السماء ملبدة بغيوم رمادية كأنها مرآة تعكس اضطرابًا داخليًا لا يعرفه سوى أكاي. خرج من باب الطائرة بخطوات محسوبة، يحمل حقيبته الجلدية السوداء بيد، بينما الأخرى تعبث بحزام معطفه الطويل الذي يرفرف مع الريح الباردة. عينيه، سوداوين كليلتين بلا قمر، مسلطتان نحو الأفق وكأنهما تتجاوزان حدود الزمن والمكان. صعد إلى السيارة السوداء التي تنتظره. كان السائق يرتدي بذلة سوداء ونظارات معتمة، تعبيره جامد، وكأنه جزء من السيارة نفسها.

داخل السيارة، اختلط صوت المحرك بضجيج المدينة المكتظة. السيارات تتحرك كأنها قطع شطرنج في لعبة لا نهائية. أخرج أكاي هاتفه من جيب معطفه ونظر إليه لثوانٍ، تردد واضح في ملامحه. تمتم بصوت خافت:

"هل يجب أن أتصل بها؟... لا، سأترك الأمر مفاجأة... نعم، المفاجآت تحمل نكهة خاصة."

فتح حقيبته ببطء، كان بداخلها صفوف مرتبة بعناية من علب الشوكولاتة المغلفة بورق ذهبي. لمسها بأطراف أصابعه بحذر وكأنها كنز ثمين، ثم ابتسم ابتسامة باهتة، همس لنفسه:

"هل سيكفي هذا لإسعادها؟ ربما... إنها تستحق."

عند وصوله إلى منزل آني، نزل من السيارة بخطى ثقيلة. الريح الباردة لامست وجهه، لكنها لم تطفئ شعور الترقب الذي يملأ صدره. عبر البوابة الحديدية ببطء، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه. لكن، ما إن اقترب من الحديقة حتى توقفت قدماه، كأنهما تجمدتا في مكانهما.

رأى آني، جالسة على أحد المقاعد الخشبية، يحيط بها ضوء الشمس الخافت كأنها لوحة رسمها فنان في لحظة إلهام. لكنها لم تكن وحدها. بجانبها جلس رجل آخر، . كانا يتبادلان الحديث بهدوء، أيديهما متشابكة في مشهد كأنه طعنة خفية في قلب أكاي.

لم يستطع أكاي أن يخفي صدمته، لكنه استجمع شتات نفسه سريعًا وتقدم بخطوات ثابتة نحوها. بصوت هادئ لكنه يحمل نبرة ساخرة، قال:

"مرحبًا، آني."

رفعت آني رأسها بسرعة، وعندما رأت أكاي، قفزت من مكانها وركضت نحوه كما لو كان طوق النجاة في بحر متلاطم الأمواج. رمت نفسها في حضنه، ودموعها تلمع في عينيها. قالت بصوت مليء بالحنين والعتاب:

"أيها الأحمق! كيف تجرؤ على تركي هكذا؟ لقد اشتقت إليك كثيرًا."

لكن أكاي، الذي كانت عيناه لا تفارقان الرجل الجالس، قال ببرود قاتل:

"يبدو أنك لم تكوني وحيدة أثناء غيابي... وجدتِ من يعوضني، أليس كذلك؟"

نهض الرجل ببطء، خطواته ثقيلة كأن الأرض تستجيب لإرادته، وتقدم حتى وقف أمام أكاي. كان الصمت بينهما مشحونًا بشكل لا يوصف، وكأنهما شمس وقمر التقيا في منتصف الطريق. تشاي، آلة قتل عائلة أودجين، يقف وجهًا لوجه أمام أكاي، رئيس المنظمة.

اذ بالمفاجئة الكبرى و صدمة الاكثر جنون كلاهما تشاي و أكاي ، اكبر عدوان في العالم يقفان امام بعضهما و عليهما الصدمة من رئية بعضها ، حيث أن المشاهد مشحون لا يوصف ، تخيلوا معي اخطر قاتل مأجور في عالم يقف امام رئيس المنظمة

آني، التي وقفت بينهما كأنها طفلة ضائعة، سألت ببراءة:

"ما الأمر؟ هل تعرفان بعضكما؟"

أجاب أكاي دون أن يزيح عينيه عن تشاي:

"لا أعرفه، لكنني أريد أن أعرف. ربما يمكننا البدء بتقديم صديقك الجديد."

ابتسمت آني بخجل وقالت:

"أوه، هذا تشاي. إنه... صديقي الجديد. يملأ وقت فراغي، ويحب التحديات والمنافسة. أعتقد أنكما ستصبحان صديقين."

ابتسم تشاي ابتسامة خفيفة، لكنها كانت تحمل وزن الجبال، وقال:

"تشرفت بمعرفتك، سيد... نسيت اسمك."

رد أكاي بابتسامة مشابهة:

"أكاي. يكفي أن تتذكر هذا الاسم."

قطع الحوار توتر الموقف، لكن كلاهما كان يدرك أن هذه المواجهة لن تنتهي هنا. أكاي، محاولًا كسر التوتر، أخرج الحقيبة السوداء ومدها لآني وقال:

"جلبت لك بعض الهدايا. آمل أن تعجبك."

أخذت آني الحقيبة وركضت إلى المنزل، تاركة الاثنين وحدهما. الهواء بينهما أصبح ثقيلًا، كأن الغلاف الجوي انخفض فجأة. قال أكاي بصوت منخفض، لكن حروفه كانت كحد السكين:

"كيف تعرفت على آني؟ هل كنت تتبعني؟"

ضحك تشاي بخفة، وقال:

"أوه، لا تكن مغرورًا. القدر فقط قرر أن يجمعنا على حب نفس الفتاة. أما أنت، فلا تعني لي شيئًا."

عندها، همّ بالرحيل، لكنه توقف عند الباب عندما ناداه أكاي:

"انتظر."

اقترب أكاي ببطء، ووضع ورقة في يده وقال:

"اتصل بي في الساعة التاسعة. لدي موضوع مهم... يخص آني."

رمق تشاي الورقة بنظرة مستهزئة،

خرج تشاي، تاركًا أكاي يغرق في صمته.

---

2024/12/15 · 15 مشاهدة · 621 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025