إييوليان بوف

في العامين الماضيين لطالما سألت نفسي ما الذي حدت لنا، لقد كنت أنا و نوي، حسنا كنا معا، كنا صادقين، كنا حقيقين.

الحقيقة هي أنا أعرف ما الذي حدث، لكن لم أعرف كيف أتصرف، في الجهة المقابل نوي حاول أن يحافظ على ما كان لدينا و ما شاركناه، لكنه في النهاية أصبح بعيدا، أقنعت نفسي أن هذا فقط وضع مؤقت، سيأتي وقته و سنكون معا مجددا، لكن مع مرور الأيام، ما تمنيته لم يحدت.

تجاوز نوي بالفعل السادسة عشر بوقت طويل، و فقدت كل الأمل في أن نستعيد ما كان لدينا، لم يكن هناك أي شيء بإمكاني فعله، حاولت أن أعطيه بعض المساحة الشخصية، لقد فعلت، لكن هل كان هذا هو الخيار الصحيح، ما الذي كان بإمكاني أن أفعله بشكل مختلف.

في النهاية قبل نوي مصيره و إستمر في حياته، مع أن العلاقة بيننا لم تعد كما كانت من قبل، أصبحنا نتحدت نادرا و فقط بكلمات سطحية، لم يكن هناك شيء أستطيع فعله، لذلك تركت بذلك الشعور، هل هو الندم أنني لم أفعل الأشياء بشكل مختلف، أم الوحدة لأننا سوف نذهب في طرقنا المنفصلة، إنه يؤلم بشدة، إنه لا يطاق، لم أعرف أن قلبي يمكن أن يؤلم لهذه الدرجة.

إن كان الأمر مؤلم بهذه الدرجة بالنسبة لي، إلى أي مدى يشعر نوي بالألم، و حقيقة أنه يمكنه أن يتجاوز ذلك و يتابع حياته، لم أستطع إلا أن أعجب به، ما الذي كنت سوف أفعله لو كنت مكانه.

و لكن و مع ذلك شعرت أنه تم التخلي عني، رؤيته يبتسم مجددا، يلعب مع أخته الصغيرة، يقضي الوقت مع عائلته، كان يجب أن أكون سعيدة من أجله، لكني لم أكن، هل تخلى عني نوي؟، هل هذه هي النهاية بيننا؟، إن ما حدت لم يكن خطئي، لم يجب أن أعاني من هذا الألم؟، لما سيتم التخلي عني؟،

لقد أردت أن أكرهه لكني لم أجد أي من ذلك في قلبي، لقد قضيت ليالي طويل أفكر، ظانة أن نوي تخلى عني و تابع حياته. لذلك أخدت قرارا بيني و بين نفسي أن أتابع حياتي، هو من تخلي ليس العكس، ليس هناك سبب لأعذب نفسي على شيء ليست لدي سيطرة عليه.

أجل هذا ما ظننته قبل أن أراه اليوم، رؤيته يعاني لدرجة أنه لا يستطيع حتى التنفس، أردت أن أبكي، لم أعرف ما الذي أفعله. قبل اليوم كنت أظن أنني قوية يمكنني أن أواجه أي شيء يأتي في طريقي، لكن رؤيته يعاني وحيدا بالكاد كنت قادرة على الوقوف، أردت أن أختفي.

إن لم يكن هذا كافيا، ما يضيف إلى الصدمة هي تصرفات نوي الموالية.

في العامين الماضيين سألت نفسي ما الذي حدت لنا، و لأول مرة منذ سنتين تغير هذا السؤال.

'ما الذي يحدت؟'

أولا طلبت مني السيدة أيلين أن أذهب إلى غرفة نوي لأتحقق منه، لا، لا يجب أن أبدأ من البداية.

