"الغرفة المقدسة." تابع، صوته أصبح أكثر نعومة الآن.
"المكان الذي كان يجب أن تكوني فيه منذ البداية."
شعرتُ بقشعريرة خافتة تسري في جسدي، لكنني لم أظهر أي رد فعل خارجي.
"لما انا هنا؟"
"لأنني نجحتُ أخيرًا في التواصل معكِ." قال بفخر، وهو يضع يده على خصره.
"لقد كنتُ أحاول منذ أن هربتِ مع سايلوس من مبنى الأمن الفضائي، لكن عقلكِ كان مغلقًا… والآن، بفضل تجربتكِ الأخيرة، أصبح الاتصال أسهل."
لم يعجبني هذا الجواب.
"هذا ليس اتصالًا عاديًا." قلتُ بهدوء، وأنا أنظر إلى الماء الذي تحت قدميّ.
"هذا…" توقفتُ للحظة، ثم رفعتُ نظري إليه.
"هذا واقع."
رافاييل لم ينفِ ذلك.
بل فقط… ابتسم.
وقفتُ هناك، وسط الغرفة المقدسة، بينما الماء الشفاف يلتف حول قدميّ كأنه امتداد لجسدي.
لكنني لم أكن كما كنتُ قبل لحظات.
شعرتُ بها…
الطاقة.
لم تكن مجرد قوة عادية، لم تكن مثل التحكم بالماء الذي كنتُ أتدرب عليه مسبقًا.
بل كانت أعمق، أنقى، أكثر انسجامًا.
رفعتُ يدي ببطء، رأيتُ كيف استجابت المياه فورًا… دون مقاومة، دون جهد.
بلمسة واحدة، شعرتُ بالمحيط بأكمله خلف الجدران الشفافة.
كل قطرة… كل موجة… كل كائن يسبح في الأعماق.
كنتُ متصلة بكل شيء هنا.
وهذا… لم يكن شعورًا مريحًا.
لم يكن هذا طبيعيًا.
لكن قبل أن أتمكن من استيعاب الأمر بالكامل، سمعتُ صوت خطوات قادمة.
التفتُ فورًا، ورأيتهم.
كانوا قادمين من الممر الطويل، بملابس بيضاء ناصعة، جلدهم اللامع يعكس ضوء الغرفة مثل سطح البحر تحت أشعة الشمس.
تحركوا بانسيابية، كأنهم يطفون فوق الماء، ثم…
انحنوا أمامي.
"تحيا القديسه."
حدقتُ بهم بلا تعبير، بينما كانوا يركعون برؤوس منخفضة، وكأنهم ينتظرون مني أن أنطق كلمة واحدة لتحديد مصيرهم.
لكنني…
كنتُ غاضبة.
"ما الذي تفعلونه؟!" صرختُ بتفاجؤ صوتي كان قوياً لدرجة أن الماء حولي اهتزّ مع كل حرف.
لم يتحركوا، لم يرفعوا رؤوسهم حتى.
"رافاييل!" التفتُ نحوه فورًا، ورأيتُه يقف هناك، يراقبني بابتسامة صغيرة… لكنني رأيتُ كيف كانت عينيه تلمعان بشيء أكثر من مجرد رضا.
تقدمتُ نحوه بخطوات سريعة، قبضتُ على طرف ردائه الملكي، سحبته بقوة ليقترب أكثر، وهتفتُ بعصبية:
"ما الذي تفعله؟! اتفاقنا كان أن أتحول إلى هجين، ثم تتركني وشأني! ماذا تعني هذه المسرحية السخيفة؟!"
رافاييل لم يتراجع، لم يقاوم، فقط أمال رأسه قليلًا، ابتسامة متكلفة ترتسم على شفتيه، ثم قال بصوت ناعم جدًا:
"أوه، قديستي الغاضبة… ألا تعتقدين أنني أوفيت بوعدي؟"
شدّدتُ قبضتي أكثر على ردائه.
"أوفيتَ بوعدك؟!"
"بالطبع." قال، وهو يرفع يده ببطء، ينزع أصابعي عن ملابسه بلطف لكنه كان يحمل تحذيرًا ضمنيًا.
ثم، بلمسة واحدة، شعرتُ بالماء حولي يستجيب له بدلًا مني.
"لقد أصبحتِ هجينًا." قال بهدوء.
"لقد حصلتِ على القوة التي وُلدتِ لأجلها. لقد منحتُكِ القدرة على التحكم بمحيطات العالم السفلي، وجعلتكِ جزءًا من النسيج الأزلي للمياه… تمامًا كما تم الاتفاق عليه."
"هذا لم يكن ابد مطلبي . لقد أردت أن اتخلص من هذا الارتباط الذي بيننا فقط..... وأيضا لما ينادونني بالقديسة؟" اصرخ بعصبيه بوجهه
رأيتُ كيف لمع شيء في عينيه للحظة، قبل أن يبتسم ابتسامته الدرامية المعتادة.
"لأنكِ كذلك."
"أنا لستُ كذلك!"
