خطأ لم يكن الشعور نفسه شعور طعن اللحم الذي أعتاد عليه طوال حياته كان شعور مختلف شعور غريب
------------------------------------------
، يفتح الباب ليري أرغوس كارلوس، يقف خارجاً يحدق به،ينظر أرغرس إلى السرير ليجد دمية على شكل كارلوس تماماً، بينما يدخل مجموعة من الرجال الأخرين، عدد هائل يمسكوت أرغوس من كل مكان لم يكن لديه أي مهرب، يتقدم كارلوس قائلاً : ( لقد وصلني خبر إيجاد ثلاثة من رجال مقتولين، و أحدهم بدون ملابس من ما آثار لي شك كان بمحله، أرموه في السجن) يدخل أحدهم يده بوشاح أرغوس فيخرجها بينما يده تنزف بشدة، ينظر له الجميع بإستغراب حتى يقوم أحدهم بإزالة وشاحه عنه لتهطل منه الخناجر و الشفرات كما لو أنها مجرد ألعاب طفل غني وحسب، يقفون بصدمة و تعجب و كل ما يجول في اذهانهم هو " كيف لم يمت بعد؟ كيف لم يذبح عنقه حتى الآن" يتم جره و رميه في زنزانة مع بقية السجناء ليقول برأسه " تباً لقد فشلت، لكن... كما قلت، لن أمكث هنا طويلاً ينظر خلفه ليجد المساجين نائمين، يسند ظهره على الزاوية و يخلد للنوم. في الصباح يستيقظ أرغوس على خطوات، يفتح عينيه ليجد بقية السجناء يقفون في صف بإنتظام، ينظر خارج الزنزانة ليري سجانين مدرعين من اقدامهم حتى رأسهم يحمل أحدهم سيف و الأخر فأس ضخم فيقول ارغوس بعقله " هاه،بالتأكيد يمكنه قطعي إلى نصفين بذلك الشيئ" فينهض ارغوس و يقف بالصف معهم ليتم تقيده من قدميه و ذراعيه بلأغلال و إعطائه معول، يخرج ارغوس من الزنزانة ليري جميع الزنزنات على نفس الحال معدي زنزانتين، زنزانتين أشدو إهتمام أرغوس بشدة و كأنهم قطعة ذهب لامعة وسط الطين، الزنزانة الأولة لم يكن أمامها أي حارس لكنها لم تكن كالبقية، بالكانت مغلقة بالكامل من جميع الجهات، لم تكن البوابة عبارة عن قبطان بل جدار معدني بالكامل ،جدار أكثر سماكة منه، فكر أرغوس في نفسه " مالذي يضعونه هناك بحق؟ وحش؟ أشك بهذا، ما يوجد هناك لن يقل عن وحش كاسر قادر على تمزيقنا جميعاً أربا أربا" بعدها ينظر إلى الزنزانة الأخرى و قد كان أمامها خمسة حراس مدججين بالأسلحة و الدروع أكثر من بقية الحراس، و كأنهم ذاهبون إلى حرب طاحنة، تفتح البوابة و يخرج أمر زاد علي إستغراب أرغوس حيرة، فتاة بشعر أبيض و حجم هائل لدرجة أنها جعلت الحراس يبدون و كأنهم أطفالها مع جسم مع جسم أستحال أرغوس أن يكون جسم أمرأة، العضلات التي به بدت كعضلات مصارع قضى كل عمره بمحاربة الأسود الأسود و الوحوش بيديه، ينظر أرغوس بعيداً عنها تجنب للمشاكل و يذهب للتنقيب جانب أحدهم ، و يقول له : ( هل العملاق بالشعر الأبيض فتاة؟) فيرد عليه الشخص الأخر قائل : ( رايج؟