عاد باهر لمنزله أخيرا, فقابل والديه وقبل يديهما.
قال عبدالله كاذبا: "ما أخبار تقنية [قبضة الشبل]؟ "
ابتسم باهر وقال: "لقد أكملت منها 80% بالفعل! " كان باهر لا يعلم بأن كل من والده وسيف كانا يراقبانه, لذا قال كل ما يدور بخلده.
قال عبدالله مدعيا: "هذا مدهش, ولا حتى تشاو قد فعلها! " فبالفعل, سيف أتقن التقنية كاملة بشهر ونصف, لكن يبدو أن باهر سيتقنها في شهر فقط!
قال باهر: "ماذا عن جدي؟ " سعيد هو الذي علم كل من سيف وعبدالله هذه التقنية لذا بطبيعة الحال يجب أن يكون قد وصل لمستوى خارق بها!
قال عبدالله وهو يتذكر: "جدك عندما علمنا هذه التقنية كان قد أتقن [قبضة الشبل] " قاطع حديثهما صوت عذب للغاية يقول "العشاء جاهز! "
ابتسم عبدالله وقال لابنه: "حسنا, لنتناول ثم نكمل حديثنا " لم يعجبه باهر هذا القرار, لكن سرعان ما تذكر جوعه الشديد, لذلك ذهب وسبق والده بالفعل.
كانت شيماء جميلة على الرغم من أنها في بدايات الثلاثينات, وكانت قد قصت المحيط الذي يقبع خلف ظهرها.
ابتسمت شيماء وقالت: "كيف يمضي تدريبك يا باهر؟ "
قال باهر: "أنه يسير على قدم وساق, حتما سأجعل العشيرة تعترف بي! "
قالت شيماء: "هوه, هوه, ابني الصغير لديه أحلام كبيرة! " ومن ثم فركت شعره.
جلست العائلة كلهم على الطاولة وبدأوا بالأكل.
قال باهر: "أبي, إلى أي مرحلة وصل عمي سيف في إتقان تلك التقنية؟ "
فكر عبدالله قليلا قبل أن يقول: "لا أدري, لكن الذي أعلمه أنه بالفعل قد أتقن 30% [قبضة الأسد] بالكامل! "
قالت شيماء وهي مستغربة: "ما التقنية التي تتحدثون عنها؟ " كانت كلمات باهر وعبدالله مبهمة, لذا أرادت فهم ما يدور هنا حتى تشاركهم في الحديث.
قال عبدالله: "آه, نحن نتحدث عن تقنية {قبضة الملك الأسد} التي علمها أبي لي ولسيف! "
قالت شيماء بتفاجئ: "آه! تلك التقنية القوية ذات المستوى الثالث! " حتى شيماء كانت تعلم بعدة أشياء عن هذه التقنية القوية!
قال عبدالله بفخر: "لقد علمت باهر [قبضة الشبل] قبل ثلاثة أسابيع وهو الآن قد أتقن 80% منها! أليس هذا مذهل؟ حتى تشاو لم يستطع فعلها! " كل كلمة من كلمات عبدالله لم تخلو من الفرح والفخر, وكأن هذا إنجازه وليس إنجاز لابنه, وهذا ما جعل باهر يشعر بالخجل.
فبالفعل, تقنيات المستوى الثالث قليلة للغاية في عشيرة الرعد القرمزي, لا حتى في المدينة القرمزية تقنيات المستوى الثالث لا تتجاوز الـ100 تقنية!
فما بالك بعشيرة مثل عشيرة الرعد القرمزي, فهي ليس لديها سوى 10 تقنيات كحد أقصى من تقنيات المستوى الثالث!
فور سماع شيماء لكلام عبدالله تغير وجهها وكأنها ترى وحشا أمامها, لكن سرعان ما تغير هذا التعبير لتعبير الفرح, بحيث أن عينيها لمعت في الحال.
