22 - الفصل الأول غنيمة الغضب الجزء 22

رت سبعة سنوات منذ دخول رايج السجن، أنضمت لنادي قتالي بالسجن، حيث الفائز يحصل على طعام إضافي، و تدريجياً رايج وصلت للقمة به، كل من عرفتهم في البداية ماتو، سواء من التعب، أو تم قتلهم، لكنها لم تكن بحاجة إلى الحماية، فقد أصبحت بالفعل الشخص الأقوى هناك، و بكل مرة تتم معاقبتها على كسر القواعد كان يتم تقيدها من ذراعيها، و ضربها بكرة حديدية من مدفع مباشرة نحو بطنها.

ينزل رجل من العربة، قد كان قصير، بشعر أسود ناعم، يرتدي وشاح حول عنقه يغطي نصف وجهه ، نزل من العربة و نظر حوله، فأبتسم قائل بعقله " هاه، هذه المدينة أجمل من التي كنت بها، طبيعي بما أنها العاصمة، لكنني لست هنا للتحديق بهذا المنضر، ركز أرغوس، حتى لا ينتهي بك الأمر مثل والديك" ينظر نحو النقابة، فيدخل لها، يمشي بها بينما ينظر لمختفلي صائدي الجوائز، بينما يفكر بعقله " يجب على إيجاد مجموعة جيدة، مجموعة يمكن الإعتماد عليها " ينظر حوله أكثر حتى يرى مجموعة من الناس تجلس معاً، تتكون من رجل يرتدي درع فاخر، مع سيف طويل يبدو باهض الثمن، و فتاتين بملابس راقية، إحداهن تحمل أسهم رأسها مصنوع من الفضة، و الإخرى تحمل كتاب يساوي طن ذهب، شعر أرغوس بالتقزز منهم و إستحقار، أستحقرهم بمجرد إرتدائهم لتلك الملابس و نظر بعيداً، و كأنه وجودهم نفسه معه بنفس السماء يزعجه،تقع أعينه على مجموعة أخرى، رجل بملابس عادية يحمل معه سيف و درع، و فتاة أخرى ترتدي نظارة و معها كتاب يمكن إيجاده بأي مكان، إبتسم أرغوس و جلس معهم على نفس الطاولة و بدء يقول : ( إذن أفترض أنكما لن تمانعان إضافة شخص جديد للفريق، صحيح؟) ينظران نحو بعضهما البعض حتى تقول الفتاة : ( لمَ لا؟ هل ترينا بطاقتك؟) أستغرب أرغوس من الأمر قائل : ( بطاقة؟) فينهضان كليهما و يمشيان بعيداً، فيضرب أرغوس رأسه على الطاولة قائلة : ( ما الخطأ الذي فعلته بحق الخادمة الرابعة) حتى يقف شخص خلفه قائل : ( يبدو أنك جديد على هذا المكان، أستطيع مساعدتك) ينظر أرغوس خلفه ليري شخص بشعر أسود شائك، لم يشعر بالإرتياج إتجاهه، شعور غريب، شعور شك، شعور ريبة و حذر، و كأنه منظره يفضح شخصيته، لم يرغب أرغوس بالتعامل معه حقاً، لكنه أستمع له على أية حال، قال الرجل بينما يخرج عقد من جيبه : ( إنه عقد يجعلنا شركاء، سوف يناسبك كثيراً بما أنك جديد) يأخذ أرغوس العقد و يقرئه جيداً، يقرء كل جزء به أكثر من مرة، يعيد له العقد قائل : ( من الأفضل لك أن تعطي هذا الشيء لشخص لا يجيد القرائة) يذهب الرجل و يأتي غيره، رجل ضخم أصلع، يقول له : ( جيد ما فعلت، إنه يحاول أن يجعل الوافدين الجدد عبيده) ينظر الرجل لأرغوس فيقول : ( إذهب إلى الساقية، هي ستصنع لك بطاقتك، و لا تحاول الإنضمام لأي فريق يا فتى، لا أحد سيقبل بشخص لم ينجز اي مهمة) يتنهد