و تملئ كوبين بالماء و تتجه إلى إحدى الزنزنات و تأكل هناك
------------------------------------------
ثم تدخل هازيدا قائلة : ( لن أكذب،هذا كان جنوني يا فتاة) تجلس هازيدا جانب رايج و تكمل كلامها : ( أصيبت ريد بالعمي و حروق خطيرة، كما أنها أصبحت مشهوة) تبلع رايج الطعام بفمها و تقول بصوت عالي يملئه الغضب : ( جيد، دع تلك العاهرة تعرف ما يحصل لها عندما تعبث معي!)
هازيدا : ( تلك كانت القواعد، حتى ريد يجب أن تقوم بأمر لتحصل على الطعام)
رايج : ( لست أنا من أخترعها!)
ترد عليها هازيدا بهدوء : ( واو أهدئي يا فتاة، لديكِ مشكلة مع الغضب، أعرف كيف أساعدك) و قبل أن تقول رايج كلمة، تدخل فتاة شابة، قصيرة بشعر أشقر، كان واضح عليها التوتر و الخوف، تقول بصوت مرتجف : ( عـ-عذراً، لو قـ-قاطعتكِ، أستطيع العودة لـ-لاحـ) تقاطعها رايج بقولها : ( ماذا تريدين؟)
هازيدا : ( على الأغلب، تريد إستعداة مشطها)
تنظر رايج نحو هازيدا قائلة : ( كيف تعرفين هذا؟) فتجيبها هازيدا : ( أنا حلاقة السجن، أعرف كل شيء عن كل سجينة، أليس هذا صحيح سارة؟) تهز سارة رأسها فتقول رايج : ( و ماذا سأستفيد أنا من هذا؟) فتقول سارة : ( لقد كنت أعمل كمدلكة لذا...) تنهض رايج قائلة : ( حسناً إذن، لازال ضهري يؤلمني من تلك العاهرة، أين مشطك؟) تشير سارة نحو إحدى الزنزانات فتذهب لها رايج، و بكل صمت تأخذ المشط و تغادر دون أن تتفوه أي سجينة بأي شيء، تعود رايج إلى الزنزانة، تعطي المشط إلى سارة فتقول : ( شكراً جزيلاً لكِ) فتقول رايج بإستغراب : ( أنه مجرد مشط، الأمر ليس بتلك الأهمية) تقول سارة بينما تخبئ المشط بملابسها : ( لقد كنت أستعمله مع أختي الصغيرة، لهذا هو بهذه الأهمية بالنسبة لي)
رايج : ( على كل حال، دوركِ من الأتفاق)
سارة : ( هل يمكنكِ نزع قميصك؟)
تنزع رايج قميصها فتقول هازيدا : ( وشم جميل، لم أتوقع أنكِ تحبين الفراشات) تستلقي رايج على بطنها بينما تقول : ( إنها وحمة و ليست وشم، أمي كانت لديها واحدة أيضا ) تقول هازيدا بينما تدلك سارة ضهر رايج : ( تبدو نضيفة على أن تكون وحمة) تلف رايج وجهها نحو هازيدا فتري عنكبوت صغير جدا، بأرجل رفيعة جداً، تنتضف رايج بفزع و تتراجع إلى الخلف، تنظر لها هازيدا و سارة بإستغراب، تحول هازيدا نظرها على السرير لتري العنكبوت، ترميه بعيداً بيدها و تقول : ( تخافين من العناكب إذن) تصرخ عليها رايج : ( كلا أنا لا أفعل! أنا فقط لا أتحملهم!).
