31 - لم يكن يجدر بك لمسها

"يعني أنكِ لستِ مجرد إنسانة عادية." قال بصوت ناعم، لكنه حمل شيئًا يشبه الإغواء الخفي. "ويعني أن الصفقة التي عرضتها عليكِ… ليست مجرد خيار، بل قد تكون قدركِ الحقيقي."

كايلب خطا للأمام، جسده أصبح متوترًا بالكامل. "لن يحدث هذا."

رافاييل ألقى عليه نظرة جانبية، ثم عاد ينظر إليّ. "الأمر ليس لكَ، كايلب. بل لها."

شعرتُ بثقل قراره يسقط فوقي.

"إذا اخترتِ كسر الارتباط بالطريقة التقليدية، فسيتم تدمير الغرفة المقدسة… وستندلع الحرب." قال، وهو ينهض من مكانه بخفة، ثم أضاف بابتسامة خفيفة: "لكن إذا قبلتِ صفقتي، فلن يكون هناك حرب. فقط… ولادة جديدة."

شعرتُ بأنني محاصرة.

التفتُ إلى سايلوس، الذي كان قد ظلّ صامتًا طوال الوقت، لكن هالته كانت أقوى من أي وقت مضى.

عندما تحدث، كان صوته أكثر ظلامًا مما سمعته من قبل. "إذا لمستها، سأمزقك."

رافاييل لم يتراجع، بل فقط ابتسم بمكر. "أوه، سايلوس، عزيزي، لا داعي للتهديدات الفارغة. القرار ليس لكَ أيضًا."

ثم عاد ينظر إليّ.

"إذن، تونه… ما هو اختياركِ؟"

شعرتُ بالعالم ينهار من حولي، قلبي ينبض بجنون، وخياراتي تتقلص حتى لم يتبقَّ سوى طريقين كلاهما مظلم.

إما أن أقبل… وأتخلى عن كل ما كنتُ أظنه حقيقيًا.

أو أرفض… وأكون السبب في دمار كل شيء.

كيف يمكنني اتخاذ هذا القرار؟

كيف يمكنني مواجهة الحقيقة التي بدأتُ بالكاد أستوعبها؟

ولكن، سواء كنتُ مستعدة أم لا…

كان عليّ أن أقرر.

كان الصمت يملأ الغرفة، ثقيلًا كأنه جدار من الجليد يفصلني عن الجميع.

رافاييل كان لا يزال واقفًا هناك، ينتظر جوابي، عيناه الأرجوانيتان تتلألآن تحت الضوء الخافت، تعكسان شيئًا يشبه الانتصار الصامت.

نظرتُ إلى كايلب… إلى سايلوس… إلى والدي، وكل ما رأيته كان وجوهًا تنتظر، تترقب، تحاول قراءة أفكاري قبل أن أنطق بها.

كنتُ محاصرة.

لا يوجد خيار جيد هنا. لا يوجد طريق بلا خسائر.

إما أن أقبل… وأخوض في عالم مجهول، أخسر جزءًا من نفسي، وأصبح شيئًا لم أفهمه بعد.

أو أرفض… وأكون السبب في إشعال حرب قد تدمر كل شيء.

تنفستُ ببطء.

ثم رفعتُ عينيّ إلى رافاييل وقلتُ بصوت هادئ لكنه ثابت:

"حسنا."

في اللحظة التي نطقتُ فيها بهذه الكلمة، شعرتُ بأن الهواء في الغرفة تغير.

كايلب تصلب مكانه، عيناه امتلأتا بصراع داخلي لم أفهمه تمامًا.

سايلوس لم يتحرك، لكني رأيت كيف أصبحت هالته أكثر ظلامًا. كيف توهجت عيناه الحمراوان بلون أعمق.

أما رافاييل، فقد ابتسم. "قرار حكيم، تونه." قالها بصوت ناعم، لكنه لم يكن خاليًا من التلاعب الذي لطالما ميّزه.