أرغوس بعمق و يذهب، يصنع بطاقة، ثم يقف أمام لوحة المهمات، ينظر بتمعن للمهمات كلها، لكن فجأة، يقف أمامه الفارس بالدرع الفاخر، و معه الفتاتين، رغم أنه هذا أستفز أرغوس، شعر برغبة مباشرة بقتلهم، تخيل نفسه يقتلهم و يقطع اعناقهم، لكنه فكر بنفسه " لا داعي لإفتعال مشكله يمكن تجنبها بسهولة" و حالما يغادرون، يعود أرغوس للوحة المهمات و يقلب أعينه بحثاً عن مهمة تناسبه، ليست صعبة جدا، لكن بنفس الوقت ليست سهلة، مهمة قادرة على جعل بقية الفرق تقبله كعضو معهم، يقلب أكثر حتى تقع عينه على مهمة، بصورة رجل مقنع، بأسم كارلوس بجائزة، عشرين ألف قطعة ذهبية، يأخذ أرغوس المهمة بينما يفكر " عشرين ألف على شخص واحد، هذا كثير لكن... إلى أي درجة سيكون من الصعب قتل شخص واحد؟" يخرج من النقابة فيجد أمامه رجل متسول كبير في السن، من ذوي الاحتياجات الخاصة، يقترب منه أرغوس ببطئ ينحني قائل بينما يمسك بصورة كارلوس بيده: ( أتعرف أي شيء عنه؟)يظهر التوتر على رجل الكهل، و كأنه يرى شبح أمامه، لم يرمش عينيه حتى لعشرة ثواني و يقول : ( كلا، لم أره من قبل) يدخل أرغوس يده بوشاحه و يخرج سكين، يحدق بالكهل بنظرة جادة بالكامل، بدي الجهل خائف، لكن الخوف الذي ظهر على وجهه عندما رأي الصوره بدت اكبر، كمقرانة رجل خائف على حياة عائلته، بطفل خائف من الرسوب في إختبار يضع أرغوس السكين قرب قدمه قائل : ( إذا لم تتكلم، سوف أتأكد من أنك معاق حقا) ينظر الرجل بعيداً قائل : ( أخبرتك أنـ) و قبل أن يكمل الكهل كلامه، يطعنه أرغوس بفخذه، يخرج السكين و يضعه قرب عنق الكهل، بينما يمسكه من من ملابسه بإحكام، و يقول : ( هذه فرصتك الأخيرة، تعرف أنه الناس هنا لن يهتمون لك، أنت مجرد قمامة في الطريق بالنسبة لهم، موتك أفضل من حياتك) بينما ينظر للكهل بحدة كبيرة، نظر له و كأنه سرق أمواله، يقول الكهل و الخوف على وجهه، و بنبرة تردد : ( إن أسمه كـ-كارلوس، إنه لا يظهر إلا نادرا جداً، لكن يمكنك إيجاد اتباعه بكل مكان، هذا كل ما أعرفه أقسم لك) يحدق أرغوس بأعين الكهل، لم يكن يبدو عليه الكذب، ينهض أرغوس و يمشي بعيداً، بكل هدوء، يظل يمشي قليلاً، حتى يرى مجموعة من الأشخاص يحملون سيوف، لم يبدون كصائدي جوائز، أو كفرسان أو حراس، بدي و كأنهم مجموعة من الأوغاد المجتمعين معاً، يمشي أرغوس نحوهم، يقف خلفهم بهدوء، يحدق بهم بدون قول أي شيء، ينظرون له بتوتر، بدي و كأنه فزاعة، يقول أحدهم : ( أنت ماهو خطبك؟) بينما يستمر أرغوس بالتحديق بهم، لاحظ أنه أحدهم يشبه كثيراً، يخرج أرغوس سكين و يرميه على أحدهم، كانت الرمية قريبة جداً من وجهه لدرجة أنها تركت أثر بشعره، يبدء أرغوس بالركض بعيداً مباشرة، فيحملون سيوفهم و يلحقون به، ينظر لهم أرغوس بينما يقول بعقله " ممتاز" و بعد خمسة دقائق طويلة من الركض، يدخل أرغوس إلى