استيقظتُ.

لكن لم يكن هناك صوت، لم يكن هناك إحساس بالواقع كما كنتُ أعرفه.

لا ألم. لا راحة. لا شعور على الإطلاق.

فتحتُ عينيّ ببطء، فانعكس الضوء الأبيض القاسي في حدقتيّ، مما جعلني أغمضهما للحظة.

عندما تأقلمتُ مع الضوء، أدركتُ أين كنتُ.

غرفة بيضاء.

كل شيء حولي كان ناصع البياض، بلا تفاصيل، بلا معالم.

ثم شعرتُ .

الماء.

كنتُ مستلقية في حوض ليس عميقًا، لكنه كان كافيًا ليغمرني حتى كتفيّ.

تحركتُ ببطء، لأشعر كيف كان الماء ينساب حولي، لكن… لم يكن الأمر كما كنتُ أعرفه.

لم يكن مجرد ماء.

بل كان داخل جسدي.

شعرتُ به يتدفق في عروقي، ينبض في داخلي كما لو كان قد حلّ محل دمي، كأنني لم أعد أحتاج إلى الهواء بقدر ما كنتُ أحتاج إلى هذا السائل الشفاف.

نظرتُ إلى يديّ.

رأيتُ كيف أن طبقة من الماء كانت تلتف حول جلدي، ليست مجرد قطرات، بل… درع شفاف.

كأنه كان امتدادًا لي، شيء ينبض معي، يتحرك معي، كأنه أصبح جزءًا من كياني نفسه.

مررتُ أصابعي على جلدي، لكنني لم أشعر بالبرودة.

لم أشعر بأي شيء.

لا شيء.

لا راحة. لا انزعاج. لا دفء، ولا برودة.

حتى عندما حاولتُ التفكير في شيء قد يثير فيّ أي مشاعر—الغضب، الخوف، الحزن—لم يحدث شيء.

كنتُ فقط… هناك.

فراغ.

أغمضتُ عينيّ، محاوِلةً البحث عن أي بقايا من ذاتي القديمة.

لكن لم يكن هناك شيء.

مجرد هدوء قاتل.

استلقيتُ في الماء، عيناي تنظران إلى السقف الأبيض، عقلي يحاول أن يتقبل ما أنا عليه الآن.

لكن لم يكن هناك تقبل.

ولا رفض....

ولا شيء بينهما.

هل هذه أنا الآن؟

حاولتُ النهوض.

لكن في اللحظة التي تحركتُ فيها، شعرتُ وكأن جسدي كان مصنوعًا من الرصاص.

الماء الذي كان يحيط بي لم يكن مجرد سائل، بل كان… جزءًا مني.

كل خلية في جسدي كانت مشبعة به، وكأنني لم أعد أتنفس الهواء، بل كنتُ أعيش على تدفقه بداخلي.

لكن رغم ذلك، رغم أنني لم أشعر بالتعب، لم أشعر بالقوة أيضًا.

لم أشعر بشيء.

ثم، فجأة—

انفتح الباب بعنف.

الهواء في الغرفة اهتز للحظة، مما جعل الماء حولي يتحرك كتموجات صغيرة.

دخل شخص بسرعة، وحين رفعتُ رأسي، رأيتُه.

سايلوس...

لكنه لم يكن كما كنتُ أعرفه.

بدلته الفاخرة التي كانت دائمًا نظيفة ومثالية، كانت الآن ممزقة، مغطاة بالتراب، تحمل آثار العراك الذي خاضه قبل وصوله إلى هنا.

عيناه الحمراوان كانتا تشتعلان بشيء لم أكن قادرة على تفسيره، لكنه لم يكن الغضب المعتاد.

كان… أقرب إلى الجنون.

وراءه، كان هناك جنديان يلهثان كما لو أنهما كانا يطاردانه دون جدوى.

أحدهما كانت هناك كدمة حمراء قاتمة بجانب عينه، وكأن لكمة قوية قد أصابته، بينما الآخر كان أنفه ينزف بشدة، الدم يلطخ زيه الرسمي.