يحل اليل و تبدء السجينات بتوجه إلى زنزانتهن، تقف رايج في الباب و تقول : ( من الأن هذه خاصتي، أذهبن و أعثرن على غيرها) تقول إحدى السجينات : ( نحن بالكاد نجد مكان على الأرض، البقية ممتلئة جداً) تنظر لها رايج قائلة : ( و هل أبدو أنني أهتم؟ الأن هش هش ) تدخل رايج و تقفل الباب على نفسها و تستلقي على السرير بينما تفكر بما ستفعله،لا يمكنها إمضاء بقية حياتها تتعفن هنا، ثم تأتي ثلاثة سجنات يحملن عصي و يدخلون عليها، تقف السجينات خارجاً يراقبن عن بعد، ترمي إحدى السجنات خارجاً، و بعدها يسمعن صوت تحطم، تخرج رايج من الزنزانة و هي تجر إحدى السجنات و ترميها من أعلا طابق إلى الأرض، تسقط السجانة على قدميها و تبدء بالصراخ من الألم بينما تزحف، تنظر لها رايج و تقول : ( أوه تباً، هذا كان أسوء من ما توقعت) تصرخ السجانة اكثر فتقول لها رايج : ( جربي المشي عليها!) تصرخ السجانة قائلة : ( لا أستطيع الشعور بقدماي!) فترد عليها رايج : ( أوه هيا! لا تكوني ملكة دراما لقد وقعت من مكان أعلا!)تختلس زاهيدا النظر لتري رأس السجانة الثلاثة مغروس بالأرض، ترمي رايج السجانة خارجا و تغلق الباب و تستلقي، هي تعرف جيداً أنه هناك المزيد قادمين، حالما تبدء بسماع أصوات خطوات كثيرة جدا، و كأنهم أشخاص يتدافعون للحصول على أخر قطعة خبز بالعالم، تنهض رايج و تقف عند الجدار المقابل للباب، تأخذ رايج وضعية القتال، تقف بثبات و تأخذ نفس عميق بينما تستمتع إلى أصوات الخطوات تقترب منها، و كل ما أرتفعت الأصوات يزداد غضبها، حتى ترى أكثر من عشرين رجل مدرعين يحملون عصي، تلكم رايج أحدهم بوجهه لكن بدون فائدة، سرعان ما تم تثبيتها و تقيد قدميها و فخذيها بأغلال ضيقة جدا تجعلهم ملتسقين ببعضهم البعض، كذلك يديها و مرفقيها، كل تلك الأغلال كانت متصلة بسلسلة التي تم جرها منها، بينما رايج تحاول النهوض دون توقف بدون جدوى، تنظر إلى السجينات و بلمحات خاطفة، رأتهن يبتسمن و يهمسن لبعضهن البعض، جميعاً بإستثناء زاهيدا التي نظرت بعيداً و سارة التي كانت تنظر لرايج بقلق بعد دقائق يتم وضعها على ركبتيها أمام كارلوس، ينظر كارلوس نحو جرة بينما يقول : ( إذن بماذا سوف تضيعون) يلتفت نحو رايج بينما يقول : ( وقتي هذه المـ) و يتوقف عن التكلم حالما ينظر لها، لم تكن ملامح وجهه ضاهرة بسبب القناع يحدق برايج لمدة طويلة لدرجة أنه جعل الكل يستغرب، بينما رايج تحدق بعينيه بدون أن تشيح عنهم النظر، يقول كارلوس : ( لماذا هي هنا؟) فيرد عليه أحدهم : ( لقد طردت السجينات من زنزانة و أستولت عليها) ينظر كارلوس بعيداً قائل : ( إذن ضيعتم وقتي بدون سبب، أعدها، مشاكل السجينات يحلونها بأنفسهن، و... أعطها كعكة كأعتذار) ينظر الجميع إلى بعضهم البعض بإستغراب، تنظر له رايج بينما تشعر أنه هناك أمر مؤلوف به، شعرت بشعور عميق داخلها أنها تعرفه، شعور أتي غضب غريب معه،غضب ليس كأي غضب شعرت به من قبل، شعرت و كأنه أمر شخصي، و كذلك رغبة غريبة بلكمه، لكنها كانت بالكاد كانت قادرة على تحريك كتفيها، يتم إعادة رايج و في الطريق، تقف أمام بوابتين ضخمتين جداً، يقوم أحدهم بسحب إحدى مقبض و تبدء إحدى البوابات بالأنفتاح، تمشي رايج إلى قسم السجنات، كانت غرفهن نظيفة جداً و مرتبة، و بدت أسرتهن مريحة، تستمر رايج بالمشي حتى تصل إلى باب خشبي به الكثير من الأقفال، يتم فتحها جميعاً و تدخل رايج إلى السجن، يتم فك عنها كل الأغلال و إقفال الباب بسرعة، تقف رايج مكانها لثواني بينما تفكر " تباً، لماذا أشعر أنني رأيته سابقاً!