الأزقة، و يختبئ بإحدي السطوح، بينما ينظر لهم خلسة و هم يدخلون للزقاق، كان التعب واضح عليهم بعد ركض تلك المدة، مع كل هذه المعادات، بالكاد كانو قادرين على التنفس، يتقدمون أكثر ببطئ و حذر، يمسك أرغوس صخرة و يسقطها على رأس أحدهم، لتسحق رأسه و يسقط جثة على الأرض مباشرة، يتراجع البقية إلى الخلف و ينظرون نحو الأعلا لم يعرفون من أين اتت الصخرة، بدي و كأنها سقطت من العدم، يستمر أرغوس في الإختباء في سطح أحد البيوت، و حالما أشاحو بنظرهم بعيداً عن البيت الذي أرغوس فوقه،ينقذ أرغوس على أحدهم من الأعلا، و بسرعة خاطفة يطعنه برقبته، بسهولة كبيرة و كأنه معتاد على هذا، و كأنه قضى عمره بأكمله بفعل هذا، ينظر بصمت مخيف نحو الرجل الذي يشبهه، يتراجع الرجل بقلق و خوف بينما أرغوس ينهض بهدوء، لم ينهض بسرعة بل أخذ كل وقته، و كأنه واثق تمام الثقة من النتيجة, يأخذ الرجل سيفه و يلوح به نحو أرغوس ليمسك ارغوس السيف بيد ملفوفة بالضمادات بالكامل، تضغط يد أرغوس على السيف حتى تكسره إلى نصفين، بينما الرجل متجمد مكانه غير مصدق لما تراه عينها، يمسك أرغوس الرجل بيده من عنقه و يكسره، ينظر حوله و يسحب الجثث بسرعة، يجرد الرجل الذي يشببه من ملابسه و يرتديهم بنفسه، بينما يقوم بتخبأة الجثث لاحظ أمراً و هو أنه جميعهم يرتدون قلادات متشابهة، بدي و كأنها مثل بطاقة الدخول، بطاقة إثبات العضوية، يرتديها أرغوس وبعدها يرتدي القلادة، لم يعرف أين يتجه حقاً، فبدء بالمشي بدون إتجاه معين، و يقلب أعينه بين الناس، حتى وجدي أخيراً شخصين يرتدون نفس القلادة، يقف أرغوس خلفهم بهدوء، و ينتظر أحد منهم أن يفتح معه موضوع، و يسحب منه أطراف الحديث، و بالفعل ينظر لهم أحدهم قائل : ( أوه أهلا مايكل، أجاهز للتبديل؟) يتوتر أرغوس داخلياً لم يكن يعرف عن أي تبديل يتكلمون، لكنه خارجياً قد كان هادئ بالكامل، و كأنه ممثل محترف نسي دوره بمسرحية قائلاً : ( التبديل؟ لقد نسيت أمره تماماً) لينظر له الرجل الأخر و يقول : ( بحقك يا رجل إنه أمر مهم، سوف تذهب إلى السجن كحارس لستة أشهر سوف نفتقدك) يبتسم أرغوس و كأنه هذا الكلام كان يعني الكثير له، و كأنه على علاقة طويلة معهم و يقول : ( لا عليك يا رجل، فقط قلني إلى المكان و لا تهتم لي) يضرب الرجل ظهر أرغوس بينما يبتسم قائلاً : ( هذا هو مايكل المعتاد! تعال سوف نرافقك إلى التجمع لتقلك العربة من هناك) و بينما هم يمشون يلقون نكات معاً، يمزحون معاً، يضحكون معاً، بينما أرغوس يسايرهم، و كأنه قضي معهم الدهر كله، يصلون إلى المركز و قبل أن يصعد أرغوس إلى العربة، يقول له أحدهم : ( لماذا لا تأتي و تمرح قليلاً معنا؟) فيرد عليه أرغوس بهدوء تام، دون أي تردد او تلعثهم : ( لا أريد أن أتأخر، خاصة بيوم التبديل) فينظر له رجل أخر قائلاً : ( لا ألومك، كارلوس يمكنه