....لوكاس.....

جلست بجانبها على السرير ازحت تلك الخصلات عن وجهها رأيت جزء من ندبة خلف عنقها ، يبدو انها حصلت على ذلك اثر التعذيب ابعدت عنها رويداً لا اريد من ذلك الطيف ان ياتي هرعت الى غرفتي مسرعاً اغلقت الباب وتنفست بهدوء ولكني لم افلح في الهروب ها هي تقف امامي بخصلات شعرها السوداء ، عيناها وقد تربعت البراءة بداخلهما لم استطيع تحريك راسي تجمدت اوصالي إقتربت مني ببطء شديد همست في سمعي :

"؟ماذا! هل نسيتني "

عقد لساني ، وهل استطيع نسيانكِ؟! وانتِ تواصلين الظهور امامي كل يوم هل استيطع ان امحو تلك الملامح من ذكريات ! لا بل تلك الذكريات تُحي اثرك وتريد اي شيء لجلب طيفك ! هل انا مخطأ؟! ام انكِ اصبحتي ظلي! لا تفارقينني مطلقاًالقيت بجسدي على السرير متجاهلاً اياكِ علكِ ترفقين بي وترحلي ولكن هيهات لشبحك ان يبتعد عني اغمضت عيناي لتناسى وجودكِ لتظهر ذكرى ذلك اليوم يبدو ان مقلتاي ايضا بصفكِ قطرات المطر تنهمر بقوة وكاني تضربني عدت للمنزل مسرعا لانه يوم مولدك ولكن لم اجدكِ خرجت ابحث نك بين الازقة وجدتك ولكن! احدهم يريد ان يسلبك مني نيران من الغيرة اضرمت بداخلي لم يستطع المطر اخمادها لان جسدي يحميها انطلقت اليه وابدات ابرحه ضرباً وانتِ تفقين خلفي ، ابتعدت عنه بعد ان اهلكت جسده من لكماتي ادرت ظهري لامسك بك لارى شاباً طويل القامة يغطي شعره بقبعة وبعض منها هربت من الاحتماء لاعلم ان لديه شعر رمادي اللون ام انها بضع خصلات قاربت على الموت ؟ كان يمسك بمرفقكِ اقتربت منه وصفعته بتلك الكلمات :

" اتركها حالا!"

نظر لي ببرودة تامة اشعل سيجارة رغم ذلك المطر افلتها ليمسك بها حارسه الشخصي ، اقترب مني وتصادمت بؤرتينا وضع راسي بين كفيه وقال بعد ابتسامة خبيثة تظهر اسنانه الصفراء التي تستغيث من كثر شربه للسجائر :

"الان ستكون شاباً مطيعاً وتنصرف من هنا "

ابتعد عني اردت تسديد قبضتي لتلامس وجهه ولكن تجمدت يدي في الهواء لا هو من اوقف لكمتي ، ابتسم لي ووجه قبضته لتغوص في معدتي جثيت على الارض من الالم ، بدأت هي بالصراخ والنطق باسمي اودت النهوض لاراها لتدخل السيارة وضعت اصابعي مكان الالم ولحقت به امسكت بساقه لامنعه من الذهاب ولكنه ركلني بقوة لاسقط معانقا الارض وضع قدمه على راسي ونطق بكلمات لن انساها ما حييت :

" لن تستطيع الوصول إلي فانت مجرد حثالة لذا سيظل راسك منخفضاً وتلك الفتاة ستباع في السوق السوداء اليوم لذلك لا تحلم بلقاءها مطلقا بل ولن تجدها وإن فعلت ستكون قد عانقت التراب "

ودلف الى السيارة وانا اسمع صوتها ينطق باسمي كانت تصرخ :

" اخي ، انقذني "

وتلك الصرخة قد زلزلت السماء ليظهر الرعد نطقت بكل قوة :

" لــــــوكــــــاس"

استفقت من ذلك الحلم مرة اخرى ، العرق قد تساقط من جسدي كله ، الهث بقوة ضربت قبضتي على الحائط وتفوهت :

" سينيثا "

اختي التي فقدتها منذ تسع سنوات ، حاولت البحث عنها في كل مكان ولم استطيع حتى ان اعثر على رائحة لها


......باتريس.....

استيقظت في غرفتي القديمة ، هل انا احلم ! ام ان هذا وهم ؟ دخلت امي بنشاط وهي تقول :

" هيا ايتها السلحفاة قد اصبحت الساعة السابعة والنصف سوف تتاخرين عن المدرسة !"

حدقت بها والصدمة تعتريني ، اقتربت مني وهي تبتسم قالت :

" ماذا هل شاهدتِ كابوساً مرة اخرى ؟"

اومئت براسي لتغلفني بين اضلعها الجمود سيطرعلي ، دفئها غمرني وقتل كل البرودة التي استوطنتني ! بادلتها العناق واجهشت بالبكاء المتطقع بين احضانها اردت الابتعاد نها لارى ملامحها لتلتصق بي وسيصبح كل شيء ظلام صرخت بقوة :

" امي انا اختنق ، امي اين انتِ؟! امـــــي"

لا استطيع التنفس ، حاولت ان احارب ذلك السواد ولكنه استعمرني بجيوشه دافعت عن شجرة الامل خاصتي ولكن دعست بكل بقسوة ارادت حمايتي ! ولكنها قتلت وانا بين اضلعها اتذكر تلك الملامح القاسية ، انف به اعوجاج ونظرات الشر قد ملكت عيناه سقطت بين احضاني ودماؤها هي من تعانقتي نطقت بكل قوة :