بطريقة ما، إنها كذلك، و لا أنصحك بالإقتراب منها حقاً، إنها عصبية كثيراً) ينظر لها أرغوس فيجدها تنقب لحالها، أقرب سجين لها كان علي بعد عشرين متر، بدت وحيدة بالكامل، و كأنها مصابة بمرض معدي يفتك بكل من يصاب به، لكنها لم تكن مشكلته ليتعامل معها فيسأله ارغوس عن الزنزانة الأخرى فيصمت السجين الأخر لعدة ثواني بعدها يقول بصوت به الرجفة و يقول بعدها : ( ثق بي، أحياناً الجهل نعمة) و يكمل تنقيبه بصمت و هدوء، ثم يحل موعد الغداء، يوضع لأرغوس حساء مع بعض القطع الغريبة تطفو فوقه، لم يهتم أرغوس للأمر، بل جلس يأكل الحساء بهدوء و ببطئ، و كأنه يأكل طبق شهي و لا يريد منه أن ينتهي، يقف أربعة أشخاص خلفهم أستمر بأكل الحساء بهدوء بينما يشعر بنظراتهم تثقب ضهره و كأنهم أبر عملاقة، يضع أحدهم يده على كتف أرغوس قائل : ( لقد نفذ طعامنا، ففكرنا انك ستكون كريم علينا بالمشاركة) يفكر أرغوس " الوضع المعتاد إذن، في حالة لو خضعت لـ" يقاطع تفكير أرغوس منظر أحدهم مرمي على طاولته، ينظر خلفه ليري رايج تخنق أحدهم من عنقه بينما تقول بصوت به غلة، كره لكن ابرز ما ظهر عليه هو الغضب : ( ماذا قلنا عن إزعاج الجدد؟ أتريد مني أن أتدرب على كسر عظامك؟! أنا بمزاج جيد لهذا اليوم!) بينما يحاول الشخص تحرير نفسه و كأنه حيوان برى، بل فريسة وقع بفخ الصياد، تمسك ذراعه و تلوي مرفقه نحو الجهة المعاكسة، فعلت هذا و كأن ذراع ذلك الشخص مجرد غصن شجرة رفيع، ترميه رايج بعيداً و تجلس أمام أرغوس بينما تأكل حسائها بوجه غاضب، يحدق بها أرغوس جيداً بينما يفكر بعقله "لماذا ساعدتني بحق...؟" تنظر له رايج و لحيرته قائلة : ( أسمع الأمر ليس شخصي حسناً؟ أكره كيف القدماء هنا يجتمعون على الجدد، لديك شهر واحد حتى تجد مجموعة تبقى معها أفعل هذا ما الجميع) يشركها أرغوس ليكمل أكله بينما يفكر بعقله " حسناً... لا تبدو سيئة كما ظننتها " يشد إهتمام ارغوس ثلاثة حراس يضعون طبق مليئ بالطعام من مختلف اللحم و الخضروات أمام الزنزانة الموصدة ،لم يبدو كطعام سجين بل كطعام أمير محتجز بغرفته، يتم دفع الطبق بعناية شديدة و كأنهم نادلين بمطعم فاخر يخدمون الدوق نفسه بفتحة أسفل الباب، ينظر أرغوس نحو رايج قائلاً : ( مالذي يوجد خلف تلك الزنزانة؟) تتوقف رايج عن الأكل ،بينما تعود إلى ذاكرتها لقطات، حيث كانت ملقية على الأرض في بركة من الدماء بينما تتظر برؤية ضبابية إلي كائن أضخم منها بكثير، ترفع رايج نحو أرغوس قائلة بصوت به إزدراء : ( لا شيء هناك) يقول أرغوس بعقله " حتى هي لا تريد التكلم عن ما يوجد خلفه... يبدو أنه أمر أضخم من ما فكرت به..." تقول رايج : ( إذن ماهو أسمك أيها الجديد؟)
أرغوس : ( أسمى أرغوس ماذا عنكِ؟)
رايج : ( يمكنك منادتي رايج)
