فور فتحي لعيناي، أطلقت تنهدا هادئا،

أنا شخص أملك عادة التنهد، لم أعلم متى بدأ هذا الأمر بالتحديد، لأنه لا يمكنني تذكر بدايته، لكن لا أظن أن هذا أمر سيء بالضرورة، يتنهد الناس لأسباب مختلفة، قد يكون ذلك بسبب الإرهاق، الضجر، القلق، أو الاسترخاء. التنهد هو طريقة لتخفيف الضغط العاطفي أو التعب الذهني.

و في حالتي أنا تنهدت لتخفيف الضغط العقلي الناجم عن التفكير الزائد، و لكن هناك أوقات يكون فيها التنهد غير كاف لتخفيف الضغط العقلي لدى الفرد، متل هذه الحالة.

كنت أحدت في سقف غرفتي لفترة الأن دون إعتبار لمرور الوقت، عادة كنت سأشعر بالملل بحلول الأن من سقف غرفتي الخشبي المزخرف، لم يحدت هذا ببساطة لأنني لم أكن أركز عليه، كان عقلي يجري نقاشا مع نفسه حول سبب فتحي لعيني.

خياري لفتح عيني هو خيار إتخدته بناء على الضرورة، سيجادل البعض أن ذلك لم يكن خيار بل إجبار، أصحاب هذه الأراء ليس لديهم أراء تحترم.

قد يبدو كلامي عشوائي لكنه ليس كذلك، هناك معنى أعمق،

سأشرح،

أعظم قدرة يمتلكها عقلنا هي القدرة على التعامل مع الألم. هناك العديد من الطرق التي يتعامل بها عقلنا مع الألم، بعضها مألوف للجميع، وبعضها ليس كذلك، أحد أكتر الطرق شيوعًا هي النوم. النوم يقدم لنا مهربا من العالم وكل ألمه وعذابه. النوم يميز مرور الوقت ويمنحنا مسافة عن الأشياء التي تؤلمنا. عندما يصاب شخص بجرح خطير غالبًا ما يفقد الوعي، أو بالمثل عندما يسمع شخص خبرًا سيئًا غالبًا ما يغمى عليه أو يفقد الوعي، وهذه هي طريق العقل لحماية نفسه من خلال النوم.

هذا أحد أسباب حبي للنوم، الجانب السيء بشأنه هو أنه لا يدوم أطول قليلا، أنا لا أحب أيضا الوقت قبل و بعد النوم، لأنه في هذه الأوقات بالتحديد يختار عقلي أنه الوقت المناسب للقيام بمناقشة حول كل ما يسبب لي العذاب و الألم، بغض النظر عن كل هذا، مازال النوم هو النشاط المفضل لدي.

تانيا هي النسيان، النسيان هي أحد الطرق الفعالة التي يستخدمها عقلنا للتعامل مع الألم، لأنه بعض الجروح عميقة جدًا بحيت لا يمكن شفاؤها، أو عميقة جدًا للشفاء بسرعة، بالإضافة إلى أن العديد من الذكريات مؤلمة ببساطة ولا يوجد شفاء يمكن القيام به في مواقف كهذه. قول "الزمن يشفي جميع الجروح" غير صحيح، الزمن يشفي معظم الجروح.

لا يوجد الكتير لأقوله بشأن هذا، مع أنه يعمل من وقت لأخر، لكن في النهاية كل الذكريات تعود، وتعود أقوى، لأنه كلما طالت المدة التي لا تتعامل فيها مع هذه الذكريات المؤلمة، ستزيد فقط ألمك مع مرور الوقت، مع أن لهذه الطريقة عيوب أكتر من الفوائد، لكن مازالت تقضي الغرض عند الحاجة.

تالتا هو التشتت، استخدام التشتت كآلية لتحويل إنتباهنا بعيدا عن للألم قد يشمل الانخراط في أنشطة تحول انتباهنا بعيدًا عن مصدر الألم أو الانزعاج. أحد الطرق الفعّالة هي الانغماس في الهوايات أو الاهتمامات التي تجذب اهتمامنا بعيدا وتوفر هروبًا مؤقتًا من الأفكار والعواطف السلبية. عندما نكون في حالة ألم، إيجاد طرق لتشتيت أنفسنا يمكن أن يكون منقذًا للحياة، فهو مثل الانغماس في شيء يجذب انتباهنا ويساعدنا على نسيان الألم لفترة من الوقت.

لهذه الطريقة أيضا عيوبها، لكنها الطريقة التي أستخدمها طوال الوقت، عندما أكون مستيقظا بالطبع، متل الأن،

هناك العديد من الطرق الأخرى ولكن هذه هي الطرق التي أستخدمها عادةً، كل شخص لديه الخيار لإستجدام أي من هذه الطرق بناء على إحتياجاتهم، في حالتي، خياري لفتح عيني هي طريقتي لحمايتي نفسي من الألم عن طريق تشتيت إنتباهي بعيدا.

حولة إنتباعي بعيدا عن مسار أفكاري هذا، و بدأة أركز على الغرفة التي أتواجد فيها، لفت إنتباهي ضوء الصباح الغير مرحب به القادم من يساري.

'من فتح الستائر'

لا يهم على أي حال، ليس و كأنني سأعود للنوم في أي وقت قريب.

كان الضوء الصباح يتسلل من خلال ستائر النافدة المزدوجة في جانب الغرفة. أبعدت إنتباعي عن ضوء الشمس المعمي، وركزت على المساحة الداخلية لغرفتي، كنت أنظر إلى السقف و الجدران حيث تركت الشموع من الليلة الماضية رائحة لطيفة في الهواء. السرير كان يشبه السحاب تحتي، والبطانيات والوسائد لا تزال تحتفظ بدفء النوم.