، و ما خطب أمر الكعكة!" تتوقف رايج عن التفكير بسبب صداع أتى لها بشكل مفاجئ، تتجه إلى زنزاتها و تجد سجينات نائامات بها، أغلبهن على الأرض تقول لهم بصوت عالي : ( كل العاهرات إلى الخارج، إلا إذا أرادت الحصول على عظام مكسورة) تخرج جميع السجينات بهدوء، حتى ترى رايج سارة، تضع رايج ذراعها أمام سارة قائلة : ( أنتِ يمكنكِ البقاء، هناك سريرين) تنظر لها سارة قائلة : ( ح-حقاً؟ لا يسمح لي أبداً بالنوم عليهم) تقفل رايج الباب قائلة : ( أجل، يمكنكِ إختيار واحد) تأخذ كل واحدة سرير خاص و تخلدن إلى النوم. تفتح رايج. أعينها لتجد نفسها ببيتها عندما كانت طفلة، و هناك عاصفة رعدية بالخارج، تنظر من النافذة لتري لون البرق أحمر، برق يشع الغيوم السوداء القاتمة، يشع البرق نفذتها بالون الحمر لثانية، حالما يختفي اللون ترى نفسها طفلة، تسمع صوت يقول : ( أبتعدي عن النافذة) تنظر خلفها لتري والديها يجلسان معاً تذهب لهم و هي تبتسم حتى تسمعهم يقولان " رايج" تنظر لهم رايج بإستغراب بينما يكررون كلمة " رايج" تقول لهم : ( أسمى إليزابيث) يستمران بقول كلمة " رايج" حتى تستيقظ رايج من النوم و تجد هازيدا أمامها، تحمل كعكة بيديها و تقول : ( السجنات أردن مني توصيل هذه لك) تجلس رايج قائلة : ( أتركيها هنا و أذهبي) حالما تغادر زاهيدا و تتأكد رايج أنها وحدها، تضع يديها على و جهها و تتكلم مع نفسها " أهدئي رايج، هذا مجرد حلم أخر، تراودكِ الكثير من الأحلام... و أغلبها سيئة، تباً لماذا أعير كل هذا الأهتمام لهذا الحلم!؟ يجب أن أنساه وحسب!" تنظر للكعة ،كانت بنكهة الفراولة، المفضل لديها، تخرج من زنزانتها و تنظر للسجينات يعملن بينما تأكل كعكتها تقلب أعينها حتى ترى ريد بوجه مضمد بالكامل، تقول في نفسها" حصلت تلك العاهرة على ما تستحقه لمهاجمتي " تستمر بتقليب أعينها بين السجينات، هناك هازيدا تسرح شعر السجينات، و هناك سجينة تكنس الأرض، يشد إنتباه رايج و جميع السجينات قتال بين سجنتين واحدة بشعر قصير بني تبدو في العشرينات و أخرى بشعر رمادي، تبدو كبيرة في السن، تنزل رايج و تراقب القتال عن قرب،تشكل السجينات حلقة بينما تبرح السجينة الشابة السجينة الكبيرة في السن،تشعر رايج بالشبع، فتعطي ما تبقى إلى سارة و هازيدا، تجلس و تراقب القتال حتى تمسك السجينة المسنة سكين، يستعمل لتقشير البطاطا و تقطيع الخضروات، تنهض رايج و تأخذها منها السكين قائلة : ( هذا سيجعل المراقبة مملة، إما أن تجيدين القتال، أو يتم إبراحكِ ضرباً) تبتسم السجينة اليافعة و تستمر بضرب المسنة حتى تأتي السجنات و تفرقهن، بعد دقائق، تقف السجينة اليافعة أمام رايج و تقول : ( رايج إذن، لقد أثرتِ الضجة بمجرد وصولك) تنظر لها رايج فتجلس السجينة جانبها قائلة : ( شكرا على تدخلك، العاهرات هنا لا يمكنهن القتال بأيدهن صحيح هاه، أسمي هو لارا)
رايج : ( يمكنكِ منادتي رايج أيضا)
لارا : ( أنتِ أول سجينة تأتي و تكون أطول مني، كم عمركِ؟)
تنظر رايج إلى السقف فتقول : ( ستة عشر)
لارا : ( تمزحين، ستة عشر بهذا الطول!)