حسنا، ساعدت نوي على الوصول إلى سريره و أجلسته، لقد كان خفيفا بشكل مفاجأ، بعدها دعمت رأسه كيلا يفقد توازنه، إلى الأن كل شيء جيد، لا شيء غريب،لكن ما حدت بعدعا تركني مرتبكة. لقد أراح رأسه على بطني كان هذا أقرب تفاعل جسدي يحدت بيننا لمدة عامين، جعلني أشعر بالغرابة، لأن أخر مرة عانقت فيها نوي أو إتكأت عليه أو أمسكت يديه، كان منذ وقت طويل، كنا لا نزال أطفال، الأن كلانا يعتبر كبيرا كفاية ليتخد قراراته الخاصة، معظم العوام يتزوجون في هذا العمر و أقل حتى، لكن لم أفكر في الأمر كتيرا،

حسنا لقد كان على شفى الإنهيار قبل لحظات فقط، لذلك تعاملت مع الأمر متل البالغين، في اللحظة الذي إستعاد القليل من توازنه إبتعدت بقدر ما أستطيع، لم أعرف ماذا يمكنني أن أفعل، و في المقابل هو بدا أنه يقدر لفتتي و كأنني قدمت له خدمة بعدم لمسه.

أو هذا ما ظننته.

ما فعله بعدها شعلني أشعر بالضياع، عقلي أصبح فارغا.

لقد بدأ بفحص جسدي و وجهي بنظراته الهادئة، وكأنه يراني للمرة الأولى، بدأ من عنقي، كتفي، خصري، صدري، و أرجلي و أفخاضي. حتى أنه وقف ليحصل على نظرة جيدة، أنا إستطعت أن أحس بنظراته بسبب حواسي المتطورة، لكن يبدوا أنه لم يحاول حتى إخفاء نظراته، أنا عادة أحصل على هذه النظرات من الأشخاص الأخرين لكن منه، أنا لم أتوقع ذلك بالمرة،

لكن مجددا أخر مرة خضنا فيها محادتة لائقة كان ذلك منذ وقت طويل، كلانا كبر الأن، و كلانا تغير كتيرا، هذا ما فكرت فيه لكن ما قاله تاليا جعلني أهدء، أجل شعرت بالهدوء لأنني لم أعرف كيف أتصرف، 'ما الذي يعنيه بقول لقد كبرت بشكل جيد' ،

هل كان يقول هذا لي، هذا غير محتمل، هل قال أفكاره بصوت عال، هل هذه هي أفكاره، أجل لقد كبرت، لكن بشكل جيد، هذا يمكن أن يعني الكتير من الأشياء، لكن الأفكار التي كانت تدور في رأسي لم تكن نقية بالخصوص، في النهاية إنهى بي الأمر بالوقوف هناك فقط و عدم فعل شيء أو قول شيء، ما جاء إلى عقلي وقتها جعلني أبتلع أي شيء كنت سوف أقوله أو أفعله.

في النهاية إنتهى بي الأمر بإنهاء المحادتة و الرحيل بأسرع فرصة ممكنة، مع أنه كان يتفقد ظهري و مؤخرتي في طريقي إلى باب غرفته، تظاهرت بعدم الملاحظة.

لكنه فجأة قرر أنه لن يسمح لي بالرحيل بسهولة. في تلك اللحظة عرفت ما هي المشاعر التي كانت لدي طوال هذين السنتين، لم تكن فقط مشاعر ندم أو وحدة، بل ما طغى عليهم كانت مشاعر الغضب،

في تلك اللحظة التي ناداني فيها لأول مرة بإييو' منذ سنتين، أحسست بغضب يهدد بأكل كياني بالكامل، لم أكن غاضبة من نفسي فقط، كنت غاضبة منه ، لأنه تخلى عني، لأنه تخلى عن كل شيء كان لدينا معا و ما كان يمكن أن يكون لدينا الأن، كان بإمكاننا أن نكون بجانب بعضنا البعض، نساند بعضنا البعض، لم يكن عليه أن يرميني جانبا لأنه أحس بالنقص تجاهي،

ما أغضبني أكتر هو أنه أحس بهذه الطريقة، هل ظن أنني سوف أتخلى عنه، لقد وتقت به بشكل كامل، لما لم يتق بي أيضا، هل الذكريات التي شاركناها تعني القليل بالنسبة له، و للمرة الثانية في يوم واحد أردت أن أبكي و أخرج كل هذه المشاعر من قلبي إلى وجهه. لكن ما قالها بعدها أعادني إلى مشاعر الإرتباك، لقد سألني إن كنت سوف أفعل شيءا اليوم، بالطبع أجبت بلا، لم يكن لدي تدريب اليوم، لن أخرج للتسوق مع السيدة أيلين، كنت سأبقى في غرفتي فقط في أحسن الأحوال.

