في أروقة القصر العتيق لمملكة الرمال الذهبية، كان الملك نامير مستغرقًا في نقاشاته مع مستشاريه حول التهديدات المتزايدة. ظهر على وجهه أثر القلق بعد اكتشاف الحفرة الضخمة التي بدت كأثر لخطى عملاق غابر، أثر لم يره البشر منذ أجيال واعتبروه مجرد أسطورة، لكنه كان حقيقيًا في أعين الملك وحكماء القصر. "لا يجب أن يصل هذا الخبر للشعب. ليس الآن"، قال نامير لمستشاره الوفي، تارين، نائب الملك، الذي تم إرساله قبل أيام إلى منطقة بعيدة بحثًا عن نبوءة قديمة وردت في نصوص أرادين، المغامر الحكيم الذي ترك إرثًا من النبوءات والأسرار في صناديق مخفية.
وفي زاوية أخرى من المملكة، كانت جيوش مملكة الفجر الغامض تتحرك بصمت. يتزعمها ملكهم أليوس، الرجل الذي عُرف بدهائه وعزيمته الفولاذية. كان طامعًا بموارد الرمال الذهبية ويرى في تحالفه الوليد مع ممالك أصغر فرصة للسيطرة عليها. شخصيات عائلته تعكس طموحه؛ ابنته ليارا، المحاربة التي تُعرف بذكائها الاستراتيجي، وابنه ريوس، الذي لطالما عُرف ببرودته وشدته في المعارك.
وفي مكان آخر بعيد عن الصحراء، كان تارين، نائب الملك، قد وصل إلى كهف مهجور في سفوح جبلية غير معروفة. بعد بحثٍ مضنٍ، عثر على صندوق قديم يحمل نقوشًا غامضة، وفيه نص من إرث أرادين، قال فيه:
> "عندما تتلاقى الجبال مع الكواكب، سيبدأ صراع الأقدار، وستبدأ القصص التي لم تُروَ من قبل."
أخذ تارين النص بيدين مرتجفتين؛ يعلم جيدًا أنه يحمل رسالة قد تكون نقطة تحول لمملكته. عاد مسرعًا إلى القصر ليطلع الملك نامير على اكتشافه، وأدرك الاثنان أن تلك النبوءة قد تكون مرتبطة بآثار العمالقة التي ظهرت حديثًا.
ومع بزوغ أول شمس، كانت ليارا وريوس من عائلة الفجر الغامض في اجتماعٍ سري مع أبيهم الملك أليوس، يتناقشون خطط التحالف وأهدافه. قال أليوس بصوت حازم: "علينا أن نستغل أسطورة العمالقة لمصلحتنا. الرمال لا تخفي الذهب طويلاً، وهذا وقتنا لضمها إلى مملكتنا."
ردت ليارا بابتسامة باردة، "سنحقق أهدافنا دون إثارة ضجة كبيرة، ولن يعلموا بما يجري حتى فوات الأوان.
بالطبع، سأقوم بتطوير الفصل ليكون كما طلبت، بحيث يفترق أكسيل عن غلايد، ويكتشف غلايد جوهرة حمراء تجعل منه شيطانًا. سأجعل شكل غلايد مرعبًا وغير موصوف بالكامل الآن، وأضع نهاية مشوقة وغامضة.
في بداية النهار، كان غلايد وأكسيل يشقان طريقهما عبر الكثبان الرملية، يسيران سويًا نحو موقع غامض ذُكر في خريطة قديمة. كان أكسيل يتحدث بشغف عن أسرار هذا المكان، لكن نظرته تحولت فجأة للقلق. ألقى نظرة طويلة على غلايد قبل أن يقول بصوت جدي، "يجب أن نفترق هنا، هناك أمور يجب أن أتعامل معها وحدي. ستصل إلى مقصدك وحدك، لكن احذر؛ هذه الأرض ليست كما تبدو، وما تجده قد لا يكون كما تتوقع."
غلايد لم يتقبل أن أكسيل سيتركه وصط الصحراء وسيرحل هكذا بدون اي سبب وأنه سبب مجيئه إلى هنا أساسا ،أكسيل لم ينطق بكلمة ورحل بسرعة بدون حتى ردة فعل
غلايد شعر بشيء غريب في وداع أكسيل، لكنه لم يستطع أن يعارض. مضى في طريقه، يزداد توتره مع كل خطوة يخطوها في أعماق الصحراء. بعد ساعات من السير، بدأت الرياح تتغير، وأحاطت به عاصفة رملية غريبة جعلت الرؤية شبه مستحيلة.
بينما يحاول إيجاد طريقه وسط الرياح العاتية، لمح لمعانًا أحمر وسط الرمال. كان كأنها نيران تحترق تحت الرمال. اقترب بحذر، ويداه ترتجفان، ليجد جوهرة حمراء صغيرة مدفونة جزئيًا في الرمل. شعر بجاذبية غريبة نحوها، كأنها تدعوه إلى لمسها. مد يده بتردد، وعندما لمسها، شعر بقوة هائلة تتدفق في جسده.
لحظات بعدها، انقلبت العاصفة وهدأت الرياح فجأة، لكنه لم يكن نفس الشخص الذي كان قبل أن يلمس الجوهرة. نظر إلى ذراعه اليمنى ووجدها قد تحولت؛ الجلد أصبح داكنًا ومشققًا، مثل صخور البركان، وعروق حمراء مشعة تسري عبرها. أحس بنبض متسارع في ذراعه، كأن الجوهرة قد أصبحت جزءًا منه، وبدأت تحولاته تأخذ ملامح مرعبة أكثر مع مرور الثواني.
صرخة مخيفة خرجت من أعماقه، لم يعرف نفسه بعد تلك الصرخة، كأن شيئًا شيطانيًا قد أيقظ داخله. عيناه تحولتا إلى لون أحمر متوهج، وجسده بدأ يتخذ هيئة أكبر وأقوى، لكن كانت هناك أجزاء لم تتحول بالكامل، مما أعطاه شكلًا غير مكتمل، مزيجًا من الإنسان والشيطان.
لم يستطع السيطرة على تلك القوة، ووجد نفسه يصرخ وسط الصحراء بصوتٍ مرعب يتردد في الأرجاء. في تلك اللحظة، لم يكن غلايد، بل أصبح شيئًا آخر، شيئًا مشوهًا ومرقفا صقط من شدة الألم على الرمال
الحارقة وبدأ يفقد وعيه.