لو سمع أعضاء العشيرة بهذا الكلام لما صدقوه, ابن القمامة, القمامة المبجل باهر سيفعل شيء بمثل هذه الموهبة؟! من قال هذا الخبر سيكون بلا شك مجنون!
على الرغم من أن تقنية [قبضة الشبل] هي تقنية بالمستوى الأول, لكنها في النهاية جزء من تقنية بالمستوى الثالث!
قالت شيماء بفرح: "كما هو متوقع من ابننا! " لقد انكمش باهر بالفعل من الخجل!
هل كان الأمر بهذه الصعوبة؟ كل ما عليه هو عمل عدة تمارين فحسب, لم يكن بتلك الجلبة, هذا ما كان يفكر به باهر.
ففي نظر باهر, هذا أمر لا يستحق كل هذا الفرح والفخر وهذه الجلبة.
حدقت شيماء في باهر قليلا, ثم قالت: "ألا ترى أن هنالك تغير في باهر؟ "
قال عبدالله باستغراب: "لا, لماذا؟ ربما قد يكون بسبب إتقانه بـ80% لـ[قبضة الشبل]؟ " هو لم يلحظ أدنى تغير لباهر, عدى بروز عضلات جسمه.
قالت شيماء بعدما حدقت أكثر في باهر: "أظن بأن هذا التغير في قوة روحه, أنت لم تدرك القوة الروحية لذا لا أظن بأنك ستشعر بهذا التغير " كانت شيماء أساس روحها متين, فهي أدركت القوة الروحية بالمستوى الثامن من النطاق البدني مثل سعيد.
نظر عبدالله فيها قليلا قبل أن يقول: "هذا يجرح بالفعل! " فعندما قالت شيماء لعبدالله بأنه لم يدرك القوة الروحية, كانت وكأنها قالت بأنه ضعيف!
ربتت شيماء على عبدالله وقالت: "آسفة, لم أقصد ذلك " تلى كلامها ابتسامة جميلة جدا! وهذا ما هدأ عبدالله.
قالت شيماء: "على العموم, أن لن أعرف تغير باهر إطلاقا, على الأقل حتى بلوغي لنطاق الروح! " هي بالفعل قررت العودة لمجدها وقوتها!
قال عبدالله بفرح: "وأخيرا ستعودين للتدريب! " أجابته شيماء على الفور: "نعم, لكن هذه المرة سيكون التدريب أصعب منذ قبل! "
قال عبدالله: "ماذا تقصدين؟ " قالت شيماء وهي تبتسم ابتسامة جهنمية: "لأن عليا تدريب قمامة هنا! " هي لم تكترث بجرح مشاعر عبدالله وقالته أمامه على الفور!
لم يتأثر عبدالله إطلاقا فوقف وضرب الطاولة بكفه وقال: "بالتأكيد, سأريك ما يمكن للزوج فعله! " هو سابقا كان يمزح لكنه الآن بكامل جديته, فقالت شيماء: "هذه هي الروح! "
قال باهر بتردد بعدما جلس عبدالله على كرسيه: "أمي, سابقا أنتِ قلتي بأنك لاحظتي تغيرا في قوة روحي..." ثم أكمل بصوتا مرتفع: "هل هذا يعني أن لدي قوة روح؟! "
ضحكت شيماء قبل أن تقول: "الجميع عندما يولدوا يكون لديهم قوة روح, لكن لكي تدركها يجب أن تكون بالمستوى التاسع من النطاق البدني! " تلت كلام شيماء خيبة أمل ظاهرة على وجهه.
ضحك عبدالله وربت على كتف باهر وقال: "لا بأس يا بني! أنا أؤمن بأنك ستدرك القوة الروحية بالمستوى الثامن بحيث أنه سيكون لك أساس روح متين مثل أمك وجدك! "
قال باهر بعدما تنهد: "لكن كم سأستغرق لكي أصل لهذا المستوى؟ "
قال عبدالله بينما وضع يده في ذقنه: "همم, شيماء وصلت لهذا المستوى في هذا العمر المتأخر لأنها كانت تعتني بك وقبل ذلك غادرت القرية معي لذا لم تتدرب بما فيه الكفاية, وإلا لكانت الآن الأقوى في العشيرة, لذا إذا كانت موهبتك مثلها فإن هذا يعني..."
