"أكره أن أفوّت حدثًا كهذا."
التفتُ فورًا، وقبل أن أراه، كنتُ أعرف من هو.
سايلوس.
كان يقف عند المدخل، مستندًا إلى إطار الباب وكأنه لم يكن مهتمًا بما يحدث، لكنه كان هناك… دائمًا هناك، بطريقة أو بأخرى.
نظر إليّ أولًا، عيناه الحمراوان تحملان شيئًا لم أفهمه تمامًا، ثم نقل بصره إلى كايلب.
"يبدو أنك لم تفعل عملًا جيدًا في حمايتها، أليس كذلك؟"
كايلب لم يرد، لكنني رأيت كيف اشتدت ملامحه، كيف قبض يده قليلًا وكأنه يمنع نفسه من الرد.
أما سايلوس؟ فقط ابتسم تلك الابتسامة البطيئة التي تحمل مزيجًا من السخرية والغموض. ثم نظر إليّ مجددًا.
"أنتِ تثيرين المتاعب، كما هو متوقع."
شعرتُ بالغضب يتصاعد بداخلي. "هل كنت تراقبني طوال هذا الوقت؟"
رفع حاجبه وكأنه تفاجأ بسؤالي. "أليس هذا واضحًا؟"
ضغطتُ أسناني. "ولمَ لم تتدخل إذًا؟"
"لأنني أردتُ أن أرى ما ستفعلينه." أمال رأسه قليلًا، كأنه يدرس تعابيري، ثم أضاف: "وما الذي سيفعله هو."
أدركتُ أنه يقصد رافاييل.
"تبدو وكأنك تعرفه."
سايلوس لم يُجب على الفور، لكنه ابتسم ابتسامة صغيرة، شيء أشبه بشبح ابتسامة، قبل أن يقول بصوت منخفض: "ربما أكثر مما تعرفين أنتِ."
كايلب، الذي كان صامتًا طوال الوقت، قال بصوت هادئ لكنه محمل بالتحذير: "لا وقت للألعاب، سايلوس."
سايلوس ضحك، ضحكة خافتة لكنها لم تكن مرحة بالكامل. "الألعاب هي كل ما نملكه، أليس كذلك؟"
ثم، فجأة، توقفت ابتسامته. عادت ملامحه إلى الجدية، إلى ذلك الجمود الذي كان يخفي أكثر مما يُظهر.
"تعالي معي، تونه."
تراجعتُ خطوة إلى الخلف. "إلى أين؟"
"إلى المكان الذي كان يجب أن تكوني فيه منذ البداية."
قلبي خفق بقوة. لم يعجبني هذا. لم يعجبني كيف قالها، كيف نظر إليّ وكأنه يعرف شيئًا عني أكثر مما أعرفه بنفسي.
كايلب تحرك على الفور، يقف بيني وبينه. "لن تذهب إلى أي مكان معها."
سايلوس لم يتحرك، لكنه نظر إلى كايلب بنظرة باردة، نظرة جعلت الهواء في الغرفة يثقل أكثر.
"وهل ستوقفني، كايلب؟"
مرت لحظة صمت، لحظة توتر ثقيلة كادت تخنقني.
ثم، فجأة، زفر كايلب وقال بصوت منخفض: "هذا ليس قراري."
تجمدتُ.
أدركتُ ما يعنيه.
إنه قراري.
أنا من يجب أن تختار.
نظرتُ إلى كايلب، إلى الطريقة التي كان يحاول بها حمايتي، حتى عندما لم يكن متأكدًا مما يحميّني منه.
ثم نظرتُ إلى سايلوس، إلى عينيه اللتين تحملان وعودًا لم أفهمها بعد، إلى اليد التي لم يمدّها لكنه كان ينتظر مني أن أخطو نحوه.
لم أعرف من كان يقول الحقيقة. لم أعرف من يجب أن أثق به..........