شعرت بقلبي ينبض بقوة. لقد اتخذت القرار... لكن لم أكن مستعدة لما سيأتي بعده.

"وماذا الآن؟" سألت، محاولة الحفاظ على هدوئي.

إرْتَفَعَت زوايا شفتي رافاييل بابتسامة خفيفة، وكأنه يدرِسني للحظة، ثم قال: "الآن... نعبر إلى المرحلة التالية."

مدّ يده إلى جيب معطفه وأخرج شيئًا صغيرًا. عندما فتح كفه، لمحت جوهرة غامضة صغيره جدا، تنبض بضوء أزرق مائي، وكأنها تحتوي على أعماق محيطات كاملة بداخلها.

"هذه... هي جوهر عالم البحار السبعة." قال بصوت منخفض، وعيناه تراقبان رد فعلي. "عندما تبتلعينها، ستبدأ عملية تحولك. لن يكون الأمر سهلًا، ولكنها الطريقة الوحيدة لتندمجي مع عالمي."

ترددت، أحدق في الجوهرة التي بدت وكأنها تنادي روحي. ثم، بشهيق مرتجف، مددت يدي وأخذتها منه. ما إن لامست أناملي سطحها، حتى شعرت ببرودة شديدة تخترق جلدي، كأن المحيط ذاته اجتاحني.

نظرت إلى رافاييل، الذي اكتفى بإيماءة صامتة. ثم، ببطء، وضعت الجوهرة في فمي وابتلعتها.

في اللحظة التي لامست فيها حلقي، اندلعت شرارة من الألم الحارق. شعرت وكأن تيارات مائية اجتاحت جسدي، تمزقه من الداخل وتعيد تشكيله. الهواء أصبح أثقل، وأصبحت الرؤية مشوشة. صوت طنين غريب ملأ رأسي، وكأن شيئًا كان يحاول اختراق وجودي ذاته.

ثم... الألم.

اجتاحتني موجة ألم كأنها أمواج عاتية تتحطم على جسدي، مزقتني من الداخل. شعرت بضلوعي تتقلص، وكأن عظامي تُعاد تشكيلها. صرخت، لكن صوتي تلاشى وسط العاصفة التي اجتاحتني.

جلدي بدأ يتوهج، خطوط من الضوء الأزرق انتشرت على ذراعي، على ساقي، وكأن البحر نفسه يطالب بي. لم يكن مجرد تغيير... كان تحطمًا كاملًا وإعادة بناء.

شيء يتحرك داخلي، شيء قديم، شيء لم أكن أعلم بوجوده. ثم، فجأة، سقطت على ركبتي، أنفاسي متقطعة، وكأن العالم كله بدأ يختفي من حولي.

"تونه!" سمعت صوت كايلب، لكنه بدا بعيدًا جدًا.

حاولتُ رفع رأسي، لكنني لم أستطع.

كل شيء كان يتحرك بداخلي، شيء يتغير، شيء يتمزق ويُعاد تشكيله من جديد.

ثم… رأيتُه.

بحر بلا نهاية.

سماء لا لون لها.

عالم لم يكن من هذا العالم.

كنتُ عائمة هناك، بين الواقع واللاواقع، بين ما كنتُ عليه وما أنا على وشك أن أصبحه.

ثم سمعتُ صوت رافاييل، يتردد في الفراغ كما لو أنه كان جزءًا من هذا المكان.

"لا تخافي… أنتِ فقط تعودين إلى حيث تنتمين."

شعرتُ بشيء ينهار داخلي، شيء يختفي، شيء يولد من جديد.

ثم… الظلام.

عندما فتحتُ عيني، كنتُ لا أزال في الغرفة.

لكن… لم يكن هناك شيء كما كان.

شعرتُ بجسدي مختلفًا. خفيفًا، لكنه ليس بشريًا تمامًا.