أرغوس : ( إذن رايج، لماذا أنتِ بهذا القسم؟ يفترض أن يكون هناك قسم خاص بالنساء صحيح؟)
ترفع رايج طبقها و تبدء بشرب ماء الحساء دفعة واحدة بينما يسيل بعض الحساء على فم رايج بينما تفكر بعقلها " ياله من مزعج" في جهة المقابلة يحدق أرغوس بها بينما يفكر بعقله " هذا مقرف، خاصة أنه قادم من فتاة... ربما لا يجب على التعامل معها علي أنها كذلك وحسب" تنزل رايج الطبق الفارغ قائلة : ( أبرحت العاهرات هناك ضرباً فنقلوني إلى هنا) بعدها يشد إهتمام جميع السجناء دخول سجين جديد، و حالما يراه أرغوس يبتسم لا إرادياً، فقد كان الفارس بالدرع الفاخر الذي رأه بالأمس في النقابة، مجرد من درعه الثمين و سيفه الباهض لكن سرعان ما إختفت الإبتسامة على وجهه حالما يراه يمشي نحوهم يجلس الرجل معهم قائل : ( أنت أذكرك في النقابة أمس، أنت صائد جوائز مثلي) تبتسم رايج قليلاً و كأنها رأت أصدقاء لها قائلة : ( إذن أنتما صائدي جوائز هاه، أنا أيضا، أسمي رايج و هذا أرغوس) يقول أرغوس متجنب النظر له : ( إذن اخذو درعك و سيفك هاه؟ و لماذا أنت بحق بالذات الجحيم هنا؟ ) يحدق الرجل بأرغوس قائلاً : ( أنا السير غونتر فون شوارتزبورغ الخامس، و سوف استعيد درعي و سيفي حالما أغادر أيـ) لتنفجر رايج ضحكا ليحدق بها كليهما بينما رايج تحاول التوقف عن الضحك قائلة : ( أ هاهاها، أسفة هاهاهاها! أسـ هاه...أسمع، على الأغلب أنه بدء بيعيهم بالفعل ،أيضاً أنسى أمر الهرب، البوابة التي تسد الطريق، حتى لو أجتمعنا جميعناً على فتحها، لن نحركها حتى شبراً واحد، أعرف هذا جيداً لأنني أمضيت تسعة سنوات هنا ) فيرد غونتر بنبرة لا مبالاة : ( لقد كان من إبن الدوق نفسه، لكن لا يهم سوف احصل على غيره) يعم الصمت قليلاً ليدفع ارغوس طبقه بعيداً و كأنه شهيته للطعام أختفت بوجه متقزز، و كأنه يجلس جانب خنزير قذر، بينما أختفت الإبتسامة عن وجه رايج و كأنه فشلة في أهم إختبار في حياتها، تمسك رايج طبق أرغوس و تشرب ما تبقى من الحساء، تمسح فمها بذراعها ليقول أرغوس : ( إذن ماهو سبب مجيئك؟)
غونتر : ( لقد كنت أبحث عن كارلوس لأجل المهمة)
أرغوس : ( حسناً إذن،أنا هنا لنفس السبب)
رايج : ( إذن نحن جميعاً لنفس السبب)
يلاحظون أنه جميع السجناء يمشون نحو زنزانة معينة و كأنه هناك أمر مهم على وشك الحصول، تنهض رايج متحركة نحو الزنزانة مع بقية السجناء ليتبعها كل من غونتر و أرغوس الذي نظر فوقه قبل الدخول للزنزانة و لاحظ أمراً، هذه الزنزانة بعيدة عن أعين السجانين و كأنها بنقطة عمياء،تدفع رايج السجناء الذين أمامها لتقف بالمقدمة، يقف كل من أرغوس و غونتر جانبها، كان السجناء يشكلون حلقة بينما كان هناك سجينين بالمنتصف ، بدي و كأنهما على وشك القتال، يقترب منهم سجين يحمل بيديه سكين و عود حديدي رفيع و يفك عنهم الأغلال، ليستغرب أرغوس كثيراً فينظر خلفه ليتكلم مع أحد السجناء : ( إذا كان بإمكانكم فك الأغلال، لماذا تقبونها؟) فيجيبه السجين : ( حالما يرى السجانين سجين بدون أغلال ، سوف يبرحونه ضرباً و يحرمونه من الطعام لأيام) ينتهي السجين من إزالة الأغلال فيبتعد، يتجهز كل من السجنين للقتال، أحدهم كان أصلع قصير قليلاً، مع وجه أملط بالكامل و رأس مستدير، بينما الأخر كان رجل طوله طبيعي شعر طويل قليلاً يصل حتى كتفيه و لديه لحية يحاول الأصلع لكن الرجل الأخر لكنه يتفداها كملاكم محترف و يسدد له لكمة بسرعة مباشرة نحو وجه الرجل الأصلع، يترح نحو السجناء ليدفعونه مجدداً يستجمع الرجل الأصلع و يرمق رايج بنظرة و كأنه لديه مشكلة معها، لكنه سرعان ما يعيد تركيزه على الرجل الأخر، يلكم الرجل بالشعر الطويل الأصلع على بطنه بلمح البصر لكمة خاطفة لكنها كانت قوية لدرجة جعلت الرجل الأصلع يشعر و كأنه غدائه صعد نحو عنقه و حلقه و قبل أن يتقيئهم يسقطون إلى معدته مباشرة، يفكر أرغوس بعقله " هذا ليس قتال حتى ، هذا ليس سوي أن شخص يبرح شخص أخر ضرباً" ينتبه أرغوس أنه رجل الأصلع وضع يده في جيبه و كأنه يمسك شيء ما يحاول الرجل ذو شعر الطويل لكم الرجل الأخر بوجهه لينحني و بسرعة يخرج سكين من جيبه لكن قبل أن يتمكن من طعنه، يتلقى ضربة قوية جداً على رأسه تجعله يسقط أرضاً، ينظر كل من غونتر و أرغوس نحو رايج التي كانت تحدق به بينما تطحن أسنانها بغضب و كأنها حاول طعنها هي و سرقتها، يرفع الرجل الأصلع رأسه بينما ينزف لتبدء رايج برفسه بينما تصرخ عليه : ( حثالة! مثير للشفقة!) تدوس على رأسه قائلة : ( كم مرة أقول لكم، لا أسلحة لعينة هنا؟!) تمشي رايج خارج الزنزانة ليقول الرجل الأصلع بصوت عالي : ( و من جعلكِ رئيستنا؟!)
تقف رايج بمكانها ليقول الأصلع : ( أنتِ لستِ سوي مجرد مسخ، تماماً مثل الأخر!) يحاول بقية المساجين إسكاته فيدفعهم قائلاً : ( السبب الوحيد لبقائك هنا هو أنه كارلوس يفضلك عن البقية!) تلتف رايج و تبدء تمشي نحوه ببطئ و بصمت ،إبتعد الجميع عنه و كأنها الموت الذي يأخذ كل شيء قريب منه رأي غونتر عروقها من عنقها و كأنها بالون مليئ بالمياه على وشك الإنفجار رأي أرغوس عينها الحمراء التي تبدو و كأنها تحولت إلى أعين وحش هدفه الوحيد هو سفك الدماء وحسب، تنحني رايج و تحدق بأعينه مباشرة دون أن تنظر جانباً ولا للحظة بدون أن ترمش حتى قائلة : ( و هل أفترض أنك قادر على فعل أي شيء حيال هذا؟) قالتها بهدوء غريب، و كأنها ورقة شجر تطفو بسلام فوق الماء، لكنه لم يكن هدوء جميل بل كان