لم يكن مجرد قرار لحظي، بل لحظة فاصلة بين ما كنتُ عليه وما سأصبحه. لم يكن الأمر يتعلق فقط بمن يمكنني الوثوق به، بل بمن يمكنني مواجهة الحقيقة معه.
كايلب كان أمامي، يحاول حمايتي حتى عندما لم يكن متأكدًا مما يحميني منه. وسايلوس، الذي لم يمدّ يده لكنه انتظر مني أن أخطو نحوه، يحمل في عينيه وعودًا لم أفهمها بعد.
قلبي كان يخفق بجنون، وكأنني أقف على حافة هاوية، ورياح مجهولة تدفعني من كل اتجاه.
ثم… تحركتُ.
ببطء، خطوة واحدة فقط.
لكنها كانت كافية.
رأيتُ كيف شدّ كايلب فكه، كيف اشتدت قبضته للحظة قبل أن يرخِيها. لم يحاول منعي، لم ينطق بكلمة. فقط نظر إليّ… نظرة لم أفهمها تمامًا، لكنها حملت شيئًا يشبه الخسارة.
أما سايلوس، فقد اكتفى برفع حاجبه قليلًا، وكأن اختياري لم يكن مفاجئًا له. لم يبتسم، لكنه لم يُظهر أي استغراب أيضًا. فقط استدار وقال بصوت هادئ لكنه يحمل ثقلًا خفيًا:
"فلنذهب."
لم يعطني وقتًا للتردد أكثر. تحركتُ خلفه، خطواتي كانت أبطأ مما ينبغي، كأن قدميّ كانتا تقاومان القرار الذي اتخذته. لم ألتفت إلى كايلب، رغم أنني شعرتُ بنظراته تخترق ظهري، محملة بكل الأشياء التي لم يقلها.
لم أسأل إلى أين نحن ذاهبون. لم أكن متأكدة إن كنتُ أريد معرفة الإجابة.
لكن كلما تقدمنا أكثر، شعرتُ بتغير غريب في الهواء. كان الجو مشحونًا، كأن العالم نفسه يتغير حولي. كأنني أعبر من واقع إلى آخر دون أن أدرك ذلك.
ثم، فجأة، توقف سايلوس.
نظرتُ حولي. كنا في زقاق ضيق، الأضواء الخافتة تلقي ظلالًا طويلة على الجدران. لم يكن المكان مميزًا… لكنه لم يكن عاديًا أيضًا. كان هناك شيء خاطئ بطريقة لا أستطيع وصفها.
استدار نحوي، وعيناه تلمعان تحت الضوء الخافت. "هل ما زلتِ واثقة من قرارك؟"
شعرتُ بقشعريرة تسري في جسدي. لم يكن سؤاله بسيطًا. لم يكن اختبارًا، بل تحذيرًا.
لكنني لم أعد أملك رفاهية التراجع.. اومئت له بهدوء
سايلوس لم يتحدث مره اخرى ، ولم ينظر إليّ حتى. كان يسير أمامي بثقة، كما لو أن هذا كله كان متوقعًا منذ البداية.
كان الليل قد بلغ ذروته، والهواء البارد يلسع بشرتي. المدينة من حولي بدت أكثر هدوءًا مما ينبغي، وكأنها تحبس أنفاسها لما سيأتي.
توقف سايلوس بجوار سيارة سوداء فاخرة، فتح الباب الخلفي، ثم ألقى نظرة نحوي. لم يقل شيئًا، لكنه لم يكن بحاجة إلى ذلك—النظرة وحدها كانت أمرًا غير مباشر بأن أركب.
زفرتُ ببطء، ثم جلستُ في المقعد الخلفي، وعيناي لا تزالان تبحثان عن أي علامة توضح أنني أتخذ القرار الصحيح. لكن لم يكن هناك شيء. فقط الصمت.