كل شيء بشأن هذه الغرفة كان مريحا، سواء من رائحة الشموع الخافتة في الهواء، أو رائحة الخشب الجميلة، أو الراحة التي يوفرها السرير أسفلي، كل شيء كان مريحا،

حولت رأسي ببطأ إلى اليسار، رأيت الطاولات الجانبية بجواري، إحداها كانت مع الكتاب الذي كنت أقرأه قبل أن أغفو. وكانت اللمبة هناك أيضًا، مطفأة الآن، لكنها جاهزة لليلة أخرى. وعلى الطاولة الأخرى، جلست نبتة خضراء هادئة، قليلاً من الحياة في هذا العالم الخشبي.

من مكان نومي فوق سريري، بالكاد إستطعت أن أرى خزانة الملابس عبر الغرفة، أبوابها مغلقة على الملابس التي سأرتديها اليوم. وبالقرب منها، كان كاملة الجسم على الحائط الخشبي تعكس ضوء الصباح الذهبي، مما جعل الغرفة تبدو أكثر إشراقًا و لمعانا مما أحب.

كنت أستطيع سماع أصوات المنزل من حولي، همس بعيد لبداية الحياة مرة أخرى. ولكن في الوقت الحالي، أردت فقط أن أبقى هناك قليلاً أكثر، في سلام غرفتي.

لم أشعر أنني مستعد بعد لبدء يوم أخر في هذا العالم الجديد.

أطلقت تنهدا أخر، و حولت إنتباهي بعيدا عن الغرفة.

لقد مر أسبوع منذ وصولي إلى هذا العالم، و لمدة أسبوع لا زلت لا أعرف كيف أشعر بشأن ذلك.

هناك شيء واحد مؤكد، هو أنه إلى الأن مازلت لم أفعل أي شيء يذكر. لمدة أسبوع لم أخرج من المنزل، بالكاد أخرج من غرفتي حتى. يقولون أن التجارب الجديدة تملأك بحس جديد من المغامرة و الهدف، لن أنكر و أقول أن الفكرة لم تمر على عقلي و لو لوقت قصير، لكنها إختفت بنفس السرعة.

في أسبوع واحد إختبرت مجموعة من المشاعر المختلفة، بعضهم مألوف و بعضهم كنت مصدوم من نفسي أنه مازال هناك مثل هذه المشاعر الموجودة في داخلي.

و ما جعلني أكتر صدمة هو أن المشعار الإيجابية أتت قبل المشاعر السلبية، لقد تجرأة حتى أن أسأل نفسي إن كان هناك أمل بالنسبة لي حتى، بالطبع لم يكن.

في اليوم الأول شعرت بالدهشة من التحول الكامل للبيئة و العالم الجديد. شعرت أيضا بالفضول لإستكاف العالم و معرفت خباياه، و هذا الفضول تحول الى حماس و إثارة، لكن هذه المشاعر لم تدم طويلا لأنه في التانية التي تجرأة فيها حتى على التفكير في كلمتي حماس و إتارة عرفت أن هناك شيء خاطء، أنا لست شخص بهذا التفائل.

و بشكل فوري، المشاعر المألوفة بدأة تغزو عقلي و كأن المشاعر السابقة كانت مجرد مزحة سيئة.

أولا شعرت بالقلق بسبب عدم معرفتي بالقوانين و العادات و التقافة لهذا العالم الجديد، إضافة إلى عدم معرفتي من أكون و ما الدور الذي سوف ألعبه، و كيف من المفترض أن أتواصل على إفتراض أن لغات هذا العالم مختلفة على ما إعتدت عليه، مع أن هذه المشكلة حلة نفسها لاحقا.

أنا شخص يؤمن أن كل المشاكل يجب حلها دون اللجوء إلى العنف، إن لم أستطع حتى أن أتواصل إذن لا يوجد أي أمل بالنسبة لي، ليس و كأنه كان موجود من البداية، لكنني أحب الحياة، على الأقل الحياة كمفهوم، أجل هذا مفهوم معقد يمكنما مناقشته لاحقا.

شعرت أيضا بالوحدة و الإنعزال، ليس و كأنني لم أكن وحيدا من قبل لكن الأن، أصبح الأمر حقيقا كالهواء الذي أتنفسه، شعرت أيضا بالحنين لعالمي و كيف جعلني أشعر، شعرت بالحنين للأشخاص الذين تركنهم ورائي، هذا قد يبدو غريبا لكن أنا كنت شخص محبوبا، أنا أيضا أبادل الأشخاص الذين يحبونني بنفس المقدار من الحب، أجل هؤلاء الأفراد هو عائلتي فقط، لكن أحب أن أفكر في نفسي كشخص قادر على الحب مع أنني لا أستحق أن أحب، لم يكن لدي أي أصدقاء أو حبيبة، و ليس و كأنني أريدهم أو أحتاجهم، بل لم أحصل عليهم لأنني ببساطة كنت في غنى عنهم.

و في نهاية اليوم، كل المشاكل حلت نفسها بنفسها و أنا تركت لا أشعر بشيء.

أمضيت الأيام الستة المتبقية لا أفعل أي شيء كالعادة، أو على الأقل حاولت أن لا أفعل أي شيء.

بعد أن إنتهيت من روتيني الصباحي الذي يتمحور حول التحديق في غرفتي الجديدة.

أخدت نفسا عميقا و بقيت

مستلقيا في سريري أنتظر ما هو قادم.

2024/06/22 · 18 مشاهدة · 1241 كلمة
Loreem
نادي الروايات - 2025