لم أعرف كيف أجيب على سؤالها، لذلك كذبت بقول حقيقة أخرى.
"لقد كنت متعبا هذه الأيام، لقد كنت أفكر بشيء شيء ما."
لم أعطها إجابة مباشرة، هي أيضا لم تسأل عن تفسير، يا لها من شخص محترم و متفهم، أين يمكن أن تجد هذا النوع النادر من البشر ذو حس إجتماعي عالي و وعي ذاتي كبير.
"أتمنى أن يكون بهذه الأهمية؟"
إستجابة عادية و بسيطة، لكني لم أستطع إخفاء المفاجأة من وجهي، الأمر الجيد أنني لا أنظر إلى عينيها.
إن إستجابتها و كأنتها تقول أنا أعرف أن هذه ليست لحظة مناسبة لطرح الأسئلة الشخصية، وكأنها تترك المجال لي للمشاركة عندما أكون جاهزا.
أنا أحب الأشخاص الذي يظهرون احترامًا عميقًا للحدود الشخصية ويقدرون حق الآخرين في الخصوصية.
"إنه كذلك"
أجبت بصوت خافت لا يمكن أن يسمعه إلا كلانا. على ما يبدو لم يكن هناك شيء أخر ليقال، لذلك لم يقل أحد أي شيء. خيم علينا الصمت لبضع لحظات، هي واقفة هناك تنظر إلي بقلق واضح في عينيها، و أنا أدعم رأسي بيدي، عيني إلى الأرض.
حتى الأعمى يمكن أن يقول أن العلاقة بين صاحب الجسد و بين الفتاة متوترة و ومليئة بالمشاعر غير المعلنة و الكلمات غير المنطوقة.
لقد بدأ الأمر قبل سنتين عندما بدأة موهبتها بالظهور،
سأبدأ من البداية.
صاحب الجسد نوح لم يكن لديه أصدقاء في صغره، والسبب الوحيد لذلك هو أنه كان ذكيا مقارنة بالأطفال في عمره، ذكيا جدا في الحقيقة، و كنتيجة لذلك قضى نوح كل وقته وحيدا أو مع عائلته أو يقرأ الكتب، هذا أحد أسباب حبه لعائلته بشكل كبير،
حتى في أحد الأيام أحضر والداه فتاة بعمر السابعة و قدماه كشخص سيعتنيان به إلى أن تصل إلى سن البلوغ، لم يهتم نوح بها أو بقصتها أو عن أسباب والديه في الإعتناء بها، لو أرادو إخباره لفعلو ذلك من البداية، بالنسبة له كانت مجرد طفل أخر، كان مؤدبا تجاهها لكنه لم يهتم بها بشكل خاص،
حياته من العزلة جعلته يدرك الفرق بينه و بين الأطفال الأخرين، لكن كل إفتراضاته بشأنها كانت خاطئة، لم تكن مثل الأطفال الأخرين، كانت مميزة متله، لذلك و بشكل طبيعي أصبحوا أفضل الأصدقاء، و حياة العزلة التي إختبرها بدت كحلم بعيد، كانت أول صديق حقيقي بالنسبة له، لقد كانو أفضل الأصدقاء لسبع سنوات،
لكن هذا تغير بسرعة، كما كل الأشياء في الحياة، الأشياء الجيدة لا تدوم لوقت طويل، سواء عن صدفة أو خطأ.
في سن الرابعة عشر ظهرت موهبتها لتكون أعلى مما يمن أن يتصوره أو يحلم به، بشكل طبيعي كل موهبة يجب إستغلالها بشكل جيد، لذلك أصبحت تقضي وقتا أقل معه مما كانو عليه من قبل بسبب التديب الذي أصبحت تخوضه،
بالنسبة لها ظهور موهبتها لم يغير أي شيء، كان شيء جيد في الحقيقة، الأن يمكنها أن تحميه و تحمي الأشخاص الذي تحبهم. لكن بالنسبة له، هذا يغير كل شيء،
بالطبع لقد كان سعيدا من أجلها، لكم الغيرة في قلبه لا يمكن أن تختفي ببساطة، كان من المفترض أن يكونو متساويين، و بشكل طبيعي طور عقدة نقص تجاهها.