عندما تحركت السيارة، لم أكن متأكدة مما إذا كنتُ أذهب نحو الحقيقة… أم أهرب منها.
لم أكن أدرك كم كنتُ بحاجة إلى هذا المكان حتى عدتُ إليه.
القلعة كانت تمامًا كما تركتها—ضخمة، مظلمة، جميله تحمل في جدرانها أسرارًا أكثر مما يمكن لعقل أن يستوعب. لكن بطريقة غريبة، لم أشعر بالخوف. على العكس، كان هناك شيء مريح في هذا المكان، وكأنني عدتُ إلى جزء مني لم أكن أعلم أنه مفقود.
وقف سايلوس بجواري عند المدخل، يراقبني بصمت، قبل أن يقول بصوت منخفض: "أنتِ تتذكرين، أليس كذلك؟"
لم أنظر إليه، لكنني لم أنكر أيضًا. "لا أعرف… لكن هناك شيء ما هنا. شيء مألوف."
لم يُجب، فقط فتح الباب أمامي. "ادخلي."
تقدمتُ إلى الداخل، لأجد نفسي وسط ممرات القلعة الواسعة. شموع خافتة كانت تضيء الجدران الحجرية، والهواء كان مشبعًا برائحة الكتب القديمة والجلود الفاخرة.
لم يكن هناك أحد في الاستقبال، لكنني لم أشعر أنني بحاجة إلى من يرشدني. خطواتي قادتني تلقائيًا نحو الصالة الرئيسية، حيث وقف سايلوس على بعد خطوات مني، يراقبني كما لو كان ينتظر شيئًا.
استدرتُ نحوه، وأخيرًا سألتُ السؤال الذي ظل يلاحقني طوال الطريق: "ما الذي حدث بينك وبين والدي؟"
أظلمت عيناه للحظة، لكن ملامحه ظلت جامدة. "أشياء كثيرة."
"أريد الحقيقة، سايلوس."
نظر إليّ طويلًا، ثم قال: "ستعرفينها غدًا."
ارتبكتُ. "ماذا تقصد؟"
"أنتِ ستقابلينه، أليس كذلك؟" نبرته لم تكن غاضبة، لكنها كانت تحمل شيئًا يشبه التحذير.
تراجعتُ خطوة. "كيف…؟"
"أنا أعرفكِ، تونه." مشى باتجاهي ببطء، حتى أصبح أمامي مباشرة. "أعرف أنكِ لا تستطيعين العيش وسط الأسئلة بدون إجابات. لذلك، بالطبع، ستذهبين إليه."
ابتلعتُ ريقي. لم أكن أتوقع أن يكتشف أمري بهذه السرعة، لكنني لم أكن خائفة.
"أجل." قلتها بثبات، متوقعة مقاومته.
لكن سايلوس لم يظهر أي اعتراض. فقط أمال رأسه قليلًا، وكأن شيئًا ما راقه في إصراري.
"لن تذهبي وحدك."
"لماذا؟"
نظر إليّ نظرة طويلة، قبل أن يقول بصوت هادئ لكنه حاسم: "لأنني لن أسمح له بأخذك مني....... مره اخرى..."
القلعة كانت هادئة بشكل غريب، كأنها تحتضننا داخل أسرارها، تبعدنا عن العالم الخارجي ولو مؤقتًا كنتُ أسير بجوار سايلوس في الممرات الطويلة، خطواتنا تتردد بصوت خافت فوق الأرضية الرخامية، والهواء مشبع برائحة الطلاء القديم والكتب المغلقة منذ سنوات.
"هل كنتُ أعيش هنا حقًا؟" سألتُ بصوت منخفض، كأنني أخشى أن يكسر صوتي هذا السكون.
"نعم." أجاب دون تردد. "وهذا المكان كان أكثر من مجرد منزل بالنسبة لكِ."