أن يكون متوحش إلى حد لا يوصف، لكنني سمعت إشاعة أنه يعامل سجينة بلطف) يلوح أرغوس بيده و يغلق الباب فتنطلق العربة، يتنهد و ينظر إلى يده الملفوفة بالظمادات، و يتذكر الماضي يتذكر كيف قطع هذه اليد، يتذكر كيف مزقها بسكين، ينزل يده و يتأمل خارجاً، ثم يدخل إلى كهف ضخم جداً، فتتوقف العربة لينزل أرغوس ناظرا حوله، و سرعان ما يشد إنتباهه رجل يمشي بسرعة، بل يركض نحو العربة، و يصعد بها بينما يبتسم، و السعادة تغمره، سعادة لم يكن يحاول إخفائها حتى، لدرجة أنه أرغوس أستغرب و فكر مع نفسه" أهذا سجان او سجين؟ يبدو أنه لا فرق بينهم حقاً هنا" يأتي شخص و يقف أمام أرغوس قائلاً : ( إذن أنت مايكل؟ أهلا بك، تعال سوف أريك غرفتك) يتبعه أرغوس بينما يقلب اعينه يميناً و شمالا، حتي يصل إلى غرفته، يستلقي على السرير بينما يتكلم مع نفسه " هذا السرير مريح، أفضل من كومة القش بالتأكيد، لكن على كل حال لن أمكث هنا طويلاً" و بينما هو مستقلي يدخل عليه شخص و يقول : ( تعال يا رجل، كارلوس يرغب بحظور الجميع، حتى السجنات، يتحرك أرغوس مع الجميع لمكان التجمع، كانت هناك أمرأة ببطن منتفخة قليلاً، كان من الواضح أنها حامل قد كانت مقيدة بطاولة، بينما كارلوس يقابلهم بظهره، يمسك كارلوس بنجمة الصباح و يقترب من المرأة بصمت دون قول أي شي، يرفع نجمة الصباح عالياً، و يضرب بها المرأة على بطنها، مرة... مرتين ،ثلاثة أربعة خمسة أستمر بدون توقف بينما المرأة تصرخ من الألم، بينما تبدء بالنزيف ،أكثر و أكثر بينما يستمر كارلوس بضربها أكثر و أكثر حتى توقفت كلياً عن الحركة، يضع كارلوس نجمة الصباح جانباً و يمشي بينما يقول : ( نظفوا المكان جيداً) و يغادر و كأنه لم يحصل أي شيء و كأنه يوم روتيني أخر، و على هذا النحو تصرف الجميع، وقف أرغوس بمكانه بينما يفكر "يبدو أنه لا يمكن العبث مع هذا الرجل، لكن مالذي فعلته بالمقام الأول؟) يمشي أرغوس قليلاً حتى يجمعه السير مع شخص و يتحدث معه : ( إذن... مالذي فعلته تلك الفتاة بالضبط ؟) فيهمس له الرجل : ( أخفض صوتك بحق! أتريد اللحاق بها؟ ألا ترى انها حامل؟ تعرف أنه يمنع على السجانين و السجنات الإختلاط،إلا بالضرورة) يقول أرغوس بعقله " قانون غريب... لكنني لا أخطط على البقاء هنا على كل حال".

يتجه جميع السجانين إلى غرفهم و يدخلون بها، ثم يتسلل أرغوس خارجاً، كان الظلام حالك بالكاد يمكنه رؤية يده ،لكن لم تبدو هذه كمشكلة كبيرة له، و كأنه إعتاد على هذه الأمور، يدخل إلى غرفة كارلوس و بهدوء يأخذ سكين من وشاحه، يقترب ببطئ و سلاسة و يطعنه بالسكين لكن... كان هناك أمر،

خطأ لم يكن الشعور نفسه شعور طعن اللحم الذي أعتاد عليه طوال حياته كان شعور مختلف شعور غريب، يفتح الباب ليري أرغوس كارلوس...

2023/07/06 · 82 مشاهدة · 1807 كلمة
Zonemai
نادي الروايات - 2025