت قدماي قليلاً على الأرض الصخرية بينما كنت أتفادى الهجوم التالي. الحشرة لم تتوقف، اندفعت نحوي بقوة، مخالبها الحادة تحفر في الأرض وتترك أثراً عميقاً خلفها. لم يكن لدي وقت للتفكير، فقط تحركت وفقاً للحدس، مستخدماً خطوات الظل مجدداً للابتعاد عن مسارها.
عندما توقفتُ على مسافة آمنة، شعرتُ بحرقة في رئتي من فرط الجهد. كانت الحشرة تحدق بي بلا عيون، لكنها كانت مدركة تماماً لمكاني. لم يكن الهجوم المباشر مجدياً، فجلدها كان أقسى مما توقعت. إذاً، عليّ البحث عن نقطة ضعف.
راقبتها بعناية، محاولاً تحليل تحركاتها. كانت تعتمد على سرعتها، لكن سرعتها تلك تعني أنها تحتاج إلى ثبات عند الهجوم حتى لا تفقد توازنها. ربما هذه فرصتي.
انتظرت اللحظة المناسبة. لم يستغرق الأمر سوى ثوانٍ قبل أن تنقض مجدداً، هذه المرة كنت مستعداً. بدلاً من المراوغة، انطلقت نحوها مباشرة، متظاهراً أنني سأهاجم من الأمام. وكما توقعت، رفعت الجزء الأمامي من جسدها استعداداً لسحق رأسي، لكنني استخدمت سمة الآنتقال الآني، متلاشياً عند اللحظة الأخيرة، وظهرت تحتها تماماً.
رفعت سيفي الأسود بكلتا يدي، وصببت كل قوتي في ضربة واحدة مستهدفة المفصل بين رأسها وجسدها. ارتطم السيف بقوة، ومعه انطلقت شرارات سوداء. شعرتُ بالضغط المهول، وكأنني أقطع صخرة، لكنني لم أتوقف. صرخت، ضاغطاً أكثر، حتى شعرت أخيراً بشيء ينكسر.
صرخة الحشرة المدوية هزّت المكان، واندفع سائل أسود كثيف من الجرح العميق الذي أحدثته. تراجعت بسرعة، متوقعاً هجومها العشوائي. كانت تتلوى بجنون، جسدها الضخم يضرب الأرض بعنف، مسببة ارتجاجاً هائلاً.
وقفتُ على مسافة، أراقبها وهي تتخبط، أنفاسي متسارعة ويدي ترتجف من قوة الضربة الأخيرة. بعد لحظات، توقفت الحشرة عن الحركة، وساد الصمت.
"[لقد قتلت وحشا خاملا حشرة الأربعة وأربعين رجلا] "
"[لقد قتلت وحشا خاملا حشرة الأربعة وأربعين رجلا] "
"[لقد حصلت على أربع شظايا أضافية] "
أخذتُ نفساً عميقاً، ثم نظرت إلى جثتها الهائلة.
"أخيراً... انتهى الأمر."
يتبع....