التفتُّ إليه، عيناي تبحثان عن تفسير في ملامحه. "ماذا تعني؟"
توقف للحظة، ثم أدار رأسه لينظر إلى اللوحات المعلقة على الجدران. "هنا… كنا نجلس لساعات، نتحدث عن كل شيء وأي شيء. كنتِ تحبين الاستلقاء أمام الموقد في الشتاء، تراقبين اللهب وكأنكِ ترين فيه أسرار العالم."
شعرتُ بقشعريرة باردة تسري في جسدي، لكنني لم أكن متأكدة إن كانت بسبب الجو… أم بسبب كلماته ..تحرك، وأشار بيده إلى نهاية الممر. "تعالي، هناك شيء أريدكِ أن تريه."
وصلنا إلى باب خشبي قديم، فتحه سايلوس ببطء، وانسابت أمامي رائحة الزهور والأعشاب الطازجة لم تكن مجرد مساحة خضراء، بل كانت عالمًا آخر مخفيًا داخل جدران القلعة. ضوء القمر كان ينسكب على الأشجار العالية، وعلى الأزهار التي تناثرت بين الممرات الحجرية. النافورة القديمة في المنتصف كانت لا تزال تعمل، مياهها تعكس السماء المظلمة كمرآة.
"اعتدتِ أن تأتي إلى هنا كل ليلة تقريبًا." قال سايلوس بصوت هادئ، بينما وقف بجواري.
"لماذا؟"
"لأنكِ كنتِ تحبين الصمت." نظر إليّ نظرة طويلة، وكأنها محملة بأكثر مما يقوله. "وكنتِ تقولين إن هذا المكان هو الوحيد الذي تشعرين فيه أنكِ تنتمين إليه."
شعرتُ بشيء في داخلي يستجيب لكلماته، كأن ذكرى بعيدة تحاول الصعود إلى السطح، لكنها لا تزال محجوبة عني.
"وهل كنتَ تأتي معي؟"
ابتسم ابتسامة صغيرة، لكنها لم تكن ساخرة هذه المرة. "دائمًا."
وقفنا هناك، تحت الأشجار المتشابكة، حيث كان العالم يبدو بعيدًا وغير حقيقي. كان هناك شيء حميمي في هذا الهدوء، في الطريقة التي كان ينظر بها إليّ، كأنه يرى شيئًا بداخلي لم أعد قادرة على رؤيته بنفسي.
ثم، فجأة، مدّ يده ولمست أصابعه خصلة من شعري المتطاير مع النسيم. كانت لمسته خفيفة، لكن أثرها كان أعمق مما توقعت.
"لا زلتِ أنتِ." قالها بصوت بالكاد كان مسموعًا، لكنها اخترقتني كما لو كانت حقيقة كنتُ أبحث عنها طوال هذا الوقت.
لم أستطع الرد. لم أكن متأكدة مما أشعر به، لكنني لم أرد الهروب. ليس هذه المرة.
بقينا في الحديقة حتى وقت متأخر، نتحدث عن ذكريات لم أكن أتذكرها، لكنه كان يرويها كما لو كانت حدثت بالأمس.
عندما عدنا إلى الداخل، شعرتُ وكأنني اقتربتُ أكثر من شيء كنتُ أبحث عنه دون أن أدرك.
في اليوم التالي
كانت السيارة تتحرك بسلاسة فوق الطريق، صوت المحرك الهادئ بالكاد يُسمع، لكنه يحمل ثقلًا واضحًا—تمامًا مثل صاحبه.
سايلوس، بجانبي، بدا كعادته… واثقًا، متحكمًا، وكأن العالم بأكمله يدور حوله. كان يرتدي بدلة سوداء بالكامل، مصممة بإتقان يُبرز فخامته المعتادة. نظرة خاطفة إليه كانت كافية لتأكيد ما كنت أعرفه دائمًا—هذا الرجل لا يفعل شيئًا عاديًا، حتى في طريقة جلوسه خلف المقود، كانت هناك هيمنة لا يمكن إنكارها.