هدوء مشؤوم، أدرك الجميع أن هذا الهدوء ما قبل عاصفة و أي عاصفة هذه عاصفة فتاكة عاصفة هائجة عاصفة عنيفة تكسر رايج السلاسل في أغلال أقدامها و يديها و بعدها تمسك يده و تنهض يحاول الرجل الأصلع النهوض معها لكن رايج تدوس على صدره لتجعله هو و الأرض على صفحة واحدة، ينظر إلى وجهها و ماهي سوي لحظة حتى شعر بألم مبرح، ألم يجعل شعور الطعنة كلسعة نحلة ، هذا لم يكن شعور تقطيع بل شعور تمزيق ينظر إلى كتفه ليري الجلد يتمزق و ينفصل عن باقي جسمه، لم يستطع الصراخ من الصدمة التي هو فيها بينما تستمر رايج بالسحب حتى تفصل كامل ذراعه من يده حتى كتفه و دون أي تردد تبدء بضربه على رأسه بذراعه بقوة، بهيجان و كأنها رأت ألذ أعدائها تضرب بدون توقف قائلة بصوت عالي و خشن : ( من تظن نفسك بحق كل شيطان بالجحيم اللعين؟! مخنث! عاهر! فاشل! ذليل!) بقت تردد الشتيمة تلوي الأخرى و مع كل شتيمة تأتي ضربة أقوى من التي ولتها حتى تتوقف أخيرا بعد أن جعلت رأسه يغطيه الدم، ترمي ذراعه و بدت و كأنها هدأت حتى ترى فقاعة من الدماء في أنفه تنتفخ و تنفقع و سرعان ما عاد غضبها و كأنها ثور بحلبة المصارعة رأي رداء أحمر يرفرف أمامه لتمسك رايج رأسه،تحشر يديها بفمه ليري الجميع جلدة رأسه تتمزق حتى تفصل رايج أخيراً بين فكه العلوي و ما فوقه و بين بقية جسمه مغطاة بالدماء تنظر رايج حولها قائلة بينما تصرخ : ( أهناك أي عاهر يود قول أي شيء لي؟!) يظل الجميع ساكت حتى تقول رايج : ( جيد! و تذكرو! أنا هنا أقوى منكم جميعاً! أشد منكم جميعاً! و لو كان هناك أي مخنث بينكم يود إثبات لي عكس هذا، فلن أتردد بجعله معاق بدون اذرع أو أقدام و مخصي! يتجول في المكان كلعبة جنسية لكل شاذ بهذا المكان!) و تغادر الزنزانة تقف بمنتصف الساحة و تصرخ بصوت عالي لينتبه لها السجانين و ترفع رايج أيديها قائلة للسجانين : ( لقد حطمت الأغلال بالخطأ) يصوب كل السجانين نحوها بأسهمهم و كأنها الجائزة العظمي ،يدخل عليها ما لا يقل عن عشرين سجان مدججين بكامل الأسلحة و الدروع و يحطونها من كل مكان و كأنها نجم لامع يحطونه الحراس من كل مكان لإبعاد المعجبين، تمشي رايج معهم بهدوء بينما الدماء تقطر منها، يلتفت أرغوس خلفه و يرى الجميع المساجين يعودون إلى طبيعتهم و الأغلال بأيديهم و كأنه يوم طبيعي كأي يوم أخر، بهذه الأثناء يتم تقيد رايج من أقدامها و ايديها بالسلاسل و أمامها كان هناك مدفع يصوب إتجاه بطنها مباشرة، يقف شخص خلف المدفع و يجهزه و كأنه أمر روتيني يقوم به بين الفترة و الأخرى،تمر عدة ساعات لتعود رايج و هي مقيدة بالأغلال، تدخل زنزاتها لتجد أرغوس و غونتر جالسين هناك، تستلقي رايج على سريرها و تخلد إلى النوم.
