لم أعرف ماذا سأفعل في أول يوم عطلة لي بالمركز لكن دون أن أدري و في غياب تعليمات من الخادم وجدت نفسي متوجهة إلى صالة الرياضة مع الجميع كأن قوة تجذبنا نحوها , ربما هي سلطة الحشد على الفرد , أو عقلية القفير كما سمعت المبدع 27 يسميها مازحا .

لم يسبق أن كانت الممرات مزدحمة هكذا اختلط الجميع , مبدعين و سماة , كأن الجميع اتخذ طريقا واحدا . نشأ شجار بين بعض المبدعين , مررت بجانبهم , سمعت صراخهم على بعضهم البعض , ذلك أرعبني رغم ذلك أردت التوقف لأرى ما سيحدث , لكني انجرفت مع التيار .

عندما وصلت إلى الصالة , و لقد كان مريحا المرور من زحام الممرات الضيقة إلى خلاص فضائها الفسيح , لم أجد فيها المبدع 18 لقد كان ممن انتظروا حتى تفرغ القاعة الكبرى ثم توجهوا بعد ذلك للصالة .

عندما دخل كان برفقة المبدع 7 , كان يسيران جنبا إلى جنب , يتقدم قليلا المبدع 18 بخطواته الرشيقة و المتشنجة , و المبدع 7 يمشي بخطوات ثابتة .

ما إن دخل حتى انطلقت الهمهمات في القاعة , البعض أشار إليه بيده , و البعض ناداه باسمه , حتى أن البعض من إخوتي تقدموا نحوه ليصافحوه , لكن لم يرق الأمر للجميع فقد صاح فيه أحد المبدعين :

- هيييييه 18 , هل تأخرت لتحصل على استقبال درامي يليق بسموكم ؟

و قال آخر :

- ما هي امتيازات كونك مبدعا فائقا , هل ستحصل على ترخيص دخول لحمام المؤسسين ؟

و أضاف آخر :

- أم ستراقب الممرات ؟

و آخر قال :

- هيا أرنا بعض حركات الكونغفو التي استخدمتها ضد 1 .

لكن المبدع 18 لم يلق بالا لهذه التعليقات و لا للضحكات الساخرة التي تليها , و كان يجيب كل واحد بابتسامة خالية من الفرح , و لم يكن في حالة تسمح له بأن يقوم بأي حركات قتالية , كان يحرك يديه كأن كل عضلة فيهما تألمه .

تجمهر المبدعون وحدهم , كل في دوره يحكي نظريته الخاصة عما حدث , أغلبهم كان ضد المبدع 18 رغم أنهم لم يكونوا يطيقون المبدع 1 إلا أنهم اتفقوا على أن القصة كلها ما هي إلا مؤامرة من تدبير المبدع 18 للفت الأنظار . و اختلفت حكاياتهم بعضها كان دراماتيكيا و البعض الآخر كان سخيفا مثل نسخة المبدع 23 أو ما أسماه الملحمة القتالية للبطل المغوار السايبورغ 18 الذي تربى في غابة مع أسود البعد التاسع ضد الحي الميت من المستقبل الناسك 1 .

الكل أراد أن يحكي سيرته عما حدث و كل قصة كانت أطرف و أسخف من سابقتها , لكن الأكيد أن المبدع 18 كتم النسخة الأصلية عنهم .

في تلك اللحظة أردت التدخل , أن أدافع عن المبدع 18 , و أشرح ما حدث , فأنا أعلم بالوقعة . لكني في نفس الوقت كنت شاكرة للمبدع 18 و لكل من علم و كتم علمي بالحقيقة , فلو علم المبدعون الآخرون كانوا سينهالون علي بالأسئلة , و على الأرجح لن يصدقوا أقوالي , و سيتهمونني بالتواطؤ مع المبدع 18 , وأنه ألف كل شيء و أمرني بترديده على مسامعهم .

في كل الأحوال ما كانوا سيصدقون الحقيقة , فهي أقل إثارة من الملحمة القتالية .

