غادرت تونيا لمنزلها ؛ألقت بجسدها على ذلك الكرسي لتتناثر كل افكارها على الارض امسكت هاتفها نطقت بغضب:

" جاك ؛اريد ان تقوم تجلب لي كل المعلومات عن كوبير "

اغلقت الهاتف واطلقت تنهيدة يشوبها القلق ابعدت ذلك المشبك الذي امسك شعرها ليتحرر ويسقط على كتفيها قالت بغضة ألم :

" مهما فعلت لن تنظر لي فلماذا أقيد نفسي بتلك المشاعر ! لم يعرف قلبي سوى الوقوع في حب شخص لا يفقه الاحاسيس ؟ رغم كل شيء فذلك الفؤاد لم ينبض الا عند رؤيته ، يجب ان اتاكد ان كانت باتريس احدى عبيد كوبير "

سلبها رنين الهاتف من قوقعة افكارها لتجيب بارهاق :

" ماذا هناك جاك ؟"

انتفضت عند سماع ذلك الصوت نطقت بشجاعة مزيفة بل تحتها يخبئ الرعب الذي بدى على عينيها :

" كيف وجدتني !"

بدأت يديها بالارتجاف وكأن ذلك الصوت بل صاحبه قد جلب تلك الذكرى معه ، اغلقته بسرعة والقته بعيداً ضمت ساقيها الى راسها وما هي الا لحظات وتمثل تلك الذكريات امامها رفعت راسها لتراه تجمدت اوصالها وعقد لسانها صرخت بخوف :

" ابتعد ، لماذا اتيت مرة اخرى ! لماذا تريد ان تعيدني الى مملكة من الالام افضل ان اموت في حب لوكاس كل يوم على ان اعود الى ذلك الخراب ،ارجوك انقذني"

في هذه الاثناء دخل جاك الى منزلها ليراها على تلك الحالة اسرع اليها قال بقلق:

" ماذا هناك تونيا ؟ ماذا حصل ؟"

نظرت اليه لتعود الى الواقع وتختفي تلك الاطياف قالت بعدما ابتلعت ريقها :

" لا شيء، هل جلبت ما طلبته ؟"

اومئ براسه اخذته منه وقالت وهي تصعد لغرفتها :

" شكرا لك جاك الان اذهب واحظى ببعض الراحة "

شاهدها تصعد وخرج وبين اضلعه نبض لا يكاد يصمت

......باتريس.....

فتحت عيناي ببطء، شعرت ببعض الالم في راسي حاولت النهوض ولكن دوار اصابني اسندت جسدي على مقدمة السرير ، لاحظت وجود لوكاس النائم على الاريكة نظرت له بغرابة لما هو هنا! شاهدت تلك الاقمشة الموضوعة في وعاء من الماء هل اصبت بالحمى ! وهو يعتني بي ؟ احساس باغت قلبي بقوة انتقل الى جميع اجزاء جسدي عن طريق دمي ! ولكن لما ؟ هل هو بحق شخص لطيف ؟ استيقظ لوكاس جاء الي بسرعة وقال بطمأنينة :

" هل انتِ بخير الان ؟!"

رددت عليه بهدوء :

" اجل "

ابتسم لي بصمت وذهب وجهت نظري الى النافذة ،تساقط قطرات المطر بسكون تام لا يوجد اي شيء سوى صوت ارتطامها بالنافذة وكانها تخبرني ان ابعد ذلك الحاجز لتلامس جسدي لتعيد الي ذكريات حاولت ان اضعها في الصندوق صغير ولكن كلما اردت رميه في بحر النسيان لا اجده ، هل تتخبر مياهه عندما يشعر باتقرابي! هل هو يخشى من تلك القذارة التي تملئ الصندوق ؟ هل سوف تنفجر بداخله وتغير كل مافيه ليعيد النسيان كل الذكريات التي القاها اصحابها ِ! سمعت صوته يقول:

" يبدو ان السماء تحاول استدراج دموعنا الحبيسة بين قضبان رموشنا "

قلت ونظري مازال في مكانه :

" المطر ليس الا اداة لتعيد تجمع الاطياف حولنا ، رغم جماله الا انه خطير على من هم مثلي"

قال باستغراب بعد ان وضع الذي بيده :

" من هم مثلك ! لما وماذا بك !"

تلك الجملة كانت كفيلة بطرق باب الذكريات اغلقته باحكام ونطقت بانزعاج :

" انا لست سوى كومة من القمامة فقط ، فارجوك لا تجعل كلماتك مفاتيح لتحرير ما بداخلي "

قال بتفهم :

" حسنا ولكن لنا جلسة لذلك ، احتسي هذا الحساء لتتحسني "

وضعه امامي ، امسكت لاتذوقه ولكن طرق الباب اعاق تلك الرشفة من دخول فمي ذهب ليرى من ! اكملت طعامي وما هي الا لحظات وتدخل الي قالت بنشاط :

" مرحبا باتريس ، كيف حالك !"

تفحصتها لارى تلك الخضلات التي اسدلت على كتفيها بهدوء لم انطق بكلمة وانما وضعت الحساء بجانبي تركنا لوكاس بمفردنا ليجري اتصالا سريعا نطقت بخباثة قد لامست سمعي :

" البارحة قد ابدلت ملابسك وعندها شاهدت شيئا يتوسط كتفيكِ "

اتسعت عيناي وانتفض جسدي امسكتها من ياقة قميصها والقيت بالبرودة بعيداً وقلت :

"ومن سمح لك بذلك !"

يبدو عندما رميت البرودة التطقتها ببراعة وابعدتني لتقول:

" سيدك السابق هو كوبيرجاس اليس كذالك !"

ما إن نطقت ذلك الاسم حتى جرى بين دمائي رعشة اجل مصدرها ، سمعت ذلك الصوت المحفورعلى جدران سمعي :

" باتريس انتِ ملكي وهذا سوف يذكرك انك لي "

صرخاتي ملئت المكان ، انها صرخة من الماضي لا بل صرختي الان وضعت يداي على راسي صرخت باعلى ما لدي ودموعي بدات بالانهمار على الارض قلت بهستيرية :

" لا إلا ذلك السوط ، اي احد يوقفه عن وضع تلك العلامة على ظهري ، انه يـــؤلم "

واخر ما رايته كانت تلك الابتسامة المقيتة قد ارتسمت على ثغره الكريه ، نعم انه طيفه

...... الراوية .....

سقطت باتريس مرهقة من حفر تلك الذكريات في راسها الصغير ، ارتجفت تونيا اثر ذلك المشهد هرع لوكاس الى باتريس وضع راسها بين كفيه وقال بخوف :

" باتريس ، استيقظي ! باتريس؟ "

نظر الى تونيا ، نطق بغضب مطبق:

" ماذا فعلتي بها ! بماذا تفوهتي !"

ردت عليه بعصبية تملئها الغيرة :

" لما تضع اللوم علي! لم اقل لها اي كلمة ؟ ولماذا انت قلق عليها جداً؟ هل تحبها !"

نظرات من الغضب استعمرت عيناه وضع باتريس على السرير قال وهو يحاول ان يتملكه الهدوء :

" تونيا ، اذهبي للمنزل الان وراجعي كل ما حدث وستقولين ماذا تحدثتي معها لتصبح هكذا ! هل فهمتِ؟"

انتشلت تونيا جسدها من على الكرسي ورحلت

2017/09/30 · 281 مشاهدة · 866 كلمة
wafaamahmoud
نادي الروايات - 2024