هبطت السفينة الهوائية أخيرًا على سطحٍ معدني واسع قرب مركز باريس، والسماء لا تزال رمادية تمطر ضوءًا ذهبيًا خفيفًا من خلف الغيم. ازدادت حركة الجنود الذين جاؤوا من جماعة "شارلاتان"، متخفيين خلف أقنعة سوداء وأسلحة نارية غريبة الشكل.
نوي وقف على سطح السفينة، ينظر بدهشة إلى الرجل الذي عالج الفتاة، والذي أعلن نفسه باسم "فنيتاس". رغم أنّه قال إنه إنسان، إلا أن ما فعله لم يكن شيئًا يستطيع بشر عادي فعله.
فنيتاس كان قد اختفى للحظات، قبل أن يظهر مرة أخرى ومعه الفتاة المصابة، محمولة على ذراعيه، شبه غائبة عن الوعي. لم يكن هناك وقت للتفكير.
"مَن أنت بحق الجحيم؟" سأل نوي، وهو يحدق فيه بعينين متشككتين.
ابتسم فنيتاس بتلك الابتسامة التي تشبه شخصًا يعرف أكثر مما يقول، وقال بنبرة واثقة:
"أنا الطبيب فنيتاس. أعالج مصاصي الدماء المصابين باللعنة. وهذا هو كتابي… إرث القمر الأزرق."
أخرج الكتاب ثانية، وكان ينبض كأنه كائن حي. من صفحاته، ظهرت رموز بلون أزرق سماوي، تتغير وتتحرك مع أنفاسه. الكتاب كان يتفاعل معه وكأنه مخلوق يُطيعه.
نوي اقترب منه، ورائحة الدم والهواء البارد تدور حولهما. قال:
"سمعت بأسطورة فنيتاس… مصاص دماء منبوذ، وكتاب يلعن من يلمسه. هل تدّعي أنك وريثه؟"
رد فنيتاس وهو يطالع السماء:
"أنا لا ألعن، بل أشفي. أنا أقاتل الكارثة التي أُطلقت على أبناء القمر الأحمر… ‘اللعنة’ التي تجعلهم وحوشًا بلا عقل. وهذا الكتاب هو السلاح الوحيد."
في تلك اللحظة، ظهرت "دومينيك" – مصاصة دماء من العائلة الملكية، وصديقة طفولة نوي – وهي تنزل من السماء بأناقة قاتلة، تتلاعب بسيفها المزخرف، وعيناها تلمعان بحدة.
"نوي؟ لم أتوقع أن أراك وسط هذه الفوضى. وهل هذا هو الإنسان الذي يشفي مصاصي الدماء؟ يبدو… مزعجًا."
ابتسم فنيتاس ساخرًا ورد: "أوه، شكرًا على المجاملة."
لكن في أعماق هذا السخرية، كانت هناك لمحة تعب… شخص يخفي آلامه خلف لسانه الحاد.
الفتاة التي أنقذها فنيتاس بدأت تصحو، وبكت وهي تتوسل:
"أين أنا…؟ هل فقدت نفسي؟ هل… قتلت أحدًا؟"
ركع فنيتاس بجانبها، نظر إليها بعينين هادئتين وقال:
"أنتِ ضحية. لستِ مجرمة. شُفيتِ الآن، ولن تسمعي صوت اللعنة مرة أخرى."
دموعها تساقطت، ونوي نظر إليه بصمت. لأول مرة، بدأ يؤمن أن هذا الشخص الغريب قد لا يكون مجرد مجنون يحمل كتابًا ملعونًا.
**
نهاية الفصل جاءت عندما اقترب فنيتاس من نوي وقال له:
"أنت مهتم بكتاب فنيتاس؟ جيد. لأن رحلتي بدأت… وأحتاج إلى شاهد."
**
وبتلك الكلمات، عُقد الرباط بين فنيتاس ونوي… رباط لن ينفك حتى تنكشف كل الأسرار، أو يسقط أحدهما في الظلام.
نهاية الفصل الثاني
كتابه :YASSEN
*ملاحظه* ..انا لست مؤلف انا فقط اوحول فصول المانجا الى روايه مقروءه لمحبي ال
قراءه مع اختلاف في طريقه السرد لي جعلها اكثر امتاع