كانت الأرض متشققة وكأنها تقاوم ثقل العالم بأسره. الرياح الباردة ، كأنها تصرخ بألم العالم الممزق. وسط هذا الدمار، كان سون يقف، جسده مشدود كوتر قوس، نظراته ثابتة على خصمه، ذلك الرجل المجهول الذي بدا كأنه تجسيد للموت ذاته. هالته كانت سوداء كثيفة، تتراقص حوله كألسنة نار، وعيناه تضجان بوحشية مدمرة، وكأنهما بوابتان إلى أعماق الجحيم.

كان جسده ضخمًا، وعضلاته تبرز بوضوح مع كل حركة يقوم بها. سيفه الضخم يتلألأ بضوء خافت، وكأن شفرتَه تشتهي طعم الدم. وجهه كان أشبه بمنحوتة حجرية، تعلوه ندوب عميقة تروي قصص معارك لا حصر لها. أنفاسه الثقيلة تتردد في الأفق، تشبه زئير وحش يستعد للانقضاض.

سون، في المقابل، كان يملك هدوءًا متقنًا، لكن عينيه فضحتا صراعًا داخليًا. كان حبله الملفوف حول ذراعه يشبه ثعبانًا مهيبًا، يتحرك بانسيابية مميتة. شعره الطويل يتطاير بفعل الرياح، وملامحه كانت خليطًا من التصميم والحذر. الهالة التي تحيط به لم تكن عادية، بل كانت مشبعة بطاقة غريبة، تشبه هدوء العاصفة قبل أن تضرب بكل قوتها.

انفجر القتال فجأة كوميض برق. انطلق سون للأمام بسرعة لا تُصدق، حبله ينسل من بين أصابعه كأفعى جائعة. خصمه، رغم ضخامته، تحرك برشاقة مميتة، وسيفه يعصف بالهواء وكأنه يقطع الرياح نفسها. ارتطمت شفرة السيف بالحبل، واندلع شرر كأن الكون نفسه يئن من وطأة الصدام.

معركة الحبل والسيف كانت أشبه برقصة مميتة، كل حركة محسوبة وكل خطوة مليئة بالمخاطر. ارتفعت أصوات المعدن يتصادم، ممزوجة بأنين الرياح وصراخ الأرض تحت أقدامهما. كان الجو يزداد كثافة، وكأن العالم كله يحبس أنفاسه.

في لحظة خاطفة، تمكن سون من خداع خصمه بحركة مراوغة، ليطوق ذراعه بالحبل ويسحب بقوة مفاجئة. صرخة الرجل اخترقت الأجواء بينما انقطعت ذراعه، والدم يتفجر كنافورة من جسده. لكن، بدلاً من السقوط، استدار الرجل بغضب لا يوصف، وسيفه يلمع كأنه قد استمد قوته من ألمه.

تحرك السيف بسرعة جنونية، قاصدًا عنق سون، لكن الأخير قفز بخفة فوق الهواء نفسه، كأنه ينتمي إلى عالم آخر. لم يكن الأمر مجرد مهارة، بل بدا وكأنه يتلاعب بالجاذبية ذاتها. من موقعه المرتفع، ألقى سون حبله مباشرة نحو صدر الرجل.

اخترق الحبل صدر الخصم كرمح مميت، وغرز نفسه في قلبه. للحظة، تجمد الزمن، قبل أن ينهار الجسد العملاق على الأرض بصوت مزلزل. الدماء أغرقت التربة، راسمة خطوطًا أشبه بشبكة عنكبوتية، في حين بدأ الرجل يختنق، محاولًا التقاط أنفاسه الأخيرة.

اقترب سون ببطء، عيناه مليئتان بخليط من الحزن والغضب. حدق في الرجل الملقى أمامه، وكأنما يحاول فهم معنى كل هذا. همس بصوت منخفض، لكنه يحمل قوة هائلة:

"لقد كنت مختلفًا... هالتك، قوتك... كل شيء فيك يصرخ بمعنى آخر للعنف. أنت لست مجرد روح ضائعة، بل كيان يقاتل من أجل شيء أعظم من نفسه. ومع ذلك، لم يكن كافيًا..."