الأقوى في العشيرة! أمه كانت ستصبح الأقوى! ليس كانت, فلآن ستعود لتدريبها, ليس سوى وقت بسيط لكي تحقق كلام والده!
قالت شيماء بخجل: "أنت تبالغ في حقي, كما أن باهر حتما سيصبح موهوبا أكثر مني! "
قال باهر بثقة: "نعم! "
* * *
في اليوم التالي.
قال باهر بداخله: "هل ربما أن تلك الحبة أدت مفعولها وزادت من متانة أساس روحي لذلك شعرت أمي في تغيير في قوة روحي؟ "
تخلص باهر من هذه الأفكار وبدأ تدريبه كالمعتاد.
وأخيرا وقف أمام صخرة ضخمة, أرجع قبضته وقال بينما الهالة الحمراء تحيط بذراعه "قبضة الشبل" في تلك اللحظة شعر باهر بقوة فائضة بيده.
بوووم!!!
تحطمت الصخرة تماما وتناثرت في كل مكان!
قال باهر بداخله بينما ينظر لقبضته: "هـ-هذا مستحيل! لقد أتقنت تقنية [قبضة الشبل]! "
نظر باهر ناحية البحيرة وقال بداخله: "هل هذا بسبب تلك الحبة؟ "
كان فكي عبدالله وسيف اللذان كانا يراقبان باهر من بعيد يسقط, فليس هو أتقن التقنية بليلة وضحاها, لكن هذه القوة لن تخرج سوى من شخص استخدم كامل قوة الضربة في العديد من المرات, لكن باهر لم يستخدمها سوى مرة واحدة!
فجأة نظر باهر ناحيتهم وقال: "من هناك! " من الصدمة قللوا من دفاعهم, لكن ليس لدرجة أن شخص بالمستوى الأول من النطاق البدني يستطيع إيجادهم!
خرج عبدالله وسيف, فقال باهر بدهشة: "أبي, وأيضا عمي سيف! " لقد كان مندهشا بالفعل, فماذا يفعلان هؤلاء هنا؟
قال عبدالله: "آسف, لقد كنت قلقا من كلام أمك البارحة لذا أتيت للاطمئنان عليك واستدعيت عمك بما أنه في نطاق الروح " بالطبع كان عبدالله يكذب فهو يراقبه بشكل شبه يومي, ومع ذلك هذا يعتبر سرعة بديهة رائعة!
وبما أن كان عبدالله يكذب, فإن سيف لم يفقه شيئا, فهمس لعبدالله: " ماذا تقصد؟ "
قال عبدالله بصوت خافت: "تقول شيماء بأنها رأت تغيرا في قوة روحه "
حدق سيف في باهر ثم قال: "في الحقيقة, لا أرى أي تغير في قوة روحك, ربما لأن أساس روح أمك أمتن من أساس روحي. قبل مغادرتك يجب عليك مقابلة أبي! "
لقد كان باهر شاكا بكذبة أبيه, لو أتى حقا لكي يتفحصه عمه سيف, لقابلاه على الفور بدلا من الاختباء. لكن هذا لا يهم.
فقال عبدالله مغيرا للموضوع: "لكن هذا حقا مذهل, لقد أتقنت [قبضة الشبل] كاملة, ففي البارحة كنت قد أتقنت 80% منها, ولكن في يوم واحد..."
كلام والده يزيد الطين بلة, فلقد شك باهر أكثر في والده, فمن المفترض أن يقول ( ففي البارحة قلت بأنك أتقنت 80% منها ), لكن بدل من ذلك قال (ففي البارحة كنت قد أتقنت 80% منها ), مما جعله وكأنه رآه أمس. لكن هذا لا يهم.
تأليف : الإمبراطور