يتم مقاطعة حديثهم من سجينة، تقف أمام رايج و تقول : (بما أمه المكان بارد و أنتِ جديدة، أعددت لكِ هذه القبعة الصوفية) تعطي القبعة لرايج و تذهب، تمسك رايج القبعة بإستغراب حتى تقول لارا : ( أنها تحاول إستغلالكِ، بما أنكِ هزمتي ريد، أنتِ حالياً الأقوي هنا، كل السجينات ستحاول
أستغلال هذا) تلبس رايج القبعة قائلة : ( إذا أردن فعل هذا فل يطلبنه بشكل مباشر). يأتي أخيراً موعد الغداء تصتف السجينات بسرعة من ما جعل رايج في أخر الطابور، فتمشي و تبدء بتخطيه، و بطريقها ترى زاهيدا و سارة، تسحبهم من أذرعتهم و حالما تصل إلى المقدمة تقول : ( طبق لي و لهن) و بدون أي كلمة تقدم السجينات الطعام لها، يجلسن معاً بطاولة واحدة، تقول سارة : ( شكرا، في العادة أكون أنا الأخيرة) تبدء رايج بالأكل قائلة : ( لا عليكِ، طالما أنكِ لا تدلكين لغيري) تأكل زاهيدا و تقول : ( لن أكذب، أنتِ تضفين بعض الأثارة لهذا المكان) تبلع رايج الأكل في فمها قائلة : ( مالذي تعرفينه عن لارا؟) فتجيبها زاهيدا : ( لا أعرف، كل مرة تختلق قصة عن حياتها، و هي تجعل الأمر واضح أنه كذبة)
سارة : ( سمعت أنها في الحقيقة أبنة ملاكم)
زاهيدا : ( لا يوجد أمر مؤكد عنها بعد، لكنها مرة قاتلة ريد بأول يوم لها هنا، لم تهزمها لكنها قاتلتها بشكل جيد)
تنهي رايج طعامها فتذهب إلى زنزاتها و تستلقي هناك، تدخل عليها السجينة التي أعطتها القبعة و هي تقول بينما تبتسم : ( أهلا رايج، هل أعجبتكِ القبعة التي صنعتها لكِ؟) ترد رايج : ( لا بأس بها، تثير الحكة قليلاً لكن لا بأس) تقترب السجينة أكثر و هي تقول : ( هذا يسعدني كثيراً، لكنني أحتاج إلى مساعدتك، هناك فتاة مزعجة جداً، هل يمكنكِ رجاء الأهتمام بها؟) تتمدد رايج قائلة : ( كلا ليست لدي مشاكل معها) تختفي الأبتسامة على وجه السجينة قائلة : ( لكنني صنعت لكِ قبعة) فترد رايج بـ: ( المرة القادمة إذا أردتي طلب شيء مني، أفعلي الأمر بشكل مباشر، و لا تنسى تقديم شيء مع الطلب) تغادر السجينة، تحاول رايج الإسترخاء لكن السرير كان مهترئ و غير مريح أبداً، تتذكر رايج غرف السجنات، نظيفة مرتبة، مع أسرة تبدو بغاية الراحة، لكن الباب الذي يؤدي إلى غرفة السجنات كان موصد بالكثير من الأقفال، و فجأة تري رايج أمرأة ببشرة بنفسجية و ذيل رفيع جداً...