كنت أحاول اختلاس السمع لحلقة المبدعين و في نفس الوقت كتمان الضحك و التصرف مثل إخوتي الذين لم يعجبهم حس فكاهة المبدعين و فضلوا البقاء بعيدا يرمقون المبدع 18 بنظرات غامضة , لم أفهم معناها , يطوف الصالة طولا و عرضا . لم يكن يمشي بخطوات مسرعة ونشيطة كعادته , و لكن كانت خطواته بطيئة , ميكانيكية و متشنجة , ينظر للأرض كأن عينيه تخترقانها , يجر رجليه , و تتدلى منه دراعاه كأنهما قطعتا قماش تتدليان من كثفيه .

اتجهت نحوه , احتاج لبضع ثوان حتى يلاحظ بأني كنت أتمشى بجانبه , رفع بصره نحوي لكن قبل أن ينظر إلي مباشرة أمال بعينيه للأرض , تمتم بكلمات متقطعة لكني فهمت منها تحيته :

- الســـــلام ... عليكم

رددت عليه التحية :

- و عليكم السلام

كانت هاتين الكلمتين آخر شيء خطر لي قوله , فقدت القدرة على تركيب الأفكار و تحويلها إلى كلام , و بدت كل المواضيع التي استطعت التفكير فيها لا تليق بأن تقال في هذا الوضع , و كل الأسئلة التي أصابتني بالأرق ثانوية . و يبدوا بأن المبدع 18 هو كذلك واجه نفس المشكلة لأن ما قاله بعد ذلك كان بعيد جدا عن السياق , قال :

- أتذكرين ما قاله المؤسس في ...

و أشار بيديه بعشوائية , يحاول الذكر

- في حفل البلوغ عن أنه تم . . . تم إنقاذنا .

أجبت بسرعة , عاتبت نفسي في صمت على ذلك , حتى قبل أن أسترجع تلك الذكريات و أتأكد من تذكري لها جيدا .

- نعم

قال كأنه لم يكن ينتظر ردي :

- لقد كان محقا , أقصد ... هناك في الخارج ... عالمي السابق ... لقد كنت في العام الأخير من الثانوية و لقد أدركت ... بأنه ... هناك أشخاص كثيرون يعتمدون علي ... أشخاص حتى لا أعرفهم ... لكن كانت لدي كذلك أحلامي و كان علي الاختيار من بين هذين الأمرين ... لا أرتاح لاتخاذ مثل هذه القرارات ... و دون أن أدري أنقدت من هذا الخيار , و صرت هنا ... لكن هذا الخيار لم يفارقني قط وحتى هنا بقي يطاردني ... اعتقدت بأنه لن أطر لاتخاذه إن جعلت أحلامي أن أساعد الآخرين , فأنا أستطيع تغيير أحلامي , لكن لا سلطة لي بأحلام الآخرين ... لكن يبدوا بأني أكبر أخرق , وغد , أناني , نرجسي في هذا المركز و و...

سكت فجأة , بقيت ساكتة , كانت هذه لحظة اعتراف , احتاج أن يفرغ فيها قلبه على من يستمع دون أن ينتقد , بدل أن يكررها في نفسه و هو يجوب الصالة .

لم أفهم ما كان يعنيه بالضبط و يبدوا بأنه لم تكن لديه القوة لقول المزيد لذلك قررت أن أجاريه في مشيته التي صارت أسرع فأسرع مع كل جملة , مرت لحظات خمنت أنه كان يتحسر فيها على ما قاله , قبل أن أقول له :

- ذلك اليوم , عندما وجدتك في ذلك المخزن , أتذكر ؟ لقد قرأت أفكارك , هل اعتقدت بالفعل أنه اختطفتك مخلوقات فضائية ؟

أصدر صوتا أشبه بضحك ممزوج بالعطاس و قال :

- عندها دخلت إلى عقلك , هل تعلمين بأنني أحسست بأنني دخلت لأنقى المكتبات , حيت كل شيء حتى الكتب بلون أبيض ناصع و مليئة بعدد لا متناه من الرفوف , عندها اعتقدت بأنني اكتسبت قدرات خارقة و أنني صرت جون كارتر .