"أوقفه!" صرخ أحد الجنود، محاولًا اللحاق به.

لكن سايلوس لم يتوقف.

لم يكن حتى يرى أحدًا آخر غيري.

كان يتجه نحوي مباشرة.

"تونه!"

كان صوته مثل صاعقة اخترقت الهواء، مثل شيء كان يحاول أن يخترقني رغم كل هذا الفراغ بداخلي.

لكني لم أستطع الرد.

وقفتُ هناك فقط، أنظر إليه وهو يقترب، خطواته سريعة، وملامحه تحمل شيئًا لم أكن متأكدة من كنهه.

"هل أنتِ بخير؟"

لم أجب.

كيف يمكنني أن أشرح؟ كيف أخبره أنني لم أعد أعرف ماذا يعني "أن أكون بخير"؟

لكنه لم يكن بحاجة إلى إجابتي.

لأنه عندما وقف أمامي، لم يضيع لحظة واحدة.

ركع أمام الحوض، يمد يده نحوي، كما لو أنه كان بحاجة إلى التأكد من أنني لستُ مجرد وهم.

لكن قبل أن يلمسني—

"تراجع فورًا!"

كان صوت أحد الجنود، لكن سايلوس لم يتحرك.

لم يرفع حتى رأسه لينظر إليهم.

بل بقي محدقًا بي، عينيه تدرسان كل تفصيلة في وجهي، كما لو أنه كان يبحث عن شيء… أي شيء.

ثم همس بصوت منخفض، لكنه كان أكثر وضوحًا من أي ضوضاء في الغرفة.

"ما الذي فعلوه بكِ؟"

"قلتُ تراجع!"

اقترب الجندي، محاولًا الإمساك بكتف سايلوس، لكنه لم يكن مستعدًا لما حدث بعد ذلك.

بلمح البصر، أمسك سايلوس بمعصم الجندي، وسحبه للأسفل بعنف، مما جعله يصرخ من الألم.

"أوه، لا تفعل ذلك." قال سايلوس بصوت هادئ جدًا، لكنه كان مشحونًا بشيء أكثر خطورة من الصراخ نفسه.

ثم رفع رأسه، نظر إلى الجندي الآخر، الذي كان قد رفع سلاحه بالفعل.

"لا تفكر حتى في ذلك."

لم يكن تهديدًا.

كان وعدًا.

الجندي الآخر تجمد مكانه.

لكن قبل أن يتمكن من الرد، ظهر صوت جديد.

"ماذا يجري هنا؟"

التفتنا جميعًا، ورأينا رجلًا يدخل إلى الغرفة بهدوء.

والدي.

كان يسير بخطوات ثابتة، يده خلف ظهره، وكأن كل ما يحدث لم يكن خارجًا عن السيطرة تمامًا.

نظر إلى سايلوس، ثم إلى الجنديين المصابين، ثم عاد إليه.

"أنتَ تثير الفوضى، كما هو متوقع."

سايلوس لم يتحرك.

لكنني رأيت كيف اشتدت قبضته على معصم الجندي، كما لو أنه كان يقاوم رغبة في تحطيمه بالكامل.

"لقد كنتُ مشغولًا، لكنني متأكد أنك تعرف ذلك بالفعل." أكمل والدي بنبرة هادئة جدًا، لكنها كانت تحمل شيئًا جليديًا.

"كيف وجدتَ موقعها؟"

سايلوس ضحك، لكنها لم تكن ضحكة مرحة.

بل كانت ضربة مسمومة.

"حقًا؟ هذا هو سؤالك الأول؟"

ترك معصم الجندي، الذي سقط على الأرض، يتأوه من الألم، ثم نهض ببطء، ينظر مباشرة إلى والدي.

"ليس ‘كيف حالها؟’ أو ‘ماذا حدث لها؟’ لا، فقط كيف وجدتَ موقعها."

"لأنها ليست بحاجة إلى اهتمامك." قال والدي بلا مبالاة.

"ليست بحاجة إلى—؟"

رأيتُ كيف التمعت عينا سايلوس للحظة، قبل أن يتحرك أقرب، يواجه والدي مباشرة.

