#عودة الى الاختبار #
في اللحظة التي ارتفع فيها توتر الحلبة إلى أقصى حدوده، كان سون وماريو يقفان على جانبي الساحة المحطمة، يحدقان ببعضهما بشراسة تعكس التردد والألم المكبوت في أعماقهما. أصوات الحشود اختلطت بصدى ضربات الحلبة المتصدعة، والهواء المشحون بالكهرباء بدا وكأنه يثقل على الأنفاس.
سون: "أنا آسف يا ماريو... لم أكن أريد هذا أبدًا."
ماريو، وهو يحاول أن يكتم ارتجاف صوته: "كفى، يا صديقي. لن تكون هناك دموع الآن. إذا فزت، أعدك أنني لن أنساك أبدًا. وإن فزتَ أنت... لا تنساني يا سون."
صرخة بلاك داون قطعت التوتر كالسيف: "توقفا عن هذا العرض البائس! ابدأا القتال! ليس لدي وقت لتضييع الكلمات الفارغة!"
اندفع سون كبرق مفاجئ، قدماه تضربان أرضية الحلبة المتهالكة، متجهاً نحو ماريو. لكن ماريو، الذي لم يخفض عينيه للحظة، تفادى الهجوم بمهارة، موازياً سرعة سون بشكل صاعق. حينها، كشف سون عن الحبل الخشن المتوّسط بحديد حاد، والذي كان مخبأً تحت ملابسه. بحركة خاطفة، انطلق الحبل كأفعى نحو ماريو، محاولة لتمزيقه.
ماريو، بابتسامة ملأى بالجنون، همس: "أسلوب المعاكس..."
فجأة، انعكست كل ضربات سون عليه كالموج، لكنه تصدى لها ببراعة في اللحظة الأخيرة.
بدأ ماريو يجري في الحلبة كعاصفة مجنونة، محطماً كل ما يعترض طريقه، سلاحه الوحيد هو أسلوب المعاكس الذي يحوّل الحطام إلى أسلحة قاتلة. قطع خشبية مكسرة، شظايا معدنية، وحواف حادة من أرضية الحلبة، كل شيء بات موجهاً نحو سون بسرعة تفوق الإدراك.
سون، بعينين متوهجتين، راوغ الهجمات المميتة بحبله، لكن الضغط كان يزداد مع كل ثانية. أصوات التحطم والاحتكاك بين الأجساد المعدنية والصراخ المستمر من الحشود، شكلت سيمفونية من الفوضى.
فجأة، وقف ماريو، أنفاسه ثقيلة كأنه خرج لتوه من معركة مع الموت. نظر مباشرة إلى سون، وصرخ بصوت يكسر الصمت: "ليس أنت من عليه أن يموت..."
ثم التفت بعينيه المليئتين بالغضب نحو بلاك داون: "أنت!"
بقفزة جنونية، خرج من الحلبة، مكسراً ما تبقى منها، وأمسك بصخرة ضخمة، حجمها يكفي لتهديم جدار. رفعها فوق رأسه، نصف الحلبة تهدم تحت ثقله، واتجه نحو بلاك داون بعزم لا يلين.
لكن بلاك داون، وبتكتيك بارد، فتحت مظلتها السوداء. اختفت في طرفة عين وظهرت خلف ماريو. بصوت هادئ مميت، قالت: "لقد خسرت."
وبحركة واحدة، أدخلت رأس المظلة الحادة في جمجمة ماريو، لتخترقها إلى صدره.
انفجر الدم كنافورة هادرة، يغرق الحلبة، بلون أحمر داكن كأنه طوفان غضب. قطرات الدم المتناثرة ملأت الأجواء، الحلبة باتت كلوحة فنية مرسومة بالدماء. سقطت الصخرة بجانب جسد ماريو، وتحطمت إلى أجزاء أصغر، في حين كان جسده يرتجف للحظات قبل أن يسقط كدمية مكسورة.
راغنا، يقفز على الحلبة، يضحك بهستيريا: "انتهى الأمر! الفائز، لا لا، بل الشبه فائز... هههههه، هو سون!"
دماء ماريو لا تزال تتساقط، مختلطة بصرخات الجمهور الذي أصابه الجنون، بينما سون يقف مذهولاً، ممسكاً حبله، ينظر إلى الجثة بلا قدرة على التفوه بكلمة واحدة.