" لماذا قتلتها ؟"

رد ببرودة بعد امساكه معصمي :

"لانها ارادت حمايتك ولم تستطع حماية نفسها "

اردت التحرر من قبضته القوية ولكن هيهات لجسدي الهزيل ان يساوي قوته ، تريدون معرفة من هو ذلك الشخص ! وانا ايضا اريد ذلك فمنذ تلك اللحظة قد نسيت من هو بالنسبة إلي قد محوت كل ذكرياته الجميلة برفقتي بل هو من جعلني انفيه من حياتي كلها ولكن هذه اللحظة لم استطع رميها احراقها او حتى تشويشها لانها حفرت بين اضلعي فإن حاولت نزعها ستذهب روحي برفقتها لن يستطيع اي احد ان يخمن ماذا يحويه قلبي ! انه يحتوي على اقبح الاشياء بل اقبح الاشخاص والذكريات والكلمات ، تلك الصدمة قد كانت هي البداية فأن يبيعك اقرب الاشخاص اليك سوف تطعن بقوة ، ويبدأ الخذلان ببناء عشه على سقف فؤادي ، سلمني لاحدهم ورحل بعد ان قبضت يديه على النقود نطقت بقوة عله يعود ويقول ان هذا مجرد مزحة :

"ابــــــــــــــــــــــــي"

لم يلتفت لي بل جعل من الوقر سيداً لسمعه حاولت الافلات من قبضتهم وعند تحرري منهم الى اين اذهب! الى من الجأ؟ من سيحتوني من تلك الوحوش الجائعة لكل القذارات ؟

فتحت عيناي ببطء لاخرج من ذلك الظلام لم اجد اي احد بجانبي ، انزلت قدماي بهدوء ونهضت ولكن كدت ان اسقط عدت وجلست لاوازن نفسي ، وجدت كأس الماء وضعت بعض القطرات وغسلت وجهي


......الراوية .....

في هذه الاثناء تونيا في منزلها تراجع بماذا تفوهت ! ولكن طرق الباب ايقظها من غيبوبة تفكيرها ذهبت وهي مرهقة فتحت الباب ليظهر امامها بقامته الملفتة خصلات شعره السوداء ولكن بعضها قد لبس اللون الابيض ابتسم بخبث وقال :

" لم اراكِ منذ مدة هانا "

ارادت ان تغلق الباب بسرعة ولكن وضع قدمه ارجعت نفسها خطوة للوراء وكأن الذكريات تحيط بها قالت بصراخ :

" ما الذي جاء بك الى هنا ؟ وماذا تريد ؟كوبير"

دخل للمنزل واغلق الباب قال بذكاء:

" وهل تلقين تلك الاسئلة لسيدك؟"

تفوهت بانفعال :

" لست سيدي "

امسكها من معصمها وكشف عن يدها وقال :

" ولكن هذا الاثر يقول عكس ذلك "

دفعته بعيداً ونطقت بقوة :

" اصمت ، لا تتحدث ايها الغثيث القذر "

صوت قد كسر السكون ووجها التف للجهة الاخرى امسكها من ذقنها وقد شاهد الرعب يتمسك بعينيها قال بغرور:

" لم تتغيري ابداً تنطقين بجراة لتخدعي نفسك انك تملكين الشجاعة ولكن ما يوجد بداخلك ليس الا خوفا قد اختبئ وراء ستارالشجاعة ، يبدو ان وجهك قد اشتاق لكل تلك الصفعات !"

لم تستطع الرد بل ارتجاف جسدها قد قال الحقيقة ابتعد نها وجلس على الاريكة نطق بلا مبالاة :

" هل تذكرين تلك الفتاة التي جعلتك تتحرين مني ؟"

نبض قلب تسارع ، تساقط حبات الرق من جبينها وعاد بها الذكرى الى ذلك اليوم ، يوم حريتها ،حرية وهل تسمي تلك الليلة بحريتتها ؟ وضعت يديها على سمعها وقالت برعب:

" اجل ماذا بها ؟"

نطق بعد ان نفث دخان خارج جسده :

" لقد هربت مني ولم استطع ايجادها للان قالوا انها بيعت لاحدهم ولكن لم اعلم باي سوق سوداء "

اتسعت عيناها وقالت بقلق:

" اوليفيا هربت ؟ وكيف ؟"

قال وهو يطفى السيجارة بقدمه :

" عندما هجم احدهم على مقري الخاص وفجر المكان هربت "

تماسكت تونيا ونطقت بهدوء :

" وماذا في ذلك ؟ ماذا تريد مني ؟"

قهقه وقال :

" اريدك ان تجديها لي اريد ان اعيدها إلي فهي ملكي "

قالت بنفي :

" لا اريد مساعدتك مطلقاً"

اقترب منها من جديد ونطق ببطء وهدوء:

" إذا احرق كل شيء سعيتي به واعيدك الى العبودة ! هل فهمتي؟"

ارتجفت اوصالها من ذكر ذلك وصرخت :

" لا ارجوك"

تجمع الدمع على ضفاف مقلتيها رد عليها :

" اذا اجلبيها لي "

قالت باستسلام:

" اعطني صورتها فانا منذ ثلاثة سنين لم ارها"

اعطاها الصورة ، وضعتها في جيبها بدون النظر لها وقالت بخضوع :

" ستكون لديك الملومات خلال اسبوع "

ابتسم لها بقذارة ونطق :

" حسنا انتظر اتصالك هانا "

2017/10/04 · 337 مشاهدة · 1253 كلمة
wafaamahmoud
نادي الروايات - 2024