- من هو جون كارتر ؟

أجاب بنبرة سريعة , يلوح بيديه بطريقة خرقاء , فهمت منها أن ما سيقوله غير مهم , و أنه يريد أن يقوله بسرعة حتى ينتهي من لعب دور الأخرق :

- مجرد شخصية خيالية , إنه بطل أحد الأفلام سافر بواسطة بوابة بين الكواكب بنتها حضارة قديمة إلى المريخ , على الأرض هو مجرد إنسان عادي لكن على المريخ هو بطل خارق , يستطيع القفز لعشرات الأمتار , و يمتلك قوة يستطيع أن يقهر بها أشرس الوحوش و أعتى الجيوش , و تفسير كل ذلك : جاذبية المريخ المنخفضة . على كل , فقصة جون كارتر هي رواية كتبت ... على ما أذكر ... في القرن 19 لذلك فهي مليئة بالمغالطات العلمية , هل تصدقين بأنهم كانوا يعتقدون بأن المريخ فيه أكسجين و وحوش بستة أطراف و أسنان عاجية و مخلوق غريب بحجم الكلب بستة أرجل يجري بسرعة جنونية .

- هل من حيث أتيت الجميع مجانين و يعتقدون في هذه الأشياء .

أشار إلى حيث المبدعين , و مازال المبدع 13 يقلد لحظة سقوط المبدع 1 بحركات بهلوانية , و قال :

- أنت تنظرين إلى العقلاء المختارين منهم .

لم أتمالك نفسي , أضحكتني اللحظة , لكن المبدع 18 عاد ليكمل بمرارة :

- عندما لا تكون شريحة تواصل عقلي ملتصقة بدماغ الشخص , فكلما صادف أمرا غريبا لا يجد له تفسيرا , يبدأ في اختراع تفسيراته بنفسه ... ثم يقوم بتصديقها ... ثم يصدق بأن كل ما صدقه هو الحقيقة المطلقة .

قلت متخذة نفس اللهجة التي نطق بها , قصدت بذلك أن أمازحه , لكنه لم يفهم المزحة , على الأرجح لم يكن يتوقعها مني :

- حتى بوجود شريحة تواصل عقلي توجد أسئلة لا إجابة لها .

قال و في صوته من الحسرة ما جعلني أخجل من مزاحي :

- نعم , ففي الأخير حتى الكورتكس هي اختراع بشر ناقصين .

- ليس هذا قصدي , أقصد المسابقة التي تحدث عنها المبدع 1 , ما طبيعتها ؟ لا وجود لها في السجلات , هل حقا ستصبح , أو توجد إمكانية بأن تصبح المؤسس القادم ؟

- لا تصدقي ما قاله المبدع 1 , كل ما في الأمر أنه كان يهلوس , أنت تعرفين بأنه قد يقول أي شيء ليبرر تصرفاته . نظريتي هي أنه شغل المفاعل , لكن عندما واجهه المؤسس بما حدث حاول أن يقدم تبريرات , هذا كل ما في الأمر .

قالها بسرعة و بنغمة واحدة كأنه يحفظها عن ظهر قلب , لا بد أنه توقع سؤالي و أعد له هذا الجواب , لذلك انتقلت لموضوع آخر :

- و هل لاحظت ردة فعل المؤسس عندما رآني ؟ لقد كان مصدوما لأني لم يغمى علي مثل الآخرين .

هنا بدى عليه الارتباك و قال بصوت متردد :

- لقد ... إنه ... فقط , لقد كان قلقا عليك , خاف أن تتأذي , أراد حمايتك , الله أعلم ما كان المبدع 1 قادرا على فعله , ربما كان سيتخذك رهينة , أو شيء من هذا القبيل .

- هناك أمر آخر لم أفهمه , المؤسس إنه يشيخ بسرعة , قبل عام كان شابا و الآن كأنه أكبر بعشر سنوات , و كذلك جسده يضعف في كل يوم , حتى الصعقة الكهربائية لم تكن بتلك القوة لكي تسبب له كل هذا الضرر , و يقع في غيبوبة , هل هو مريض ؟

- حتى أنا لست بتلك القوة و انظري ماذا فعلت بالمبدع 1 .

حاول تجنب سؤالي و تغيير الموضوع , قلت محاولة التعقيب على كلامه بأقل كلمات , ثم أعيد عليه السؤال :

- لقد كان يستحق , لكن لم تج...