صمت للحظة، ثم أضاف بصوت أقرب إلى التأمل:

"كم من الدماء يجب أن تُراق حتى نصل إلى المخرج؟ كم من الأرواح يجب أن تذهب قبل أن نجد الحقيقة؟ ربما، مثلك تمامًا، أنا أيضًا مجرد أداة لعالم لا يعرف سوى لغة القتل."

استدار سون، تاركًا الجثة خلفه. لم تكن هناك ابتسامة انتصار، بل ظل ثقيل يرافقه، وكأنه يحمل عبء كل المعارك التي خاضها وكل الأرواح التي أزهقها. أكمل الجري نحو وجهته، محاطًا بهالة باردة تحمل همسات الأرواح التي تركها خلفه.

------

صوت: "ماء... ماء..."، كأنه نداء يائس يتردد في الفراغ الخانق. الصوت كان ضعيفًا، مليئًا بالألم والعجز، وكأنه يخرج من روح على شفير الهاوية. داخل إحدى زوايا القسم المظلمة، كان بيتو جاثيًا على ركبتيه، جسده منهك إلى درجة لا تُصدق، ووجهه متصبب بالعرق والشحوب يلتهم ملامحه. عيناه غائرتان، تحاصرهما الهالات السوداء التي ترسم على وجهه خريطة عذاب طويل.

كانت أنفاسه متقطعة، وكأن الهواء نفسه قد بات يرفضه. شفتيه الجافتين تتحركان ببطء، تردد ذات الكلمة الممزقة: "ماء... فقط قطرة واحدة... لماذا لا يعطوننا الماء؟" يضغط يديه المرتجفتين على الأرض، يحاول النهوض، لكن جسده يخذله، كأنه يصرخ من كل عضلة فيه: "كفى!"

تحت الضوء الخافت الذي يتسرب من مصباح مهتز في السقف، بدت الأرض ملطخة ببقع دم متجمدة، آثار معارك خاضها وتركها وراءه. أغمض عينيه للحظة، وعاد ليهمس بصوت بالكاد يسمع: "لقد قتلت... أكثر من خمسين... خمسون روحًا ذهبت بسبب يدي... ومع ذلك، لم أستطع البقاء واقفًا. هل سأموت الآن؟ عطشًا؟ هنا؟"

بيتو، وهو يدرك أنه لا خيار أمامه سوى التحرك، جمع كل ما تبقى من قوته. قام بتثبيت كفيه على الأرض الملطخة بالدماء ورفع جسده ببطء شديد، وكأنما كان يحمل جبلًا على كتفيه. خطواته كانت ثقيلة وغير ثابتة، تجره نحو الأمام بصعوبة. كانت عيناه نصف مغمضتين، تتنقلان بلا تركيز بين جدران المكان الرمادية المتهالكة، التي بدت وكأنها شاهدة على كل دماء سُفكت وكل أرواح أُزهقت.

الجو كان مشحونًا بالكآبة. الرطوبة في الهواء تكاد تُخنق، والرائحة الكريهة المنبعثة من الجدران المتعفنة تختلط مع رائحة الدم العالقة في المكان. الظلام كان كثيفًا، لا يقطعه سوى أضواء ضعيفة تصدر أزيزًا منخفضًا، وكأنها تحاول الصمود ضد زحف العتمة.

بيتو تلعثم بخطواته، وهو يتمتم بصوت مبحوح: "أين المخرج؟ هذا المكان كالقبر... سأموت هنا. عطشي يقتلني أكثر من أعدائي... اللعنة، هل هذا عقاب على كل الأرواح التي أزهقتها؟" أوقفته تلك الفكرة للحظة. نظر حوله، وكأن الجدران ستجيبه، لكنه لم ير سوى الظلال الثقيلة التي تراقبه بصمت.

وفي غمضة عين، توقف كل شيء. الزمن نفسه بدا وكأنه انكسر. فجأة، ظهرت من الظلام هالة ثقيلة، تسبق ظهور صاحبها. كان الهواء حوله مختلفًا، ثقيلًا وكثيفًا لدرجة أن بيتو شعر وكأنه يختنق أكثر.