في اليوم التالي بينما رايج تنقب بمفردها يقف أرغوس جانبها و يبدء بالتنقيب معها قائلاً : ( إذن يوم أمس... ذلك الشخص نعتك بالمسخ لكنه ذكر بنفس السياق كلمة الأخر، بكل مرة أسأل من هنا لا ألاقي سوي الخوف على وجوههم و الرفض) تنظر له رايج قائلة : ( أسمع، أنا لا أخاف من أي شيء، ولا حتى الموت) فيرد عليها أرغوس : ( إذن لا أظن أنه لديكِ مانع الإخباري؟)
رايج : ( لو كنت أعرف لأخبرتك!)
رغم أنه هذه لم تكن الحقيقة، و أرغوس كان مدرك لهذا إلا أنه أخر شيء يريدها هو إغضابها، يشد إنتباه كل منهم صوت ضوضاء صوت يعرفونه جيداً صوت شجار، يتجه كل منهم إلى الصوت ليجدون غونتر يتشاجر مع أحد المساجين و حالما تقع أعينه على رايج يتجه نحوها قائلاً : ( رايج أريه مقامه) مشير نحو السجين الأخر، تغلق رايج قبضتها بينما تشتد عضلاتها قائلة : ( و من تظن نفسك حتى تأمرني هكذا؟) ينظر لها غونتر لتمسك رايج به من قميصه قائلة : ( أنا و أنت في الحلبة بعد الغداء!) و ترمي غونتر بعيداً و ترحل، يقف أرغوس خلف غونتر و يقول : ( أنتهي أمرك بالفعل إذن، هاه... حسناً سأكذب لو قلت لك أنني لست مسرور بما سيحصل لك) ينهض و غونتر قائلاً : ( من الغباء منك أن تظن أنني قد أخسر)
أرغوس : ( و مالذي يجعلك واثق من فوزك هكذا؟ أنت شاهد على ما فعلت بذلك الرجل )
غونتر : ( لا تقارني مع الحثالة، لقد تدربت في أرقى مدارس تعليم القتال)
أرغوس : ( كما تشاء... كما قلت، سأكون مسرور بما سيحصل لك)
و بعد ساعات قليلة يجتمع المساجين في الزنزانة، يشكلون حلقة مثل العادة بينما يقوم السجين بنزع الأقفال عنهم تقف رايج بمكانها بينما يقوم السجين بنزع الأقفال عنه يهمس له خلسة : ( يجب أن تعرف أمراً، هي لا تدافع ابدا او تتجنب اي ضربة، ستهاجمك و لن تتراجع أبداً) و يبتعد حالما ينتهي من فك الأقفال تقف رايج محدقة بغونتر بينما يتخذ وضعية قتالية، تبدء رايج بالمشي ببطئ نحوه و تزداد سرعتها تدريجياً و تلوح بيدها نحو رأس غونتر الذي تمكن من تجنب الضربة و يلكم رايج في وجهها، و بدون أي ردة فعل من رايج للضربة تمسك رأس غونتر و ترفعه عاليا بينما يحاول لكمها و ركلها، تضرب رايج رأس غونتر بالجدار... ضربة ضربتين ثلاثة اربعة خمسة، توقف جسد غونتر عن الحركة لكن رايج ،استمرت وحسب لم تبدو مثل الوحوش التي تقتل للأكل... بدت و كأنها تستمتع بكل لحظة، بكل ضربة و كأنها طفل يضرب شخص كان يتنمر عليه، لكن وجهها كان نقيض لهذا ،فقد كان مليئ بالغصب، الحقد الكره، و تضرب اكثر و اكثر ضربات أقوى و أقوى و كأنها شخص تم طرده من وضيفته و هو يوسع مديره ضرباً، تتوقف رايج و ترمي جثة غونتر بعد أن أختفي منتصف رأسه الخلفي، تعيد وضع الغلال و تغادر بدون قول أي كلمة...