"ما الذي فعلته بها؟"

"ما الذي فعلتُه؟" رفع حاجبه، ثم ابتسم تلك الابتسامة الباردة. "أنا من أنقذها، سايلوس. أنا من منحها الحياة الجديدة التي تراها أمامك."

نظرتُ إلى والدي، لكن لم يكن هناك شيء في صوته يدل على العاطفة.

كأنني لم أكن ابنته.

كأنني لم أكن أكثر من… إنجاز.

سايلوس لم يبتسم.

لم يتحرك.

لكنه تحدث بصوت جعل الغرفة كلها تتجمد.

"أوه، صحيح. لقد نسيتُ أنك لا تؤمن بفكرة ‘البشر’. بالنسبة لك، كل شيء قابل للاستخدام، أليس كذلك؟ حتى ابنتك."

أصبح الجو مشحونًا فجأة.

الجنود بدوا وكأنهم لا يعرفون ما إذا كان عليهم التدخل أم لا.

لكن والدي؟

لم يكن من النوع الذي يفقد هدوءه.

"أنتَ تبالغ، كعادتك."

"وأنتَ قذر، كعادتك." رد سايلوس بسرعة، نبرته كانت مزيجًا من الغضب والسخرية.

"كل ما أفعله هو من أجل العلم، من أجل مستقبل أكبر."

"أوه، بالطبع!" قال سايلوس بنبرة مبالغ فيها، يرفع يده بتظاهر مسرحي. "كيف لم أفهم ذلك؟ ‘كل شيء من أجل المستقبل!’"

ثم خفض صوته، ونظر إليه نظرة باردة.

"قل لي، متى كانت آخر مرة رأيتها فيها كإنسان، وليس كأداة؟"

للحظة، فقط للحظة، رأيتُ عيني والدي تضيقان.

لكن قبل أن أتمكن من التفكير أكثر، شعرتُ به.

الألم.

لقد عاد.

لكن هذه المرة، كان أسوأ.

حاولتُ أن أتحرك، لكن…

رأيتُ الماء من حولي يتغير.

ثم، فجأة—

سعلتُ

مجددًا....

اشعر بطعم معدني في فمي.

دماء.

كان هذا أول شيء أدركته.

لم أشعر بالألم، لم أشعر بالخوف… فقط أدركتُ.

رفعتُ رأسي ببطء، رأسي ثقيل كما لو أنني كنتُ أغرق في أعماق بحر لا نهاية له.

ثم… جاءت الذكريات.

ليس ببطء، ليس تدريجيًا، بل كالسيل الذي حطم السدود واجتاح كل شيء في طريقي.

رأيتُ كل شيء.

رأيتُ والدي، كيف كان يعطيني الأوامر، كيف كنتُ أنفذها دون أن أسأل.

رأيتُ الكواكب، العوالم التي زرتها، كيف كنتُ شيئًا يُخشى، لكن لا يمكن الاقتراب منه.

رأيتُ سايلوس.

رأيتُ نحن.

كيف كان دائمًا هناك، كيف كان ظلي، قوتي، ضعفي، شيء لم أكن أفهمه تمامًا، لكنه كان دائمًا موجودًا.

ثم… رأيتُهم.

أمي. أخي.

كيف فقدتهما.

كيف رأيتُ حياتي تنهار أمام عينيّ، ولم أكن قادرة على فعل أي شيء لمنعه.

كيف كنتُ مجرد أداة، مجرد شيء يُستخدم ثم يُلقى جانبًا عندما تنتهي فائدته.

لكنني لم أعد كذلك الآن.

لم أعد ذلك الشيء الذي يمكن التحكم به، لم أعد تلك الفتاة التي فقدت كل شيء ولم يكن لها خيار.

أنا هنا.

أنا عدتُ بالكامل.

رفعتُ عينيّ، وبمجرد أن فعلتُ، رأيته.

سايلوس.

كان أمامي، يركع بجانب الحوض، وجهه أقرب مما توقعتُ، يديه تحيطان بوجهي كما لو كنتُ شيئًا قابلاً للانكسار.

