في ساحة شبه خالية، يلفّها الظلام ويُضفي عليها ضباب خفيف، يظهر رجل من العدم، يحمل سيفاً عتيقاً تتخلل شفرته شقوق ضاربة بلون الدم. يرتدي معطفاً ممزقاً يظهر من تحته جسده المليء بالجروح. يتراجع الأطفال، تحدق عيونهم به بذهول. يقف الرجل مبتسماً بابتسامة شريرة وهو يتفحصهم من أعلى إلى أسفل، ثم يتحدث بصوت مبحوح:
الرجل: "تائهون؟ مممم... هيا، سلموا أنفسكم لأبيكم."
تقدّم ألكس بخطوات واثقة، وعيناه تقدحان شرراً، ثم انطلق كالصاعقة نحو الرجل، ضارباً بسيفه دون تردد. في أقل من ثانية، كان رأس الرجل قد انفصل عن جسده وسقط أرضاً.
لكن فجأة، نهض الرجل مرة أخرى، وهذه المرة برأسين يشعّان بتوهج غريب، يرافق ذلك ضحكة أنثوية قادمة من الظلام.
امرأة غامضة من الظلام: "آسفة، دميتي العنيدة هذه... يبدو أنها لا تريدكم العبور."
يتجرأ سيبرو ويسأل ببرود، متجاهلاً خوفه الداخلي: "من أنتِ؟ ولماذا تقفين في طريقنا؟"
تضحك المرأة بغرور، وتظهر ملامحها تدريجياً من بين الظلال. إنها ترتدي عباءة قاتمة وأعينها تشع بريقاً غامضاً، كأنها شبح خرج من كابوس.
المرأة: "ههه... أنا؟ أنتم من دخلتم منزلي دون إذن. أنا من... من عصابة..."
قبل أن تكمل جملتها، انقض ألكس مجدداً، وقطع رأسها دون تردد، لكن سرعان ما عادت رأسها للالتحام بجسدها. نهضت المرأة من جديد، تمسح رقبتها بيدها بخفة وتبتسم ابتسامة باردة.
المرأة: "آسفة، لم أقدّم لكم مهارتي بعد... إنها "لعنة التعدد والتجدد". نعم، أعلم أنها غريبة، لكن هذا ما أتقنته."
ألكس: "تنحي جانباً، لا رغبة لي في إضاعة وقتي بقتالك أيتها الحمقاء."
ترد المرأة بدموع ساخرة في عينيها، وكأنها تمثل دور الضحية: "ظننت أنني كافية للقضاء عليكم وحدي. حسناً، يبدو أنني بحاجة إلى مساعدة." تلتفت إلى الخلف وتصرخ بلهجة مليئة بالتهكم: "هاي، أيها الأوغاد، تعالوا، لدينا وجبة شهية هنا!"
بدأ أفراد العصابة يخرجون من وكرهم، مسلحين بشتى أنواع الأسلحة، وتحيط بهم هالة من الرعب. لم يكن الخوف في قلوبهم، بل شراسة متعطشة للدماء.
يتقدم غاندي بخطى ثابتة، مبتسماً باستخفاف، ويصيح فيهم: "أيها الحمقى! من منكم يعتمد على المهارة والقوة الجسدية فقط، فليواجهني! أما البقية الضعفاء، فاذهبوا للعب مع سون، هههه."
انفجر أفراد العصابة ضاحكين، وأحدهم يسخر قائلاً: "أنت؟! ألم ترَ في ما ورطت نفسك؟ لو كنت مكانك، لبللت سروالي من الخوف!"
لكن غاندي لم يأبه، وتحوّلت يداه فجأة إلى حجر ضخم، يشع بصلابة قاتلة. تقدم وضرب أحد أفراد العصابة بضربة كالصاعقة، لتتوالى الضربات بينهما بسرعة البرق. انتشرت الفوضى بين الأطفال والعصابة، واندلعت معركة حامية.