نظرتُ إلى يديّ…

ثم شهقتُ.

جلدي… كان يتوهج بخفوت، كأنني كنتُ مصنوعة من ضوء تحت الماء.

لم أكن كما كنتُ.

كنتُ شيئًا جديدًا.

رفعتُ بصري إلى رافاييل، الذي كان ينظر إليّ بعينين لامعتين بانتصار واضح.

"مرحبًا بكِ في عالمك الحقيقي، تونه."

عندما قال رافاييل كلماته الأخيرة، شعرتُ بشيء يتصدع بداخلي.

لكن… لم يكن هناك شيء حقيقي فيما كنتُ أشعر به.

نظرتُ إلى يديّ، إلى الضوء الخافت الذي كان يتوهج تحت جلدي، وكأنني لم أعد أنتمي لهذا المكان. شعرتُ بطاقة غريبة تجري في عروقي، لكنها لم تكن طاقة بشرية… كانت شيئًا آخر.

ثم، فجأة…

انفجر الهواء من حولي.

لم يكن صوتًا مسموعًا، لكنه كان كافيًا لجعل الجميع يتراجعون خطوة للخلف.

كايلب كان يحدق بي بصدمة، وسايلوس لم يتحرك، لكنني رأيتُ التوتر في كتفيه، كأنه كان يستعد لمواجهة شيء لم يكن يعرف طبيعته بعد.

أما رافاييل؟

فقد كان ينظر إليّ بابتسامة صغيرة، وكأنه يرى نتيجة تجربة كان متأكدًا من نجاحها.

"كيف تشعرين؟" سأل بصوت هادئ.

بلعتُ ريقي، محاوِلةً العثور على الكلمات، لكن… لم أستطع.

لم أشعر بأي شيء.

أو بالأحرى، لم أشعر كما كنتُ أشعر من قبل.

كان هناك شيء… غريب.

كأنني أصبحتُ منفصلة عن نفسي، كأن مشاعري لم تعد متصلة بي كما في السابق.

لم يكن هذا فقدانًا للمشاعر تمامًا، بل كان أسوأ.

كنتُ أدركها… لكنني لم أستطع الشعور بها بنفس القوة.

كما لو أنني أصبحتُ شخصًا يشاهد نفسه من بعيد، بدلاً من أن يكون هو نفسه.

لكن قبل أن أتمكن من التفكير أكثر، شعرتُ بشيء آخر.

ألم.

لكنه لم يكن جسديًا.

بل كان وكأن جسدي كله بدأ يطالب بشيء… بشيء لم أفهمه فورًا.

ثم، فجأة، أدركتُ.

"الماء."

التفتُ بسرعة، بحثًا عن مصدر، عن أي شيء، لكن لم يكن هناك شيء قريب.

لكن الشعور ازداد.

حلقُي أصبح جافًا، كما لو أنني كنتُ أختنق ببطء، رغم أنني كنتُ أتنفس.

ركبتيّ أصبحتا ضعيفتين، وبدأتُ أترنح.

"تونه؟" كان صوت كايلب، لكنه لا زال بعيدًا جدًا.

رفعتُ يدي، محاوِلةً أن أقول شيئًا، لكن قبل أن أفعل، سمعتُ صوته.

"هدّئي نفسكِ، عزيزتي."

اتسعت عيناي.

لم يكن صوتي.

لم يكن صوت كايلب أو سايلوس.

كان صوت رافاييل.

داخل رأسي.

شعرتُ بأنفاسي تتقطع، جسدي يتجمد، وكأنني أدركتُ لتوي شيئًا أكثر رعبًا مما كنتُ أتصور.

التفتُ إليه ببطء، وعندما التقت نظراتنا، رأيتُ الحقيقة في عينيه.

"ماذا… فعلتَ بي؟"

ابتسم بخفة. "أوه، تونه، ألم تفهمي بعد؟"

شعرتُ بقشعريرة تسري في عمودي الفقري.

