تسللت أشعة الشمس الباهتة عبر النوافذ العالية لتصبغ الغرفة بألوان رمادية باهتة، مما أضاف ثقلًا على الجو المشحون بالكلمات غير المعلنة. الجدران صامتة، لكنها تحمل قصصًا عن المؤامرات والمعارك التي لا تُروى. الطاولة الطويلة في منتصف الغرفة بدت وكأنها حقل معركة مصغر، كل فرد جالس حولها يرمق الآخر بنظرات تحدٍ، وكأن المكان على وشك الانفجار في أي لحظة.

تاي، ، كان جالسا على الطاولة، صدره مرفوع كأنه يزن الغرفة كلها بثقله. هالته الباردة كانت تُخفي خلفها غليانًا داخليًا. التفت إلى الجميع بنظرة تحمل ثقلًا من الحكمة والخطر، ثم بدأ بصوت خفيض لكنه قاطع:

"كلكم تعرفون من هي عائلة أودجين. نحن لا نتحدث قتلة مأجورين عاديين نحن نتحدث عن أشباح، أساطير حية تغرس الرعب في أعدائها. بالنسبة لي، تكليفكم وحدكم بهذه المهمة هو خطأ فادح."

صوت كرسي يُسحب بقوة قطع الصمت، وأخذ بالموند، أحد أفراد الفرقة، الحديث. ملامحه القاسية وعيناه السوداوان تحملان ثقة مفرطة بالنفس، وكأن جسده كله يصرخ: "أنا لا أُهزم". قال بابتسامة متعجرفة، كمن يستهزئ بالموقف:

"تاي، أظن أنك تقلل من شأننا. نحن فرقة موريس. فرد واحد منا يكفي للتعامل مع عضو واحد من عائلة أودجين. لا تُعقد الأمور بلا داعٍ."

لكن تاي لم يُظهر أي تفاعل مع تلك الكلمات. فقط أطلق تنهيدة ثقيلة، وكأن الهواء نفسه أصبح عبئًا عليه، ثم رد بنبرة جافة لكنها قاطعة:

"عفوًا، لا أريد مقاطعتك، بالموند، لكن دعنا نضع الأمور في نصابها. خطتنا لا تشمل التعامل مع آلة قتل أودجين، تشاي، أو وحشهم إنزوي. هؤلاء لا يكفيهم فرد أو حتى فرقة بأكملها . لا تنسى، نحن لا نُطارد قتلة فقط. نحن نطارد تاريخًا من الوحشية والقوة التي تفوق الخيال."حسنا أولا سوف نقوم انا و السيد موريس باستأجارهم بطريقة غير مباشرة في بلدان بعيدة عن بعض يعني أن نستأجر قاتلا في هند و الآخر في فرنسا و يجب أن تتم العملية في نفس الوقت

ارتفع حاجبا شو، أصغر أعضاء الفرقة، وكأن الحديث أثار قلقه. قال بصوت متردد لكنه يحمل فضولًا:

"لكن، ألا تعتقد أن استدراجهم سيكون أصعب مما نتوقع؟ إذا استأجرناهم في وقت واحد، سيشكون في نوايانا. الأفضل أن نفرق الأزمنة.الاستأجار''

لمعت عينا تاي بحدة، وكأنه صقر يُراقب طريدته. رد بنبرة صارمة:

"إذا فعلنا ذلك، سيفقدوا الإشارات التي تجمعهم و بهذا سوف نكتشف. عائلة أودجين ليست مجرد مجموعة من المرتزقة؛ هم شبكة متصلة، وإذا مزقنا تلك الشبكة، سنفسد خطتنا تمامًا. لكنني واثق أن المال يغري الجميع، حتى أودجين. إذا قدمنا لهم عرضًا لا يمكنهم رفضه، سيأتون."

أوبيتو، صاحب الجسد الممتلئ والنظرة الساخرة، انفجر ضاحكًا، قاطعًا حديث تاي. قال بنبرة تملؤها السخرية:

"هيا، تاي. أنت تتحدث وكأننا نتعامل مع عصابة شوارع. أودجين؟ عرض؟ أهذا ما تظنه؟ لا أحد يدعو الموت على عتبة بابه بهذه السهولة."

قبل أن يتمكن تاي من الرد، انفتح الباب فجأة بصوت مهيب، وكأن قوة خارقة قد دفعته. دخل أكاي، رئيس المنظمة، بملامح جامدة كشبح خرج للتو من قبره. كان يسير بخطوات بطيئة، لكنها تحمل قوة صامتة. جلس مقابل تاي دون أن ينطق بكلمة، ثم تبادل الاثنان نظرات عميقة. كانت النظرات وحدها كافية لتُشعل الجو بالكهرباء.

بعد لحظة طويلة، قال أكاي بصوت هادئ لكنه مشحون بالثقة:

"سمعت خطتكم، تاي. أعذرني، لم أكن أتجسس، لكن الفضول دفعني. ومن وجهة نظري... هذه الخطة لن تنجح. أودجين لن يقعوا في مثل هذا الفخ الساذج."

ارتبك موريس، ، وسأل بنبرة عاجلة:

"سيد أكاي، ماذا تقصد؟ هل لديك خطة بديلة؟"

ابتسم أكاي بخفة، لكن تلك الابتسامة كانت تُخفي خلفها بحرًا من الأسرار. قال بصوت خافت:

"دعوني أقول فقط أنني أملك طريقة لمعرفة مواقعهم. لا تسألوني كيف. فقط نفذوا ما يُمليه عليكم تاي، واتركوا الباقي لي."

نهض من كرسيه بخفة، ثم توجه نحو الباب. قبل أن يغادر، توقف للحظة والتفت إلى تاي، ابتسامة غامضة على شفتيه، وقال بصوت خافت يكاد يكون همسًا:

"أحيانًا، يا تاي، تحتاج إلى الاقتراب من الظل لتعرف ما يختبئ داخله."

أغلق الباب وراءه، تاركًا الجميع في حالة من الصدمة والتساؤل. صعد إلى الطابق الرابع، بخطوات ثقيلة هذه المرة، كأن كل خطوة تحمل معها وزرًا من الماضي. دخل غرفة مظلمة برقم سبعة، وأشعل سيجارة. جلس على كرسي قديم، ثم أغمض عينيه. كان المشهد أمام عينيه واضحًا: وجوه عائلة أودجين، ابتساماتهم الدموية، وعيونهم التي لا ترمش أمام الموت.

همس لنفسه:

"لعبة الظلام قد بدأت."

و يبدأ يتذكر ما حدث له البارحة

2024/12/15 · 13 مشاهدة · 664 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025