يخرج كل المساجين من الزنزانة ليلحظ أرغوس أنه أحدهم يقوم بسحب جثة غونتر خارجاً و يتركها بوسط الساحة، يقترب أحد السجانين و يلكز جثة غونتر و بعدها يقوم بسحبها إلى الزنزانة المغلقة بالكامل، بحذر يفتح باب صغير من الأسفل و يدخل ذراع غونتر و بعد ثواني قصيرة يتم سحب الجثة بسرعة خاطفة، لكن جثة غونتر كانت أكبر بكثير من الفتحة فظل أيا ما كان هناك يسحب جثة غونتر حتى فصل يده عن جسمه، و يتكرر الأمر مع كامل أطراف جسمه، بينما يلاحظ أرغوس دماء جديدة تخرج من الفتحة، و بعد أنتهي الشيء من سحب كامل أجزاء جسم غونتر، يركل الحارس رأس غونتر من خلال الفتحة، يغلق الحارس الفتحة فيفكر أرغوس بنفسه " هاه يبدو أنه وحش بالفعل، أتسائل لماذا يبقونه على أية حال،لكن مهما سألت فلن ألقي الإجابة" يحل الليل فيدخل أرغوس، كانت رايج تحدق بالسقف ،يجلس أرغوس على السرير و يلحظ أمراً خدوش على الجدار خدوش قديمة منذ سنوات، يمعن أرغرس النظر بها جيداً ليتبين أنها أسماء الكثير منها، و هناك قاسم واحد مشترك بينها و أنه كلها مشطوب عليها، كان الجدار مليئ بها لدرجة أنه بدي و كأنه محفور، كمحاولة هروب و يستمر بالنظر لها حتى يرى أسم بينهم لم يكن مشطوب عليها، يمعن النظر جيداً كانت من الصعب قرائته بسبب قدمه، و بقرائة بطيئة يكتشف أنه أسم رايج فيقول : ( لقد أمضيتي وقت طويل هنا بلا شك، لكن أين ذهب كل هؤلاء الأشخاص، ماتو ؟) تنظر له رايج : ( إنها أسماء كل من بقى بهذه الزنزانة و أجل، جميعهم الأن أموات لقد كانو أفضل من دخل هذه الزنزانة ) ينظر أرغوس إلى الأسماء أكثر قائل: ( فهمت إذن لا مفر أو فرج من هذا السجن، لابد أنكِ تفقدين رفقتهم ) تنظر رايج للجدار المقابل قائلة بصوت بدي عليه حزن عميق تحاول إخفائه : ( لا يوجد سبب لأشتاق لكل شخص ميت قابلته) يرفع أرغوس يده الملفوفة بالضمدات و يكتب أسمه على الجدار بإصعبه فتجذب الحركة و الصوت رايج فتنظر له و تحدق ذراعه، فشعرت بالإستغراب، لطالما ظنت أنها مصابة لكنه يستعمل بشكل عادي، بل يحفر الصخر بها من ما جعل رايج تقول : ( لماذا تلف يدك هذا؟) يحدق أرغوس بذراعه لثواني بعدها يقول : ( سأخبرك لكن بشرط أن تخبريني ماذا يوجد هناك) مشيراً نحو زنزانة الوحش، يظهر الغضب على رايج قائلة : ( أخبرتك أنني لا أعرف ما يوجد هناك!) فيرد أرغوس عليها بـ ( أنتِ أقدم من يتواجد هنا، لابد أنكِ تعرفين شيئاً) تستلقي رايج قائلة : ( لحسن حظك أنني أشعر بالملل الشديد و إلا كنت أوسعتك ضرباً، تكلم) يفك أرغوس فيسقط منها القطن ليظهر شكل حجم الذراع الحقيقي كانت نحيلة و بدت ناعمة بشكل غريب، اليد و الأضافر فكرت رايج " هذه لا يمكن أن تكون ذراع رجل، فوق هذا... لا تبدو و كأنها من هذا العالم حتى" يلمس أرغوس ذراعه قائل : ( قبل سنة أو سنتين...