أما أنا، فقد اخترتُ فستانًا أسود قصيرًا، أنيقًا لكنه بسيط. لم أكن أفكر كثيرًا في تأثيره، لكن عندما رآني سايلوس، لاحظتُ تلك النظرة السريعة التي مرّت في عينيه، نظرة لم يكن بحاجة لأن يعلق عليها.
"متوترة؟" سأل بصوت هادئ وهو ينعطف نحو الطريق المؤدي إلى المنظمة.
نظرتُ من النافذة إلى المباني التي تتراجع خلفنا، ثم أعدتُ بصري إليه. "لا أعلم… ربما."
ابتسم، تلك الابتسامة التي تحمل أكثر مما تقول. "هذا جيد. التوتر يعني أنكِ تدركين خطورة ما نحن مقدمون عليه."
لم أجب، لكنني شعرتُ بانقباض خفيف في معدتي.
عندما وصلت السيارة إلى أمام مبنى منظمة الأمن الفضائي، لم أستطع إخفاء انبهاري.
كان المبنى الرئيسي الذي يوجد به مكتب .و..والدي.. ضخمًا، شامخًا في وسط المنظمه. التي تبدو كأنها مدينه كامله كبيره ، واجه المبنى الزجاجية العاكسة تعكس أشعة الشمس بشكل يوحي بالقوة والحداثة. كان كل شيء فيه منظمًا بدقة، كل تفصيلة تحمل طابعًا رسميًا لا يمكن تجاهله.
عند دخولنا، شعرتُ بتغيير واضح في الأجواء. الجميع كانوا يعملون بتركيز، لا أحد يتحدث بلا سبب، ولا توجد حركات عشوائية. كان المكان ينبض بالانضباط والجدية.
لكن رغم ذلك، كان هناك شيء واحد واضح…
كل العيون كانت علينا.
أو بالأحرى… عليه.
شعرتُ بنظرات الحذر والتوتر التي وُجهت نحوه من كل اتجاه، بعضهم وقف للحظات وكأنهم لم يصدقوا ما يرونه، والبعض الآخر بدا كأنه يجهز نفسه لأي حركة غير متوقعة.
فبعد كل شيء… كان هذا سايلوس. عدو المنظمة اللدود.
لكن أكثر ما أثار دهشتي هو أنه لم يبدُ متفاجئًا… أو مهتمًا.
بخطوات هادئة وواثقة، سار بجانبي وكأنه في منزله، وكأن كل هذا لم يكن يعنيه إطلاقًا. لم ينظر إلى أحد، لم يلتفت لأي همسة، فقط تقدم كما لو كان هذا المكان مجرد محطة أخرى في طريقه.
كنتُ أعلم أن هذا كان جزءًا منه—هذه الثقة المطلقة، هذا الشعور بالسيطرة، كأنه لا يعترف بأي سلطة سوى سلطته الخاصة.
ولكن هذا فقط جعلهم أكثر حذرًا.
ثم رأيته.
كايلب.
كان يقف عند نهاية الممر، بملامحه الجادة المعتادة، لكنني استطعتُ رؤية شيء آخر في عينيه.
خيبة أمل.
لم يكن بحاجة لأن يقول أي شيء، لم يكن بحاجة لأن يعبّر عن استيائه، فقد كان واضحًا في وقفته، في الطريقة التي نظر بها إليّ للحظة قبل أن يحول بصره إلى سايلوس.
أما الأخير؟
فقط ابتسم ابتسامة بطيئة، كأن هذا اللقاء كان ممتعًا بالنسبة له أكثر مما ينبغي.
كايلب لم يتحرك، لكنه كان ينتظرنا، وكأنه يختبر مدى ثقتي في قراري.
أما أنا؟
فقد أدركتُ أن هذه المواجهة… لن تكون سهلة.