اختلطت الأجواء، وتحول المكان إلى مشهد كأنه لوحة فنية فوضوية؛ ضربات، مهارات، وهالات متداخلة. الأرض تهتز تحت أقدامهم، والصيحات تتعالى، لكن بين هذا الجنون، كانت آلما تقف بعيداً تراقب بابتسامة ساخرة.
آلما: "حمقى..."
وفجأة، قفزت إلى قلب المعركة، وسحبت شيئاً يشبه السيف الطويل لكن له لمعان كالعصا الحديدية. انطلقت كالبرق، وفي رمشة عين أشعلت المكان بسرعة مذهلة، ملأت المكان بالضربات الساحقة، سقط أفراد العصابة واحداً تلو الآخر، ثم استدارت نحو أصدقائها، تمسح العرق عن جبينها وتبتسم بثقة.
آلما: "وصلنا إلى سيدة بلاك داون... أشعر بهالتها."
سيبرو، يتشمم الهواء: "أجل، رائحتها تقترب بسرعة غير عادية..."
في لمح البصر، ظهرت عجوز مسنة، قوية، وبحركة سريعة باغتت الأطفال وأسقطتهم أرضاً. تقف بابتسامة واثقة على وجوههم وتقول: "آسفة يا أطفال، لقد تحكمت في الهواء ليتوهموا بقربي، هذا لا أكثر. أنا زعيمة العصابة التي قتلتموهم للتو. أنتم محظوظون بوجودي."
وبحركة خاطفة، تفعّل مهارة "التطهير"، لتخرج مخلوقات صغيرة أشبه بالأرانب من الأرض، تلتصق بالأطفال، وكأنها تستمد منهم طاقاتهم ببطء.
سون، مذهولًا: "مستحيل... لا أستطيع لمس هذه الوحوش، كأنها وهم، لكنني أشعر بها!"
العجوز، بابتسامة: "لا بأس، صغيري... لا تخف، فقط استرخي."
وفجأة، انطلقت بلاك داون في الهجوم على العجوز، مفعلة حاجزاً أسود يحيط بالأطفال، يمنع تقنية العجوز من التأثير عليهم. دخلت بلاك داون والعجوز في مجال مخيف، حيث بدأت العجوز تهجم بتتابع سريع، وقوة مرعبة، فيما تراوغ بلاك داون وتصدّ الهجمات، تخرج مظلتها السوداء وتفتحها ببرود لتصدّ بها ضربات العجوز.
القتال كان كأنه رقصة، لم يكن أي منهما ينوي التراجع أو الرحمة. تتنقل بلاك داون في الظلام، تظهر تارة خلف العجوز، وتارة فوقها، وتبدو كأنها شبح يتلاعب بخصمها. وفي لحظة خاطفة، تتصادم المرأتان بقوة، لكن بلاك داون تحكم قبضتها، وتغرس مظلتها في رأس العجوز، تفتحها داخل جمجمتها، فينفجر رأس العجوز بصدى يصم الآذان.
انقشع الحاجز، ووجد الأطفال أنفسهم محاطين مرة أخرى بالمرأة التي تحمل لعنة التجدد، تقف أمامهم بأكثر من مئة رأس، كأنها وحش أسطوري، وتبدأ بالهجوم عليهم بلا هوادة.
بلاك داون، بابتسامة باردة: "ها نحن هنا لا من أجلكم، بل من أجل اختبارنا."
تفتح مظلتها وتتقدم نحو المرأة بسرعة البرق، مغرزة مظلتها في قلبها. تتوقف المرأة عن الحركة، ويسود الصمت فجأة، وكأن الوقت تجمد للحظة.
ثم تتحدث بلاك داون بنبرة هادئة لكنها مشوبة بالثقة: "هيا، انتهى اللعب الآن... لنبدأ الاختبار."
تظهر أمامهم بوابة غريبة وحديثة، ما إن يعبرونها حتى يجدوا أنفسهم أمام خمس حلبات مشؤومة تملأها الأشواك والأسلحة المسننة، تبدو كأنها قاعات عذاب تترصدهم، تهيئهم لأصعب المعارك.