لكن الأهم… كانت عيناه.

تلك العيون الحمراء التي رأيتها آلاف المرات، لكن هذه المرة، كانت مختلفة.

لم تكن غاضبة.

لم تكن حاقدة.

بل كانت… خائفة.

لكن لماذا؟

ثم أدركتُ.

رأيتُ الدم على يدي، على الماء من حولي، تذكرتُ كيف كنتُ أسعل الدماء، كيف كنتُ على وشك…

الموت؟

لم أشعر بالخوف.

لم أشعر بأي شيء.

لكنني رأيتُ كيف كان ينظر إليّ، كيف كان وجهه يحمل شيئًا لم أكن قادرة على استيعابه بالكامل.

كيف كان يمسك بي كما لو أنني قد أختفي في أي لحظة.

لكنني لن أفعل.

لن أختفي.

أنا عدتُ.

تحرك لساني قبل أن أفكر حتى في الكلمات.

"لنذهب إلى المنزل، سايلوس."

رأيتُ كيف تغير تعبيره في لحظة.

شيء ما في داخله انفجر، شيء لم أكن متأكدة منه، لكنه كان شيئًا عظيمًا.

لم يسألني كيف.

لم يسألني لماذا.

لم ينتظر حتى ثانية واحدة.

في لحظة واحدة، كنتُ بين ذراعيه.

رفعتُ يديّ قليلًا، ليس لأتمسك به، بل لأتأكد أنني لستُ أحلم.

لكن قبل أن أستوعب المزيد، شعرتُ بالحركة السريعة، بالهواء الذي أصبح أكثر برودة.

رأيته يرفع يده الأخرى، يوجهها نحو النافذة بجانبنا، عينيه لا تزالان تحملان ذلك الشيء الذي لم أفهمه تمامًا.

ثم…

تحطمت النافذة بضربة واحدة.

وسقطنا معًا في الفراغ.

الهواء كان يصرخ حولي.

الرياح الباردة ضربت وجهي بينما كنتُ معلقة بين ذراعيه، جسدي خفيف كما لو أنني لم أعد أنتمي لهذا العالم.

سايلوس كان يركض.

لا… لم يكن يركض.

كان يقفز.

فتحمتُ عينيّ، رأيتُ الأضواء أدناه، المباني التي كنا نعبرها كما لو كانت مجرد عوائق صغيرة في طريقنا.

هذا جنون.

لكنني لم أكن خائفة.

لأنني كنتُ بين يديه.

خلفنا، سمعتُ صرخات.

الجنود كانوا يطاردوننا، أصوات خطواتهم تتردد فوق الأسطح المعدنية، أصوات الأسلحة تُجهّز، الأوامر تُطلق عبر أجهزة الاتصا

.

لكن سايلوس لم يكن مهتمًا.

بدا وكأنه لم يكن حتى يسمعهم.ثم…صَفَر

لم تمضِ سوى ثانيتين حتى سمعتُ الصوت.

أجنحة ضخمة تخترق الهواء، صرخة غراب عميقة، ثم…

ظهرا.

غرابان ضخمان، أجنحتهما سوداء كالظل، عيونهما تتوهج بانعكاس أضواء المدينة.

بمجرد أن وصلا، أطلق سايلوس أمرًا بسيطًا، دون أن يبطئ سرعته:

"أوقفوهُم."

لم يكن بحاجة إلى قول أكثر من ذلك.

بمجرد أن وصلت كلماته إلى آذانهم، انقضا على الجنود كأشباح قاتمة، أصوات الصرخات ارتفعت من خلفنا، لكننا لم ننظر إلى

الوراء.

قفز سايلوس من مبنى إلى آخر، جسده يتحرك بسلاسة غير بشرية، وكأنه لم يكن مرتبطًا بالجاذبية كما يفترض أن يكون.

ثم، أخيرًا، رأيتها.

السيارة.

كانت مركونة في الزاوية، سوداء لامعة، أشبه بشبح معدني في منتصف هذا الظلام.