أراد أن يعوض نقص موهبته بالعمل الجاد، بدأ يقضي ليالي طويلةأمام مكتبه في غرفته، بهدف وحيد هو أن يكون مساويا لها، أصبح الوقت الذي يقضونه معا أقل و أقل، لقد حاول أن يخصص بعض الوقت لهم وحدهم، لكن لم يدم ذلك بوقت طويل، إلى أن أصبح الوقت الذي يقضونه معا منعدما و علاقة الصداقة القريبة أصبحت بعيدة، لكنها ما زالت هناك في مكان ما، لا يمكن للوقت الذي قضوه معا أن يختفي ببساطة.
و أجل هذا هو جوهر هذه القصة.
بينما كنت مشغولا بأفكاري الخاصة، جاء صوت الفتاة من مكان وقوفها محطمة هذا الصمت الصاخب.
"يجب أن تهتم بصحتك"
لقد قالت ذلك بصوت متساوي لكن يمكنني أن أشعر بالدفء و القلق الممزوج في كلماتها.
أطلقت ضحكة خفيفة، و وقفت من سريري وقابلت عيناها لأول مرة، إنه لأمر مفاجئ لكننا بنفس الطول. لم أخطط أن أرفع رأسي في حالتي الحالي، من يعرف ما قد يحدت أو ما قد أقوله، لكنني لم أستطع أن أواجه مشاعرها الصادقة بوجهي إلى الأرض.
أستطيع أن أرى المفاجأة مرسوم على ملامحها، يبدو أنها لم تتوقع أن أنظر إليها، لكن تلك المفاجأة إختفت و عاد تعبيرها إلى تعبير رواقي.
إبتسمت قليلا و قلت بصوت مرح.
"صدقيني لا يوجد شخص أهتم بصحته أكتر مني"
فقط من نظرة واحدة، بدأة أندم بالفعل على رفع رأسي.
وبينما أقف أمامها، الفتاة التي تشاركني منزلي وليس ماضي، لا أستطيع إلا أن ألاحظ ملابسها، وهي شهادة على روحها الفريدة. ترسم عيناي ملامح قميصها المكشوف الكتفين، ذو اللون الكريمي الطازج، الناعم والمتدفق مع الكشكشة التي ترفرف معها في كل حركة. تتحدث عن لطفها وهدوءها الذي تحمله كالبلسم لمن حولها.
يحيط خصرها حزام جلدي، بني غني ومصمم بشكل معقد، كما لو أن يدي حرفي ماهر من أرض بعيدة قد سكبت روحها في إبداعها. إنها قطعة فنية ورمز لقوتها في نفس الوقت، القوة التي أظهرتها منذ أيام شبابها عندما جاءت إلينا، طفلة ضائعة تبحث عن منزل.
التنورة التي ترتديها هي أعجوبة من طبقة واحدة، تجمع بين نعومة القماش وإنسيابيته. و كأنه يروي قصة حياة عاشتها بسلاسة، و هذا بعيد عن الحقيقة. السلاسل والأحزمة التي تتدلى فوقها ليست مجرد زينة، بل هي أدوات وجوائز تضيف إلى غموضها و تألقها.
ذراعيها مخفيتان بشرائط من القماش، كل واحدة منها عبارة عن قصيدة صامتة للأسرار التي تبقيها لنفسها، والتحديات التي واجهتها وجهاً لوجه. وحول رقبتها، سلاسل بتصميم معقد تزيد فقط من سحرها و أناقتها.
و الطريقة التي تجعل الأمر يبدو كما لو أن هذه الملابس صُنعت خصيصًا لتناسب جسدها، وهو ما تعجز الكلمات عن وصفه.
رقبتها رشيقة ونحيلة و مقوسة بلطف، مما يقود العين إلى خط فك حاد لكن غير مبالغ فيه. كانت بشرتها الناعمة تزين منحنى رقبتها الجميل، ولم تمسها قسوة العمر أو المشقة أو أي أعباء من العضلات الزائدة، وتشع بهالة من الجمال الخالد
أكتاف ناعمة ومستديرة، مائلة بلطف مما يزيد من أناقة وقفتها ورشاقة حركاتها، يتدلى الجزء العلوي من الكتفين بشكل مغر فوق إطارها، ويكشف بشكل مثير عن الامتداد الناعم لكتفيها والانتفاخ العلوي لثدييها. كان المنحنى اللطيف لكتفيها يتحدث عن القوة والأنوثة، وعن التوازن الدقيق بين القوة والجاذبية. يلتصق القماش ببشرتها مثل لمسة عاشق، ويتتبع كل منحنى ومحيط بدقة مذهلة. قميصها المكشوف عن الكتفين يكشف ما يكفي لجعل قلبك يتسارع. يلتصق القماش بمنحنياتها، مما يغريك بمد يدك ولمسها.