"أنا جزء منكِ الآن."

شهقتُ، وتراجعتُ خطوة للخلف. "لا… لا، هذا مستحيل."

"ليس مستحيلًا على الإطلاق." قال بصوت هادئ، لكنه كان مشبعًا بشيء خفي. "لقد قبلتِ الصفقة، وهذا يعني أن جزءًا منكِ أصبح ينتمي إلى عالمي. وجزءًا مني… أصبح بداخلكِ."

ارتجفتُ، لكنني لم أشعر بالبرد.

شعرتُ بأنني… محاصرة.

"لا، لا، هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا."

لكنني كنتُ أعرف.

كنتُ أعرف أنه كان يقول الحقيقة . لقد خدعني

لأنني كنتُ أشعر به.

ليس فقط في أفكاري، بل في أعماق كياني.

لقد أصبح… متصلاً بي.

إلى الأبد.

"أعيدها لما كانت عليه." كان صوت سايلوس، لكنه لم يكن غاضبًا كما توقعتُ.

كان هادئًا. قاتلًا.

رافاييل لم يرد فورًا، لكنه نظر إليه بابتسامة صغيرة، ثم قال: "لا يمكنني ذلك."

"كاذب."

"صدقني، لو كنتُ أستطيع، لما فعلتُ."

كايلب، تحدث أخيرًا: "ما الذي يعنيه هذا؟ ما الذي سيحدث لها الآن؟"

رافاييل نظر إليّ مجددًا، وعندما تحدث، كان صوته يحمل نغمة أكثر ظلامًا من أي وقت مضى.

"يعني أنها لم تعد كما كانت أبدًا."

صمت للحظة، ثم أضاف:

"لن تتمكني من البقاء بعيدًا عن البحر لفترات طويلة، وإلا ستضعفين… وستشعرين بألم لا يمكنكِ تصوره."

بلعتُ ريقي، لكن حلقي لا يزال جافًا، وكأن جسدي بدأ يطالب بالماء أكثر فأكثر.

"كما أنني…" توقف للحظة، ثم ابتسم. "سأكون قادرًا على التواصل معكِ… في أي وقت أشاء."

شعرتُ بأن الهواء أصبح كثيفًا من حولي.

"أنتَ تملك السيطرة عليّ؟"

"ليس تمامًا." قال بنبرة متلاعبة. "لكني أستطيع التأثير عليكِ… ربما حتى توجيهكِ قليلًا، عندما يكون ذلك ضروريًا."

شعرتُ بالغثيان.

لكني لم أكن أعرف إن كان ذلك بسبب الحقيقة التي كشفها… أم بسبب أنني كنتُ بحاجة إلى الماء أكثر من أي وقت مضى.

"وأخيرًا…" أكمل بصوت هادئ لكنه حمل شيئًا لا يمكن تفسيره. "لن تعودي بشرية."

كايلب تصلب مكانه، وسايلوس لم يتحرك، لكنني شعرتُ بالطاقة الداكنة التي بدأت تنبعث منه.

"ماذا تعني؟" همستُ.

رافاييل نظر إليّ، عينيه تتوهجان بلون البحر العاصف.

"يعني أنكِ لم تعودي تمتلكين دورة حياة بشرية."

"ماذا؟" شهقتُ.

"لقد أصبحتِ… شيئًا آخر. لم تعودي مقيدة بالزمن كما في السابق."

شعرتُ بجسدي كله يبرد.

"ماذا يعني هذا؟"

"يعني أنكِ لم تعودي تعيشين وفقًا للزمن البشري، تونه." ابتسم بخفة. "قد تعيشين مئات السنين، أو ربما أكثر… أو أقل. لا أحد يعلم."

شعرتُ بأنني على وشك السقوط.

"لا…" تمتمتُ، لكن لم يكن هناك شيء يمكنني فعله.