قاطعني , قال في قلة صبر و مرارة :

- لا لم يكن يستحق , إنه مجرد فتى مدلل اعتاد الحصول على كل ما يطلبه , لا تعلمين مدى الضرر الذي سببته له . لقد كسرت أنفه , بسببي أصيب بارتجاج في الدماغ , انفجرت إحدى طبلات أذنه , و كسرت ضلعا من أضلعه و هذا الصباح أحضروه هناك دون أن يتركوا له الوقت ليتعافى . أنا لست بتلك القوة . حينها لم أكن أنا , و كأن شيء تملكني , في كل مرة أهانني أو سخر مني أو من شخص آخر , تمنيت لو أنقض عليه و أضربه بمثل تلك الطريقة , و البارحة لم أدرك ماذا كنت أفعل , كنت فقط أنفذ برنامجا مسجلا في ذاكرتي , لا أحد يستطيع أن يحس بالخزي و العار الذي أشعر به .

أشعرني ذلك بالذنب , لم أدرك مدى تأثره بما حدث , جعلتني تلك الحادثة أنسى مدى ضعفه , فقلت محاولة التخفيف على نفسي قبله هو :

- لكن لولاك لما كانوا هنا ؟ لقد كان ذلك شرا لا بد منه . و لقد صرت الآن مبدعا فائقا ...

أجاب في عدم اكتراث :

- أرجوك كفي عن ترديد هذا , مبدع فائق , إنه مجرد اسم لا معنى له , المؤسسة إنسانة تهتم كثيرا بالمظاهر و تعجبها الأسماء الرنانة , هذا كل ما في الأمر .

- مع ذلك يجب أن تكون فخورا , أنظر للجانب المشرق , لقد حققت حلمك و بعد اسابيع قليلة سيصير كل من في المركز يمثلك اختراعك , و أنت أول من في المركز يحصل خط تصنيع خاصا به , أنت ...

- لا يوجد هناك جانب مشرق , لقد فشلت لقد خذلتك آيا , خذلت الجميع ...

توقف فجأة , كان يسبقني بخطوات و بسبب بطء ردة فعلي و تفاجئي من كلماته صرت أنا من يسبقه الآن .

نظر بعيدا , ثم مسح بيديه على وجهه , عندما أزال يديه كانت عيناه حمراوين , قال بهدوء :

- البطاريات ليست جاهزة و لن تكون أبدا , إنها فقط تناقض قوانين الطبيعة , وجود مثل هذه البطاريات غير ممكن , إنها ليست مستقرة , الدارة التي تتحكم في التفاعل فيها ثغرة , عندما تربط بجهاز حاسوب مثل الشرائح يمكن التحكم فيها , إيقاف التفاعل أو جعله غير مستقر, مما سيؤدي ...

أكملت دون أن أعي هول كلماتي من هول الصدمة :

- إلى انفجارها , و متى اكتشفت هذه الثغرة ؟

- لا أذكر , عندما كنا نشتغل على النموذج 3 ربما .

صدمت مما قاله و لم أدر متى صرخت في وجهه :

- و لماذا لم تخبرني ؟

لاحظت بأن في عتابي شيء شخصيا , فأعقبت :

- لماذا لم تخبرنا ؟ كنا لنجد حلا لها .

- لقد كنت أنانيا و خائفا , اعتقدت بأنني سأحل المشكلة وحدي دون أن يعلم أحد , و لقد كان كل شيء مثاليا كأني في حلم , و خفت إن أخبرتكم أن تفقدوا ثقتكم بي و تتخلوا عن المشروع ... لكني اكتشفت بأنه لا يوجد حل , لقد حاولت لكني لم أستطع , جربت كل السبل , يبدو بأنني حتى هنا لا تتحقق أحلامي كما تخيلتها .

- إذا يجب أن تفعل شيئا , يجب أن توقف خط التصنيع.

- لقد حاولت ... يا لني من فاشل , البارحة أردت أن أحادث المؤسس لكن قبل أن أخبره , حدث ما حدث , و قبل قليل عندما تأخرت , أردت أن أخبر المؤسسة حاولت أنا و المبدع 7 , أن نقنعها بإلغاء قرار استبدال بطاريات الشرائح , اقترحنا عليها أن تمهلنا بعض الوقت , و سنعمل معا لحل المشكلة , لكنها قالت بأنني أبالغ , بأن الأمر ليس بهذه الخطورة و أن هذه الثغرة غير مضرة إن لم يكتشفها شخص ذو نوايا سيئة .