ظهر الرجل أخيرًا. كان عملاقًا، ذو بنية عضلية مرعبة، كل عضلة في جسده تبدو وكأنها صنعت للقتل. جلده الداكن كان مشوبًا بندوب قديمة، كل واحدة منها تحمل قصة معركة شرسة. عيناه تشعان بضوء غريب، خليط بين الحقد والهدوء القاتل. ارتسمت على شفتيه ابتسامة بالكاد يمكن وصفها بأنها بشرية، وكأنها وُجدت فقط لتُذكر خصومه بأنهم لن يروا شروق الشمس مجددًا.

---

في غرفة المراقبة، جلست مين في الظل، عيناها مثبتتان على الشاشة. كان وجهها محايدًا، بلا تعبير. لكن عينيها، وهما تتابعان بيتو، تحملان شرارة من شيء مظلم، كأنها تستمتع بمشهد موته البطيء. تمتمت بصوت بارد، كأنما تخاطب نفسها:

"مت. لن أحتاج لوجودك طويلًا. أنت مجرد أداة. وحتى الأدوات، حين تهترئ، يجب التخلص منها."

بيتو نظر إلى الرجل العملاق، أنفاسه تتسارع رغم إرهاقه. فكر للحظة، "هذا ليس عدوًا عاديًا. قوته، حضوره... هذا شيء مختلف." لكن لم يكن هناك وقت للتفكير. العملاق تقدم بخطوة واحدة، والهواء حوله اهتز كأنما يتأهب للانفجار.

-------

الجدران تضيق، الظلال تبتلع كل شيء، والصمت ثقيل كصخرة لا يمكن زحزحتها. كان سون يمشي بخطوات واهنة، يجر قدميه فوق الأرضية المعدنية الباردة التي تنبعث منها رائحة الحديد والصدأ. عيناه تجوبان المكان بحذر، تتفحص كل زاوية وكل خط صدع في الجدران التي بدت وكأنها شاهدة على أهوال لا يمكن وصفها. القاعة أمامه كانت تبدو مألوفة بطريقة مزعجة، وكأن الزمن قد توقف وأعاد نفسه بشكل لا نهائي.

توقف، حدّق حوله للحظة، ثم تمتم بصوت منخفض، أشبه بهمسة إلى الفراغ:

"لقد مررت من هنا من قبل... لا... هذه ليست صدفة. إنها قاعة الانتظار نفسها. ولكن لماذا؟ لماذا أعود إلى نفس المكان؟"

تقدم ببطء، أضواء القاعة الخافتة كانت ترمي بظلال مشوهة على الجدران، وكأنها ترقص بسخرية خبيثة. هناك، في قلب القاعة، كان يجلس ذلك الرجل مرة أخرى. كان جسده الضخم منحنيًا قليلاً إلى الأمام، يديه على ركبتيه، ورأسه مائل قليلًا وكأنه ينتظر شيئًا. عيناه كانتا تبرقان تحت الظلال، مثل عيون ذئب جائع، بينما ارتسمت على شفتيه ابتسامة شاحبة، مشبعة بالثقة والخطر.

سون وقف مكانه للحظة، ثم انطلق صوته، مزيج من الغضب والإنهاك:

"أنت مجددًا؟! تبا لك، أيها الأبله! ما الذي تفعله هنا؟"

لكن الرجل لم يرد. بدلاً من ذلك، رفع رأسه ببطء، نظراته تغوص في عيني سون، وكأنما يسبر أعماق روحه. هالة الرجل تغيرت فجأة، أصبحت أثقل، أكثر شراسة. الهواء حوله بدا وكأنه يشتعل دون نار.

"ابتسامتك تلك... هل تظن أنها تخيفني؟!" صرخ سون.

