أحسست أن القادم الجديد يدعم وزني و يسحبني ناحية السرير، لقد تركت نفسي أسحب، و هذا شيء لا أفعله عادة، أنا شخص أهتم بالصورة التي أظهر بها أمام الأخرين، لكن اليوم لم أكن في حالة تسمح لي بالإهتمام بأي شيء.

حاولت أخد نفس عميق، ليس مجرد نفس واحد بل عدة.

و مع كل نفس أحسست أن الحياة تعود لي ببطء.

لقد وضعت برفق على السرير في وضعية الجلوس.

لم أحاول أن أرفع رأسي وأنظر إلى القادم الجديد، لأنني أعلم أن هذا قد يعمق فقد ألمي، على العكس من ذلك إتكئت على القادم الجديد مع عيناي يواجهان الأرض، لم أحاول التركيز على أي شيء لأسرع من سرعة تعافي، لكن ما قابل نظري حاز بشكل فوري على كل إهتمامي، أخدت نفسا عميقا و أغلقت عيني في محاولة فاشلة لتهدئتي عقلي المتسارع.

'على الأقل أعرف الأن من يدعمني'

لقد فكرت في نفسي.

أجل القادم الجديد هي الفتاة التي أحضرها والدي نوح إلى منزلهما قبل 9 سنوات.

'لماذا هي هنا'

أخدت نفسا عميقا و قطعت مسار أفكاري، كل ما يجب أن أفكر فيه الأن هو التعافي، سيكون هناك وقت للكلام.

أحسست بكلتا راحتي يديها الباردة و الناعمة تدعمني، الأولى تدعم جبهتي من الأمام برفق و الأخري تدعم مؤخرة رأسي في عناق لطيف، هذا فقط حسن من مزاجي و زاد من سرعة تعافي، لم أفتح عيني في محاولة لإستعادتي عافيتي بسرعة، و أحسست أنني أعود إلى نفسي القديمة خطوة بخطوة، هذا ليس أمرا جيدا بالضرورة، لكن هذا أفضل ما يمكنني الحصول عليه إلى الأن، ليس و كأنني سأولد من جديد، من الناحية الفنية لقد فعلت، لكن هذا لم يغير أي شيء. إلى الأن.

لقد تعافيت بما يكفي لأتمكن من دعم جسدي بنفسي، و برفق أخرجت رأسي من بين أحضان الفتاة الواقفة أمامي.

هي بدورها حررتني من أحضانها برفق بعد التأكد من أنني لن أنهار.

أخدت نفسا عميقا، و فكرت في نفسي.

'كيف دخلت إلى غرفتي'

في نفس اللحظة عادت ذكرى الطفلة الصغيرة التي تركت الباب مفتوحا.

اللعنة لقد نسيت أن أغلقه، كيف يمكن أن أنسى شيئا متل هذا.

بالطبع أنا أعرف كيف يمكن أن أنسى ذلك، أو أي شيء.

'أنا و رأسي الكبير'

أحيانا أنسى حتى أن أكل.

سأقولها مجددا أنا أكره حقيقة أنه ليست لدي أي سيطرة على أفكاري.

سيقول البعض أن العقل الغني بالأفكار هو عقل نقدي، وأن أصحاب هذه العقول هم أناس قادرين على صباغة أراء فريدة خاصة بهم، متل هؤلاء الأشخاص هم ذلك الصنف القليل من البشر القادرين على الإبداع و الخروج بأشاء جديدة.

قد يكون هذا صحيحا لحد ما، لكنني لا أوافق عليه بشكل كامل، من قال أن كل الأفكار التي تخرج من هذه هذه العقول هي أفكار جيدة بالضرورة، قد يكون الشخص خلف هذه الأفكار شخص مختل ذهني، سيستخدم قدرته على الإبداع للقيام بأشياء لا توصف.

لكن بالنسبة لي أظن أن التفكير النقدي مبالغ فيه.

لا أعتقد أنه ضروري.

لقد عشت في زمن حيث كل الناس يظنون أن أي شئء نحتاج إلى التفكير فيه بأنفسنا، وأننا بحاجة إلى صياغة رأينا الخاص. أنا لا أوافق هذه الأراء، كان الإنترنت مليء بالآراء المختلفة.

لماذا أضيع وقتي في محاولة صياغة رأيي الخاص، في حين أنها قد صيغت لي بالفعل.

كل ما عليك فعله هو البحث عن الأراء الشائعة والموافقة عليها فقط.

لا تعتمد صحة الرأي على مدى منطقيته ومعقوليته، بل تعتمد على عوامل أكثر أهمية، مثل مدى شهرة الشخص الذي يقول ذلك أو مدى ثرائه أو عدد الإعجابات التي حصل عليها هذا منشور ما على الأنترنت.

على سبيل المثال، إذا كان شخص ما أكثر ثراءً مني، ولديه تسع سيارات خارقة وعقارات متعددة في جميع أنحاء العالم. وفجأة بدأوا في قول هراء لا معنى له على الإنترنت، لم يعد الأمر هراء، لا بد أنهم على حق، إنهم أثرياء، ومشهورون، ولا يمكنك التشكيك في ذلك.