في كل ما قاله لم أسمع إلى جملة واحدة , و لكم آلمتني , فقلت بصوت منكسر :

- أخبرت المبدع 7 .

لكنه لحسن الحظ لم ينتبه و أكمل بنفس النبرة :

- نعم لقد أخبرته , هو من نصحني بأن أكلم المؤسسة , و هناك أمر آخر : لقد طلبت مني المؤسسة بأن أعد لها تقريرا بالموضوع , فيه كل ما يتعلق بالثغرة .

- ومنذ متى و المبدع 7 يعلم ؟

- هذا لا يهم , المهم هو هذا التقرير , هل تعتقدين بأنه علي أن أسلمها هذه الثغرة , قال المبدع 7 بأنه لا يجب علي ذلك .

ربما لم يلاحظ المبدع 18 لكنه في كل مرة كان يذكر أو يشير إلى المبدع 7 كنت أحترق بذلك الشعور الذي لزمني الكثير من الوقت لكي أعرف طبيعته , و المزيد من الوقت لأعترف بأنني أحسست حينها بالغيرة .

حاولت حينها أن أتجاهل شعوري و قلت بموضوعية :

- ربما تكون المؤسسة محقة إذا كنت الوحيد في الفريق الذي اكتشف هذه الثغرة فلا احتمال أن يكتشفها أحد غيرك ضئيل جدا , هل يعلم المبدع 7 بطبيعتها ؟

- بالتأكيد لا , المبدع 7 صديق وفي , كان دائما مستعدا ليقدم لي النصح دون أن يسأل و لو لمرة عنها .

- جيد إذا من الأفضل أن تبقى الأمر سرا , اخترع شيء تضعه في التقرير أي شيء , و الأهم ألا يعرف أحد غيرك .

- ليت الأمر بهذه السهولة , إننا في المركز , كتب جورج أوريل مرة : " لم يتبق لي إلا تلك السنتيمترات المكعبة في الجمجمة من الحرية " , أما هنا , فحتى تلك السنتيمترات المكعبة ليست في مأمن , ماذا لو استطاع أحدهم أن يقرأ أفكاري و يعرف ماهية هذه الثغرة ؟ و هل رأيت الراصد , عندما كنت أمامه أحسست بأن عينيه تنظران إلى روحي , هل رأيت ماذا فعل بالمبدع 1 دون حتى أن يلمسه .

- لا تقلق , أنا متأكدة من أنك ستجد حلا لهذا المشكل , لا , لن يصعب عليك إيجاد طريقة لتصبح أفكارك منيعة , ربما ستخترع شيفرة جديدة , أو جهازا , يجب فقط أن تثق بنفسك , أنت أذكى مما تعتقد .

بقي صامتا , لم ينطق بكلمة , لكن على الأقل هدأت أفكاره , و اختفى من على وجهه ذلك التعبير المتشنج . رتبت على كتفه و أضفت محاولة تغيير الموضوع :

- أنا متشوقة لمعرفة فكرتك المبتكرة لمشروعنا الجديد غدا كما ...

لم أعرف الجدوى من كلماتي لكني رغم ذلك أضفت :

- كنت لتكون مؤسسا عظيما .

ثم تركته و انصرفت دون أن أدري إلى أين سأذهب , لكن ما إن استدرت و اتخذت اتجاها عشوائيا كان علي أن ألتزم به , لم أستطع العودة أو النظر للوراء , لقد وجب علي الانصراف و تركه ليتصالح مع نفسه .

منذ أن رأينا الراصد أدركنا كلينا أنه من الخطير استعمال الشيفرة مجددا خصوصا و قد تضاعفت الإجراءات الأمنية , و أنه بغياب المؤسس لا شيء يمنعنا من اللقاء كل يوم خلال حصص الرياضة لذلك لا حاجة لاستعمالها بعد الآن لكن في تلك اللحظة أرسل لي رسالة فيها :

- 7 5 3 0 7 9 7 7 0 8 7 0 3 8 8 2 7 5 0 3 7 3 0 4 8 5 3 0 6 5 7 8 3 .

و تقول : هذا يعني لي الكثير آيا شكرا جزيلا .

2018/12/21 · 386 مشاهدة · 2751 كلمة
yorozuya.band
نادي الروايات - 2024