الهجوم بدأ دون تحذير. الرجل قفز كأنه وحش مفترس، قبضته تتجه مباشرة نحو وجه سون. الأرض اهتزت تحت قدميه، والهواء انفجر كأنما يصرخ من قوة الحركة. لكن سون لم يكن غافلًا. بخفة أشبه بالظل، انحنى إلى الخلف، ثم التف بحركة دائرية، مسددًا ضربته إلى جانب الرجل.

الضربات كانت كأنها صراع بين جبابرة. صوت ارتطام الأجساد كان يتردد في القاعة مثل رعد لا ينتهي. كل حركة، كل خطوة، كانت مشبعة بالغضب واليأس. سون كان يقاتل بكل ما يملك، لكنه في كل مرة كان يشعر أن الرجل يزداد قوة، وكأن الألم يغذي عزيمته بدلاً من أن يكسره.

بعد دقائق طويلة من القتال، تمكن سون من إسقاط الرجل أرضًا بضربة خاطفة. جسده كان مغطى بالدماء، أنفاسه لاهثة، لكنه لم يتوقف. مشى نحو الباب الوحيد في القاعة، فتحه بقوة، لكن ما رآه خلفه جعله يتجمد.

القاعة نفسها. الرجل نفسه. كل شيء أعيد وكأن شيئًا لم يحدث.

لم يستطع سون تصديق عينيه. حدق في الرجل، الذي كان يجلس مجددًا بنفس الطريقة، نفس النظرة، نفس الابتسامة القاتلة. صرخ بصوت يائس:

"ما هذا؟! هل هذا اختبار؟ أم لعنة؟!"

لكن الرجل لم يجب. وقف ببطء، وكأن الوقت في العالم قد تباطأ خصيصًا لتحركاته. ثم هجم عليه مرة أخرى.

الدائرة استمرت.

مرة بعد مرة، قتال بعد قتال، كان سون يهزم الرجل، يفتح الباب، ليجد نفسه دائمًا يعود إلى نفس القاعة، ونفس الابتسامة المخيفة تنتظره. كل مرة كانت أشد قسوة من السابقة.

بعد أكثر من عشرين مواجهة، وقف سون وسط القاعة، جسده متعب إلى حد لا يوصف، عضلاته ترتعش، ويداه ملطختان بالدماء. نظر إلى الرجل الجالس، ثم إلى الباب المغلق خلفه. ابتسم بسخرية متعبة، وكأن اليأس لم يعد عدوه، بل أصبح رفيقه.

"كل الطرق تؤدي إلى هنا... قاعة الانتظار. لكن... المخرج ليس هناك. إنه هنا، في هذا المكان الملعون."

تقدم سون نحو الرجل، نظراته هذه المرة كانت مختلفة. لم تكن مليئة بالغضب أو الخوف، بل بالإصرار. الابتسامة التي ارتسمت على وجهه كانت أشبه بتحدٍ لعالم بأكمله.

"سأخرج من هنا، سواء أعجبك ذلك أم لا. حتى لو اضطررت إلى تمزيق هذا المكان قطعة قطعة."

-------

الظلام كان سيد الموقف، والرائحة الكريهة للدماء والعرق كانت تتخلل الهواء الرطب، كأن المكان نفسه يتنفس الموت.

كان بيتو يقف هناك، جسده منهك، وكل عضلة فيه تصرخ استغاثة من فرط الإجهاد. عيناه كانتا نصف مغمضتين، يلمع فيهما خليط من الإرادة واليأس. وجهه كان شاحبًا، كأنه شبح ظل عالقًا بين عالمين. الرجل الضخم أمامه كان كالجدار الذي لا يتزحزح. بنيته الجسدية كانت أشبه بتمثال من حجر، عضلاته تنبض بالقوة، وندوبه المتناثرة تحكي قصص معارك لا تُحصى. عينيه الباردتين كانتا تراقبان بيتو بهدوء مخيف، كأنهما تقولان: "مهما حاولت، لن تهزمني."

بيتو حاول أن يتجاهل العطش الذي يعصف بجسده، وكأنه سكين يشق طريقه في أعماقه. لم يكن هذا وقت الاستسلام. قبض بيديه على سكينه الصغيرة، التي بالكاد كانت تبدو كأداة يمكنها مواجهة ذلك الوحش البشري. كان يعرف أن قوته الجسدية لن تكفي، وأن سرعته قد خانته بسبب إنهاكه. ومع ذلك، تقدم.