لماذا تفكر بشكل نقدي، عندما يكون هناك شخص لديه أموال أكثر منك يخبرك بالضبط كيف تتصرف كشخص حي؟ سوف أخذ كل آرائهم فحسب، لا أحتاج للتحقق من خلفيتهم، لا شيء، سوف أخد أرائهم وسأجعلها آرائي الخاصة.

لا أريد أن أضيع الوقت في التفكير بنفسي، فهذا كثير من العمل العقلي. يمكنني فقط إلقاء نظرة على شخص لديه سيارات جميلة، وملايين المتابعين، وأي شيء يقولونه، سأوافق عليه، سوف أقوم بتنزيل شخصيته بالكامل، سوف أنسج جميع أرائهم و أضيفها إلى عقلي . لا داعي للقلق بشأن ما إذا كان ما يقولونه صحيحًا أم خطأ.

لأي شخص يفكر في التفكير النقدي ولو للحظة واحدة، توقف عن ذلك، توقف عن إضاعة وقتك، وقتك الجيد. إذا رأيت شخصًا ما على البودكاست ولديه أموال أكثر منك، فاتفق معه، تجسده. إذا قال شخص مشهور بعض الهراء غير المنطقي على الإنترنت، فاتفق معه، فهذا هو قائدك ومنقذك، لا تحتاج أن تعرف من أنت كشخص أو ما هو رأيك عندما يمكنك فقط الحصول عليه من شخص آخر.

أجل هذا هو رأيي الصريح للتفكير النقدي في عصرنا الحديت، لكني الأن لم أعدت أنتمي إلى ذلك العصر، يجب أن أجد أراء جديدة لأتبناها.

و مع ذلك، لا أظن أن ما أقوم به هو تفكير نقدي، ما أقوم به على الأرجح هو جلد للذات بأفكاري الخاصة.

من خلال الإنتقاذ الشديد للنفس، التفكير بشكل سلبي و إشعال الشعور بالذنب أو الندم.

أجل هذه الأفكار السلبية تؤتر على صحتي النفسية و العقلية.

لم أدع أفكاري تسرح أكتر من هذا هناك أشياء أكتر أهمية في هذا العالم، متل ذلك الزوج من الساقين...

'اللعنة'

أطلقت لعنة تحت أنفاسي، و بدأت أفكر صدغي بأطراف أصابعي.

و بدأت أستعيد الذكريات من الوقت الذي نسيت فيه أن أغلق الباب.

'حسنا، لقد جردت نفسي من أي شكل من الملابس، و بعدها وقفت عاريا بالكامل أمام مرآة كاملة الجسم أتأمل جسدي مثل الزاحف الذي أنا عليه لوقت غير معلوم...'

أجل أنا شخص منحرف بالكامل، لن أنكر ذلك،و لن أنكر أيضا الأشياء التي أحبها، إن كان أمامي شيء يستحق المشاهدة، فسوف أشاهده إلى درجة لن أسبب فيها الإحراج لنفسي، لن أبقي عيني طويلا بحيت يظن الطرف الأخر أنني منحرف، بل سوف أشاهد بطريقة تجعل الطرف الأخر يعتبره نظراتي كإطراء، هذه حالة يفوز فيها كل الأطراف.

لأكون واضحا ما أشير بالطرف الأخر هم الإناث.

أخدت نفسا عميقا

'في نفس اللحظة التي كنت سوف أسقط فيها، هي تدخلت و أمسكتني قبل أن أسقط أرضا، هل كان مجيئها في ذلك الوقت مجرد صدفة، أم كانت هناك من قبل، و لكم من الوقت...'

"كيف تشعر الأن"

يا لها من شخص مراعي، إنها تسألني الأن كيف أشعر، معظم الأشخاص سيمطرونك بالأسئلة في اللحظة التي تستعيد فيها ذرة واحدة من الطاقة، حتى أنها أخدت بضع خطوات للوراء بحيت لن أضطر أن أرفع رأسي كتيرا لأقابل عينيها وأنا في وضعية الجلوس.

لم أجرأ على رفع رأسي بعد، ما لم أستعد بعض السيطرة على وظائفي الجسدية لن أرفع رأسي، لأنه في اللحظة التي سوف تقابل عيناها عيناي و أنا في هذه الحالة، من يعرف ما قد أقوله، أقل شيء يمكن أن أفعله هو التحديق، أحيانًا أشارك أفكاري بصوت عالٍ دون أن ألاحظ ذلك، و أنا متأكد أن لا أحد يحتاج أن يعرف رأيي بشأنهم، في حالتها كل الأفكار التي لدي بشأنها في أحسن الأحوال من جيدة إلى ممتازة، لكن هذا رأيي فقط، و أنا لست حريصًا على معرفة رأيها في أفكاري.

للأن إكتفيت بالإجابة مع رأسي للأسفل

"أنا بخير الأن، كل الفضل لك"

أنا لم أكذب، لولا وجودها، من يعرف ما كان يمكن أن يحدت، ربما كنت سأفقد الوعي، لكن وجودها منع ذلك.

هي أومأت بالموافقة، و طرحت سؤالا أعرف إجابته، لكني لا أعرف ك

يف أجيب عليه.

"ما الذي حدث"

'ما الذي حدت بالفعل؟'

2024/06/23 · 17 مشاهدة · 1175 كلمة
Loreem
نادي الروايات - 2025