حلبات الدم تحت الأرض كانت شاهداً على انحدار البشرية إلى أعمق أعماق الظلام. قبو واسع، جدرانه مكسوة بالحديد الأسود المصقول، يضيئه وهج المشاعل المتراقصة، حيث تشكل ظلالها لوحة مشوهة للمأساة القادمة. الأطفال الواقفون وسط الحلبة كانوا يرتجفون، ليس من الخوف فقط، بل من الغدر الذي مزق قلوبهم. كل واحد منهم كان يعلم أن خصمه هو أقرب أصدقائه، أقرب ما يملكه في هذا الجحيم.
كانت بلاك داون، بعباءتها السوداء التي تنساب كالدخان، تقف في الشرفة العالية المطلة على الحلبة. عيناها، بريقهما الحاد كالسيف، تتنقلان بين المقاتلين بلا رحمة. بجانبها كان يقف راغنا، بابتسامته الساخرة التي تحمل في طياتها استهزاءً بالعالم بأسره.
> "الأطفال يبلون بلاءً حسناً،" قال راغنا وهو يمسح شعره الطويل بخفة.
ردت بلاك داون، بنبرة هادئة لكنها تحمل في طياتها أمراً لا يقبل الجدل: "كل شيء يسير وفق الخطة. اتصل بباقي الفيلق لتنظيف هذه الفوضى فوراً. و ليتخلصوا من جثث الحمقى الخاسرون
ضحك راغنا بسخرية، وأجاب: "حاضر، يا سيدة الظلام."
تقدم طفلان إلى مركز الحلبة. كانت العيون تراقب، الأجواء مشحونة، والصمت ثقيل كأنه يُخفي أنين الأرواح المتألمة.
الأول كان يتردد، يحدق في صديقه، عينيه ممتلئتين بالدموع. الثاني تظاهر بالقوة، لكن قبضته المرتجفة كشفت ضعفه.
ومع أول ضربة، انقلبت الحلبة إلى ساحة مذابح. الأول غرس سكينه في عين صديقه بلا وعي، صوت الصرخة التي أطلقها الأخير كان كفيلاً بتمزيق أرواح الحاضرين. لم يتوقف حتى تأكد من أن الحياة قد غادرت جسد صديقه.
في زاوية أخرى، كان هناك فتى قوي البنية يسدد اللكمات العنيفة على صديقه. واحدة تلو الأخرى، حتى خرجت أمعاء الأخير، لكنه لم يتوقف، وكأن الغضب كان سيده.
أما الفتاة ذات الشعر الأحمر، فقد استدعت مهارتها الخاصة. أطلقت وهمًا جحيميًا، حيث بدا لصديقتها وكأنها محاصرة داخل حمم بركانية. الصرخات كانت تعلو بينما جسدها يُشوى في وهم صنعه عقلها.( ملاحظة هذه المهارة محدودة ، لا تنقل الاشخاص من مكان الى آخر بل توهم الشخص بانه انتقل الى مكان آخر لكن هو في اصل دخل في مجال الشخص اللذي يستعمل مهارة و اللذي صنع عالم خاص في مجاله