كان الهدوء يخيم على مملكة إلباروس، لكن خلف الأسوار العالية والقصور الفاخرة، كانت التوترات تتصاعد بين الممالك والعائلات. رغم أن الشعوب في معظم الممالك تعيش حياة طبيعية وفقًا لقوانينها الخاصة، كانت الحكام والعائلات النبيلة تتحكم في مجرى الأمور بقبضة من حديد. في كل مملكة، كانت الأسرار تُحاك والمؤامرات تُدبر.

في قصر مملكة إلباروس، وقف الملك فاليريوس في شرفته العالية، يراقب الأفق بعيون تفحص كل شيء من حوله. كان الملك معروفًا بحكمته وحنكته، لكن مؤخرًا، بدأت شائعات تتحدث عن ضعف قبضته على العرش. عائلة فاليريوس كانت واحدة من أقوى العائلات في المملكة، لكنها بدأت تواجه تحديات من العائلات الأخرى.

في قاعة العرش، كان الأمير أندريك، ابن فاليريوس الأكبر، يجلس بجانب والده. كان شابًا قوي البنية وذكيًا، لكنه كان يميل إلى استخدام القوة لحل المشاكل. "يجب أن نكون حذرين من عائلة دومينار،" قال الأمير بصوت حاد. "لقد أصبحت تحركاتهم في المناطق الجبلية مريبة للغاية."

عائلة دومينار كانت تسيطر على المناطق الشمالية، وهي مناطق وعرة وغنية بالموارد الطبيعية. قاد هذه العائلة اللورد تورفين، رجل صارم معروف بشجاعته ولكنه كان طموحًا بشكل مقلق. كان قد أرسل مؤخرًا مبعوثين إلى العاصمة، لكن التقارير تشير إلى أنه يعزز قواته في الشمال، ويُعتقد أنه يستعد لتمرد.

"تورفين ليس الأحمق الذي يغامر بجيشه دون سبب واضح،" أجاب الملك فاليريوس بهدوء. "لكن يجب أن نكون مستعدين لأي طارئ."

بينما كان النقاش يحتدم في قصر فاليريوس، كانت المشاكل قد بدأت تظهر في مناطق أخرى. في مملكة سيلفا، التي تسيطر عليها عائلة السيلفانيين، كانت هناك توترات متصاعدة بين الطبقات الحاكمة والشعب. السيلفانيون معروفون بقدرتهم على التحكم في السحر المرتبط بالطبيعة، ويعيشون في وئام مع الغابات القديمة التي تحيط بهم. لكن الملكة أليانا سيلفاني بدأت تشعر بالضغوط المتزايدة من العائلات الأخرى.

"التحالف مع مملكة الأطلس ضروري،" قالت الملكة أليانا وهي تنظر إلى ابنها الأمير إيلاريون، الذي كان يجلس في مقابلها. "إنهم يمتلكون البحار والجبال، وإذا أردنا الحفاظ على قوتنا، يجب أن نضمن ولاءهم."

مملكة الأطلس، بقيادة الملك كاسيوس، كانت تتمتع بموارد طبيعية هائلة. رغم أن شعب الأطلس يعيش حياة هادئة نسبيًا، إلا أن هناك شائعات عن تمرد داخلي يقوده أفراد من عائلة ملوك الأطلس غير راضين عن سياسات الملك كاسيوس، وخاصة فيما يتعلق بتعاونه مع عائلة ميروف التي تسيطر على الطرق التجارية.

في تلك الأثناء، كانت عائلة ميروف، تحت قيادة الملك ثيودور ميروف، تعزز سيطرتها على التجارة البحرية. تُعتبر العائلة الأكثر ثراءً، لكنها في الوقت نفسه تثير غضب العائلات الأخرى بسبب نفوذها المتزايد. كان الأمير نيكولاوس ميروف، ابن الملك، معروفًا بدهائه الاقتصادي والسياسي، لكنه كان يواجه تحديات خطيرة من أمراء البحر المنافسين.

في اجتماع مغلق، كان نيكولاوس يناقش مع والده التوترات المتصاعدة. "الملك كاسيوس بدأ يشعر بالقلق من تمددنا،" قال نيكولاوس، وهو ينظر إلى الخرائط المنتشرة على الطاولة. "إذا استمرت هذه التوترات، قد نجد أنفسنا في مواجهة مفتوحة معه."

ثيودور ابتسم بسخرية. "الأطلس لن يتحمل صراعًا اقتصاديًا معنا. علينا أن نكون مستعدين لدفعهم إلى الزاوية."

في ظل هذه التحركات السياسية، كانت هناك أنباء عن نشاط متزايد في أراضي عائلة الحيلة. سيرجيوس، قائدهم الغامض، بدأ يظهر في العلن، ويقال إنه يسعى للحصول على أسرار من العائلات الأخرى لتعزيز نفوذ عائلته. لكن أهدافه الحقيقية لا تزال غامضة.

وفي هذا السياق المعقد، بدأت العائلات تخطط للمستقبل. كل عائلة كانت تسعى لتعزيز قوتها، سواءً من خلال التحالفات أو الصراعات. كان الملوك وأبناؤهم يتلاعبون بالخيوط وراء الكواليس، يضعون استراتيجياتهم بعناية.

رغم أن الشعوب في الممالك تعيش حياتها اليومية بشكل عادي، إلا أن الصراعات الداخلية كانت تغلي تحت السطح. وبينما كان القادة يناقشون خططهم، كان خطر الحرب يتصاعد، ومعه مستقبل الممالك بأسرها أصبح على المحك.

2024/10/20 · 15 مشاهدة · 557 كلمة
SKELZ_evil
نادي الروايات - 2025