لأنني كنتُ أعرف.

كنتُ أعرف أنني قد خسرتُ شيئًا لا يمكنني استعادته أبدًا.

لقد أصبحتُ… غريبة عن نفسي.

والاسوء من ذلك كان كل شيء باختياري وارادتي..

كان الصمت الذي تبع كلمات رافاييل ثقيلًا، خانقًا.

شعرتُ بأنفاسي تتباطأ، وكأن العالم كله بدأ يفقد توازنه من حولي.

كانت كلماته تكرر نفسها داخل رأسي، تلتف حولي كدوامة لا مهرب منها.

كايلب كان أول من تحرك، نظر إلى رافاييل بنظرة لم أرها منه من قبل.

"أصلح هذا."

ضحك رافاييل، لكنها لم تكن ضحكة مرحة، بل كانت ضحكة شخص يستمتع بالفوضى من حوله.

ثم، وبحركة درامية، رفع يديه للسماء وقال بصوت مبالغ فيه: "يا إلهي، كايلب، هل تعتقد أنني ساحر من قصص الأطفال؟ ‘أصلح هذا’؟! ماذا بعد؟ هل تريد مني أن ألوّح بعصا سحرية وأعيدها إلى ما كانت عليه؟"

كايلب لم يبدُ مسليًا. "أعيدها كما كانت، الآن."

رافاييل وضع يده على صدره، وكأنه تلقى طعنة. "أوه، قاسي جدًا! كيف يمكنك أن تتحدث معي بهذه الطريقة؟ بعد كل شيء، لقد منحتُ تونه هدية لا تُقدّر بثمن!"

"هدية؟" صرختُ، لم أتمكن من منع الغضب الذي بدأ يتصاعد في داخلي. "لقد جعلتني… لا شيء! لا أنتمي لأي مكان! لا أستطيع حتى أن أشعر كما كنتُ أفعل من قبل!"

توقف رافاييل للحظة، ثم أمال رأسه ونظر إليّ كما لو كنتُ طفلًا صغيرًا يشكو من شيء تافه.

"أوه، عزيزتي، لا تكوني درامية جدًا."

"أنا؟!" صرختُ، مشيرةً إلى نفسي. "أنا من تكون درامية؟!"

"بالطبع، حبيبتي، انظري إليكِ!" لوّح بيده نحوي بطريقة مسرحية. "‘أوه، لقد فقدتُ إنسانيتي، أوه، لم أعد أشعر كما في السابق!’ تعلمين كم عدد المخلوقات التي تحلم بامتلاك ما لديكِ الآن؟ أنتِ أصبحتِ مميزة، نادرة، وربما، فقط ربما، أقوى مما كنتِ تتخيلين."

شعرتُ برغبة عارمة في لكمه.

لكن قبل أن أفعل، تحرك سايلوس.

"رافاييل."

كانت نبرته هادئة جدًا، وهذا ما جعل الأمر أكثر خطورة.

التفتَ رافاييل إليه، ثم تنهد وكأنه قد سئم. "أوه، ليس أنتَ أيضًا! هل ستلقي عليّ محاضرة أخرى عن كيف أنني ‘لعبتُ بدور الآلهة’ أو كيف أنني ‘تجاوزتُ الحدود’؟ لأنني سمعتُ هذا الكلام من قبل، وأقسم، إنه ممل جدًا."

سايلوس لم يبتسم.

لم يتحرك حتى.

لكنه كان ينظر إليه بطريقة جعلت الجو يصبح أثقل، وكأن الغرفة كلها أصبحت ساحة معركة خفية.

ثم، فجأة، قال بصوت منخفض جدًا:

"لقد لمستَ شيئًا لم يكن يجب عليك لمسه، رافاييل."

2025/05/30 · 2 مشاهدة · 1841 كلمة
Fatima
نادي الروايات - 2025