في لحظة واحدة، هبط سايلوس على الأرض، فتح الباب الخلفي بيد واحدة، ووضعني في المقعد برفق، كما لو أنني كنتُ

شيئًا هشًا.

ثم، دون أن يقول شيئًا، أغلق الباب، واستدار نحو الجنود الذين تمكنوا من الإفلات من هجوم الغربان، يركضون نحونا بسرعة.

لم يكن هناك وقت.

لكنه لم يكن بحاجة إلى الوقت.

لأنه كان سايلوس.

لم يتحرك فورًا.

وقف أمام السيارة، ظهره لي، يواجه الجنود الذين كانوا يركضون نحونا، أسلحتهم موجهة، أصوات إنذاراتهم تصرخ في الظلام.

لكنه لم يكن مستعجلًا.

بل كان… ينتظر.

رأيتُ كيف تشنج أحد الجنود للحظة، كيف تباطأت خطواتهم، كيف تبادلوا النظرات فيما بينهم.

كانوا يعلمون.

حتى وهم يحملون الأسلحة، حتى وهم يفوقونه عددًا، كانوا يعرفون أنهم لم يكونوا في موقع قوة هنا.

لأنهم لم يكونوا يطاردون مجرد رجل.

بل كانوا يواجهون سايلوس.

"قف مكانك!" صرخ أحدهم، بندقيته مصوبة نحوه.

لم يرد.

لم يتحرك حتى.

لكن عندما تحدث، كان صوته هادئًا، هادئًا جدًا.

"أتعرفون ما الفرق بينكم وبيني؟"

لم يمنحهم فرصة للإجابة.

"أنا لا أحتاج إلى سلاح."

ثم، في جزء من الثانية، اختفى.

أو على الأقل، هكذا بدا الأمر.

في لحظة كان أمامهم، وفي اللحظة التالية…

كان بينهم.

لم أتمكن من رؤية كل شيء بوضوح، لكنه كان سريعًا جدًا.

أحد الجنود سقط على الأرض قبل أن يدرك حتى ما حدث، الآخر طار جسده إلى الخلف، ارتطم بالحائط بقوة جعلت الهواء يخرج من رئتيه بصوت مكتوم.

البقية لم يحصلوا على فرصة حتى للرد.

سايلوس كان يتحرك بينهم كما لو كان الظل نفسه.

لم يكن يقاتل فقط… بل كان يمحوهم.

بعد لحظات، لم يبقَ أحد واقفًا.

رأيتُ سايلوس يمرر يده على بدلته الممزقة أصلًا، ينفض الغبار عن كتفه كما لو أن كل هذا لم يكن أكثر من إزعاج بسيط.ثم… استدار نحوي

توقعتُ أن أرى ابتسامته المعتادة، ذلك التهكم الخفيف الذي لا يفارقه.

لكن عندما التقت أعيننا، لم يكن هناك أي أثر للمرح.

لم يكن هناك سوى تركيز كامل.

كأنه كان يرى شيئًا لا يمكنه المخاطرة بخسارته.

في لحظة، كان أمام باب السيارة، فتحه، جلس خلف المقود، وأدار المحرك بضغطة واحدة.

ثم انطلق..

إلى القلعة.

إلى حيث ينتمي سايلوس....... وأنا

كانت السيارة تنطلق بسرعة جنونية، تطفو بين المباني كظل متحرك، كأنها لم تكن تخضع لقوانين الجاذبية أو الفيزياء.

لكنني لم أكن مركزة على ذلك.

كنتُ أنظر عبر النافذة، أراقب الأضواء المشوهة، الطرقات التي كانت تمر بسرعة، المدينة التي أصبحت… غريبة عليّ.

وكأنني كنتُ أنظر إلى عالم لم يعد عالمي.

ثم، بصوت هادئ، كما لو كنتُ أخبره بحقيقة بسيطة، قلتُ:

"لقد استعدتُ ذاكرتي، سايلوس."

2025/06/02 · 1 مشاهدة · 1997 كلمة
Fatima
نادي الروايات - 2025