هذه المرة، اقترب هو، جسده أصبح على بعد بوصات مني، ثم همس بصوت خافت لكنه حمل كل خطورة البحر الهائج:
"أوه، لكنكِ كذلك، سواء أحببتِ ذلك أم لا."
لم أتحرك.
لم أتنفس حتى.
"هذه ليست لعبتي، رافاييل." همستُ، لكن صوتي لم يكن ضعيفًا.
"وأنا لم أضع القواعد، أميرتي." قال، وهو يبتعد ببطء، عينيه لم تفارقا عينيّ.
"لقد كُتبت منذ زمن بعيد… منذ ولادتكِ، عندما تمت مباركتكِ في الغرفة المقدسة."
رفعتُ رأسي قليلًا، نظرتُ حولي، رأيتُ الماء…
رأيتُ كيف كان يتحرك معي، كيف كان يستجيب لي بشكل مختلف عن أي مرة سابقة.
ثم نظرتُ إلى الرجال المنحنين أمامي.
"قفوا."
في اللحظة التي نطقتُ بها، رفعوا رؤوسهم فورًا، وكأنهم لم يكونوا بحاجة إلى أوامر أخرى.
لقد…
أطاعوني فورًا.
التفتُ إلى رافاييل ببطء، الذي كان يراقبني بعينين نصف مغلقتين، وكأنه كان يستمتع بكل لحظة من هذا.
ثم، بصوت منخفض جدًا، قال بهدوء:
"ألم أقل لكِ؟"
رأيتُ كيف كانت زوايا شفتيه ترتفع ببطء، وهو يضيف بصوت أكثر نعومة:
"أنتِ قديسة المحيط، تونه."
شعرتُ بأن الماء من حولي أصبح أكثر دفئًا، كأنه كان…
يرحب بي؟
لكنني لم أرغب في هذا.
"أنتَ تكذب." قلتُ بحدة، لكن صوتي لم يكن قويًا كفاية كما أردته أن يكون.
"كذب؟" ضحك، ثم رفع يده فجأة.
وفجأة، الماء الذي كان حولي… انفجر للأعلى، ليشكل قبة مائية ضخمة تحيط بنا بالكامل.
"قولي لي إذن، عزيزتي…"
اقترب مني، همس بجانب أذني:
"إذا لم تكوني القديسة… فلماذا الماء لا يعصي أوامركِ؟"
أرفض.
أرفض كل شيء.
أرفض المياه التي أحاطت بي كأنها جزء مني.
أرفض الألقاب التي بدأوا ينادونني بها، وكأنني أصبحتُ شيئًا أعظم مما أريد أن أكون.
أرفض هذا الدور… وهذه السلطة التي لم أطلبها أبدًا.
"لا أريد هذه المكانة." قلتُ، وعينيّ تحدقان في رافاييل بلا أي تردد.
"لا أريد هذه القدرة. كان يجب أن أختار الحرب. كان يجب أن أرفض هذه الصفقة منذ البداية."
رأيتُ كيف رفع حاجبه قليلًا، كيف مالت شفتيه بابتسامة جانبية لم تعجبني، كيف كان يستمتع بهذه اللحظة أكثر مما ينبغي.
"أوه؟ إذن، تفضلين الفوضى والدمار على القوة والسلام؟"
"أفضل أن أكون حرة." قلتُ بصوت حاد، وأكملتُ ببطء:
"لأنني أعرف شيئًا واحدًا… سايلوس لن يقف مكتوف اليدين عندما يعلم بما فعلتَ."
في اللحظة التي نطقتُ فيها اسمه، توقعتُ أن أرى تغييرًا في ملامحه.
لكن ما لم أتوقعه هو أن يبدأ…
بالضحك.
لم يكن مجرد ضحكة خفيفة.
بل كان يضحك كما لو أنني قلتُ شيئًا مضحكًا للغاية.
"سايلوس؟" كرر اسمه بين ضحكاته، ثم وضع يده على صدره، وكأنه بالكاد يستطيع السيطرة على نفسه.
"أوه، تونه… أنتِ حقًا رائعة."
لم أتحرك، فقط انتظرتُ أن ينتهي من سخريته.
وعندما فعل،
تقدم خطوة واحدة، ثم همس بصوت خافت لكنه اخترقني كالسكين:
"أخبريني، عزيزتي… أين هو سايلوس الآن؟"
.....
مرحبا 🍀🍀
فصل جديد
..شنو رأيكم بتصرفات رافاييل مع تونه؟ هل تشوفونه داعم، متسلط، ولا شيء ثاني؟
...تونه قالت إنها "تعرف أن سايلوس ما راح يقف مكتوف اليدين"، شنو تتوقعون راح يصير لو عرف سايلوس باللي صار؟
....شنو تفسيركم لضحك رافاييل لما ذكر اسم سايلوس؟ هل هو يستهزئ بسايلوس، أو عنده خطط أكبر؟
...لو كنتم مكان تونه، شنو راح تكون ردت فعلكم تجاه هذي السلطة؟
....شنو أكتر لحظة في الفصل شدت انتباهكم أو حسيتوها مليانة معاني؟