لقد أحسست بالتعب بالفعل، هذا كتير ليوم واحد، لكن يبدو أنه مليء بالنشاط بالنسبة لشخص كان على شفى الإنهيار، أعطاني إبتسامة واسعة، و ما أضافه لم يكن عقلي مستعد لسماعه، لقد سألني أن أخرج معه، أنا أعرف أنه لم يقصد أن نخرج في موعد لكنه سألني أن أقضي معه اليوم بما أنه ليس لدي أي خطط،

كان عقلي مشغولا بتحليل طلبه، لذلك جسدي أجاب بالموافقة بدلا مني، ربما هذا عذر فقط لرغبتي في قضاء بعض الوقت معه، ألم يجب أن أكون أكتر غضبا، لقد تجاهلني لسنتين ليسألني الأن أن اخرج معه، في النهاية إنتهى بي الأمر بالموافقة، ليس لأنني أريد أن اعرف ما غرضه من هذا، أنا فقط أردت أن نقضي بعض الوقت معا و نتحدت إن كان ممكنا، لا أعلم ما الذي أتمناه أن يحدت في نهاية اليوم، لا يمكن أن تسوء الأمور أكتر مما هي عليه، أو هذا ما أظنه فقط.

لا أريد حتى التحدت عن الإبتسامات التي أعطاها لي في هذا اليوم، كان أكتر مما يمكن أن أتحمله ليوم واحد، و أكتر ما حصلت عليه في عامين. أنا أتذكر كيف إعتدنا أن نضحك، هل يتذكر أيضا، حاولت أن أرد عليه مرة بإبتسامة، لكن شعرت بالغرابة بداخل نفسي، و كأنني غير قادرة على الضحك، هل أنا تغيرت إلى هذا الحد؟.

لقد قال أيضا أنني جميلة عند طاولة الإفطار، عندما كنا أطفال كان دائما يقول أنني أجمل فتاة رأتها عيناه، كان يجعلني أضحك، كنت أيضا أصفه بالوسيم، و هذه حقيقة، ما زلت أظن ذلك إلى يومنا هذا، إن عيناه عالم لوحدهما.

لكن هذه المرة بدا الأمر مختلف عما إعتدنا عليه كأطفال، بدا و كأنه يراني ليس كطفلة بل كإمرأة. أنا أحب أن أتلقى المديح من الأشخاص الذين أحبهم، يجعلني ذلك أشعر بالسعادة، لكن منه الكتير من السعادة. لم أعرف كيف أستجيب لذلك لم أقل أي شيء، أردت أن أقول أنه يبدوا وسيما أيضا لكن أحسست بالإحراج من الفكرة فقط، هو أيضا لم يبدوا أنه لم يتوقع إجابة لحسن حظي.

إعتدت على التعامل مع المشاعر بشكل جيد، لكن يبدوا أنني تغيرت. أن تشعر، إنه أمر مرهق بشدة، و الأن لدي يوم كامل من المشاعر المختلفة التي يجب علي معالجتها.

أطلقت تنهدا و عادت حواسي إلى الواقع، لقد كنت أجلس الأن في الحديقة الأمامية للمنزل، أنظر بإتجاه البوابة الأمامية في إنتظار ظهور نوي، لم أستطع أن أمنع نفسي من الشعور بهذا التضارب في مشاعري.

أدرت رأسي تجاه الباب الذي يفتح ببطأ، الترقب في داخلي وصل إلى مستويات قياسية.

بعد فترة من الوقت، خرج نوي من الباب الأمامي للمنزل،

في تلك اللحظة كل مشاعر الشك و عدم اليقين إختفت متل الدخان في ليلة ممطرة.

الشيء الوحيد الذي بقي كان هو.

2024/06/26 · 15 مشاهدة · 1405 كلمة
Loreem
نادي الروايات - 2025