في إحدى غرف قصر آل دي ساد، حيث الأرائك المخملية والنوافذ العالية التي تسكب ضوء القمر فوق الأرضية الرخامية، جلس فنيتاس مسترخيًا، ساقاه فوق الطاولة، بينما يتلاعب بكتاب القمر الأزرق بين أصابعه كما لو كان لعبة.

لكن عينيه… لم تكن مسترخيتين. كانت تراقب الباب.

وفعلًا، فُتح الباب ببطء، ودخلت جان.

خطواتها صامتة، لكن حضورها كان كثيفًا. شعرها الفضي ينسدل على كتفيها كالشلال، وعيناها الزرقاوان كانتا ثاقبتين كالسيوف. كانت فارسة… سفاحة مصاصي الدماء… "سفّاحة بورود".

رفعت سيفها دون مقدمات، ووجهته نحو فنيتاس.

"أنت تهدد أمن المملكة. جئتُ لأقتلك."

نهض فنيتاس ببطء. لا خوف في صوته، لا قلق في وجهه. فقط ابتسامة جانحة، أشبه بتحدٍ.

"هكذا إذن؟ قتل أولًا، أسئلة لاحقًا؟"

اندفعت جان، وانطلقت المعركة.

سيفها لمع في الضوء، وحركتها كانت كرقصة الموت. لكن فنيتاس لم يكن ضعيفًا… لم يكن محاربًا، لكنه كان بارعًا في البقاء على قيد الحياة. تفادى ضرباتها، واستعمل محيطه، حتى أمسك معصمها ودفعها إلى الجدار.

كانت قريبة… أقرب من أي وقت مضى.

قلبها خفق بقوة، ليس من القتال… بل من شيء آخر.

"هل تستمتعين بقتلي… أم أنك تبحثين عن سبب لعدم قتلي؟" همس فنيتاس.

جان ارتجفت.

"أنت وقح!" صاحت، لكنها لم تبتعد.

مرت لحظات صامتة. أنفاسهما اختلطت، وقربهما كان خطيرًا… ليس بالسلاح، بل بالعاطفة المكبوتة.

ثم انسحبت جان فجأة، وأدارت ظهرها.

"لا تقترب مني مجددًا…" قالت بصوت خافت، لكنه لم يكن حازمًا كما اعتادت.

**

بعد مغادرتها، جلس فنيتاس وحده، يضع يده على صدره.

كان هناك اضطراب لا يريده. شيء غريب بدأ يتسلل إليه.

"اللعنة…" تمتم، "لماذا أنتِ؟"

**

وفي مكان آخر، كانت جان وحدها في غرفتها، تقبض على سيفها بإحكام.

"إنه عدو… مجرد عدو… فلماذا لا أستطيع قتله؟"

**

تلك الليلة، لم ينم أيّ منهما.

وكأن القتال الحقيقي بدأ بعد أن توقفت السيوف.

---

نهاية الفصل الرابع

YASSEN

*ملاحظه* ..انا لست مؤلف انا فقط اوحول فصول المانجا الى روايه مقروء

ه لمحبي القراءه مع اختلاف في طريقه السرد لي جعلها اكثر امتاع

2025/06/02 · 6 مشاهدة · 305 كلمة
Yasano
نادي الروايات - 2025