خصرها مشدود، يلفت الأنظار بمنحنياته المثيرة، رمز الأنوثة والجاذبية. احتضنت البشرة الناعمة المنحنى اللطيف لخصرها، مما أبرز الأناقة الطبيعية لشكلها.
تدييها ممتلئان ومستديران لكن غير مبالغ فيهما، متموضعان بشكل مريح داخل قماش قميصها الذي بالكاد يخفي جاذبيتهما المغرية. ومنحنياتهما الناعمة تضغط على القماش، بحيت كل منحنى هو شهادة على الأنوثة، ويعدك بحياة ومتعة لم يتم استكشافها بعد. ويشير الانقسام الدقيق بينهما إلى شهوانية طبيعية، تدعو الخيال إلى التجول. كل صعود وهبوط خفي مع أنفاسها هو سيمفونية من الرغبة. وهو دليل على جاذبية الأنوثة الخالدة. وكل نفس يجذب نظرك إلى انتفاخهما الناعم. يمكنك أن تشعر تقريبًا بالدفء تحت القماش، كدعوة صامتة للتقبيل والمداعبة.
ساقاها طويلة ونحيلة، تتحرك بسلاسة تبدو وكأنها تتحدى الجاذبية، ناعمة ومتجانسة تناقض مع أي تلميح للكتلة العضلية، كل خطوة رشيقة مثل أوتار عازف كمان محترف. كان الجلد الناعم يزين الخطوط المنحوتة لساقيها، وكل منحنى ومحيط يشهد على رشاقتها وأناقتها الطبيعية.
ولكن ما أخدني على حين غرة كان وجهها. كانت رؤية لجمال عالم آخر، إلهة تمشي بين البشر، وكل سماتها شهادة على قوة الأنوثة الخالدة.
عيونها ذات اللون الرمادي الداكن مثل الذئب أو الغراب، تحمل عالمًا من الدفء تحت مظهرها الخارجي البارد. يرقصون بنور لطيف، يعكس قلبًا يفهم الآخرين ويحتضنهم بمشاعرها الدافئة.
شعرها، شلال من اللون الأسود الداكن ، يتدفق طويلاً وحرًا، ويؤطر وجهها برشاقة. مما يجعلها تبدو كأنها تلتقط الضوء بطريقة خاصة بها.
بشرتها شاحبة، ولكن هناك توهجًا خفيفًا فيها، ولمحة من الحياة واللون الذي يتحدث عن انفتاحها على العالم، على عكس بشرتي الأكثر ظلًا و شحوبا.
على الرغم من أن شفتيها غالبًا ما تكون في خط مستقيم، مما يعكس القناع الرواقي الذي يرتديه كلانا، إلا أن هناك نعومة هناك. عندما تبتسم، وهو ما يحدث في كثير من الأحيان أكثر مما أفعله، يكون الأمر مثل بزوغ الفجر فوق بحيرة ساكنة، جميلًا وجذابًا.
عندما أقف هناك، يكون حضورها بمثابة تناقض لطيف مع حضوري. حيث أنا سكون ليلة بلا قمر، هي أول ضوء الصباح، تشعرك بالدفء وبداية جديدة.
لقد إبتلعت جرعة كبيرة من اللعاب، أستطيع أن أقول بكل تقة أن هذه أجل كائن حي رأيته في حياتي. مقارنة بالفتاة الصغيرة الذي رأيتها في ذكريات نوح، كل ما كنت أفكر فيه هو
"لقد كبرت بشكل جيد...."
لقد توقفت كل أفكاري عند هذه الجملة.
'تبا، هل قلت ذلك بصوت علي'
اللعنة، أكره عندما يخذلني عقلي، لم أستطع التأكد مما قلته في داخل عقلي لذلك راقبت تعبير الفتاة.
لم يحدت أي تغيير على تعبيرها، أطلقت نفسا مرتاحا.
يبدو أنني بخير، يجب أن أكون أكتر حذرا مستقبلا'
أجل كان هناك شيء يجب أن أطلبه منها، شيئان في الحقيقة.
بينما كنت أحاول التركيز على ما سأقوله تاليا. تحدت هي أولا.
"لقد طلبت مني السيدة أن أتحقق منك، بما أنك لم تنزل لتناول الإفطار."
لقد لفتت إنتباهي.