الهجوم الأول كان جريئًا ومباشرًا. قفز بيتو إلى الأعلى، قدماه تدفعانه بكل ما تبقى له من طاقة. عيناه كانتا مثبتتين على عنق الرجل، نقطة يبدو أنها الوحيدة التي يمكن أن تؤذيه. رفع السكين عاليًا، وهبط بها بقوة مميتة. لكن اللحظة التي ارتطمت فيها السكين بيد الرجل كانت كالكابوس.

الرجل تصدى للسكين بيديه العاريتين. الحديد الذي كان يفترض أن يكون قويًا انكسر تحت قوة قبضته كأنه زجاج هش. تطايرت شظايا السكين في الهواء، بعضها جرح وجه بيتو، تاركة خطوطًا رفيعة من الدم تتدفق ببطء. كانت تلك اللحظة كافية لتزرع في قلبه شعورًا بالخطر الحقيقي.

"كيف يمكن لهذا الرجل أن يكون بهذه القوة؟" فكر بيتو، لكن لم يكن لديه وقت للتراجع.

بدون تردد، بدأ بيتو في الالتفاف حول خصمه، محاولًا استغلال ما تبقى من سرعته. خطواته كانت أشبه بعاصفة صغيرة، تدور حول العملاق محاولة إرباكه. لكن الرجل لم يتحرك، لم يبد عليه أي ارتباك. كان يقف هناك، كأنه جبل، ينتظر اللحظة المناسبة.

وفي لحظة واحدة، اختفت المسافة بينهما.

يد الرجل الضخمة التقطت جسد بيتو كأنما كان مجرد دمية صغيرة.

صوت العظام وهي تتكسر كان كصرخة خافتة وسط الصمت المميت. قبضته كانت تزداد إحكامًا على جسد بيتو، الذي كان يصرخ، ليس من الألم فقط، بل من الإحباط واليأس. الأضلاع بدأت تتحطم واحدة تلو الأخرى، وصوتها كان يتردد في المكان كأنها صدى النهاية.

الهواء كان قد أصبح ثقيلًا، كأنه يشارك في هذا المشهد الوحشي. العتمة حولهما بدت وكأنها تضيق أكثر فأكثر، كأنها تستعد لابتلاع كل شيء.

بيتو حاول المقاومة. يداه المرتجفتان حاولتا ضرب الرجل، لكن قبضته كانت كالفولاذ، لا تهتز. عيناه التقتا بعيني العملاق، وكانتا مليئتين بشيء أشبه بالازدراء.

"هذا هو مصيرك. لن تهرب من هنا." كانت تلك الرسالة مكتوبة بوضوح في نظرات الرجل.

وبدون إنذار، وبحركة واحدة سريعة ومرعبة، فصل الرجل رأس بيتو عن جسده.

الدم تفجر كنافورة، ورائحة الحديد ملأت المكان. الرأس سقط أرضًا، عيني بيتو ما زالتا مفتوحتين، وكأنهما تراقبان النهاية. الجسد الذي كان يقاوم بشراسة قبل لحظات، أصبح الآن مجرد كتلة من اللحم والدماء.

الرجل وقف هناك، كأنه آلة قتل بلا شعور. نظر إلى الجثة للحظة، ثم أدار ظهره، وكأن ما حدث لم يكن سوى جزء بسيط من يوم عادي.

الصمت عاد مجددًا، لكنه كان مختلفًا هذه المرة. كأنما المكان نفسه قد استوعب النهاية، وأصبح أكثر كآبة مما كان عليه. الأرض كانت مبللة بدماء بيتو، والجدران الشاهدة على هذه المأساة بدت أكثر ظلامًا.

كان هذا المكان أشبه بمقبرة، حيث الحياة نفسها تتلاشى، وتترك خلفها فقط صدى الموت.

2025/01/23 · 12 مشاهدة · 2045 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025