"هل إنتهيتم بالفعل"
"لا، لقد كنا ننتظرك، لكنك تأخرت...كتيرا، والأن أنا هنا."
"أنا أسف"
قدمت إعتذارا و طرحت أحد الأسئلة الكتير التي تجول حاليا في رأسي.
"إذن أنت كنت قد وصلت للتو عندها."
أجابت بدون أي تردد.
"أجل، ... سأنتظر في الخارج إلى أن تخرج و يمكننا النزول بعدها."
"حسنا"
'على الأقل أخذت هذا من كتفي،'
بينما كانت في طريقها إلى باب غرفتي، لم يسعني إلا أن ألاحظ الجزء العلوي من ظهرها
رسم منحنى عمودها الفقري قوسًا دقيقًا، ويفتقر إلى العضلات المحددة ولكنه يتميز برشاقة مرنة مع ذلك. امتد الجلد الناعم على الملامح الرشيقة لظهرها، وكل حركة كانت عبارة عن سيمفونية من السلاسة والنعمة.
أدناه، تنورة قصيرة بنية فاتحة تعانق فخذيها، وترتفع حاشيةها بجرأة فوق الركبة لتظهر طول وأناقة ساقيها. ناعمة ومتجانسة، تبدو ساقيها ممتدة لأميال، مزينة بنسيج شفاف لا يترك سوى القليل للخيال. كل خطوة تخطوها هي رقصة حسية، يتمايل وركها على إيقاع منوم يأسر العين ويشعل الحواس.
مع كل خطوة، تتأرجح التنورة بانسجام مع حركاتها، ويكشف نسيجها الشفاف بمهارة عن استدارة مؤخرتها والفجوة الجذابة بين خديها. كل خد هو تحفة مثالي من الإغراء، يدعو العين إلى الثبات على منحنياتها الناعمة وخطوطها الجذابة، إنه عمل فني. لا يمكنك إلا أن تتخيل تمرير يديك على خطوطها الناعمة. يتشكل النسيج مع الانتفاخ اللطيف لمؤخرتها، مع التركيز على استدارتها ولمسةها الجذابة، وهي دعوة صامتة لاستكشاف أعماق الرغبة. إنها تتحرك برشاقة تأسر الأبصار وتهز الحواس، رؤية من الجمال تبقى في الذهن طويلاً بعد رحيلها.
'اللعنة ركز'
لعنت تحت أنفاسي.
'مازال هناك أشياء يجب علي الإهتمام بها، هذا ليس وقت الإفتتان'
أخدت نفسا عميقا و ناديت بإسمها للمرة الأولى قبل أن تخرج من الباب إلى الرواق.
"إييو..."
لقد تجمدت في مكانها لبضح لحظات
و عندما استدارت رأيت تعبيرها ينهار.
لكنها إستعادت السيطرة على تعابيرها و أجابت بنبرة غريبة.
..."نعم."
لم أستطع تحديد ما هو الغريب، ربما لأنني لم أتعافى بالكامل بعد لكنني تابعت على أي حال.
"هل يمكنكي أن أن تبقي ما حدت هنا سرا، لا أريد أن أقلقهم من أجل لا شيء".
بدلا من الحصول على إجابة، شعرت بالغضب الطفيف قادم منها، تجاهلته، و هو شيء لا أفعله عادة و تابعت على أي حال.
"و...أجل، هل أنت ذاهبة إلى مكان ما اليوم."
تحول تعبيرها إلى من غضب طفيف إلى إرتباك، لكنها أجابت على أي حال.
"لا، كنت سأبقى في المنزل فقط، ليس لدي اليوم تدريب، و أحتاج للراحة."
أعطيتها أفضل إبتسامة لدي و قلت.
"ممتاز، إذن هل ستخرجين معي اليوم بعض الظهر إلى المدينة، هناك بعض الأشياء التي أحتاج إلى إنجازها"
تحول تعبيرها من إرتباك إلى صدمة و دهشة خالصة، لم ترد لبعض الوقت،
أضفت
إن كنت تريدين بالطبع؟"
عاد تعبيرها إلى إرتباك، و سألت بصوت بالكاد مسموع.
"...ماذا؟"
قبل أن أقول أي شيء، أضافت بصوت رواقي
"حسنا"
إستدارت للمغادرة قائلة.
"سأنتظر في الرواق، تجهز لننزل للفطور"
و ذهبت في طريقها.
لقد فكرت في نفسي.
'هذا كان غريبا'